تتوجب الإشارة إلى أن هذه الورقة ليست بحثاً لغوياً مُختصاً، لقصور معارفي في هذا الحقل، ولانصراف اهتمامي إلى مقاربة فعل الكلام بوصفه فعل انعتاق، أي مقاربة الكلمات والهتافات والشعارات التي ولدت بفضل وأثناء الثورة بوصفها تجسيداً لممارسة الحرية. انعتاق فعل الكلام هذا، والذي يشكل جزءاً من ثورة اللغة، يشكل مفتاحاً لفهم التغيير السيميائي للكلمات، أي تغيير معاني الكلمات، نحت كلمات جديدة، وإعادة الروح لكلمات أخرى. هذه التغييرات على المستوى السيميائي ما هي إلا نتيجة لتحرر فعل الكلام، الذي يشكل أحد أوجه ثورة هائلة على صعيد الفعل الإنساني١.
في العالم الأنجلو - ساكسوني, تدرس اللغة عادةً على ثلاثة مستويات مختلفة, والعلاقة بين هذه المستويات متداخلة. أولاً, Syntax, حيث ندرس قواعد اللغة. ثانياً, Semantics حيث ندرس معاني الكلمات. ثالثاً Pragmatics, حيث ندرس الأفعال الكلامية، أي اللغة على مستوى التداول والاستخدام. هذه الورقة تقترح أنّ تحرير فعل الكلام, على المستوى الثالث, ينعكس ويعكس تغييرات على المستوى الثاني السيميائي, أي في معاني الكلمات. بالطبع فإن توضيح هذا الأمر يحتاج إلى دراسة تفصيلية مُختصة ومعمّقة في طبيعة العلاقة بين هذين المستويين. في هذه الورقة ملاحظات تنطلق من واقع استخدام اللغة في الثورة السورية.
تسعى الورقة أيضاً لاستعراض كيف جعل انعتاق الكلام من الشعارات مُعبراً عن مسار الثورة وأطوارها. وإن كنت في هذا السياق لا أسعى إلى تجميع كل شعارات الثورة السورية، وإنما أكتفي بالإشارة إلى بعض الأمثلة التي أعتقد أنها كانت شعارات مؤسسة أو مفصلية عبرت عن نقلات واضحة في مسيرة الثورة المُستمرة٢.
طوفان الثورة
في مشهد باقٍ في الذاكرة من فيلم الراحل عمر أميرلاي «طوفان في بلاد البعث»، يتلعثم مدير مدرسة قرية الماشي وهو يتحدث عن مكرمات القيادة الرشيدة تجاه المعلمين، قبل أن يصمت للحظات تبدو دهراً بعد أن أنهى ما في جعبته من الكلمات أمام الكاميرا. لقد قال كل ما يحفظه حول إنجازات القائد الخالد وحزب البعث ثم صمت! لم يتعمد الصمت حقاً، لكنه أنهى كل كلماته! من أين يأتي بكلمات جديدة؟
تحرر الثورة أصواتنا المخنوقة. الثورة تقوم أولاً لكي يمتلك كل فرد فينا صوته المميز، ولكي نفعل ذلك يجب أن نمتلك كلماتنا وأن نطلقها خارج حناجرنا التواقة إلى الصراخ بدون قيود.
يمثل هذا مدخلاً لفهم هذا الحضور البارز للغة في الثورات والانتفاضات العربية، في الشعارات والهتافات والأهازيج والأغاني والقصائد واليوميات، التي شكلت حاملاً أساسياً لمزاج الشارع المنتفض في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وغيرها. لكن يبقى حضور اللغة في الثورة السورية شديد الخصوصية الأمر الذي دفع البعض إلى اعتبارها (في أحد أوجهها العديدة) ثورة كلمات أو انتفاضة لغة. لا يتوقف الأمر، على حقيقة مفادها أن الشرارة الأولى للثورة السورية انطلقت بسبب كلماتٍ خطها صبيةٌ في درعا على الجدران. الأهم ربما، هو جنوح الكلام في سوريا الثورة للتحرر من قيود الصمت والخوف واللغة الجوفاء. إنه تهديمٌ لمملكة الصمت التي لا يمكن أن تبقى جدرانها المصمتة جاثمة على صدورنا، على ما ذهب إليه مبكراً المعارض السوري رياض الترك في صرخته الشهيرة في مطلع الألفية الثانية٣.
