العدد ١١ - ربيع ٢٠١٥

من صعده إلى عدن

هاوية الزمن التي لم تردم

النسخة الورقية

الاشتباكات العسكرية التي شهدتها مدينة عدن بين الحوثيين وقوات صالح من جهة والسكان المحليين من جهة أخرى، وهم ما باتوا يُعرفون بالمقاومة الشعبية المكوّنة من لجان شعبية شكّلها الرئيس عبد ربه منصور هادي وسلفيين وإخوان وكذلك شباب عاديين، بينما يقع الحراك الجنوبي في وسط هذا كله، هذه الاشتباكات هي حصيلة إخفاقات سياسية طويلة وشقاق اجتماعي كبير يتعمّق. فطريق المهاجمين القادمين من أقصى شمال اليمن إلى عدن لم تكن مجرد رحلة طويلة جغرافياً فقط، بل طويلة زمنياً أيضاَ من القرن السابع الميلادي إلى القرن الحادي والعشرين، من صعده أيقونة العزلة اليمنية إلى عدن أيقونة الحداثة اليمنية. وبين كلتا النقطتين تدفقت الكثير من المياه واندلعت صراعات طويلة توارى فيها مشروع تحديث الدولة اليمنية لصالح جماعات التطرف الديني.

صعده مركز الإمامة

صعده هي معقل الزيدية ومركز الإمامة لمدة تزيد عن ألف عام منذ سكنها الإمام الهادي يحيى بن الحسين عام ٨٩٦. عندما انتهت الحرب الأهلية بعد إعلان النظام الجمهوري وإسقاط الإمامة في العام ١٩٦٩ تم تسليم صعده للنظام الجمهوري الوليد في العام ١٩٦٢ الذي لم يتدخل فيها بتعيين محافظ حتى العام ١٩٧٩ عندما كسر حاجز العزلة ومُدت أول طريق مُسَفْلتة بين صعده النائية، والمحاذية للسعودية، والعاصمة صنعاء.

اعتاد اليمنيون تسمية الحوثيين بأهل الكهف في كناية ذات دلالة كثيفة على طبيعة الجماعة وكيفية نشوئها، فمن رحم صعده وجبالها مران وضحيان التي تعد أكثر معاقل الزيدية تشدداً وعزلة ظهرت جماعة الحوثي. ظهرت كحركة إحيائية للمذهب الزيدي ممثلة بمخيمات منتدى الشباب المؤمن التي تأسست عام 1990 في ردّ فعل على التمدد السلفي الآتي من المهاجرين العائدين من السعودية وتأسيس دار الحديث السلفي في قرية دماج بصعده لعام 1979.

تحوّلت الفكرة من مجرد محاولة لتدريس مناهج تبسيطية للمذهب الزيدي إلى نشوء جماعة ذات طابع سياسي بسبب الطموح الشخصي لحسين الحوثي ابن العلامة الزيدي المتشدد بدر الدين الحوثي، الذي كان يمنح اعتماده لمناهج منتديات الشباب المؤمن. كان حسين الحوثي قد زار إيران في ثمانينيات القرن الماضي، ثم السودان، ليعود إلى اليمن عام 1993 متأثراً بشعارات الثورة الإيرانية وأدبياتها السياسية، وكان يمتلك شخصية كاريزمية مؤثرة وقدرة خطابية متميزة.

بدأ حسين الحوثي بإلقاء خطبه في المساجد، وهي خطب سياسية عن المسلمين الذين تشتتوا وتدهور بهم الحال حتى أصبحوا عرضةً للعدوان الأميركي ــ الإسرائيلي. تتسم هذه الخطب بالطابع العاطفي وتصوّراتها السياسية السطحية والساذجة، حيث تدعو إلى العودة للماضي وترفض جميع المفاهيم الحديثة بحجة أنها دسائس غربية لإفساد المسلمين، مثل الديمقراطية القائمة على فكرة المواطنة التي تساوي بين المسلم واليهودي وقد تدفع بيهودي لسدة الحكم، أو الهجوم على فكرة الهوية الوطنية التي تتباهى بتاريخ ما قبل الإسلام.

اتخذت الجماعة الطابع العسكري عندما انطلقت أولى جولات حروب صعده في حزيران/ يونيو عام ٢٠٠٤، إثر محاولة قوات الأمن اليمنية إلقاء القبض على حسين الحوثي بحجة قيادة تنظيم مسلّح متمرّد على الدولة. أدّت محاولة القبض هذه إلى اشتباكات في منطقة ذات طابع قبلي ــ ديني محافظ وبعيدة عن سيطرة الحكومة المركزية، وانتهت الجولة الأولى من القتال في أيلول/ سبتمبر ٢٠٠٤ بقتل حسين الحوثي.

