الشخصية المدمِّرة
قد يَحدث لشخصٍ يسترجع حياته١ أن يدرك أنّ معظم الالتزامات الأعمق التي كابدها في مسار تلك الحياة قد نشأتْ لدى أشخاصٍ يتّفق الجميع
قد يَحدث لشخصٍ يسترجع حياته١ أن يدرك أنّ معظم الالتزامات الأعمق التي كابدها في مسار تلك الحياة قد نشأتْ لدى أشخاصٍ يتّفق الجميع
تشرح الملاحظات التالية الخلفيّة النظرية التي انطلقتُ منها في دراستي للأوضاع العربية والانتفاضة الإقليمية، وبالأخص في كتابي «الشعب يريد: بحث جذريّ في الانتفاضة العربيّة» (بيروت: دار الساقي، ٢٠١٣).
صناعة الإعلانات، المُكرَّسة لخَلق مُستهلِكين، ظاهرةٌ تنامتْ في البلدان الأكثر تحرّراً، في بريطانيا والولايات المتّحدة. والسّبب واضحٌ تماماً، إذ تَبيَّنَ منذ قرنٍ أنّ السّيطرة على السكّان بالقوّة لن يعود أمراً شديد السّهولة، فثمّة قدرٌ كبيرٌ من الحريّة قد بات في متناول اليد: تنظيم العمّال، أحزاب العمّال البرلمانيّة في بلدان كثيرة، بدأت النّساء يحصلن على التحرّر، وما إلى ذلك.
عادةً ما تتشوَّش النّقاشات١ حيال مسؤوليّة الحماية، أو قريبتها مسألة «التدخّل الإنسانيّ» بقعقعة هيكل عظميّ في الخزانة: أعني التاريخ، إلى هذه اللحظة.
لا يخلو حديثٌ عن «المدينة» من الحديث عن المكان، ولعلّ اللغة قادرةٌ على شرح هذه العلاقة التي وإن كانت تبادليّةً بين الدالّ والمدلول، إلّا أنّها - كذلك - تداوليّة، أي إنّنا بكلّ حديث وتدارس في دلالة المكان لغةً، اتّسعتْ لنا المدينة وتعدّدت، وبكلّ تعدّد لها احتجْنا للحفر أعمقَ في مفهوم اللغة مكاناً، لذا كان «المكان» لغةً هو المدخل الأنسب لموضوعة المدينة.
«بيروت، الشوارع في سُفن،
بيروت، ميناءٌ لتجميع المُدن»
محمود درويش، «قصيدة بيروت»
انتهى حفل توزيع جوائز مهرجان «كان» السينمائيّ، الذي اختَتَم دورته الثانية والسبعين، في الوقت الذي هبطت فيه الطائرة التي استقللْتُها في برلين. تمّ الإعلانُ عن عددٍ قليل من الجوائز، وكنت أجهد لـ«تحديث» مختلف تطبيقات وسائط تجارة الأفلام و«تجديدها» على هاتفي لمتابعة الأخبار، بينما كنت أنتظر ظهور أمتعتي على حزام نقل الحقائب في المطار.
اكتشفتُ الفيلم الوثائقيّ «زيارة إلى فلسطين» في عرضٍ نظّمه «نادي لكلّ الناس» في مركز «مانشون» ببيروت. بيير باولو بازوليني الملحد، الشاعر، الكاتب، المؤلّف المسرحيّ، والمخرج، ذهب إلى فلسطين بحثاً عن ديكورٍ وممثّلين وكومبارس ليخرج فيلماً عن حياة المسيح. أخرج ممّا وجده هناك فيلماً للكواليس عنوانه «زيارة إلى فلسطين»، يقع بين التأمّل الداخليّ وكرّاس رحلة.
يقول بازوليني إنّه فكّرَ بزيارة إيران عندما كان يتحدّث مع الروائيّ الإيطالي، ألبرتو مورافيا، عن قصص ألف ليلة وليلة١.
أدّى الانتداب الأوروبيّ إلى انتشار اللّغات الأجنبيّة في البلدان العربيّة، ممّا أوحى للكتّاب والمثقّفين العرب بالبحث عن طرُق لتطوير اللّغة العربيّة - وذلك في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين - كي تجاري اللّغات الأخرى، وذلك لأنّ اللّغات الأجنبيّة في ذلك الوقت بدأت تطغى على اللّغة العربيّة بسبب سهولة القراءة بتلك اللّغات (زكي، ١٩٠١: ٢).