تراكم رأس المال وإشكاليّة «إعادة الإنتاج» من ماركس إلى لوكسمبورغ
شهد الفكر الاقتصاديّ الماركسيّ مساهمتين تجديديّتين استثنائيّتين عشيّة الحرب العالميّة الأولى. «الرأسمال المالي» لرودولف هيلفردينغ و«تراكم رأس المال» لروزا لوكسمبورغ.
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
شهد الفكر الاقتصاديّ الماركسيّ مساهمتين تجديديّتين استثنائيّتين عشيّة الحرب العالميّة الأولى. «الرأسمال المالي» لرودولف هيلفردينغ و«تراكم رأس المال» لروزا لوكسمبورغ.
«وصْلنا الآن الى نقطة، يا رفاق،
حيث أصبحنا قادرين على قَول إنّنا تلاقَينا مع ماركس،
وأنّنا نتقدّم مجددّاً تحت رايته (...) على الجماهير أن تعلم كيف تستخدم القوةّ.
العمّال اليوم سيتعلّمون في مدرسة الفعل... في البدء كان الفعل».
روزا لوكسمبورغ - خطاب تأسيس الحزب الشيوعيّ الألمانيّ
كانون الأوّل / ديسمبر ١٩١٨
«ليست الشيوعيّة بالنسبة إلينا حالةً ينبغي خلقها، أو مثالاً ينبغي أن ينتظم الواقع تبعاً له. نعني بالشيوعيّة الحركة الفعليّة التي تهدف إلى هدم حال الأشياء الراهنة. شروط هذه الحركة تتأتّى من مقدّماتها المتوافرة راهناً».
ماركس، إنغلز، «الأيديولوجيا الألمانيّة»
لا بدّ للبيان، كي ينجح، من أن يخاطب قلوبنا كقصيدة ويؤثّر في الذّهن بصور وأفكار جديدة إلى حدٍّ مدهش. ينبغي له أن يفتح أعيننا على الأسباب الحقيقيّة للتغيّرات المذهلة، المُربِكة، المثيرة التي تحدث حولنا، كاشفاً عن الإمكانيّات التي يعجّ بها واقعنا الحاليّ.
عندما اندلعت الثورات العربيّة العام ٢٠١١ ساد تشبيهٌ لها في الصحافة والإعلام ومصانع الأفكار وحتى في العوالم الاكاديميّة الأوروبيّة والأميركيّة بثورات العام ١٨٤٨ في أوروبا. لا تستطيع المركزيّة الغربيّة أن تتمثِّل ما هو خارجها إلّا بإعادته إلى ما يحيل إلى حياتها أو تاريخها أوثقافتها. صكّ الإعلام الغربيّ مصطلح «الربيع العربيّ» من وحي ثورات العام ١٨٤٨ التي سُمّيت «ربيع الشعوب».
كان ماركس عدوّاً لدوداً للدولة. في الواقع، كان يتطلّع علناً إلى زمنٍ يأتي تضمحلّ فيه الدولة. قد يجد نقّاده أنّ هذا الأمل عبثيّ في طوباويّته، لكن لا يسعهم إدانة ماركس في الوقت نفسه على حماسته للحكم الاستبداديّ.
بعد ٢٠٠ سنة يمكننا القول إنّ ماركس كان غالباّ على حقّ - لكن بطريقة أوسع بكثير ممّا قصد.
هناك نكتة سوفياتيّة لذيذة عن «راديو ييريفان»: يسأل أحد المستمِعين «هل صحيح أنّ رابينوفتش كسب سيّارةً جديدة في اليانصيب؟» فيجيبه مقدّم البرنامج «مبدئيّاً نعم، صحيح، مع أنّها لم تكن سيّارة جديدة بل درّاجة عتيقة، ثمّ إنّه لم يكسبها إنّما سُرقتْ منه».
مع أنّ إسهام كارل ماركس الأهمّ في العلوم الاجتماعيّة يقوم في الأساس على تحليله النقديّ للاقتصادات والسياسات الأوروبيّة الغربيّة، فإنّه لمن المعروف أنّ المنهجيّة التاريخيّة التي صاغها بالتعاون مع فريدريش إنغلز تدّعي صلاحيّة شاملة.
هذا عدد من المقالات كتبها كارل ماركس في صحيفة «نيو يورك دايلي هيرالد» بين شهرَي تمّوز / يوليو وآب / أغسطس ١٨٦٠ عن سورية، ومعظمها يدور حول «حوادث الستّين» في جبل لبنان، ومشاريع التدخّل الفرنسيّ فيه بعد مذابح دمشق بحجّة حماية المسيحيّين. المقالات دالّة على أسلوب ماركس الصحافيّ المعمّق والمكثّف وما فيه من اعتمادٍ على المراجع وبحث وتحليل.