من التقليد الموسيقيّ اللبنانيّ/الشاميّ إلى ألحان «ناصيفيّة» جديدة
قد تتراءى بوضوح ومنذ الوهلة الأولى، لكلّ من يحاول متابعة أعمال الموسيقيّ اللبنانيّ الكبير الرّاحل زكي ناصيف (1916ــ 2004)، أنّ للأخير «مَنْجَمَي» موسيقى كان يستقي منهما الطريقَ لصياغة تلاحينه الجديدة.
زكي ناصيف: أُنشودة الرَّهَف
حين اقتربت من عالمه شعرت بأنّني أدنو من محراب معبد. تملّكتني رغبة في المشي على أطراف أصابعي حتى لا أحدث صوتاً يؤذي هدوء المكان وطمنأنينته. سكينة دافئة دفعتني إلى التشبه بهذا العابد لأبدو على هيئة المصلّين أو النسّاك لعلّي أستطيع النفاذ إلى أغوار روحه الشفيفة. ها أنا أبلغ العتبات، يلفحني نسيم في رَهَف وردة أحاذر أن أخدش رقّته.
حِنّ، بُوْيا، حِنّ مختارات من شعر مظفّر النوّاب
للريل و حَمَد
كُتِبت عام ١٩٥٦ ونُشِرَت في ١٩٥٨ في «مجلة المثقف»
مظفّر النوّاب شاعر الحرية
الحريةُ ضرورةٌ جَدَلية. ضرورةٌ لأنّها الجنّة التي تُفجِّر طاقات الإنسان، وتُطلق لها العنان، ازدهاراً وتألّقاً. وتخلق هذه الضرورة تفاعلاً عضوياً بين الفرد والمجموع. فالفرد لا يسمو بعيداً عن تضادّات البيئة والخَلق والنَفس البشرية نفسها. ومِن عالم التضادّات يُولَد الشِعر. ويتألّق هذا الشعر إن تفاعلَ مع رحلة المنفى جدلياً وبانتظام، ليخلقَ ينبوعاً من الحسّ الإنساني لا ينضب.
«سمراويت» الحب والحرب والهوية الضائعة
أغاتانغل كريمسكي نشيد الإنشاد اللبناني بالأوكرانية
«لبنان، تلك البلاد الفردوسية، يحكي عنها نشيد الإنشاد»، بهذه الكلمات يبدأ رائد الاستشراق الأوكراني أغاتانغل يوفيموفيتش كريمسكي قصيدته «على جبال لبنان»، التي كتبها في قرية الشوير مساء 15 تموز/ يوليو 1897. القصيدة تبدو كحلم عاشه العالم اللغوي الشاب، برفقة سفر نشيد الإنشاد الذي رافقه في رحلته، فتلمس معانيه في الطبيعة الرائعة من حوله، وكأن الآيات تجسدت أمامه على سفح صنين. يقول في قصيدته:
في البحث عن أغاتانغل كريمسكي
استقبلتنا العاصمة الأوكرانية كييف بالزينة وهي تحتفل بعيدها الموافق للأحد الأخير من شهر أيار/مايو. قادتني قدماي عبر الشارع الرئيس في المدينة «خريشاتيك» باتجاه «ساحة أوروبا»، وكان عليّ أن أنتقل إلى الجهة المقابلة من الشارع عبر ممرّ تحت أرضيّ فور وصولي إلى «ساحة الاستقلال»، هناك يزدحم باعة التذكاريات والورود. إلى اليمين سلكت شارع غروهيفسكي.
تَلوينُ الفُصول
نَفتح كتاباً ونقرأ. تأخذنا القراءة، أحياناً، أبعد من الكلمات التي نقرأها. تُشَرّعُ الأبوابُ وتُوَسّع الشُّرُفات.
نقرأ ونخاف. نقرأ ونُحِبّ.
نقرأ ونَرتعش، تَستيقظُ فينا
موسيقى الأعماق.
أيُّ هِبَة هي هذه الهِبَة؟
أيّ سرّ هو هذا السرّ!
الموسيقى طريقُ الصّمت إلى الجهات غيرِ المرئيّة.
«الوطن/الأرض» في الأدب العربيّ الحديث
«في مرحلة الفطام، وأنا أحبو باكياً، وراء أمّي المنصرفة عنّي وراء الكنس، والمسح، ونفض الغبار، كنت آكل كلّ ما تطوله أظافري الغضّة من تراب العتبة، والشارع، وفسحة الدار. ويبدو أنّني أكلت حصّتي من الوطن منذ ذلك الحين»١
محمّد الماغوط
الصفحات