استؤنفت جولات القتال سريعاً في آذار/ مارس ٢٠٠٥، وبدءاً من الجولة الثالثة من القتال، في شباط / فبراير ٢٠٠٦، تولّى عبدالملك الحوثي قيادة المجموعة، وهو الأخ الأصغر، من غير الأشقاء، لحسين الحوثي. لا يمكن معرفة كيف وقع الاختيار عليه أو لماذا، لكن الواضح أنّ طبيعة الصراع العسكرية كانت مناسبة للشاب الذي كان في أواخر العشرينيات من العمر حينها، ولم يسبق له الخروج من صعده، وكل حصيلته من التعليم بعض التعليم الديني الذي تلقاه عن والده، بعكس أخيه الذي سبق له السفر والعمل السياسي وتلقّى التعليم الحديث. هذا الانتقال من حالة مذهبية إلى حالة سياسية ثم عسكرية، متّسق مع المذهب الزيدي، فما يميّزه عن باقي المذاهب ــ والسنية تحديداًً ــ تشريعه للخروج عن الحاكم الظالم، ونصه صريح على مسألة الإمامة وشروطها، لذا كان من البديهي أن تتطور الزيدية، وبالتالي الحوثية، إلى مرحلة التمرد العسكري على الدولة.

حالة العزلة

ليست العزلة التي تمثلها الجماعة عزلة مكانية فقط، بل هي زمنية أيضاً، حيث تنتمي أفكار الجماعة وقياداتها إلى زمن مضى، وهذا يتبدى واضحاً من محاضرات حسين الحوثي التي تتبنّى فكرة الإمامة المحصورة ببني هاشم ضمن فكرة الخروج على الحاكم الظالم، ويستمدّ حينها الإمام شرعيته من التمكين الإلهي أي من خلال انتصار الإمام على الحاكم الظالم.

وقد عانى المذهب الزيدي حالة جمود طويلة ولم يعرف محاولات تجديد تُذكر منذ عشرات السنين. وبقيام النظام الجمهوري، أصبحت أفكار المذهب السياسية لا تتناسب مع الزمن. لذا سرعان ما تحوّلت عملية إحياء المذهب إلى حركة سياسية وعسكرية متمرّدة على النظام. إذاً، هي ليست عملية إحيائية نابعة من تطوّر ثقافي وديني داخل المذهب، فهذا في الغالب يعكس تطوراً سياسياً واجتماعياً لم تشهده اليمن، بدليل أن العلماء الزيديين الذين أشرفوا على هذه المعاهد كانوا ضمن الأكثر تشدداً مثل الشيخ بدر الدين الحوثي، ويميلون إلى تيار الجارودية داخل المذهب الزيدي الذي يتجه لتكفير المخالفين عموماً.

وبسبب من إرث عزلة طويل ارتبط بالإمامة، انحصر المذهب الزيدي في أقصى شمال اليمن حيث الجبال الجرداء، فقيرة الموارد، الأمر الذي أكسب قبائل هذه المناطق باعاً قتالياً طويلاً، يتغذّى بمبدأ «الخروج» المتضمن في المذهب، ولذا ارتبطت الزيدية بالقبائل وبالمناطق الجبلية المفقرة حيث البيئة تناسب مزاجها القتالي.

والحقيقة أنّ محاولات تأسيس دولة إمامة زيدية في اليمن مرتبطة بمراحل الفوضى في العصور الوسطى، ثم صارت مرتبطة بمراحل الركود والعزلة بعد نجاح اليمنيين، في مقدمتهم القبائل الزيدية، في طرد العثمانيين من اليمن عام ١٦٣٥، ومع تغيّر خطوط الملاحة العالمية بسبب اكتشاف رأس الرجاء الصالح دخل اليمن والمنطقة في مرحلة عزلة وركود فقدت فيها المنطقة موقعها التجاري الحيوي.

كذلك لم تنجح دولة الإمامة في تأسيس جيش نظامي طوال فترات حكمها المتقطعة منذ القرن السابع عشر الميلادي، بسبب نظرية الخروج التي دفعت الإمام إلى الاعتماد على القبائل الزيدية في قمع ثورات التمرد ضدها سواء من مناطق اليمن الشافعية أو الزيدية، وهؤلاء من يسمون بعكفة الإمام.

عدن أيقونة التنوّع

في أقصى الجنوب البعيد عن جبال صعده النائية تقع عدن، حيث إحدى أكبر حواضر اليمن وأكثرها تنوعاً. عدن التي كانت حاضرةَ آخر الدول اليمنية قبل العثمانيين، الدولة الطاهرية، وتراجع حضورها كثيراً كميناء يمني مهم منذ ذلك الحين، فحتى تصدير البنّ كان يجري عن طريق ميناء المخا في الشمال لأنه أقرب إلى مناطق زراعته.

