العدد ٣٠ - ٢٠٢١

رجوع الشيّخ إلى غفلته

الشّيخ هنا كان يعيش في وقتٍ سابقٍ منذ سنوات طوال في علاقة لأشهر قليلة مع فتاة تصغره بأكثر من نصف عمره. هو مقلٌّ في الكلام، ليكتشف أيضًا أنّ البنت لا تحكي كثيرًا. انتهت العلاقة لكنّ الشّيخ بدأ يستدعي البنت – وهو في سنواته الأخيرة - ليحكيَ لها ما لم يقله حينما كانا معًا.

هي-1

دخلت أكثر من مرة في قصّة حب «بسيطة» لكنّ القصص لم تكتمل ولا الحب أيضًا. هي لم تكتسب خبرة ما بالحبّ أو حتّى بالذّكور لأنّ تجاربها كانت محدودة للغاية.

هو-1

هو تعرّف بها في قعدة صغيرة على المقهى. هي جاءت مع شخص آخر وهو جاء لوحده. وجد بعضَ المعارف فسلّم وعزموا عليه بالجلوس فجلس. بعد قليل لاحظها رغم صمتها، فبدأ يتأمّلها خلسة وقال لنفسه «وجهُها قبطي من وجوه الفيّوم»، خمّن ذلك من العينين الجاحظتين قليلاً والوجنات البارزة عظامها.
انكسفَتْ حين وصلت إليها العلبة، فأخذت سيجارةً من علبته وقامت بنفسها توصل له العلبة، والسّيجارة لا تزال غير مشتعلةٍ في فمها. همست له شاكرةً ومعتذرة. «أبدًا ما فيش حاجة وتحبّي تولّعي؟» أومأت برأسها، فأخرج من جيبه ولّاعة معدنية قديمة تفوح منها رائحة البنزين، وأشعل لها سيجارتها بعد أن تناول سيجارةً من العلبة. لاحظ شفتيها ولاحظ صدرها الناهض الذي يكاد يخترق البلوزة الشتويّة والصّديري الصّوفي الذي يحيط بالبلوزة.

هو-2

لاحظ أنّ يدها ترتعش وهي تميل تجاهه لتشعل السيجارة. همس لها قائلاً «خلّي العلبة معاكي. معايا علبة احتياطي». هزّت رأسها رافضةً وهي تسعل وتضحك وتقول: لا كدة كويّس، لو أخدتها معايا حا يستولوا عليها القاعدين جنبي، فقال «فداكي ولا يهمّك»، وأخرج بالفعل علبة كاملة من جيبه لا تزال بالسوليفان. كانا يهمسان فأحسّ هو أنّ العيون تراقبه، وهي مدّت يدها الأخرى فوق صدرها كأنّها تخفيه من نظراته السّريعة المتلصّصة.
رجعت إلى مكانها ومعها العلبة تقبض عليها بكفّها الصّغيرة. تعرف أنّه كان يحاول أن يجد وسيلة للتّفاهم معها. على إيه؟ على أن يتعرّف إليها؟ لكنّه عجوز، قالت لنفسها، ده بتاع ستيّن وأكتر وباين من صوته ومن قعدته ومن صلعته الصغنونة. هي أيضًا تعرف كيف تلاحظ.
لم تكن تعرف أنّها بعد أقلّ من أسبوع ستأتي بنفسها إلى شقّته وتسلّمه شفتيها طوال ساعات حتى أحسّت بأنّ شفتيها تورّمتا من كثرة ما «أكلهما».

هو-3

الآن يفكّر و يسترجعها في مناماته
سألها أيّامها:
«إشمعنى اخترتيني أنا؟».
«عشان إنت مأمون» ولم تزِد.
كانت في ثلاثينيّاتها ولا تزال عذراء. واكتشف أنّ جسمها كلّه ما زال في «عذريّته» ، وأنّه رجُلُها الأوّل. هاله هذا وأحسّ بالمسؤوليّة وخجل من جسده الشائب، بل ارتاع أكثر حين قرّرَت قضاءَ ليلةٍ معه نائمةً عاريةً في حضنه لتقول له السبب بإجابةٍ عن سؤال لم يطرحْه: «بحبّ حضنك، كلّه حنان»، ليكتشف، وهو في الستينيّات من عمره، أنّ الحنان ليس بالكلام أيضًا، ممكن لإيماءةٍ جسديّةٍ أن تكون أكثر من جملة حنانٍ طويلة.

هو-4

يستدعيها
«عارفة ليه خُفت من الزّواج بيكي؟».
تقول له «عشان إنت جبان وخوّاف».
«لا عشان أنا مش جبان لكن خوّاف، بخاف أغيّر نمط حياتي اللي اتعوّدت عليه».
تنهمر دموعها بصمت.

