ثقافة ما بعد الالتزام
بعد تسعة وعشرين عاماً على صدور كتاب «النبي» لجبران خليل جبران بالإنكليزية (1923)، نشر ميخائيل نعيمة كتابه «مرداد» (1952)، وكان قد سبقهما إلى تسلق شجرة النبوة أمين الريحاني في «كتاب خالد» (1911).
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
بعد تسعة وعشرين عاماً على صدور كتاب «النبي» لجبران خليل جبران بالإنكليزية (1923)، نشر ميخائيل نعيمة كتابه «مرداد» (1952)، وكان قد سبقهما إلى تسلق شجرة النبوة أمين الريحاني في «كتاب خالد» (1911).
في كتاب «الأسلوب المتأخر» غير المكتمل والصادر بعد الوفاة (٢٠٠٦)، يختتم إدوارد سعيد المرحلة الأخيرة من إنتاجه الفكري وتطوره الثقافي. اختار أن يتحدث عن مؤلفين وعازفين ومؤلفين موسيقيين على صورته ومثاله إذا جاز التعبير. لتوضيح ما أعنيه، أودّ الاستشهاد بهذا النص لغاستون باشلار:
عزيزي إدوارد، عشر سنوات مرت، لكن حوارنا معك يستمر في التطور وفي منحنا الوحي والإلهام. أتذكر مرافقتك لمستشفى لونغ ايلند اليهودي من أجل إجراء فحوصات طبية. في طريق العودة، اقترحت أن نتوقف لتناول الغداء في أحد مقاهيك المفضلة في جادة ماديسون. كان إبراهيم قد توفي قبل فترة قصيرة.
كان نجاح كتاب إدوارد سعيد مفاجئاً، ليس فقط لجهة المبيع الذي حقّقه (وهذا على المدى الطويل)، ولكن أيضاً كونه أسّس عقيدةً ومدرسة، استقرّت في محرابٍ جامعيّ امتلكت فيه، على الأقل ضمن العالم الأنغلوساكسوني، مواقع وسلطة وقدرة تأثيرية («الدراسات الشرق أوسطية»، «الدراسات الثقافية والما بعد كولونيالية»). والشبكات «السعيدية» تتبع معلّمها في تجنيد الوافدين إلى الجامعات من الشرق بتربيةٍ أكاديمية غربية.
ولد محمود درويش سنة ١٩٤١ في قرية البروة الفلسطينية، التي دمّرها الإسرائيليون بعد ذلك بستة أعوام. ولقد سُجن مرّات عديدة، وتعرّض لمضايقات السلطات الإسرائيلية أثناء عمله محرّراً ومترجماً في صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، «راكاح». وحين وصل إلى بيروت مطلع السبعينات، كانت شهرته كشاعر لامع والشاعر الأكثر موهبة بين مجايليه في العالم العربي دون ريب قد تأسّست أصلاً.
يتحدد مسار الثورة المصرية وفق تفاعل/جدل الرغبة والقدرة لدى مختلف اللاعبين على الساحة الداخلية ومصالحهم السياسية المتمايزة، ومن هنا أهمية وضع تقدير موقف دقيق يحدد أولويات المعارك وجبهاتها، ويدرك موازين القوى بشكل علمي وموضوعي، وفي الوقت نفسه لا يخلط الواقع بالتمنيات، ولا «يتعالى أخلاقياً» على السياسة، ويكتفي بالحوقلة وإبداء الأسف على مآلات الثورة التي فرضت معارك لم نكن نتمناها، وائتلافات ظرفية ل
اشتهر في أوائل الستينيات فيلم مصري اسمه «لا وقت للحب»، يتحدث عن فدائيي مدن القناة أثناء العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦، وكيف أنّ معركة الوطن لا تسمح لأحد باختبار الحب قبل أن يتحرر الوطن أولاً.
تشغل الساحة المصرية حالياً ثلاثة أسئلة: هل انتهى الإسلام السياسي؟ هل تعود فلول الحزب الوطني إلى الحياة السياسية مرة أخرى؟ هل تنجح منظومة السلطة القديمة ودولة مبارك في إعادة إنتاج نفسها والسيطرة مجدداً؟
يدفع هذا المقال بأنّ ثمة شواهد عدة تشير إلى أنّ النظام السياسي الذي سعى الإخوان المسلمون إلى إنشائه في غضون السنة الماضية يحمل بالفعل بعض ملامح النظم الفاشية، وهو بالقطع نظام سلطوي، وأنّ الحراك الشعبي من جهة، وتحرك أجهزة الدولة، وخاصة أدوات القمع من شرطة وجيش في مواجهته من جهة أخرى، قد أجهض محاولة تثبيت دعائم هذا النظام الذي كان منتظراً أن يهيمن عليه الإخوان المسلمون.
بعد عامين من اندلاع ثورة يناير، وبينما تتزايد اعداد المنتمين إلى الاحزاب السياسية والنقابات العمالية الجديدة في مصر، قد تجد من يميل على اذنك هامساً «بصراحة لا يمكن ان يستمر الحال هكذا، فالاقتصاد لن يتحسن في ظل الديمقراطية». لا تندهش؛ فهذا صوت احد خبراء الاقتصاد الذين يمثلون النخبة المهيمنة على عقل السلطة في مصر منذ عقود طويلة.