هكذا احتل البريطانيون عدن العام ١٨٣٩ وعدد سكانها بضعُ مئات لا أكثر. وكانت عدن في البداية تتبع إدارة المستعمرات في بومباي بالهند، الأمر الذي يفسّر تواجد الكثيرين من ذوي الأصول الهندية يعملون في مناصب إدارية وأمنية داخل المدينة، لكنّ عدن صهرتْهم كما صهرت غيرهم من المكوّنات العرقية القادمة من خارج اليمن، ومن هؤلاء أبناء القرن الإفريقي وشرق آسيا مع غيرهم من القادمين من داخل اليمن، تحديداً من مدينة تعز بوسط اليمن، حيث كان يحظر دخول مدينة عدن على سكان محيطها البدوي ــ بالأخص محافظة إبين الواقعة شرقي عدن.

زادت أهمية عدن بعد افتتاح قناة السويس، ثم صارت تابعة للتاج الملكي في لندن مباشرة عام ١٩٣٢، ومنذ ذلك الحين ازدهرت المدينة اقتصادياً وانتعش ميناؤها وشهدت حراكاً ثقافياً ونقابياً عمالياً كبيراً. كانت عدن بمثابة نافذة على العالم بالنسبة إلى اليمن المعزول شمالاً تحت نظام الإمامة أو جنوباً في محمياته من سلطنات ومشيخات وإمارات. بل إنّ عدن بموقعها في أقصى جنوب الجزيرة العربية التي لم تتعرض للحداثة الآتية مع الاستعمار الغربي كانت تمثل حالة مختلفة وبالتالي شهدت ظهور أولى المسارح والنقابات والنوادي الرياضية والصحف.

طبيعة تكوين مدينة عدن كهجين من أجناس مختلفة تجمعهم مصالح اقتصادية في منطقة تدار بشكل حديث تحت مظلة القانون الحديث لا القبيلة أو العرف، جعلت من مجتمعها حالة يمنية استثنائية بطبيعة تكوينه الحديثة والمتخففة من الأطر التقليدية التي تحكم المجتمع اليمني بكل أطيافه ومناطقه.

لم يكن من المستغرب أن تكون مدينة عدن هي الأكثر تطلعاً وحماسة إلى كل النشاط السياسي والاجتماعي الذي شهده اليمن منتصف القرن الماضي للتخلص من الإمامة في الشمال والاستعمار في الجنوب، وشهدت كل التيارات السياسية حضوراً ونشاطاً في عدن من خلال وسائلها الإعلامية ومقاهيها، وكانت المدينة التي تشكل فيها الحراك الوطني باليمن متمحوراً حول قضايا أساسية مثل التحرر من الاستعمار والتخلص من الإمامة وتحقيق الوحدة اليمنية، مستندين إلى إحياء مفاهيم الهوية الوطنية التاريخية اليمنية.

أزمة المدينة اليمنية

طبيعة الكفاح المسلّح في الجنوب لمدة أربعة أعوام قبل انسحاب البريطانيين في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م، وكذلك الحرب الأهلية لمدة سبع سنوات في الشمال بعد الثورة عام 1962م، أديا إلى صعود النخبة ذات الخلفية القبلية المسلحة القادمة من الريف. كل شطر من اليمن واجه مشاكله الخاصة. ففي الجنوب، إضافة إلى إرث التخلف في المحميات كان هناك إرث الانقسام الذي تعمّق بسبب السياسة البريطانية الحريصة على التلاعب بهذه الورقة حتى بلغ عدد مشيخات الجنوب إلى 23 مشيخة وسلطنتين بحضرموت.

ورثت دولة الجنوب مؤسسات دولة حديثة من الاستعمار البريطاني، وتبنّت التوجه اليساري منذ عام ١٩٦٩ بعد عامين من جلاء البريطانيين، لكن إرث الانقسام التاريخي وطبيعة تخلّف المكوّنات الاجتماعية مضافةً إلى أخطاء تجربة تطبيق الاشتراكية ومشاكلها، وخصوصاً في تبنّيها منظومة أمنية قمعية، هذا كله خلق عدة صراعات في الجنوب أجّجتها عزلة دولة الجنوب في محيط إقليمي معادٍ لها، حتى تفجر الوضع كلياً في الحرب الأهلية الدامية عام ١٩٨٦.

