قرار إعلان «لبنان الكبير» (١٩٢٠/٣١/٨)
يوم ٣١ آب/ أغسطس، وقّع الجنرال غورو المرسوم ٣١٨ القاضي برسم حدود دولة لبنان الكبير.
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
يوم ٣١ آب/ أغسطس، وقّع الجنرال غورو المرسوم ٣١٨ القاضي برسم حدود دولة لبنان الكبير.
(الأوّل من أيلول/ سبتمبر، ١٩٢٠)
(النصّ الكامل مترجَمًا عن الفرنسية)
قلتُ لكم في لحظةٍ حاسمة لبضعة أسابيع خلَت «إنّ اليوم الذي أمل بقدومه آباؤكم عبثًا، والذي سوف يشرق عليكم، أنتم الأسعد حظًّا، يقترب». إن ذلك اليوم، قد أزفّ!
خطاب الجنرال غورو في إعلان قيام «لبنان الكبير» عيّنةٌ من خطابٍ استعماريٍّ تأسيسيٍّ لا يجوز أن يمرّ من دون تعليق، خصوصًا أنّه متوافرٌ الآن كاملًا باللغة العربيّة.
يسعى هذا البحثُ إلى إعادة الاعتبار لدور الاقتصاد السياسيّ في نشوء دولة «لبنان الكبير» في أيلول/ سبتمبر ١٩٢٠. دَرج الحديث عن ذلك الحدث بالتركيز على تلبية رغبات المسيحيّين والمَوارنة خصوصًا لبناء وطنٍ قوميٍّ لهم في إطار تقسيم سورية على أساسٍ طائفيّ وفقًا لاتفاق سايكس ــــــ بيكو.
نفتتح هذا القسم عن «الأوائل» في ملفّ المئويّة بهذه الدراسة المستفيضة لمروان بحيري عن بولس نجيم أحد أبرز دعاة «لبنان الكبير»، الذي يستحقّ أن يُعرف أكثر بكثيرٍ مما هو معروف الآن.
عارف النعماني شخصيّة مخضرمة، عاصَرَ نهضة بلاد الشام والحركة الاستقلاليّة أواخرَ القرن التاسع عشر، وعايش الحرب العالمية الأولى ونهاية السلطنة العثمانيّة وشهد انطلاقة الثورة العربيّة. بلغ نشاطُه السياسيّ الوطني الذروة في ولادة لبنان الكبير وإبّان الانتداب الفرنسيّ.
دخل الاقتصاد اللبنانيُّ حاليًّا في مرحلة تفكّك. يُعزى هذا الإخفاقُ الكبير عادةً إلى سوء الإدارة خلال الثلاثين سنةً الأخيرة، مع أن تحليل الفترة بين ١٩٤٣ و١٩٩٠ يبيّن أنه لم يتحقّق شيءٌ تقريبًا لتدعيم البُنى التحتيّة للجمهوريّة اللبنانيّة وبناء اقتصاد معافى ومستدام، خلا الاستثناءَ الجزئيَّ لعهد فؤاد شهاب. فهل ينبغي الاستنتاج بأن الجذور العميقة للمشكلة تعود إلى العام ١٩٤٣؟
ولد خيرالله خيرالله عام ١٨٨٢ لدى أسرةٍ من تجّار الحرير في قرية جران بالبترون–جبل لبنان. درَسَ في مدرسة عين طورة للآباء العازارييّن. كان معدًّا للدخول في السلك الكنسيّ، فأرسله البطريرك الياس الحويّك عام ١٩٠١ لمتابعة دراسته العليا في اللاهوت في لييج، ببلجيكا. إلّا أنه عاد بعد ثلاث سنوات معتذرًا عن إتمام الدراسة لأنّها تتعارض مع «طموحي الوحيد...
يتميّز الصحافي والمفكر السياسيّ جميل المعلوف من ضمن أبناء جيله من الاستقلاليّين اللبنانيّين والعرب بدعوته إلى الاتحاد العربي، وعدم اقتصاره على الوحدة السوريّة، ونزْعته العلمانيّة الجذريّة، والنتيجة الفاجعة لاعتقاله في المجلس العرفيّ العثماني عام ١٩١٥.
سليمان كنعان نموذجٌ عن شخصيّات الطبقة الوسطى الصاعدة التي تكوّنتْ خلال المتصرّفيّة وخاضت التمثيل السياسيَّ من خلال «مجلس الإدارة». عارض الحكمَ العثمانيَّ كما عارض الانتدابَ الفرنسيَّ وتعرّض للسَّجن والنفي في الحالتين.
وُلد سليمان كنعان في جزّين عام ١٨٥٦ ودرس في مدرسة «مار يوسف» وزاول فيها التعليم قبل أن يتبّناه خالُه المحامي ويلقّنَه أصول القانون فبدأ في ممارسة المحاماة1.