• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
عشيّة ١٨ كانون الأوّل / ديسمبر٢٠١٨ تحرّك قطار سكّة حديد من مدينة عطبرة، المضرِبة احتجاجاً على غلاء المعيشة والفساد، لينضمّ أهالي المدينة العمّالية إلى جماهير بورتسودان وأم درمان والخرطوم في إطلاق ثورة شعبيّة سلميّة عارمة ضدّ عهد «ثورة الإنقاذ» لعام ١٩٨٩ التي جاءتْ إلى الحكم بالجبهة الإسلاميّة وعمر البشير.
يوم الخميس في ٧ شباط / فبراير من هذا العام، أقدم المواطن اللبناني جورج زريق على إحراق نفسه أمام مدرسة أولاده. خسر جورج عمله فقرّر نقل أولاده من مدرسةٍ خاصّة إلى المدرسة الرسميّة لعجزه عن الاستمرار في دفع أقساط الأولى. رفضَت مديرة المدرسة الخاصّة منح الأولاد إفادةً عن أدائهم الدراسيّ قبل أن يسدّد الوالد الأقساطَ المتبقّية عليه.
يصادف هذا الصيف مناسبتين ضاغطتين على الذاكرة العربيّة هما خمسينيّة هزيمة حزيران / يونيو ١٩٦٧والذكرى الخامسة والثلاثون للغزو الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢. ويأتي هذا الصيف في عام سباعيّ يصادف مئويّة سايكس بيكو وإعلان بلفور ١٩١٦-١٩١٧ وذكرى تقسيم فلسطين ١٩٤٧.
لا مجازفة في القول بأنّ «سايكس بيكو» كانت المفردة الأكثر استخداماً في المنطقة وعن المنطقة خلال السنوات الأخيرة، والموضوع الذي أثار أكبر مقدار من المقالات والتعليقات والنبذات الإلكترونية، خصوصاً بعد ظهور داعش عبر الحدود العراقية ــ السورية.
نفتتح هذا العدد بمقابلة مستفيضة أجرتها ندى متّى مع جِلبير أشقر يستعرض فيها ويحلّل المسارات المتفاوتة والمتلاقية للثورات العربية في عامها الخامس. وسوف نفتح صفحات العدد الآتي لمواصلة النقاش وتقييم تلك المسارات والردّات المختلفة التي تعرضت وتتعرّض لها. ونرجو اعتبار هذا الإعلان بمثابة دعوة مفتوحة لمن يهمّه الأمر إلى الكتابة في هذا الموضوع.
شهدت الاشهر الاخيرة في العراق ولبنان تحركات شعبية ناشطة ضد فساد الطبقة الحاكمة في البلدين تلتقي على ادانة الفساد والطائفية.
عاش اليمن شهرين من الدمار والقتل في حرب جوية تخوضها اغنى الدول العربية، السعودية ومجلس التعاون الخليجي، ضد أفقر دولة عريية. وقد شكّلت مساهمة جامعة الدول العربية في تغطية الحرب سابقة خطيرة من المؤسسة المترهّلة التي يتلخص دورها الاساسي، بل مبرر وجودها، في منع اعتداء دولة على اخرى ووقف الاقتتال بين الدول الاعضاء والإسهام في حل النزاعات بينها.
يصدر هذا العدد العاشر من «بدايات» مطلع العام ٢٠١٥ وقد مضى اكثر من سنتين ونصف على صدور المجلة.
ما من شك في أن المنطقة شهدت في الآونة الاخيرة تقدماً لافتاً لقوى الردّة المضادة للثورات، وهي ليست «ثورات مضادة»، حسب التعبير الدارج، لأن لا شيء فيها من التغيير أو الثورة، انما هي ردة ضد هذا وتلك.