الكلام إذن في سوريا كان له ثورته أيضاً. فالكلام خارج إطار المسموح به كان باهظ الكلفة، أثمانه تتراوح بين سنين من الاعتقال وبين التنكيل والاضطهاد الرهيب. كانت النكات السياسية تقال في السر، وبخوفٍ رهيب. الأغاني والأهازيج ، كما الكتب والأفلام والمسرح في سوريا كانت مقيدة ومُراقبة. الجدران في سوريا، كانت تملك أذاناً شديدة الإصغاء. ليست الضوابط الصارمة والخطوط الحمراء وما أكثرها، هي الطامة الوحيدة. هناك أيضاً ابتذال الكلمات وإفراغها من أي معنى أو وقع يلامس قلوب السوريين كما عقولهم. اسألوا السوريين عن كلماتٍ مثل: «شفافية»، «عدالة»، «مقاومة»، «ممانعة»، «صمود»، «لُحمة وطنية»، «تصدي»، «مؤامرة»، «تحديث»، «تطوير»، «إصلاح» والقائمة تطول.
عقود من التدجين اللغوي تتولاه على التوالي منظمات طلائع البعث وشبيبة الثورة، ثم اتحاد طلبة سورية، ثم المؤسسة العسكرية «العقائدية»، ناهيك بالطبع عن نشرات الأخبار على التلفزة الرسمية وافتتاحيات الصحف الرسمية الوحيدة. لا يمكننا بالطبع إغفال الاجتماعات واللقاءات الحزبية والمهرجانات الخطابية، التي كان لها سطوة لا يجوز التقليل من شأنها وبخاصة في القرى والأرياف. كيف والحال هذه ستنجو اللغة من الضمور إذن؟
في فيلم «الطوفان» يقول مدير المدرسة الابتدائية: «منذ نعومة أظافره تعلم الطالب حب هذه المنظمات»، يقصد طبعاً منظمات حزب البعث، وهو شديد الثقة أن كافة الأولاد سيستمرون في الانتساب إلى هذه المنظمات طواعية وبحب. لطالما اعتقدت أن أميرلاي، أسقط سهواً أو عمداً، أن ترويض هؤلاء الأطفال ليست مهمة منتهية كما اعتقد مدير المدرسة البعثي ونظامه من ورائه. وأن جذوة التمرد على هذه اللغة الجوفاء كانت متقدة في صدور هؤلاء الأطفال، وأنهم احتفظوا على الدوام بقدرة عالية على التهكم عليها والإفلات من سطوتها البغيضة. وإن غاب هذا في فيلم الراحل أميرلاي، فإنه انتظر بعض الوقت ليتفجر علناً في ثورة شعبية هائلة ستغير وجه سوريا.
انعتاق الكلام
عندما شاهدت تحفة السينمائي اليوناني ثيو أنجيوبوليس: «الأبدية ويوم»، للمرة الأولى منذ سنوات، أحسست بجزع وأنا أراقب قصة شاعر يشتري الكلمات كي يُتم تأليف قصيدة. لم أستطع إلا التفكير بالتالي: هل بات محتماً علينا شراء كلمات جديدة؟ أو ربما البحث عنها؟ كلمات مُحفزة، جديدة، تشبه الناس، تخاطبهم وتحكي عنهم!