في المقابل، عرف الشمال تجربة حكم مختلفة وأكثر تخلّفاً: نظاماً جمهورياً حليفاً للسعودية لم يرث أي شكل من أشكال الدولة الحديثة ومؤسساتها، بينما اتخذ النظام طابعاً قبلياً متزايداً منذ أواخر السبعينيات إثر وصول الرئيس صالح، حين دخل هذا النظام في تحالف قبلي ــ إسلامي لمواجهة النظام الماركسي جنوباً. رغم الحرب الأهلية التي أعقبت ثورة الشمال عام ١٩٦٢ ودامت سبع سنوات، لم تكن الانقسامات الاجتماعية بذات الحدة والتشرذم التي شهدها الجنوب. ساعد على ذلك أن القبضة الأمنية في الشطر الشمالي كانت أخفّ وطأة من مثيلتها في الجنوب، سواء بحكم تبنّي نظام السوق المفتوحة أو بسبب ضعف الدولة أو لأن الطابع القبلي أعطى النظام القدرات في خلق هامش للمناورة والتسوية مع خصومه.

في كلتا الحالتين كان تراجع مستمر لدور المراكز الحضرية لصالح النخبة الريفية بسبب الطابع العسكري للتغييرات السياسية التي شهدها اليمن. ومع الثمانينيات بدأت موجة التديّن تتصاعد في الشمال بسبب تأثير المعاهد العلمية التي انتشرت في أنحاء البلد وتبنّت مناهج سلفية، أو بتأثير من المهاجرين إلى السعودية. وعرف الجنوب حالة مشابهة بعد صدمة حرب ١٩٨٦ في ردّ فعل على الخيبة من الحزب الاشتراكي. تلاها في التسعينيات قدوم المجاهدين الأفغان ومن ثم تلاشي الإيديولوجيات بهزيمة الحزب الاشتراكي عام ١٩٩٤، لتهبّ على الجنوب موجة تبشير سلفي واسعة النطاق.

القبضة الأمنية في الشطر الشمالي كانت أخـــــــــــــــــــــــــــفّ وطأة من مثيلتها في الجنوب، سواء بحكم تبنـــــــــــــــــــــــــــي نظام السوق المفتوحة أو بسبب ضعف الدولــــــــــــــــــــــــــــة.

زادت موجات التدين من حدّة المزاج الريفي للمراكز الحضرية، خصوصاً أن البلد بدأ يتّجه أكثر فأكثر نحو وحدانية السلطة المطلقة بيد علي عبدالله صالح، الأمر الذي جرف الكثير من مساحات العمل السياسي، وصار التديّن فسحة للجميع على أمل الخروج من حال الاختناق السياسي والاقتصادي الذي أصاب البلد.

على هذه الخلفية الاجتماعية تصاعد الصراع السياسي على السلطة حتى وصلنا لحظةً احتلّت فيها قبائل وملشيات قادمة من المناطق القبلية شمال اليمن، مدينة صنعاء عاصمة الدولة اليمنية وأكبر مراكزها الحضرية على الإطلاق ومجتمعها الذي صار يشمل جميع أطياف البلد. وبعدها بقليل، ومع انتقال الرئيس هادي في شباط/فبراير ٢٠١٥ إلى عدن وتسليحه لما صار يعرف باللجان الشعبية، وهي مجاميع قبلية غير منضبطة من إبين، محافظة الرئيس هادي، استطاع هذا الأخير القضاء على الحراك الجنوبي السلمي وتمكين قبائل إبين من السيطرة على مدينة عدن.

ذروة الصدام

في عدن اليوم صدام على عدة مستويات، صدام بين إرث دولة الجنوب وإرث دولة الشمال، صدام إقليمي بالوكالة بين سلفيين وجهاديين من جهة وحوثيين من جهة أخرى، صدام بين عزلة صعده النائية ونافذة عدن المفتوحة على العالم، صعده القبلية، وعدن الحضرية.

وضمن هذا الصدام تيارات دينية متطرفة تتغول على أنقاض بنية قبيلة بدأت تتفسخ بسبب الصراعات السياسية ورياح التحديث ونزعة الاستهلاك المادي وتلاشي إيديولوجيات لم تعد تمتلك جديداً لزمن متغير بسرعة حتى صارت الأحزاب في اليمن، بما فيها أكبر الأحزاب مثل الإصلاح والاشتراكي، عاجزة ومشلولة بسبب قياداتها المتقادمة في السن والتي تفتقد الخيال والأفق.

هذا الصراع الإقليمي الساخن يشهده اليمن لأنه أرضية خصبة للصراعات بسبب عمق الأزمات جراء تقوّض منظومة سياسية واجتماعية قديمة دون تشكل أخرى جديدة، لا تزال كل القوى السياسية الحالية، ولاسيما ذات الطابع الديني، تفكّر بمنطق إحياء الماضي وليس التطلع نحو المستقبل، هكذا صار اليمن واقعاً ضمن صراعات الماضي تشقّ طريقاً ملتبساً لمستقبل لم تتشكل ملامحه بعد.

العدد ١١ - ربيع ٢٠١٥
هاوية الزمن التي لم تردم

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.