رالف نادر «غير القنوع» يتحدّث إلى «بدايات» عن حقوق المستهلكين والانتخابات الرئاسية
«الرجل القنوع يتكيّف مع العالم، الرجل غير القنوع يظلّ يسعى لتكييف العالم حسب إرادته. لذا فكل تقدّم يعتمد على الرجل غير القنوع» (برنارد شو)
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
«الرجل القنوع يتكيّف مع العالم، الرجل غير القنوع يظلّ يسعى لتكييف العالم حسب إرادته. لذا فكل تقدّم يعتمد على الرجل غير القنوع» (برنارد شو)
خلافاً لجميع التوقّعات، تمكّن بيرني ساندرز من الفوز بأكثر من ثلاثة عشر مليون صوت (٤٣٪ من المجموع الكليّ) وثلاث وعشرين ولاية في الترشيحات لانتخابات الرئاسة الاميركيّة. لم يظفر بالترشيح النهائيّ، لكنّه خلّف أثراً واضحاً على جيلٍ من الناخبين الجدد وعلى الخطاب السياسيّ في البلاد.
بعد أن تنتهي الجائحة الحوثية ستخرج الأرامل، أمهات الحرب، الثكالى يبكين دماً، يلطمن الخدود، ينزعن شعر رؤوسهن، يسلخن جلودهن، يقلعن عيونهن، يبتلعن الغبار وثقل الذكريات وامتداداتها، تعضيها في المكان والزمان في لحظة الهوس باسترداد مُلك عرق الدين والطائفة والمسيدة الإلهية.
في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ٢٠١٥ كانت قد مضت أربع سنوات على توقيع المبادرة الخليجية التي قدّمتها دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية التي بدأت في العام ٢٠١١، إذ كان اليمن حينها يشهد تفاعلات انتفاضة شبابية ضمن ما عرف بثورات الربيع العربي، حين خرج آلاف الشباب للاعتصام في ساحات التغيير للمطالبة برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
بَعدَ خمسة وثلاثين عاماً من دكتاتورية البعث وثلاث حروب دموية وحصار اقتصادي ظالم، حطّم النسيج الاجتماعي في العراق وعرقَلَ ديناميكية التطوّر المجتمعي، جاء الاحتلال الأميركي في العام ٢٠٠٣ ليُجهض آمال المجتمع ويُدخِل البلاد في دوامة المحاصصة الطائفية والعِرقية والحرب الأهلية المُعلَنة أحياناً، والمستترة أحياناً أُخرى.
انتهت المعركة. صمدنا، نحن المتظاهرات والمتظاهرين السلميين، في وجه عنف القوى الأمنية، واستطعنا العودة إلى ساحة رياض الصلح التي أبعدتنا منها القوى الأمنية بقوّة السلاح والرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيّلة للدموع وخراطيم المياه.
الحياة من مكانٍ آخر. بلا رائحة زبالة على أشهر، بلا حرارة لا تطاق، كهرباءٌ بسخاء. ليست مسألة أساساً، الكهرباء. بديهية التواجد حدّ نسيانها، كالهواء النقيّ الأخضر. في هذا المتاح، الأخضر كثيف، الابتسام متوفّر. ومن مسافة كهذه، حديثة العهد نسبياً، تنتهي بعد أيامٍ قليلة، كان للمشهد انحرافٌ. ومن هذا الانحراف، أكتب.
حدث في النصف الثاني من العام ٢٠١٥ أن وصلت السلطة في لبنان إلى تناقضها التناحري، إذ بدأت كل التسويات والصفقات تصل إلى حائط مسدود، بعدما كان النظام، ومنذ العام ٢٠٠٥ يوم اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ومهندس اتفاق الطائف رفيق الحريري، قد انقسم على نفسه، فلم يعد بإمكانه تجديد نفسه، لا بل انقسمت الأحزاب الحاكمة بشكل عمودي حادّ بين طرفين تابعين تماماً للخارج هما ٨ و١٤ آذار.