هو في الغفلة-5

الغفلة عنده ساعة يقظةٍ مفاجئةٍ اعتادها لأنّها تأتيه كثيرًا وبشبه انتظام، ليلاً وفجرًا وصباحًا. لعلّه يبرّرها بالقول لنفسه بأنّه نام أكثرَ من ساعة، كما يقول أهله الصعايدة «عيني غفلت»، لكنّه في غفلته هذه يشعر بنشاط ذهنيّ أقوى بكثير من نشاطه الذهني المعتاد وقد استيقظ ومارس طقوسه الصباحيّة.
يرى نفسه في غفلته نائمًا فوقها وقد تمدّدت على الفراش تعطيه ظهرها مفرودًا فوق الملاءة البيضاء النظيفة التي يحرص على استبدالها دومًا قبل قدومها إليه.
وفي الحقيقة التي أصبحت بعيدةً الآن، بعد سنوات تزيد على عشر، يستدعيها فتُقبل عليه بثياب عملها كما اعتادت لتقول له ذات مرّة وهي الضنينة: أحبّ أنّك أنت الذي تخلع عنّي ثيابي كلّها.
قالتها مكسوفةً خجلى.
كلٌّ منهما عار. هي لا تعارض، ولم تعترض، بل كأنهّا تطلب المزيد، إذ تفسح له ما بين فخذيها بينما لا تزال مستلقيةً على بطنها دافنةً نصفَ وجهها في ما تبقّى من الوسادة. يسألها: «تقيل عليكي؟»، تجيب متضاحكةً: «حا تفطّسني»، فيتظاهر بالقيام وتركها، فتقول له بهزر: «بحبّ حضنك ده».
يناوران في المساحة التي تخلقها له. يلبد بين فخذيها فوق ظهرها، لكنّه لا يحاول أن يأخذ أكثر مما اتّفقا عليه، فقد اتفقت معه اتفاقًا مبهمًا بأن يحافظ على عذريّتها وستسمح له بما يريد من جسدها ومن أجزائه.

هي و هو-1

لقد تزوّجت هي الآن (بعد أن انتهت علاقتهما من دون سببٍ واضحٍ ومن دون غضب أيٍّ منهما، فقد وجدت عريسًا وهو من شجّعها على الارتباط به).
يتابعها عن بُعد، فهو يعرف منها، في تصريحاتها القليلة النادرة حين تفتح قلبَها له، عن غيرة زوجها عليها، وكيف أنّه أحيانًا يضربها ضربًا موجعًا بسبب تلك الغيرة وعدم ثقته بها، لذا يتحاشى قدر الإمكان أن يقترب منها لو كان في مكان تكون فيه. ولا يراسلها إطلاقًا، لا عبر «فايسبوك» ولا عبر أيّ وسائل تواصل.
يلتقيان صدفةً فيتعاملان بحذر، ولا يقف ليدردش طويلاً بجوارها، لكنّه يتابع نشاطاتها المختلفة، وفي أحيان كثيرة من دون تعليق.
من بين عشرات النّساء اللاتي ارتبط بهنّ ارتباطاتٍ جنسيةً مختلفة، اصطفاها قلبه وعقله الآن ليستيقظ كلّ صباح بعد أن انتهت العلاقة بسنوات، وحيدًا في شقّة فسيحةٍ بدون رفقة، وإن كان ما زال مع الزوجة التي لا يتبادلان سوى أقلّ الكلام وأولادهما بعيدون عنهما بعد أن استقلّوا بحياتهم.
يخاطبها بعد أن يستدعيها فتأتي طائعة.
هامسًا بمودّةٍ وبعض الشّبق. ينام فوق ظهرها القويّ وجسدها العفيّ تحته أحيانًا، يقبّلها في رقبتها من الخلف، ويعضّها عضًّا خفيفًا وتتأوّه هي - أو يظنّ أنّه فعل ذلك بالفعل في الماضي، فهو الآن لا يستطيع التّفريق بين ما حدث وما لم يحدث. هو يعلم بشكل غامض أنّه يعيد تخليقَها من جديد وتخليق جسده أيضًا، فهو بذلك ليس هذا الشّائخ المتغضّن الثمانيني الذي يكاد لا يتحرّك إلا بتنهيدة وصعوبة، لكنّ جسده، حين عرفها، كان في أواخر ستينياته، إلا أنه كان لا يزال راغبًا في الجنس، باحثًا عنه. وحينما كانت تعاكسه لتقول له «لقد قمتَ بأداء معقول بالنّسبة لعمرك يا جدّو» كان ينظر إليها دهشًا من هذه البنت الخجول!
حين كان أيامها يقودها من أسفل خاصرتها، وهو يشدّها من شعرها، وهما مستلقيان عاريين فوق سريره وهي راضخة غير مقاومة بل مقبلة بشكل ما، اكتشف أنّها تراقب ذاتها وما تفعل وهي «منكبّة» على قضيبه المنتصب. شاهد ذلك في مرآة الدولاب المستطيلة فدهش، ولم يعلّق. كيف خرجت من شرنقتها ومن جهلها الجنسي، من كسوفها في أن تتجوّل شبه عارية في الشّقة لا يسترها سوى قميص رجالي كبير تضعه مباشرةً فوق جسدها الذي لا يزال يمور ويفور بالجنس المكتوم؟

