أحلام وكوابيس الطبقات الوسطى العالمية جزء ٢/١
يتلقى العالم رسائل متناقضة حول تركيبه الطبقي، فهو، حسب رواية مرجعية، قد بلغ «نقطة الفصل الكونية»، ذلك أنّ «نصف سكان المعمورة هم من أبناء الطبقات الوسطى أو الثرية»
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
يتلقى العالم رسائل متناقضة حول تركيبه الطبقي، فهو، حسب رواية مرجعية، قد بلغ «نقطة الفصل الكونية»، ذلك أنّ «نصف سكان المعمورة هم من أبناء الطبقات الوسطى أو الثرية»
يسجّل هذا النص عددًا من الأطروحات عن مفاهيم تنتمي إلى ما سمّي «علم الثورة» أو «فن الثورة» في فكر لينين. من البديهي أن تجهد الثورات، والحركات الثورية، لتتعلّم من تجاربها المتبادلة، فكيف إذا كانت الثورة المعنيّة هي أكبر ثورة في القرن العشرين، كما تأمّل فيها وكتب عنها أبرزُ قادتها. هذه الأطروحات أقرب إلى ملاحظات قراءة.
الخِلد حيوان لطيف ينقّب بدأبٍ الأنفاقَ في الأرض ثم يكسر القشرة، على نحو هو الأقل توقعًا، ويخرج فوق الأرض. إن نشاطه الباطني، والأهم انتفاضاته الفجائية، جعلت من البهيمة الصغيرة الوقحة رمزًا للثورة في القرن التاسع عشر. استَشهد ماركس في «١٨ برومير» بعبارةٍ من «هاملت» لتحية جهود الحيوان «أحسنت حفرًا وتنزيلاً، أيها الخلد الحبيب!».
الخصم في كتابنا هو الرأسمالية والهدف منه إحياء التنظير الاجتماعي الموسّع. ليس هذا اهتمامًا جديدًا بالنسبة لي. تكونتْ نظرتي إلى العالم في اليسار الجديد، منذ ذلك الزمن البعيد، وعندما دخلتُ العالم الجامعي، حملتُ معي الاقتناع بأن الرأسمالية هي المقولة الأساس أو المفهوم التأطيري لكل تنظير اجتماعي جدّي. ولكن مع مرور الزمن، بهتت جذوةُ اليسار الجديد، وبدأت أدرك أن الجميع ليسوا يشاركون في هذا الافتراض.
في الأول من تموز/ يوليو ١٩٢١، انعقد المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الصيني في شانغهاي، عندما اجتمع ١٢ رجلاً في فيلا في «القطاع الفرنسي»، أغنى أحياء المدينة. اليوم تزيد عضوية الحزب على ٩٠ مليون عضو. خلال قرن، غيّر هذا الحزب تاريخ الصين وتاريخ العالم أجمع.
وفي العقود الأخيرة، مثّلت الصين واحدة من أكبر قصص النجاح الاقتصادي في التاريخ البشري. انتشلت مئات الملايين من الفقر. كيف فعلت ذلك؟
خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، بدت النضالات من أجل «الاعتراف بالاختلاف» مشحونةً بوعد تحرّري. كثيرون من الذين التقوا تحت رايات الجنسانية والجندر والإثنية و«العِرق» لم يطمحوا فقط إلى توكيد هويّات لا تزال تعاني من الإهمال، وإنما أيضًا إلى إضافة بُعد جانبي أكثر ثراءً لمعارك إعادة توزيع الثروة والسلطة.
ترجمة فواز طرابلسي
نشرت «بدايات» في عددها السابق القسمَ الأول من مسوّدة «أسس نقد الاقتصاد السياسي» Grundrisse، الثمرة الأولى لشغل ماركس على الاقتصاد السياسي والتي دوّنها في شتاء ١٨٥٧ و١٨٥٨ ونشرها كارل كاوتسكي في العام ١٩٠٣. وفي هذا العدد تنشر «بدايات» القسم الثاني من المخطوطة.
ج- التبادل والتداول والإنتاج