العدد العاشر - شتاء ٢٠١٥

العشيرة بين التقليدي والحديث

إنّ أي بحث في العشيرة كشكل مجتمعيّ موصوف، لا بدّ له من أن ينحكم إلى رؤية نظريّة تتجاوز التأريخ السردي أو فهم الحاضر في ضوء الماضي لكي تقف ولو بأفكار أوليّة على واقع العشيرة الراهنيّ أو فهم الماضي في ضوء الحاضر. ذلك أن هذا الواقع ينتظم وفق تجادل عميق بين التقليد والحديث. وهو ما يحتاج إلى نقض السائد حول هذه الثنائية في الكتابة العربية والأجنبية في آن معاً.

درس العشيرة في حاضرها
لقد طغى على الكتابة في العشيرة فهمٌ أيديولوجي شائع يرى إليها أنها شكل تقليدي1 ماضوي، لا يفتأ يتجدد في الحاضر. وهذا الفهم يصدر عن منظور نظري يعتبر أن الحاضر هو امتداد خطّّي أو تكراري للتاريخ. لذا كان من مألوفه أن يمتدح التقليدي، وأن ينظر إليه كشأن تراثي ينبغي صونه كخصوصية يستهدي بها في الفكر والسلوك. ويلتقي هذا المألوف مع فهم آخر يشتكي2 من واقع العشيرة، ويرذله بصيغة أو بأخرى، لما يحمله من مظاهر متخلفة تعيق التقدم والتحديث في المجتمع. ذلك أن التحديث أصبح في نظره ضرورة معاصرة يتوجب تحويله إلى نموذج ـ مثال، في النظر إلى شؤون الكون والإنسان والمجتمع.
وبعيداً من هذا المألوف أو ذاك الشائع، يقتضي درس العشيرة الانطلاق من حاضرها. وحينما تجري العودة إلى التاريخ، ينبغي أن يكون ذلك من باب الحاضر بالذات. ما يفضي تالياً إلى أن التاريخ قد يحضر في مسار العمل البحثي كل ، من دون أن يُفرد له بالطبع محطة خاصة به.
وأي درس لحاضر العشيرة يفترض الوقوف على ثنائية التقليدي والحديث. وفي هذا الإطار يفترض بالبحث أن لا يكرر النظرة الشائعة حول الثنائية المذكورة، بل يتوجب أن يعتمد نظرة مختلفة حيالها لا تنزلق إلى ادْلجة تمجّد نموذجاً ماضوياً لن يعود، وتستدعي نموذجاً حداثياً لن يتحقق.
ففي النظرة الشائعة، يتجاور التقليدي والحديث في العشيرة، كما في الأشكال المجتمعية المتداخلة معها. وينبع هذا التجاور من أن النظرة المشار إليها، تعتبر أن الازدواجية أو الثنائية موجودة منذ البداية، أي أنها غير ناشئة عن أحادية بنيوية محددة.
ولذلك، يغدو طبيعياً أن يعود كل طرف من طرفيْ الثنائية إلى أحادية مختلفة عن الأخرى. فيعود الحديث إلى الحداثة الرأسمالية الغربية. ويعود التقليدي إلى تقليدية الماضي المجتمعي العربي. ما يجعل بالتالي الواقع المجتمعي الحاضر محجوباً عن الدراسات الفعلية، لأن الحداثة الناشئة من أحادية الواقع المجتمعي الملموس ليست بالتأكيد الحداثة الرأسمالية الغربية. ولأن التقليدية الناشئة من الملموس نفسه، ليست هي الأخرى تقليدية الماضي المجتمعي العربي. وفي الحاليْن، يغيب واقع العشيرة الحي عن البحث والدراسة، ويغدو واقعاً مفبركاً ومصطنعاً في أذهان الباحثين والدارسين.
وفي المقابل، ثمة نظرة مختلفة أو فهم مختلف يرى أن هناك آحادية بنيوية ينشأ عنها طرفا الثنائية: التقليدي والحديث. الأمر الذي يعني أن الآحادية تنوجد في الطرفيْن معاً. وكل قول يعتبر أنه يوجد شكل أو تنظيم مجتمعي تقليدي وآخر حديث فإنه يتغافل عن أن الواقع يملك أحادية بنيوية حيث يحضر التقليدي في الحديث والحديث في التقليدي. إذ ذاك، لا يعود يجدي فهم الملموس المجتمعي في العشيرة على أنه سلسلة3 أفعال يرجع بعضها إلى الأنماط التقليدية، وبعضها الآخر إلى الأنماط الحديثة.