عن الاستدعاء

سنوات سجنه السياسي علّمته الاستدعاء. سجنوه وهو في بداية عشرينياته لم يعرف بعد كيف ينهل من جسد أنثى.
في سجنه الخشن، حيث ينام فوق فرش متهرئ على أرضيّة إسمنتيّة، تعلّم كيف يستدعي إناثًا لم يمارس معهنّ جنسًا كاملاً. لكنّهن كنّ يأتين إليه فرحات مستبشرات «طائعات»، هو الخجول الذي لم يعرف بعد كيف «يغازل» أنثى، بل ولم يذُق بعد للحبّ طعمًا.
وسيرافقه الاستدعاء في أوقاته العصيبة، وسيطوّر هو هذا الاستدعاء ليصبح استدعاءً للطّعام حين يضرب عنه في السّجن. يستدعي أطعمة يحبّها، بسيطة لكنّها متاحة للفقراء أمثاله هو وعائلته، ليأكلها سرًّا وهو مستلقٍ وحيدًا في زنزانته يهذي من الجوع فيأكل ما استدعى من طعامٍ حتى يمتلئ.
لا يعرف كيف ينام على الطّوى.
وفي شيخوخته بدأ يستدعيها من بين عشرات الإناث اللواتي عاشرهنّ في بلدان مختلفة. يستدعيها، وهي الوحيدة من بينهنّ التي ما زال، حين تتاح لهما الظروف العملية، النادرة والحقيقية خارج الاستدعاء، أن يتحادثا بقدر كبير من الصدق والحريّة.

رجوع الشّيخ إلى مناماته

هو لا يعطيها حنانًا سوى القليل، ويقول معتذرًا: نحن من أسرة لم تعرف الحنان، فلا يوجد في الفقر حنان بل تآزر وتكاتف من أجل دفع المصاريف الأساسيّة، كإيجار البيت والنّور، كما الجمعيّات التي تدخلها أمّه كي تدفع لها ثمن الدّواء المطلوب للأب العاجز الراقد. إنّها أسرة لم تكشف حنانها، أي ضعفها كما يعتقد أفرادها، حتّى لبعضهم البعض، فكلّ يوم هو مواجهة جديدة للفقر حتى لا يغلبهم فيفقدوا أسرّتهم الخشبية، بمراتبها غير المنجّدة منذ سنوات، فنشفت وتحجّر القطن داخلها.

سرير المنامات والغفلات

يقول لها الآن وهو مستلقٍ في الصّباحات الحاليّة: ده سريري من حوالي عشرين سنة يمكن؟ يضع تساؤلاً في آخر الجملة. كان سرير حماي ومات عليه.
ويقفز الآن، وهي ليست معه تمامًا، لكنّها معه تمامًا، إلى القرين الفرعوني والكا الفرعوني، ويستحضر سيرةَ الموت فتقول له «والنّبي بلاش السّيرة الوحشة دي، وعلى فكرة مش بتشاءم من السّرير أو من أي حاجة ريحتَك فيها وعرقك وريقك، وعجبتني حكاية إنّك تلحس ريقي، دي تفسّرها لي ازّاي يا بتاع فرويد وبتاع الانحرافات والمنحرفين؟».
يقول لها «إذا كنت بلحس عصيرك من فرجك فبالحريّ ألحس ريقك من بقّك».
يصمتان لحظات طويلة - في الواقع الذي أصبح بعيدًا الآن- ويشعر بأنّ جسديهما يستيقظان من سباتٍ طويل، وتقول له «على فكرة إنت الوحيد بجدّ اللي بقعد معاه على حريّتي خالص مالص»، وهذا تعبيره بعد أن ينضو عنها ثيابَها: «وهل إحنا يا أستاذ يا أبو العري منحرفين بجدّ؟».
«لا مش منحرفين خالص، ده إحنا طبيعييّن خالص».
«يعني إحنا عادي؟».
«آه عادي بس مزاجنا صادق ومش مدّعي العفّة الزّائفة. يعني بنعمل حاجتنا في النّور وبوضوح».
يتقلّب على الغطاء الكهربائي في بداية الشتاء الأوروبي المظلم، حيث يعيش منذ سنين طوال، ويتذكّر ما قاله أمس مراسلُ البي بي سي عن أنّ نسبة العواجيز اللّي بيموتوا في الشّتا في أوروبا أكبر من أيّ نسبة في بقيّة الفصول، فقال لنفسه «وماله؟ تبقى أحلى موتة. بس يا د أنا شايفاك لمّا بتصحى وبتاعك بيقف نصف وقفة، واديك يا شاطر وانت لوحدك بتتذكّر وتستدعيها.
بتفرح؟ بتفرح على إيه؟ على نُصّ انتصاب؟
لا يا غبي، بفرح لأّنّي لسّه بفتكرها بالخير وبكلّ خير، وإنّ النسوان التانية راحوا وما عدتش بحبّ أتكلّم معاهم من تاني. هيّ الوحيدة اللي بكلّمها في مناماتي.
هيّ حبّي الأوّلاني والأخير.

