هي دي الثورة!
أنا إسمي رشا العزب، أنا صحفيه وبشتغل في السياسه من سنة ٢٠٠٠ وعمري ٢٩ سنه.
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
أنا إسمي رشا العزب، أنا صحفيه وبشتغل في السياسه من سنة ٢٠٠٠ وعمري ٢٩ سنه.
شعرت اليوم كمن يمشي بحركة بطيئة عبر التاريخ وأنا أشاهد سير موكب أكفان رفات الشهداء من خلف زجاج المقهى البارد، تسبقهم أسماؤهم المقدسة بعدما كانوا أرقامًا في الأرض الغريبة. شعرت بأني اعيش لحظات تاريخية بانتصارها وحتى حزنها، بعد الإعلان في اليوم ذاته عن وفاة أول أسير مضرب عن الطعام، زهير لبادة، إثر اصابته بالعمى والفشل الكلوي.
يخرج الرئيس الإسلامي على شعبٍ انتخبه على مضض بخطابٍ أول يشحنه عاطفيًا لينهض باللحظة المصرية، من انقسامها الحاد حول اسمين إلى برزخٍ من الفرح الوجداني يتجلّى في أفقه اسمٌ واحد، يحمله رئيسٌ «قلبه كبير».
عندما تقترب من أحد منافذ محافظة القطيف تشعر بشيء مختلف، ليس لأن ملامح الواحة الخضراء تلوح في الأفق، بل لأن نقطة تفتيش من نوع خاص في استقبالك. طابور من سيارات المواطنين ينتظر، وسيارات أمن متنوعة الأحجام والأشكال، وسلاح من الوزنين المتوسط والخفيف مشهور في وجه القادمين.
تداعت في 27 شباط 2011 مجموعات شبابية إلى لقاء في أحد شوارع بيروت (الشياح ــ عين الرمانة)، حيث كان خط التماس بين منطقتين شهدتا أشد معارك الحرب الأهلية ضراوةً. لم يكن اختيار الشارع عبثًا، بل جاء ليعبّر عن موقف رافض للحرب الأهلية التي كانت، ولا تزال، إحدى النتائج المباشرة للمنظومة الطائفية القائمة في لبنان منذ ما قبل تشكيله الكيان الذي يشبه الـ«دولة».
يبدو مشروع السفر من بيروت إلى دمشق برًّا هذه الأيام، أشبه بضرب من الجنون بالنسبة إلى اللبنانيين. تبقى النصائح متشابهة: ثمن الانسان بات أقلّ من بخس في سورية. محاولة تقصّي الحقائق صحافيًا وعلى الأرض مشوبة بمخاطر كبيرة. لا أحد يمكنه توقُّع ما قد يحصل معك عند أحد الحواجز الأمنية المنتشرة كالفطريات منذ أشهر حتى داخل دمشق، وبينها وبين مدن ريف دمشق وباقي المحافظات طبعًا.