الأبعاد الثلاثة
وعلى قاعدة هذه النظرة يجري التفتيش عن طبيعة الآحادية التي تنشأ عنها الثنائية، من أجل فهم مختلف للواقع، لا يقدّم تقليداً في جانب، وحداثة في جانب آخر.
في هذا المساق، يقوم النظر إلى العشيرة على أنها شكل مجتمعي أو مؤسسة مجتمعية. وهي ككل مؤسسة تملك ثلاثة أبعاد: البنية والفعل والتاريخ. ويرسم الفهم للثنائية أعلاه التعامل مع هذه الأبعاد بصيغة متجادلة، إذ تحصل مقاربة التقليدي والحديث في البنية، كما يحصل الشيء نفسه مع الفعل. أما التاريخ فهو حامل الحضور المتجادل للتقليدي والحديث في البنية وفي الفعل في مساره المجتمعي.
وعلى هذا فإن وعي مسألة الثنائية بين التقليدي والحديث على النحو الذي تقدّم آنفاً يمكّن الباحث من فهم محسوس العشيرة أو إضفاء معنى عليه في ضوء الفكرة المختلفة عن الثنائية بالذات. ومعنى المحسوس هنا تحمله عناصر الحداثة في التقليدي وعناصر التقليدي في الحداثة. ذلك أن الواقع يقدّم محسوسات لا متناهية وهي لا تنطوي على أي قيمة علمية بذاتها ما لم يجر بناؤها أو تأطيرها نظرياً من أجل فهمها من خلال الفكرة التي توجه المسار البحثي.
وفي ضوء ذلك، يستدعي التعامل مع محسوس العشيرة أو مع ملموس الحديث في التقليدي والتقليدي في الحديث أن يأخذ توقّع الباحث للحضور المتبادل بين طرفي الثنائية الصورة الآتية:
Bid_FooterDots.psd يحضر الحديث في سلطة العشيرة وفي توازناتها الداخلية وفي معاشها ورابطتها العصبية فينتج تجادلاً ظرفياً وبنيوياً داخل تركيبة العشيرة المجتمعية.
Bid_FooterDots.psd يظهر حضور الحديث في الفعل الفردي والمجتمعي في العشيرة، فيفضي إلى مسار متراكب في أنماط التصرف والسلوك على غير صعيد.
Bid_FooterDots.psd يدخل التقليدي إلى الحديث فتنشأ دينامية متبادلة تطال نمط التفاعل في تركيبة التقليدي، مثلما تطال قواعد عمل الحديث في نطاق عملية التداخل نفسها.
Bid_FooterDots.psd يتواجد التقليدي في الحديث، فتحضر مظاهر التخلع البنيوي للعشيرة في الحديث ومظاهر التخلع البنيوي للحديث في العشيرة. وفي الحاليْن تتداخل المظاهر في صورة واحدة، هي صورة التخلّع في الآحادية البنيوية العامة.
يستند ما عرض من أفكار أولية إلى منطق أو منحى مختلف في مقاربة مسألة بحث العشيرة بين التقليدي والحديث. وهو ما يمكّن الباحث من تحديد السلوك العلمي الملائم لكل وضعية ملموسة تواجهه في بحثه. وهذا المنطق يستدعي بالطبع السبيل المنهجي الذي يتوزع على محطتيْن: محطة الفكرة أي الفهم غير السائد أو الشائع للثنائية، ومحطة المعاينة أي ملاحظة المحسوس أو الملموس المجتمعي المبني نظرياً في ضوء مفاهيم الفكرة وعناصرها المعرفية. وحين يدخل الباحث إلى ميدان المعاينة من أجل أن يفحص جدارة فكرته، وأن يضع توقعاته موضع الاختبار والتحقق، يجد نفسه مدفوعاً إلى رصد مظاهر الحديث في سلطة العشيرة.