هي في استدعائه لها
سرير منامتها وغفلاتهما المشتركة-1

حكى لها، وما زال، حكاياته التي قرأها، والتي اخترعها، ونظريّاته الجنسيّة، فيقول لها إنّ عبرة رواية «الجميلات النائمات» اليابانية هي في الحكمة اللي بتطلع منها بعد قرايتها، هي عبرة عدم الإيلاج لأنّ الولوج ينتهي بالوصول إلى ما يسمّونه قمّة اللّذة، أي القذف عند الذكر الأورغازم عند حضرتِك.

سرير مناماتهما وغفلتهما المشتركة-2

تعرف وهي لابدةٌ في حضنه، قبل أن تنعس، أنّه يستنشقها، خاصّةً إذا نامت معطيةً ظهرها له، فهو يفعل شيئًا لم يفعله أحدٌ لها بعد وفاة أمّها، حين كانت تلبد وهي صغيرة في حجرها فتمّرر الأم أصابعها بين خصلات شعرها الأكرت، تدلّك فروةَ رأسها، تساعدها على أن يخطفها ملاك النوم، كما كانت تقول لها.

ها هو الآن، تدلّك أصابعُه غيرُ المدرّبة فروةَ رأسها، فتدخل برقّةٍ أكثر بين ضلوعه وتعطي لجسدها الأمر بأن يطيعه، وتشعر به، بجسدها. يستمع لها ويطيعها وتطيعه حتى يرقد فوقها تمامًا، فوق ظهرها الباسق كنخلةٍ في وادٍ صحراوي، انتزع الوادي خضرتَه من مسارب سرّيّة لماءٍ لا يعرف أحدٌ من أين جاء ولا أين ينتهي.

تحسّ بانتصابه البطيء وتستعذبه، تستعذب قوّتها حتى وهي متناومة، تتظاهر بنومها هذا حتى تعطيه حرية أكبر في حركة يديه فوق جسدها العطشان لليدين تربّتان أحيانًا برفق، وتنهشان أحيانًا بقسوة وغلظة ثدييها، فتكتم تأوّهات ألمها وتأوّهات شهوتها التي تفاجئها أحيانًا بقوّة، كما تفاجئه بها، فتكاد تصرخ كاتمةً صوتها كأنها تشرق في بكاء مفاجئ أيضًا، وتحسّ ببكائها ينتهي سريعًا، وتنفر متنبّهةً إلى نفسها بأنّها أباحت له الكثيرَ ممّا لم تبح به حتّى لنفسها!

تتذكّر في سرير غفلتها كيف فاجأها مرّةً حين فكّ أزرار بلوزتها، ورفَع ثديها من جيب سُتيانها. كانا قد اتّفقا على أن تذهب معه إلى شقّةٍ من شقق أصدقائه المسافرين حين التقاها ذلك المساء بصدفة غريبة. قال لها صادقًا إنّه يريد أن يطمـئنّ على الشقّة. مشوار صغير وانا معايا تاكسي بحاسبه آخر النّهار بالمقاولة.

وافقَت كالمنوّمة، وهو صراحةً لم يكن يكذب أو يبغي بها شرًّا، لكنّ الشقّة الخالية الآمنة المغلقة نوافذُها أوحت له بأن يفكّ أزرار بلوزتها وهي واقفة مقابله، وأن يلتهم شفتيها وهي لا تزال واقفة أمامه، وأن يُخرج ثديها الأيمن من حمّالته ليلتهمه وهي واقفة أمامه، ثمّ يُخرج الأيسرَ ليلْتهمه وهي تنظر إليه ولا تزال واقفة أمامه. يمتصّ حلمتها في كلّ ثدي، لم تمانع أو تتحجّج. تستمع إلى نجواه في ثدييها: «يا بنت الإيه على بزازك تودّيني الجنّة بتاعة البزاز»، فتكاد تبتسم، وكانت هذه مرّتَهما الأولى. وهي اعتادت الآن على مفرداته الغريبة مثل جنّة البزاز وفردوس الأفخاذ وعجيج صمت الفرج، فيحضنها يومها منذ سنوات وهو ما زال مرتديًا ثيابه كاملة، وهما واقفان في صالةٍ نصف مظلمة، ويقبّلها فتسلّم له شفتيها طائعة، فقد قالت له صادقةً من قبل إنّها لم تستسِغ قبلة الشفتين وتداخل ريقها مع ريق من يقبّلها. لكن ها هو يمتصّ ريقها ولسانها، فتحسّ بأنّ قدميها قد تخونانها في أيّ لحظة، فتتشبّث بقميصه وتشمّ رائحة جسده وعرقه النظيف.

