بيروت في حوارية الرواية والعمارة
ننشر فيما يلي الحوار بين المهندس جاد تابت والروائي الياس خوري، الذي نظمه "المركز العربي للعمارة" و"بيت الكتب" في بيروت في متحف سرسق، في ٣١ آب\أغسطس ٢٠١٦.
ننشر فيما يلي الحوار بين المهندس جاد تابت والروائي الياس خوري، الذي نظمه "المركز العربي للعمارة" و"بيت الكتب" في بيروت في متحف سرسق، في ٣١ آب\أغسطس ٢٠١٦.
الجمعة في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1966. إنه عيد مولدي. اليوم أبلغ التاسعة والعشرين من العمر. أنا واقف في ميدان التحرير داخل سور صنعاء، بانتظار أن أشهد أوّل عملية إعدام بالرصاص في تاريخ اليمن، وتحت راية الأمم المتحدة أيضاً. لقد طلبت مني المخابرات المصرية ذلك، وأنا جهزت نفسي لهذه اللحظة، أو قل حاولت، متجنباً التفكير في الأمر. إنها المرة الأولى لي، وسوف تكون الأخيرة.
يحاجج علماء الفلك، وبقدرة على الإقناع، أنّ الحاضر بناء نظريّ لا قيمة جسديّة أو حسابيّة أو قابلة للحساب الزمني له، بل أنّ قيمته وجوديّة، نفسانيّة-عاطفيّة وسياسيّة. في الواقع إنّه بناء عجيب عميق التجذّر في الشعور بالكينونة، وفي ماديّة الجسم كما في لا ماديّة الذات، هو حسّي وسياسيّ بامتياز، يشتغل باستمرار من خلال المقارنة مع الماضي والمستقبل.
اليوم، يبدو الشعار الثوري "الخبز، الكرامة، والعدالة الاجتماعية" الذي أسَر آمال الملايين في العالم العربي، أشبه بذكرى بعيدة.
"إيه ويالّا... سورية اطلعي برّا". ردّدتُها عندما كنتُ في الخامسة من عمري. يومها، اصطحبني أهلي إلى "قصر الشعب" (قصر الجمهوريّة في بعبدا). مشينا طويلاً للقاء قائد الجيش اللبنانيّ آنذاك، العماد ميشال عون. حملت العلم اللبنانيّ، وردّدت أغنيةً لماجدة الرومي قد تكون "سقط القناع"، لا أذكر. لكنّني أذكر أنّني ارتديتُ قبّعة الجيش المرقّطة، وصرختُ مطالبةً بخروج الجيش السوريّ من لبنان.
خلافاً لجميع التوقّعات، تمكّن بيرني ساندرز من الفوز بأكثر من ثلاثة عشر مليون صوت (٤٣٪ من المجموع الكليّ) وثلاث وعشرين ولاية في الترشيحات لانتخابات الرئاسة الاميركيّة. لم يظفر بالترشيح النهائيّ، لكنّه خلّف أثراً واضحاً على جيلٍ من الناخبين الجدد وعلى الخطاب السياسيّ في البلاد.
«الرجل القنوع يتكيّف مع العالم، الرجل غير القنوع يظلّ يسعى لتكييف العالم حسب إرادته. لذا فكل تقدّم يعتمد على الرجل غير القنوع» (برنارد شو)