حضور معالم التحديث
ومما يرصده، على سبيل المثال، المال المتأتي من عوائد ملكية الأرض أو من اقتصاد التهريب أو من أعطيات الدولة. كذلك يرصد حدود تمدين السلطة أي سكن الشيخ (شيخ العشيرة) في المدينة والنسيج العلائقي الذي يبنيه. وتراه يعاين دخول الحزب إلى بنية العشيرة والحراك الذي يُنتجه في داخلها فينشأ عن هذه المظاهر بالمفرد أو بالجمع واقعاً عشائرياً جديداً يتوافر على قواعد اشتغال مختلفة. إذ يبرز تفاوت مجتمعي ذو سمات طبقية غير خفية في العشيرة. وتهتزّ التوازنات الداخلية بين البيت (جب السلطة) والأفخاذ والأجباب الأخرى بفعل نتائج التفاوت المعاشية والسياسية وبفعل القوة التي يستمدها الفخذ أو الجب من الحزب وبخاصة إذا كان فخذاً أو جُباً طرفياً، ما يصيب الرابطة العصبية الجامعة بالوهن. وقد تشهد تجبّباً إلى عصائب من (عَصَبة) في العصبية الجبّية نفسها. وتلك دينامية انقسام تفريعية ميكروية تعكس فعل الحديث في مظاهره الظرفية أو الحَدثية، والبنيوية أو الدائمة. وهو فعل أخذ يكبح اتخاذ القرار الداخلي من قبل السلطة في العشيرة سواء في استيعاب تداعيات الانقسام التفريعي أو في ضبط الصراع ونظم توازناته على قواعد مستقرة. كما أخذ يعقّد اتخاذ القرار حيال الخارج ويحيطه بشروط لا تلائم موقع العشيرة المنشود في التوازنات العصبية القائمة.
ويرصد الباحث أيضاً حضور مظاهر الحديث التي تتجسّد في التعليم والتوظيف لدى أفراد العشيرة. فالتعليم يُكسِب العشائري نمط تفكير من نوع مختلف، وهو ما يترك أثره في سلوكه الفردي وفي أنماط تصرفه وعلاقاته مع أسرته وجُبّه وحتى مع عشيرته بصورة عامة. ويتبدى هذا السلوك في أفعال جديدة تجانب دينامية العنف العصبي وتدعو أقلّه إلى خفض منسوبه في العشيرة وتتبرّم من سطوة التقليدي على اليومي وعلى مناسبات الحزن والفرح. وتشجّع كل بديل يرفع ثقلها ويظهرها أنها أصبحت فائتة. كما تنشر لغة مسموعة في كل حروف ألفاظها؛ إذ لا تعتمد مقاطع صوتية تعود إلى القاموس العشائري الخاص الذي يتسّم في أحيان كثيرة بالغموض اللفظي المتعمّد أو بالهمْهَمَة المفهومة جيداً بين المرسل والمتلقي...الخ.
والتوظيف يضع العشائري في موقع الأمان والاستقرار إذ يكفل لـه مورداً مالياً ثابتاً، فتتلاشى لديه النوستالجيا إلى الحِمى أو إلى الدّيرة. ويعرض عن الاستحواذ على المعاش بواسطة أشكال العنف العصبي وتتوسع دائرة معارفه كما هي حاله مع التعليم فينفتح على المجتمع العام، ويخوض تجربة في مجالات مغايرة عن تجربته العشائرية، ما يجعله ينقل ثمارها إلى داخل عشيرته حيث ينتهج قواعد مسلكية تضعف فيها إمرة التقليدي وحساباته، ويظهر عليها فعل المشاركة والتواصل مع دوائره المجتمعية الضيقة والواسعة. وذلك من منطق الاعتماد المتبادل على تحسين شروط الحياة في العشيرة سواء في نطاقها الداخلي أو في نطاق علاقاتها مع الخارج المجتمعي.