اليوني – الفرج

«حينما يفتقد الرجل الإيقاع الصحيح لفعل الحبّ فإنّ الطاقة الحيويّة عنده تنضب. إنّ ردّ فعل الإيقاع الخاطئ هو القذف الجبري» («كتاب الأسرار»).

منذ فترةٍ قريبة، بدأ الغربيّون يُقبلون على الجنس الشفاهي على الرّغم من أنّ التقبيل بالشّفتين والفم اعتُبر أمرًا طبيعيًّا عندهم. أهل الصين والهند اعتبروا أنّ القبلة رمز جنسي هامّ ويجب ممارسته بخصوصيّة. العلاقة بين تناول الطّعام وفعل الحب معروفة في علم النّفس. تشرح النصوص الهنديّة بتفصيل كيفيّة إتيان الجنس الشّفاهيّ وتقبيل اليوني (الفرج)، الذي يصفه «الرّوض العاطر» بأنّه مثل الفم: «بشفتين ولسان». وتعتبر الثقّافات الشّرقية أن اليوني أكثر الأشياء قدسيّة في جسد المرأة، ولا يُنظر إليه باعتباره نجاسة أو قذارة. وفي منحوتة يابانية نشاهد رجلاً يقدّس اليوني وفي الوقت ذاته يمرّر الطاقة من يده إلى قدم المرأة (من «كتاب الأسرار»).

منامات الفرج وعبادته-1

الكهل-1

يحكي لها في الواقع الأوّلاني كيف أنّ بعض الحضارات القديمة العريقة كانت تقدّس الفرج، ويحاول أن يشرح لها كيف أصبح عابدًا للفرج في كلّ أحواله.

قال لها ذلك مرّةً فنظرت إليه بعينيها اللّتين تخفيان أكثر ممّا تفصحان نظرةً فاحصةً طويلة. كانت قد فوجئت به يلتهم فرجها كلّه في فمه. حاولت أن تنسحب، أو على الأقلّ أن تسحب فرجَها فلم تستطع، إذ كان خلال خبراته الطويلة قد «تمكّن» منها، ووضعها في وضع يصعب الفكاك منه. ثنى ساقيها فوق كتفيه وأحاط بجسدها كما يحيط السّوار بالمعصم. في البداية يفاجأ كلاهما بهذا الوضع الجديد، وأحسّت أنّها «مكشوفة» له أكثر ممّا يحتمل حياؤها الفطريّ وخجلها الطبيعي. بَرَك فوقها كما يبرك الجمل فوق الناقة. أخذ يهمس لها بخفوتٍ أن تستسلم ولا تقاوم وإلا آذت نفسها. يقبّلها قبلات رقيقة في شفتها العليا، التي أعلن أنه يحبّها أكثر من السّفلى المكتنزة كثيرًا.

هي في يقظتها-1

قال لها مرّة: هو انتي دايمًا مفنجلة عنيكي و بتراقبي إيه اللي بيحصل؟

شعرَت بالخجل! هو كان يلاحظ مثلها ولم يكن يبدي انتقادًا، على العكس ممّا شعرت هي به. هذه تجربة بالغة الجدّة عليها، وهي حسّاسة من أكثر من جهة. من جهة جهلها بجسد الذّكر العاري الملتحم مع جسدها، ومن جهة حركة يد الذّكر في المناطق الحميمة من جسدها، والتي لم يقترب منها ذكر ولم تقترب منها يدٌ إلا من فوق الثياب، وفي محاولة سرقة دقائق قليلة من جسدها في المواصلات العامة.

حاول أن يسألها عن علاقتها بالبنات، علاقاتها الجنسيّة فكانت تحرن ولا تجيب، فكفّ عن ذلك ليعتبر ما تخفيه، إن كانت تخفي شيئًا، من حقها في «البرايفسي».

لكنّها أيضًا متيقّظة تمامًا، تراقبه وتراقب جسدها في تحوّلاته الغامضة. تقول له لقد جعلتَني أتصالح مع جسدي، ورفضَتِ الإفصاح لمّا سألها فين وفي أيّ منطقة؟ هذه الآنسة التي تجاوزت الثلّاثين لم تكن تعرف أنّ لجسدها مفاتيحه مثل القبلات بالغة الرقّة، ومثل صفع إليتها والتّربيت عليها كفرسٍ متوفزة، قبل الفعل وخلاله. هذه حالة مركّبة يحبّها لأنّها تجعله متيقّظًا أيضًا، وهو معها، مثلما هو مع سيّارته التي اشتراها نصف عمر، لكنّه يعرف مفاتيحها الغامضة حتى تسير به مسافات طويلة من دون أن تتوقّف فجأةً وتحرن كالبغل. أصبحا يقضيان وقتًا طويلاً عاريين راقدين في الفراش بدون فعل الجنس، يتونّسان بعد أن شرح لها اصطلاحَ الوِنسة، فهما أصبحا يتونّسان ببعضهما البعض، بعريهما وبأحوالهما المختلفة من شهوةٍ ونزقٍ وشبق.

