الى ذكرى سمير قصير
احتلت بيروت حيزا كبيرا في وعي الثقافة العربية لنفسها، شعراء العرب من محمود درويش الى ادونيس الى نزار قباني، خصصوا للمدينة حيزا كبيرا من نتاجهم الشعري والنثري، متخذين من بيروت، وطنا ادبيا لهم. اسطورة بيروت صنعها تاريخ طويل من الكتابة والمعاناة والاصرار على اولوية حرية التعبير باعتبارها مدخلا الى حرية المجتمع، وتشكلت عبر سنوات طويلة من عمل المثقفين والفنانين والناشرين اللبنانيين العرب، كي تكون مختبرا للحرية والثقافة الطليعية.
لكن الاسطورة تتحطم اليوم، ويتحول ربيع العرب الذي حلم به سمير قصير الى شتاء بيروتي طويل. فمنذ اندلاع الثورات الديموقراطية في العالم العربي في نهاية عام 2010، والمدينة تتحول الى عكس صورتها، كأن مرآة العالم العربي التي انجلت بالثورات تمحو صورة مدينتنا، وتجعلها خارج الاطار.