الانتماء الأولي والانتماء الثانوي
وإذا ما أراد الباحث أن يفتش عن حضور التقليدي في الحديث تراه يلقى هذا الحضور قد تجسّد مثلاً في النقابة أو الحزب أو الرابطة المهنية أو سوى ذلك من الأشكال المجتمعية الحديثة. فينشأ في إثر ذاك جدل عميق بين الانتماء الأوّلي (الانتماء العشائري) والانتماء الثانوي (الانتماء الحزبي مثلاً)، في الحديث والتقليدي في آن واحد. وهذا الجدل يفرض على النقابي أو الحزبي ـ العشائري أن يكيّف انتماءه الثانوي أو ولاءه الطوعي والاختياري الجديد بما يلائم إلى هذا الحد أو ذاك بعض عناصر انتمائه الأوّلي وبما ينسجم مع موقعه داخل عشيرته؛ فيما إذا كان ينتمي إلى جب السلطة، أو الى الجُب المنافس، أو إلى أحد الأجباب الطَرفية. إذ إن الفعل التكيّفي هنا يتوقف على طبيعة هذا الموقع سواء في مدى اتساع التكيّف أو ضيقه، أو في مفردات لغته، أو في انضباط صاحبه أو التزامه بنظام النقابة أو الحزب.
كذلك يفرض الجدل نفسه على العشائري ـ النقابي أو الحزبي أن يكيّف انتماءه الأوّلي، أو بلغة أخرى ولاءه العضوي بما يتوافق مع عناصر انتمائه الثانوي أو ولائه الطوعي والاختياري، فتراه يراعي بقدْر أو بآخر أحكام انتمائه النقابي أو الحزبي، فيأخذ بعلاقات قانونية أو نظامية مع رفاقه في الحزب أو مع زملائه في الجمعية أو النقابة، ويكتسب مفردات جديدة تتعلق بالتنظيم المؤسسي الحديث وبشروط العمل التقنية والمجتمعية. وكل ذلك ينعكس على أدائه وسلوكه في داخل العشيرة وفي خارجها.
وعلى هذا، فقد تبيّن أن دخول التقليدي أو حضوره في الحديث يؤدي إلى أنماط تفاعل حديثة في تركيبة التقليدي. وهذا ما قاد إليه التجادل بين الانتماء التقليدي والانتماء الحديث مثلما يؤدي إلى أنماط تفاعل تقليدية في تركيبة الحديث. وتلك أنماط تولّدت في نطاق عملية التجادل نفسه، وتركت تأثيراتها في بنية كل من التقليدي والحديث على حد سواء.