اليوني-2

قالت له بعدين، أي بعد ما حدث بالفعل: «تصّور كنت خايفة إنّك تقرف منّه لمّا لقيتك نازل هناك بوشّك كلّه وبتاكل وبتشرب كمان». كانت تبدو مندهشةً ومستاءةً قليلاً، أو هكذا خُيّل له. فسّر دهشتها بأنّها المرّة الأولى – بلى بالتّأكيد – في حياتها يقوم ذكرٌ بالتهام اليوني أكلاً وشربًا (حسب تعبيرها). قالت إنّها كانت دائمًا تخبّئه خلف ستائر وغلالاتٍ من الأنسجة والثياب، وتنزعج وتكاد تمرض حينما تأتيها دورة خصبها، ساعتها تكره جسدها ويخيّل إليها أنّ جسدها يفرز روائح غير مستحبّة. هو يستمع إليها بدون تعليق. يعرف أنّ والدتها – يعرف منها – قد توفّيت من زمنٍ ليس بعيد، وأنّها الابنة الوحيدة في العائلة المكوّنة من بضعة ذكور، وأنّ والدها تاجرٌ متوسّط الحال في سوق الفاكهة، وأنّهم صعايدة قدِموا - من سنوات بعيدة - من المنيا وسوهاج، وأنّها تعمل سكرتيرةً في مدرسة كبيرة من مدارس الأقباط في شبرا، وأنّها أنهت دراستها الجامعيّة، قسم مكتبات في جامعة «عين شمس» من كام سنة كده، وأنّها الآن بعد أن تعرّفت عليه بدأت تسأله أي كتب تشتريها لكي تصبح «مسأفة» مثله، وتنطق الاصطلاحَ ببعض السّخرية.

بعد ذلك بدأت تهتمّ كثيرًا بهذه المنطقة من جسدها. فهو فاجأها ذات يوم في المرات الأولى بأنّها أصبحت بدون ثياب داخليّة، نزعها منها؟ ولاحظ أنّ الشّعر هناك غزير. لكنّها في المرة التّالية كانت قد قصّته كثيرًا فلم يبقَ منه إلّا خصلات قليلة قصيرة. لم يعلّق أيضًا لأنّه يعلم حساسيّتها من أيّ تعليق حتّى لو كان بالاستحسان في ما يخصّ جسدها.

وهكذا أدخل صاحبتَه «الآن» في أعماق فنتازيّاته التي تسمّيها هي ضاحكةً ساخرةً خائفةً قليلاً «انحرافاته»، أدخلها في عالم «السواسينت نيف»، وفي عالم اليوغا السحريّة الجنسيّة حيث لا يكون الاكتمال الجنسيّ بالقذف من الشريكين، بل بمواصلة الفعل الجنسي بدون انتهاءٍ لفترةٍ طويلة.

اليوني-3

هي في يقظتها الغافلة

حاول أن يستدرجها لتعترف له اعترافًا بسيطًا: لماذا قرّرت أن تفعل معه ما تفعله وهو الكهل الطّاعن في العمر، وحولها شباب كثيرون في مقتبلهم وبالتّأكيد سوف يسعدون إذا ما لمحت لهم بمطالبها وبالتّأكيد سوف يحترمون شرطَها العذري، ويحافظون على احترامه. طيّب ليه بأه؟ لمحت له بأنّها أحبّته، وبالتالي فقد أعلمته أنّها لم تكن لتسلّم جسدها هكذا لذكر ما، إلا إذا أحبّته، وبالتالي أحبَّها. تسأله واجفة: بتحبّني مش كده؟ ويردّ: طبعًا يا روح قلبي. لم يُصْدِقها القول بل كان في قوله نوعٌ من الصّدق «إلى حدٍّ ما»، فهو يعرف أنّه في نهايات عمره وكآبةٌ تظهر على جسده الذي تخلّص من دهونه فبانت أثارٌ كثيرةٌ عليه كتجاعيده على وجهه. هل تؤمن بأنّه لا يذيع سرَّها؟ بالتّأكيد تؤمن بذلك بعد أن أرادته كذلك (!)

هو منبهرٌ بقوّتها الأنثويّة التي كانت كامنةً فظهرت بلمسةٍ من أصابعه، أو بقبلةٍ كالبركان المتفجّر. كان يقضي معها أوقاتًا طوالاً يقبّلها، فهو أحبَّ براءةَ شفتيها الحسّيّتين الفرعونيّتين الغليظتين مثل شفاه الأفارقة وبعض الأسلاف من «القدماء»، كما أحبَّ كيف تقضي ليالي معه رغم حكاويها عن أبيها وتسلّطه وتحجّر عقله. كيف تحوّلت هذه العذراء السّاكنة كبحيرة هادئة وعميقة إلى بركان متفجّر مليء بالكائنات المفترسة.

