هجرة الميسورين من فوضى القاهرة إلى «المدينة الفاضلة»
ندى حسن، الموظفة في إحدى المنظمات غير الحكومية والبالغة من العمر ٢٩ عامًا، والمتزوجة حديثًا، انتقلت مع زوجها إلى مجمّع سكني في مدينة ٦ أكتوبر في ضواحي القاهرة.
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
ندى حسن، الموظفة في إحدى المنظمات غير الحكومية والبالغة من العمر ٢٩ عامًا، والمتزوجة حديثًا، انتقلت مع زوجها إلى مجمّع سكني في مدينة ٦ أكتوبر في ضواحي القاهرة.
كان للسيارة الخاصة، باعتبارها وسيلة نقل شائعة، آثار سلبية على مدن عدة في كل أنحاء العالم خلال السنوات الخمسين الماضية، وربما تكون بيروت أكثرها تأثرًا. يستنزف الاعتماد على السيارات الاقتصاد الوطني في لبنان ويجفّفه من ثرواته وموارده الطبيعية، وكذلك يخفض نوعية الأماكن الشعبية في المدن ومساحتها، ويوسّع المدينة ويخلق حولها ضواحي كبيرة ومُترامية الأطراف، ويدمر أيضًا الثقافة فيها.
يتتبع هذا المقال مختلف الاتجاهات الناشئة في صناعة الموضة في مصر والمُرتبطة بتغير أنماط الحياة في البلاد، ويركّز على بروز أنواع مختلفة من الموضة المحلية خصوصًا، وتعايشها معًا، لا سيما «الأزياء الإسلامية الراقية» (Muslim Chic) والأزياء الغربية «الراقية» المنتَجة محليًّا، فضلاً عما يُسمّى بـ«الأزياء الإثنية». برزت هذه الأنواع إلى جانب الموضة الغربية المستوردة التي تملك إرثًا عريقًا في مصر.
إذا دخلْتَ مدينة دمشق القديمة من بوابتها الشرقية، وسرتَ بضعة ياردات في الشارع المستقيم، ثم انعطفتَ في أول زقاق ضيّق على اليمين، ستشاهد في تلك المنطقة السكنية الهادئة لافتةً بارزة بين منازل عربية تطلّ على الداخل، تحمل اسم «البيانو بار».
بعد الاستقلال، وخلال الفترة الممتدة من ١٩٤٣ إلى ١٩٥٢، أسّس لبنان دوره الاقتصادي «الوسيط»، حيث أُعطيت مصالح «الأوليغارشية التجارية- المالية» الأولوية في ظل ازدهار اقتصادات النفط العربية في العراق والخليج والمملكة العربية السعودية (Traboulsi، ٢٠٠٧، ص ١١٨).