إني أحبك يا بابلو نيروا لأنك شجرة
موز.
كان ألليندي مدينة أشباح مبنية في قلب
تشيلي
وأنت نبتَّ خلال ساعة إلى شجرة موز
أرى جبال «الآندس» ملقاة إلى جانبك
وترتادان البحر عبر المستنقعات نحو البواخر
الكبيرة
أنت تقذف الحمم على «ماكشو بيشو».
وثلاثة قطارات تقلّ شعب «الإنكا» تدوس على جذعك.
أنت ورقة موز
إني مشتاقة لك با بابلو نيرودا، لأنك
حقل من شجر الموز.
«البروخوس» المكسيكيون يأكلونك نيئًا
وثمّة برودة تحت ظلّك.
عندما يعذّبون الزهور، تكبّ فلسطين دمَها
في مدينة طوكيو
نيرودا، أنت جمهورية موز مدفونة
تحت قشر البرتقال. وإني أحب الخنازير
التي تمشي فوقك
كاسترو، كوبا، تشي غيفارا،
ألقوا تحيةَ الوداع على نيرودا
نيرودا، يحمل الهنودُ نعشك إلى
البحر
وسمك القرش ينقله إليّ
أنا جالسة في حديقة
تنمو فيها أشجار موز
«وول ستريت» لن تلتزم الحداد
في كازينوهات البورصة خمسة
خيطان قصدير تلفّ وجهك، وقماش
الپيرو يغطي عظامك.
ونحن باقون لتنظيم سهرة التعزية ليس من أجلك
من أجل عمّال المناجم
بابلو نيرودا، أقول لك إن الثلج تساقط
وإن الملاك يضيع دربه دومًا في الغابة.
عيناك التائهتان تكتبان الكلمات على بطن سمكة القرش
البلّوري
پينوشيه يبلغك حبّه
لا تأبه
البرد قارس تحت الأرض كما فوقها
وسهول الشمال والمطر
تدفع اليوم عجلة
السابح في محيط.
نيرودا، اسمح لي أن أقول لك
إن الشتاء يبسط صقيعه
وأنت رجل الثلج
والأرملة
أنت شجرة الموز التي نمَت في
حديقة جدّي
وعانقها مرضُ السرطان
السماء صافية هذا الصباح
وثمّة صاروخ يتّجه نحو القمر
سوف أوقد شمعة وأدعك تنام
«سيمبيبو سيمبو» سمّى قطته
على اسمك
أنا آخر سمكة في الصحراء
قال الشاعر.
وأنا عثرتُ على ذبابة في حدقة
عينك
وكلاب السلوقي تتلو
صلواتها.
يأخذون العمّال إلى محطات الوقود
ويقولون لهم:املأوها!
وفي بطونهم ما يكفي من البنزين
ليرافقهم حتى القبر
وتحت زخّ المطر تفرش شجرة الموز
أوراقها
أوقدوا شمعة من أجل بابلو نيرودا
سرّجوا أحصنتكم
إننا مغادرون إلى جبال «الآندس»
هذه المدينة عابقة بأريج الياسمين
والمجارير تجري في عينها
أراكَ إلى الأبد
قمرًا داخل هالة
حلقة من نور في مركز الأشياء
الذرات تخبّلت
وأنت الحلقة
الثانية
التي تتمدد
وتحرق شَعر الشمس.
كسر الربيع الحجر
وأنت ميت أنت ميت أنت ميت
وأنا أضع وردة في كأس الشاي التي تناولتها
أشجار شابة تسير
خلف نعشك
أعطيت جسدك للعربيّ
فاحرقه فوق أوراق موز
لكي
يبدأ تحرير الفقراء
عمُودك الفقري دودة
ينهش رأسُها في
نخاعك.
مملكتك كومة
كلمات.
وأنا أراقب الظلام ينتشر ببطء
في عينَي الهندي.
من حقول البحر الأبيض المتوسط إلى الأدغال
تنتصب أشجار الموز
زرقاء مثل البحر
بابلو نيرودا مدفون تحت جذورها
الرجل يتشظى دومًا
وخمسة بحّارة يغنّون «غوانتانميرا»
لكلب.
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.