أعتقد أن الثورات العربية فتحت الباب على مصراعيه لرحلة انعتاقٍ ثلاثي الأوجه: الكلام والجسد، وإعادة امتلاك الفضاء العام. وهي رحلة وإن أطلقتها الثورات، ولكنها ما تزال في بداية طريقٍ محفوف بالصعاب. وهذه الأوجه الثلاث شديدة الارتباط ، بل إنها تكمل بعضها البعض.
إن عقوداً من الاستبداد تشمل مصادرة الكلام، وخنق الأجساد وتقييدها، واحتلال الفضاءات العامة. تولد رغبةً جارفة في معاكسة هذا القمع في مستوياته الثلاثة هذه، يُتوج الأمر – كما رأينا في جميع الثورات العربية – باحتلال الفضاءات العامة وتحويلها لساحات للرقص والغناء، حيث امتلك فيها الأفراد وربما للمرة الأولى، صوتاً خاصاً بكلٍ منهم، في ذات الوقت الذي اتحدوا فيه في جسدٍ جمعي عبر التكاتف والرقص والغناء، وأحياناً لمقارعة البلطجية أو البلاطجة أو الشبيحة.
تعذر على السوريين احتلال الفضاءات العامة والمكوث فيها. أدرك النظام خطورتها هذا الأمر مبكراً، فتمكن ببطشه غير المسبوق، من منع المتظاهرين من احتلال الفضاءات العامة والاعتصام فيها. حد هذا من الانعتاق البهي للأجساد التواقة للحرية، الأمر الذي منح الكلمة ثقلاً إضافياً في حمل الروح الثورية في سوريا. أي إن عنف النظام المفرط قد سبب شللاً جزئياً في ضلعين من أضلاع هذا المثلث، فيما بقي الضلع الثالث الأكثر حضوراً في عملية الانعتاق المٌترابطة تلك. فالكلام قد بدأ بكسر القيود، والخروج من قفص الجلجلة الفارغة. والكلام وإن كان مازال في طور تحرره يخوض معركة التجديد والابتكار، إلا أنه حمل رغبة الثائرين بخلق تمايز واضح عن لغة الاستبداد الثقيلة والرتيبة والجوفاء. هي لغة مباشرة، شديدة الوضوح، ذكية، مرحة، لا تكتفي فقط بكونها تسبق دوماً بروباغندا النظام بخطوات، وتفندها وتسخر منها. لكنها أيضاً، تفضح كبتاً مُتجذراً ووعياً عميقاً بمظالم رسخت على صدور العباد عبر نصف قرن.
رحلة شعارات الثورة
في ١٧ شباط ٢٠١١، ردد شبان غاضبون تجمعوا بدون أي نية مسبقة، في ساحة الحريقة (الوسط التجاري لدمشق) ما اعتبره السوريون لاحقاً الشعار الأول والمُلهم لثورتهم: «الشعب السوري ما بينذل»، في واقعة تعتبر الإرهاص المُبكر لثورة السوريين التي ستندلع بعد أقل من شهر في درعا جنوب البلاد. آنذاك قام شرطيان بضرب أحد الشباب في المنطقة، فتداعى المئات وأغلقوا المنافذ والشوارع الفرعية في تلك المنطقة. لكننا يجب أن نتذكر أن الكلمات الأولى التي رددها المجتمعون ظهيرة ذلك اليوم كانت هتافهم: «حرامية، حرامية». يختزل هذا الهتاف العفوي البسيط، جوهر ثورة السوريين ضد نظام إقطاعي الممارسات استعبد «الرعية». ما زال هذا التناقض يشكل الدافع الأساس لثورة السوريين، رغم طبقات من الزعم بوجود محركات طائفية للصراع. وبالعودة إلى شعار «الشعب السوري ما بينذل» نلحظ أن هذا الشعار «الأيقونة»، يضمر أكثر مما يعلن، فإن كان يقول صراحةً بأن كرامة السوريين امتُهنت بما يكفي، وأن هذا لن يعود واقع الحال بعد اليوم. فإن الشعار، الذي لا يحدد مصدر الذل، والذي لا يخاطب أي سلطة بشكل صريح، كان يضمر تهديداً للنظام، وإخطاراً بأن حقبة جديدة يجب أن تبدأ في البلاد. لا ننسى أن هذا التجمع العفوي الغاضب جاء في خضم انتصارات مذهلة للشعوب في تونس ومصر، نسائم الربيع العربي كانت بلا شك تداعب السوريين آنذاك.