حضور الدولة
يرقب الباحث حضور التقليدي في الدولة في موقع من هنا أو في منصب من هناك. فيظهر أمامه جلياً أن سلطة العشيرة أو سلطة العصبيات بصورة عامة تحظى بمكانة ـ محسوبة بدقة في بنيان السلطة العامة. وحسبانها يتجلّى في رسم التوازنات السلطوية على قواعد عصبية: عشائرية أو طائفية أو مذهبية ظاهرة على القواعد الحديثة. كما يتجلّى في تقديم العُرف العشائري أو في اللغة المتداولة في تقديم الصُلح أو المصالحة أو التعايش أو التوافق على القانون الوضعي الذي يُفترض أن تنتظم على أساسه آليات اشتغال الدولة.
وفي الوقت نفسه تحضر الدولة في العشيرة أو في أشكال مجتمعية مماثلة، فتنال الاعتراف المحسوب من قبل العشيرة بشرعية سلطتها العامة. وتفرض هذه السلطة بعض قواعدها القانونية على أفراد العشيرة من دون أن تتخطى هيبة العُرف العشائري أو أن تعرض عنه كلياً. كما أنها تراعي معاش التهريب الذي تنتهجه العشيرة، وتقدّم لها الأعطيات المنظورة وغير المنظورة وتيسّر لها التوظيف في قطاعات محددة من الدولة... الخ.
وإزاء هذا الحضور المتبادل بين عشيرة حضر فيها الحديث في التقليدي والتقليدي في الحديث، ودولة دخل التقليدي إلى حديثها وحديثها إلى التقليدي؛ يغدو واضحاً أن العشيرة حضرت متخلّعة في الدولة بفعل التداخل الانتمائي المزدوج والمتراكب في بنيتها، وإن الدولة حضرت مخلّعة هي الأخرى في العشيرة بفعل طابع بنيانها السلطوي المزدوج والمتراكب في حديثه وتقليديته في آن واحد. وفي الحاليْن، يعكس التخلّع البنيوي في العشيرة وفي الدولة إحدى الصور الدالة على التخلّع في الآحادية البنيوية في الكل المجتمعي.
إن هذا القدْر من التفصيل في التوقعات الأربعة لدى الباحث يكشف عن مسار ملموس يحضر فيه الحديث في التقليدي والتقليدي في الحديث. وقد تجسّد هذا الحضور في بنية العشيرة، وفي الأفعال الفردية والمجتمعية عند أفرادها وفي تاريخها. فبنية العشيرة هي بنية متخلعة، ذلك أن قواعد اشتغالها العامة أي قواعد الاشتغال لديها كشكل مجتمعي موصوف باتت متماوجة على إيقاع التداخل بين التقليدي والحديث. وهو إيقاع يتّسم بالاستقطاب والتجاذب والتفكك والصراع والتكامل والاعتماد المتبادل؛ أي أنه إيقاع يعبّر عن سمات بنيوية يصعب ضبطها في حمأة مثل هذه الديناميات المجتمعية والسياسية.
والأفعال عند أفراد العشيرة هي أفعال متراكبة لأنها تنتج من حضور الحديث في التقليدي والتقليدي في الحديث. وهذا التراكب يتبدى في مظاهر السلوك الفردي والمجتمعي، سواء مع الخارج أم مع الأسرة النواتية أو مع الجب الواحد أو الفخذ الواحد أو حتى مع جب السلطة والآليات التي تستنبطها في اتخاذ قرارها في الشأن الداخلي أو الخارجي في آن معاً.
أما تاريخ العشيرة في طوره الراهن، فهو تاريخ حركة التخلّع في بنيتها، أي أنه تاريخ يتحرك في نطاق الانقسام في التوحد، والتوحد في الانقسام. وفي الحاليْن إنه تاريخ الصراع في الداخل وضد الخارج. ومثل هذا التاريخ يستغرق التخلّع البنيوي ويستمرّ به. وهو على أي حال يملأ بجدارة عالية المساحة الأكبر من المعيش العصبي المعاصر.

إعادة إنتاج المفهوم
أخيراً، وفي ضوء ذلك كله، يغدو في مُكنة الباحث أن يزعم أنه أعاد انتاج المفهوم، أي أعاد إنتاج مفهوم العشيرة في طوره الراهن من خلال مقاربة عناصره المعرفية من منطلق فهمه المختلف حول الثنائية بين التقليدي والحديث. ذلك أن كل درس أو بحث في موضوع ما، ما هو إلا إعادة انتاج للمفهوم في وجه المحلي أي في وجهه المرتبط بشروطه المجتمعية الخاصة، كما في وجهه الكوني أي بما يتجاوز تلك الشروط ويتعداها. ومع هذين الوجهيْن4 يكون المفهوم قد تعدّل أو اغتنى أو تبدّل أو تغيّر استناداً إلى الفكرة التي توجه البحث فيما تجسده من توقعات لدى الباحث، وتبقى تشكل على الدوام النسغ الداخلي في مساره الإجمالي.

العدد العاشر - شتاء ٢٠١٥

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.