اقترح عليها ذات عصريّة أن يقوما معًا بالاستمناء. نظرت إليه مندهشة خائفة ومتهيّبة بعض الشيء:

قصدك إيه؟

قصدي نقعد قبالة بعض عريانين ونعملها.

نعمل إيه؟

نستمني. نضرب عشرة. نأبّظ.

استنّى. حيلك حيلك إيه كلّ الكلام ده؟ يعني إيه؟

فيشرحه لها بصبر، ويشير إلى قضيبه كيف سيفعل ما اقترح عليها. تخبّئ وجهها في ملاءة السّرير وتنفجر ضاحكةً ضحكة، يعتبرها جنسيّة ومثيرة في فجورها. هل تعلم أنّها تضحك بفجور ضحكِ امرأةٍ لبوءة؟ لعلّها لا تعلم، أو لعلّها لا تهتم. طيّب. إعمل إنت الأوّل وأنا أحصّلك. فطلب منها ريقها تضعه على كفّه المنبسطة القريبة من فمها. تستجمع ريقها طائعةً وتبصقه في يده. يضحك مخفّفًا حرجها ويدفع إلى يده ريقًا خاصًّا به يمزجه بريقها.

تفّتك حلوة على فكرة.

وانتَ منحرف على فكرة.

يبسط يده لها مرّة أخرى، فتثبّت عينيها في عينيه، وتستجمع بصاقها، تتفله في يده وقد برزت حلمتا ثدييها منتصبتين بقوة.

يعرف أنّه يقودها إلى أماكن لا عودة منها إلى ما كانت عليه سابقًا.

يوني-4

قالت له مرّة بالفعل في لقاءاتهما الحقيقيّة السّابقة: لقد صالحتني مع جسمي.

اندهش. جسمك حلو يا بنتي، فقالت لا، بس قبلته على علّاته دلوقتي.

ساعتها كانت لابدةً في حضنه عاريةً تستعدّ للنّوم بعد أن قاما بفعل اكتشاف الجسدين، كما أطلق هو على ما يقومان به. تلبُد في حضنه معطيةً ظهرها له، متقوّسةً تقويسة الجنين في الرّحم، وبالفعل تدخل في النّوم بسهولة، مستسلمةً بالكامل للنّوم مطمئنّةً تمامًا إلى حضنه حتّى لو عابثها ومسّد لها ردفيها وما بينهما. لعلّها ساعتها تحتمي بالنّوم ولا تعترض.

سرير المنامات والغفلات الأخير

لا يا غبي بَفرح إني لسّه بفتكرها بالخير وبكلّ خير، وإنّ النّسوان التّانيه راحوا و ما عدتش بحبّ أتكلمّ معاهم من تاني. هيّ الوحيدة اللي بكلّمها في مناماتي.

هي حبّي الأوّلاني والأخير.

يوني أخير

هو يعرف، كما تقول شهرزاد، أنّ لكلّ حكايةٍ نهاية. ويعرف أنّه أيضًا من الأحسن أن يترك «لها» أن تنهيها بالطريقة التي تحبّ، فقد فهم أنّ كلًّا منهما راحلٌ إلى جهة معاكسة.

لم يكن يعلم أنّها قد انحفرت داخلَه مثل وشمٍ لا يمكن محوه، وشم تبقى فضائله ثابتة وتختفي سوءاته.

ها هو جسدها ينضج بلهيبها الداخلي. جسدها الثلاثيني العذري. وها هي تعطيه كلّ ما يطلب- إلا عذريّتها - كما اتّفقا، بل وتغفر له خيانةً وحيدةً اعترف بها ولا يعلم ما الذي دفعه إليها، أيّ شيطان كاد أن يمّزق وصالهما بخيانة - لم تكتمل!

كان صادقًا حينما اعترف لها بأنّه وزوجته «منفصلان» جنسيًّا وجسديًّا، لكنّهما «يحفظان العِشرة» التي بينهما خاصّةً من جانب زوجته التي عانت معه وعانت مع مجتمعها الأبيض، بل ومع أسرتها كي يقبلوه قبولاً طبيعيًّا مثلما يقبلون ولديهما!

يفكّر، هذه أطول علاقة لي، وكنت أظنّها طيّاري وعَ الماشي، لأجدَ نفسي مرتبطًا بعلاقة من نوع جديد لم أختبره من قبل. سعيدٌ أنا؟ بلى، ولكنّني أيضًا مهموم. أستطيع أن أقول إنّ العلاقة معها تعطيني قدرًا لا بأس به من البهجة الحسيّة والنفسيّة والعقليّة، مع أنّني بدأت أشعر بأنّني لا أستطيع المواصلة جنسيًّا كما لا أستطيع تناول الحبوب المنشّطة. وكم أتكسّف لو أنا متُّ عريانً فوق جسدها العاري، كما كتب مرّة كونديرا في روايةٍ له نسيتُ اسمَها.