الشعارات إذاً كما اللغة نفسها كانت تتحرر باطراد، بشكل يعبر عن تصاعد الحراك في وجه تصاعد العنف الممارس عليه. كما كانت الكلمات الوليدة تتأقلم سريعاً مع روح المناطق المختلفة وموروثها الشفهي والموسيقي أيضاً. فشعار «الشعب السوري ما بينذل» الذي أطلقه الدمشقيون، يتحول على لسان الحوارنة إلى «الموت ولا المذلة»، وهم أول من تعرض حقاً لعنف النظام المفرط ومجازره. وهو شعار تناقله المتظاهرون لاحقاً (بلهجته الدرعاوية المُحببة) في طول سورية وعرضها. وتوالت الشعارات في المرحلة الأولى للثورة مستجيبةً للتطورات لتكون بحق موجهةً للحراك. فجاء الشعار البليغ جداً «واحد واحد واحد ...الشعب السوري واحد»، مبكراً ليقطع الطريق من جديد على بروباغندا النظام الذي كان أول من ذكر مصطلحات «الطائفية» و«الفتنة» (ملفت أن إقحام هذه المصطلحات من قبل النظام جاء أولاً على لسان مستشارة الرئيس السوري السيدة بثينة شعبان، في مؤتمر صحفي عقدته في ٢٦ مارس ٢٠١١، أي بعد أقل من أسبوعين فقط على اندلاع الثورة! فيما زين شعار «احذروا الفتنة» حملة طرقية ضخمة وبليدة في شوارع المدن السورية في الأسابيع الأولى بعد تفجر الثورة). وجاء شعار «سلمية سلمية» (المُستعار من الثورة المصرية) ليصمد طويلاً قبل أن يتعسكر جزء كبير من الثورة، فيفند ادعاءات النظام بوجود العناصر المُخربة والمندسة والمسلحة. في كثير من الأحيان كان المتظاهرون يهتفون «سلمية» على بعد أمتار فقط من قوات الأمن والشبيحة التي تطلق عليهم الرصاص الحي. واستمرت الشعارات في تلك المرحلة الأولى تهدف بشكل أساسي إلى تحفيز الناس وحضهم على المشاركة، فجاءت شعارات مثل: «اللي ما بيشارك، ما فيه ناموس» و «يا للعار يا للعار عالشب القاعد بالدار» (حور الثوار هذا الشعار لاحقاً لانتقاد بعض ممارسات الكتائب المقاتلة: «ياللعار شبيحة/ حرامية بجيش الثوار») . وبالتزامن ومنذ الأيام الأولى حضر الشعار الهام جداً «الله... سورية... حرية وبس».
حمل هذا الشعار أولى الإشارات إلى النيل من هيبة رأس السلطة، ومهد هذا الشعار بدون شك للمطالبة الصريحة بإسقاط النظام وكل رموزه لاحقاً. الأهمية الرمزية لهذا الشعار هو أنه يستبدل اسم «بشار»، في هتاف سوريا الأسد قبل الثورة «الله، سوريا، بشار وبس»، بالحرية. تصبح الحرية هي الضلع الجديد لثالوث المقدس عند السوريين. لم يكن هذا الشعار تمهيداً لشعار الثورات الأول «الشعب يريد إسقاط النظام» فحسب، وإنما اختزل حساً عالياً بالفطنة عند المنتفضين، فهم أبقوا على ضلعي الثالوث المقدس الأوليين «الله والوطن»، واستبدلوا رأس النظام، بقيمة إنسانية مُقدسة كالحرية. وبهذا وضع المنتفضون التمايز جلياً ومُحرجاً في آن واحد، فهم لم يستبدلوا اسماً باسم، ولا أيدولوجيا بأخرى مقابلة، وإنما استبدلوا اسماً بقيمة مُطلقة، وبات على موالي النظام أن يصروا على إقصاء الحرية، فلا حل لديهم، سوى ترديد شعار «الله، سوريا، بشار وبس»، في مقابل «الله، سوريا، حرية وبس». وجدت ماكينة النظام الإعلامية نفسها إذن مُجبرة على وضع الذات الرئاسية في مواجهة قيمة مُقدسة كالحرية، في معركة تشي بالهزيمة الأخلاقية الفادحة بمجرد النظر إلى الشعارين المتضادين.
