من سويسرا الشرق إلى هانوي العرب تاريخ مختصر لصورة بيروت
«بيروت، الشوارع في سُفن،
بيروت، ميناءٌ لتجميع المُدن»
محمود درويش، «قصيدة بيروت»
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
«بيروت، الشوارع في سُفن،
بيروت، ميناءٌ لتجميع المُدن»
محمود درويش، «قصيدة بيروت»
لا يخلو حديثٌ عن «المدينة» من الحديث عن المكان، ولعلّ اللغة قادرةٌ على شرح هذه العلاقة التي وإن كانت تبادليّةً بين الدالّ والمدلول، إلّا أنّها - كذلك - تداوليّة، أي إنّنا بكلّ حديث وتدارس في دلالة المكان لغةً، اتّسعتْ لنا المدينة وتعدّدت، وبكلّ تعدّد لها احتجْنا للحفر أعمقَ في مفهوم اللغة مكاناً، لذا كان «المكان» لغةً هو المدخل الأنسب لموضوعة المدينة.
بيروت، في تمّوز / يوليو من العام ١٩٦٢. في ظلّ الحرارة الرّطبة آخر فترة بعد الظهر في فصل الصّيف، قصدت فندق سان جورج للقاء أوسكار نيماير ومرافقته إلى منزلنا الصيفي في بحمدون، وهي قرية صغيرة في الجبل اللبناني. كان نيماير قد وصل إلى مرفأ بيروت قبل بضعة أيّام بدعوةٍ من الحكومة اللبنانيّة بغرض وضْع مخطّط معرض طرابلس الدولي، وسارع إلى الاتصال بوالدي، وهو مهندسٌ معماريّ وشيوعيّ مثله، عملاً بنصيحة خورخي أمادو، صديقهما المشترك.
*عندما حطّ أوسكار نيماير رحاله في مرفأ بيروت في حزيران / يونيو ١٩٦٢، كان وهو في الخامسة والخمسين من عمره، المهندسَ الأشهر في برازيليا، العاصمة الجديدة التي غرسها الرئيس كوبيتشيك في وسط البلاد، على هضبة عاصفة، في قلب منطقة السافانا في البرازيل ال
أخجل من الاعتراف اليوم، وأنا أتمّ عامي الثّامن والثّلاثين على هذه الأرض، بأنّني لم أزرْ يوماً معرض رشيد كرامي الدّولي كلّه. عشت ثماني وعشرين سنة من حياتي في طرابلس، على بعد خمس دقائق بالسّيارة من المعرض، ولم أجرؤ أو أفكّر سابقاً بزيارته كاملاً. تقتصر معرفتي به على القاعة الكبرى حيث يقام معرض سنويّ للكتاب، والباحة خارج هذه القاعة وجزء من الحدائق فيه.
«لربّما كان كبح الغضب عبر فهمه وامتصاص أسبابه من أهمّ الضرورات الأخلاقيّة للفنّ البرجوازيّ. لا يهمّ حقّاً إن كانت تلك الخلافات والتناقضات والتقرّحات التي أنتجت هذا الغضب قد سويّت مؤقّتاً باستخدام آليّات اجتماعيّة معقّدة أو تمّ التنفيس عنها عبر التفكّر المتسامي»
منذ إقرار قانون الإيجارات في نيسان ٢٠١٤ والنقاشات التي تلته، بدا واضحاً أن هناك أزمة حقيقية للسكن في لبنان، وفي بيروت تحديداً. كما ظهرت إلى العلن المعاناة التي يعيشها سكان بيروت وضواحيها في الوصول إلى السكن الكريم، وذلك جرّاء السياسات الإسكانية المتعاقبة منذ أوائل سنوات التسعينيات.
«عمّر وبيع». كانت تلك نصيحة والدتي بعد تخرجي مهندساً معمارياً في نهاية الثمانينيات. كانت خيبتها أنّ ذلك لم يحصل قط! بعدما عاشت في بيروت منذ الانتداب الفرنسي وعايشت فترات الاستقلال والحروب المتعددة، المحليّة والإقليميّة والعالمية، أصبح لدى والدتي أفكارها الخاصة عن كيفية تحقيق مدخول ثابت في منطقة غير مستقرّة اقتصادية.