ثمّ فاجأته مرة بالزّواج. بطلبها الزّواج منه. كانت تعدّه بالتّدريج لهذا الموقف وهو غير دارٍ بها أو به وبكليهما. يا بخت مراتك بيك، فيقول كانت مراتي ونحن منفصلان الآن. تردّ وماله؟ أخدِت أحلى سنوات عمرك، أنا أحسدها. يتأمّل قولها صامتًا. تحسدينها على إيه؟ دا أنا طلّعت دين أمّها وهي طلّعت إيمان أمّي كمان، لكن تواصَلنا بخيط وشعرة معاوية الرّفيعة التي تواجه الزمن باعتبارها أقوى من الحديد الصّلب، حتى أنّها قالت له وهي لابدة في حضنه: ما تيجي نتزوّج؟ بدايةً لم يسمع جيّدًا أو لم يفهم، فنظر إليها متسائلاً كأنّه يقول لها «بتقولي إيه؟»، فكرّرت دون أن تلتفت إليه أو تغيّر مكان رأسها من صدره. «ما تيجي نتزوّج».

عادة كان يتّخذ الزّوجة درعًا له ممّا يعتبره تطفّلات الأخريات على حياته، ويقول إزاي؟ بس أنا متزوّج وعايش برّه؟

ويريد أن يكون منصفًا لها، فهي لم تحضِر أدوات زينتها، ولم تحضِر ثيابها إلى شقته المفروشة المستأجرة:

هي تأتي خفيفةً وتذهب خفيفة، أبيّةً بكبرياءٍ أصيلةٍ فهي تأبى حتّى أن يدفعَ نيابةً عنها ما شربت وما أكلت وهي معه. يعرف بأنّه يحبّ حبًّا جميلاً وشبقًا وعاطفيًّا وساذجًا لأوّل مرةٍ في حياته. لا يريد التّصريح بهذا حتّى لنفسه النّاكرة للحبّ ووجوده أصلاً.

يقول لها «ما ينفعش يا حبيبتي عشان مش حا تعرفي تخلّفي منّي». تنظر إليه متسائلةً فيشرح «أصلي ربطت، أنا رابط الخصية أو الزفت المنويّة عشان الستّ مراتي كانت بتنزف من حبوب منع الحمل وأنا بغبائي وافقتها إني أربط، بعد ما خلّفنا الولدين».

فتقول «مش مهم».

وفي غفلته يسترجع هذا الحوار، لكنّه يضيف إليه بوعي محسّناته الخاصّة. طيّب أروح أشوف دكتور كويّس بتاع مسالك بوليّة وخلافه يفكّ الرّباط. تسأله صحيح ده ممكن؟ فيجيبها صادقًا وهو ما زال يسترجع الحوار في غفلته: أعتقد إنّه ممكن، أصلي قريت في حتّه على النّت إنّه ممكن.

تسرح هي في الماضي كما تسرح الآن لابدةً فوق صدره تقبّل حلمته اليسرى.

المنام الأخير

يسألها الآن: نمتي؟ فتهزّ رأسها وهي في حضنه. يفهم منها أنّها تعني أنا لسّه صاحية.

هو لا يستدعيها إلا ليلاً حينما تهجع الدنيا الخاصّة به، المحيطة به وتنام وتنعس وعينها تغفل. ساعتها يكون لوحده تمامًا، حتى من الصّخب البسيط الخفيف من الشارع ومن الجيران القليلين. كيف — يتساءل — أصبحت هي وسيلته وسلواه. وسيلته في متعة جنسيّة كالمراهقين بعد أن تجاوز سنّهم بعشرات من السنين ذاق فيها من «الرّوض العاطر» ما أتخمه، أو ما ظنّ هو ذلك؟! يراقب جسده بمتعة خاصّة وهو يستيقظ من غفلة طويلة، يستيقظ كما حيوان نام نومة أهل الكهف، غير دارٍ بما حدث.

هو كشيخٍ يعرف أنّه في كهفه ينتظر الرّخ الذي سينهش كبده مرّة واحدة وأخيرة!

يتسلّى مع البنت التي أعطته كثيرًا ولم تعطه شيئًا ذا بالٍ أيضًا، بل أخذت الكثير. يقول لنفسه:

أنا مثل آدم، طردني الربّ من الجنّة رغم أنّني لم أعصِ له أمرًا، ومع ذلك خرجتُ ومعي حوّاء سبب المصيبة كلّها. كان يجب أن أستأنف الحكم. كان يجب طردها هي وخلق آدم جديد يعاشرها وينجب منها وتنجب له ويتركوني في حالي.

لكن مين اللي قال إنه في الدّنيا عدل أو حتّى في الآخرة؟!!

 

كُتبت هذه المتتالية على مرّ سنوات. وكل مرّة أرجع إليها، أضيف وأحذف أشياء مثل نول بينيلوبي لا أريد لها الانتهاء.

الكتابةُ هذه المّرة انتهيت منها في 19-1-2021

العدد ٣٠ - ٢٠٢١

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.