الحزب الذي لم يقع
لم أحب في البداية رواية «سيّد الذباب» لوليم غولدنغ، فأنا لا أحبّ الكنايات الرمزية. لم يرق لي أن يتحوّل لعب الأولاد إلى آلة استبداد. الآن أعيد النظر فيها إذ يخطر لي أنّ السياسة ليست بعيدة جداً عن لعب الأولاد.
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
لم أحب في البداية رواية «سيّد الذباب» لوليم غولدنغ، فأنا لا أحبّ الكنايات الرمزية. لم يرق لي أن يتحوّل لعب الأولاد إلى آلة استبداد. الآن أعيد النظر فيها إذ يخطر لي أنّ السياسة ليست بعيدة جداً عن لعب الأولاد.
«في مرحلة الفطام، وأنا أحبو باكياً، وراء أمّي المنصرفة عنّي وراء الكنس، والمسح، ونفض الغبار، كنت آكل كلّ ما تطوله أظافري الغضّة من تراب العتبة، والشارع، وفسحة الدار. ويبدو أنّني أكلت حصّتي من الوطن منذ ذلك الحين»١
محمّد الماغوط
نَفتح كتاباً ونقرأ. تأخذنا القراءة، أحياناً، أبعد من الكلمات التي نقرأها. تُشَرّعُ الأبوابُ وتُوَسّع الشُّرُفات.
نقرأ ونخاف. نقرأ ونُحِبّ.
نقرأ ونَرتعش، تَستيقظُ فينا
موسيقى الأعماق.
أيُّ هِبَة هي هذه الهِبَة؟
أيّ سرّ هو هذا السرّ!
الموسيقى طريقُ الصّمت إلى الجهات غيرِ المرئيّة.
استقبلتنا العاصمة الأوكرانية كييف بالزينة وهي تحتفل بعيدها الموافق للأحد الأخير من شهر أيار/مايو. قادتني قدماي عبر الشارع الرئيس في المدينة «خريشاتيك» باتجاه «ساحة أوروبا»، وكان عليّ أن أنتقل إلى الجهة المقابلة من الشارع عبر ممرّ تحت أرضيّ فور وصولي إلى «ساحة الاستقلال»، هناك يزدحم باعة التذكاريات والورود. إلى اليمين سلكت شارع غروهيفسكي.
«لبنان، تلك البلاد الفردوسية، يحكي عنها نشيد الإنشاد»، بهذه الكلمات يبدأ رائد الاستشراق الأوكراني أغاتانغل يوفيموفيتش كريمسكي قصيدته «على جبال لبنان»، التي كتبها في قرية الشوير مساء 15 تموز/ يوليو 1897. القصيدة تبدو كحلم عاشه العالم اللغوي الشاب، برفقة سفر نشيد الإنشاد الذي رافقه في رحلته، فتلمس معانيه في الطبيعة الرائعة من حوله، وكأن الآيات تجسدت أمامه على سفح صنين. يقول في قصيدته:
في العام ١٩٩٠، في باريس، اقترح محمود درويش على أدونيس أن تجري مجلة «الكرمل» مقابلة معه ضمن سلسلة من المقابلات مع الشعراء العرب. وسأل محمود أدونيس إذا كان يفضّل احداً أن يجري المقابلة، فاختارني أنا. وكنت حينها في عداد أسرة تحرير «الكرمل». ترددتُ أول الأمر، على اعتباري لست شاعراً ولا ناقداً أدبياً بأي معنى احترافي.
١. يطرحون عليك السؤال من أنت؟ فتجيبهم عادة «أنا هو أنا». وقد تقول لي: «أنا أبحث عن نفسي. لو كان لي جواب عن هذا السؤال لما كتبت الشعر». ليس يهمني كثيراً كيف تعرّف نفسك: يهمني أكثر كيف ترى إلى حياتك وتجربتك الشعرية والفكرية الآن وأنت على عتبة الستّين.
تصدر قريباً عن دار الآداب في بيروت رواية الياس خوري الجديدة: «أيتام الغيتو».
وبدايات تنشر المقدمة التي كتبها المؤلف لروايته.
الى وجيه غصوب
من «أورفيوس» الى «ماياكوفسكي»
دارت الشمسُ حول
رأسي،
تتوهّج
كتلةًًً
من ذَهَبٍ ونُور.
هي الألوهة الاولى،
التي انتصبتْ
من اجلها
معابدٌ من حجر،
تزورني،
وهي الاخيرة بالتأكيد.
بين الأنصاب
والاعمدة الاعلى منها
ادركتُ،
طفلةًً،
ليومنا هذا لم تظهر شاعرة أهم من فروغ فرّخ زاد في إيران. وقد احتلّت فروغ مكانة كبيرة في الشعر الإيراني المعاصر، بنبرتها الشعرية الفريدة، وصوتها الإنساني العميق الذي يتحدث بصدق وشفافية عن أدقّ ما كانت تشعر به الشاعرة وتراه من حولها في العالم، وتنعم النظر فيه، من دون الوقوع في فخ الشعارات والشكاوي والحديث المباشر عن الهموم.