معرض ذاك البرازيلي
أخجل من الاعتراف اليوم، وأنا أتمّ عامي الثّامن والثّلاثين على هذه الأرض، بأنّني لم أزرْ يوماً معرض رشيد كرامي الدّولي كلّه. عشت ثماني وعشرين سنة من حياتي في طرابلس، على بعد خمس دقائق بالسّيارة من المعرض، ولم أجرؤ أو أفكّر سابقاً بزيارته كاملاً. تقتصر معرفتي به على القاعة الكبرى حيث يقام معرض سنويّ للكتاب، والباحة خارج هذه القاعة وجزء من الحدائق فيه.
المعرض المحنّط
*عندما حطّ أوسكار نيماير رحاله في مرفأ بيروت في حزيران / يونيو ١٩٦٢، كان وهو في الخامسة والخمسين من عمره، المهندسَ الأشهر في برازيليا، العاصمة الجديدة التي غرسها الرئيس كوبيتشيك في وسط البلاد، على هضبة عاصفة، في قلب منطقة السافانا في البرازيل ال
نيماير في لبنان لن أذهب إلى برازيليا
بيروت، في تمّوز / يوليو من العام ١٩٦٢. في ظلّ الحرارة الرّطبة آخر فترة بعد الظهر في فصل الصّيف، قصدت فندق سان جورج للقاء أوسكار نيماير ومرافقته إلى منزلنا الصيفي في بحمدون، وهي قرية صغيرة في الجبل اللبناني. كان نيماير قد وصل إلى مرفأ بيروت قبل بضعة أيّام بدعوةٍ من الحكومة اللبنانيّة بغرض وضْع مخطّط معرض طرابلس الدولي، وسارع إلى الاتصال بوالدي، وهو مهندسٌ معماريّ وشيوعيّ مثله، عملاً بنصيحة خورخي أمادو، صديقهما المشترك.
للغراب الأسود مكان مرموق على الشجر الأخضر
يقال: بلدك هو المكان الذي تخلقه وتعيش فيه وليس بالضّرورة أن يكون هو البلد الذي وُلدت فيه. أنت: عبارة عن مجموع ما حدث في حياتك مع مكوّناتك الجينيّة علميّاً، وما تريده، وما تصبو إليه خلال المرحلة التي تمّر بها نفسيّاً وبيولوجيّاً.
موتٌ في كوبٍ من القرفة
فيما الأفكارُ تتصارعُ في رأسي، أعدتُ كوب القرفة المعتاد إلى مكانه على الطّاولة فوق رقعة زجاجٍ بيضاء بعد رشفةٍ مستعجلةٍ لدغتْ لساني بشدّة. عليّ الاعتراف بأنّ التّناقضات اجتمعت في ذاك الجزء من الثّانية وكان بإمكانها في الوقت عينه أن ترتفع. تجمّدت الأشياء فطغى الخوف. تسمّرت الكمانات في سيمفونيّة صامويل باربر الثّانية، أو ما تبقّى منها، على جملةٍ حادّةٍ.
النشأة في مخيّم رفح يا ليتني علبة «نيدو»!
أطفالاً كنّا، لعبْنا كثيراً لعبة «يهود وعرب»، البعض يختبئ والآخرون يبحثون عنهم.
غالباً ما كان الفتيان هم اليهود ونحن الفتيات كنّا العرب، لأنّ اليهود أقوى وأشدّ. لم يفكّر أحد منّا ما كان هذا يعنيه! لم نمارس السّياسة كان همّنا اللعب والاستمتاع فقط.
هي لعبتنا المفضّلة، إن لم يكن هناك حظر تجوال، غالباً ما نلعبها في الشّارع.
هنا كبرتُ، في مخيّم رفح.
أسرى فلسطين والحقّ في الحياة الحتميّة
في البداية تغضب على مروان البرغوثي لأنّه أكل أثناء إضراب الأسرى المُرتبط باسمه، ثم تغضب لأنّه ضُبط وهو يأكل، لا لمجرّد الأكل، ثمّ تغضب لأنّ الوزير جلعاد أردان ومصلحة السجون نصبا له كميناً، ثمّ تغضب على الحالة الدفاعيّة التي دخل الفلسطينيّون فيها، ما بين مبرّر ومُكذّب، ثمّ تحاول أن تستوعب ما جرى: كسرٌ للرّابط الحتميّ الرّاسخ عند النّاس وهو العلاقة الحتميّة بين البطولة وضرورة الموت.
ثلاثة أيّام في طهران إرهاب وجاز وساكسُفون
طهران، الأربعاء ٧ حزيران / يونيو ٢٠١٧
«لا تخرجي! أرأيتِ ماذا حدث؟!» لم أزل في الفراش. نمت البارحة في ساعة متأخّرة، واستيقظت متأخّرة. فتحت الرسائل الإلكترونيّة قبل أن أنهض. ليست عادتي، لكنّي أفعلها أحياناً. عيناي نصف مفتوحتين، فتحت الموقع الإخباريّ. أخبار متتالية، ودون انقطاع، عن هجوم إرهابيّ في طهران. هجومان. انتحاريون وتفجيرات في موقعين مهمّين. البرلمان، ومرقد الأمام الخميني.
هزيمة الجيش المصري في حزيران ٦٧
مساهمة في إحياء ذكر الخامس من حزيران / يونيو، ننشر فيما يلي تلخيصاً ومختارات من سلسلة نصوص كتبها المؤرّخ المصري خالد فهمي تسعى لتفسير عوامل هزيمة الجيش المصري من وجوهها العسكريّة بالدّرجة الأولى.
الصفحات