وفي الأيام الأولى للثورة أيضاً، راجت شعارات التضامن والتكاتف بين المدن، وبخاصة تجاه المدن التي تعرضت أولاً لبطش النظام بسبب انتفاضتها المبكرة، فرحنا نسمع «يا درعا نحنا معاكي للموت» و«يا بانياس نحنا معاكي للموت» و«يا حمص نحنا معاكي للموت» وتوالت اسماء المدن.
من التلميح إلى التصريح وصولاً إلى تهشيم المُقدس
لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً، حتى تجرأ الكلام على المقدس، وانتقل من التلميح إلى التصريح بجوهر مطالب المحتجين. فالمنتفضون وفي عملية تحررهم التدريجي من الخوف حرروا كلماتهم أيضاً ورفعوا سقف مطالبهم بالتدريج. وإن كانت الشعارات وليدة لحظات صاخبة احتاج فيها المنتفضون إلى مجابهة ظلم هائل، فإن هذه الشعارات نفسها هي من صاغت المطالب الأساسية للثورة السورية، المتمثلة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وهي بذلك ما زالت - على عفويتها وبساطتها- الإطار المرجعي الأصل لكافة الطروحات السياسية للكتل المعارضة. يشير الكاتب والباحث السوري عمر كوش إلى هذه النقطة أيضاً ويعتبر أن هذه الشعارات «باتت مكوناً أساسياً للتواصل بين المحتجين والجمهور العام، وإطاراً للمفاهيم الثقافية والسياسية والاجتماعية»٤.
وهكذا كان لا بد للتحرر التدريجي للكلمات أن يقود سريعاً إلى الشعار الأم في الثورات العربية: «الشعب يريد إسقاط النظام». الحق أن الوقت لم يطل بالمتظاهرين السوريين حتى أطلقوا هذا الشعار، فعلوا ذلك وهم ينزعون عنهم طبقة سميكة من الخوف البغيض. لم يكن بالإمكان الانتظار أكثر من بضعة أسابيع، قبل أن يتردد صدى هذا الشعار في أرجاء سوريا المنتفضة. والأمانة تقتضي القول بأن النظام نفسه قد دفع بهذا الاتجاه، بسبب من استجابتة الرعناء والعنيفة على الحراك السلمي.
أذكر تماماً أول مرة هتفتُ فيها مع الجموع «الشعب يريد إسقاط النظام» وكأن هذا حدث في الأمس القريب. في زحمة الأجساد المتراصة والمتعاضدة، يأتي هذا الهتاف الهادر، ليعلن عن قطيعة نهائية مع كل ما سبق، اللحظة التي تليه لا تشبه شيء اختبرتهُ من قبل قط. لم يكن الأمر يسيراً، كنتُ أشعر بأن هناك خوفاً لم ينتزع بعد بالكامل من الأحشاء، كنت أشعر بأننا ندفع بالمواجهة مع الطواغيت نحو النهاية، كان مزيجاً مُدهشاً من الخوف المتبقي، والنشوة والإثارة والترقب. شكل هذا الشعار نقلة مفصلية بلا شك في دفع الحراك الثوري إلى مرحلة جديدة، وفي عملية تحرير الكلمات في طريقها لتتجرأ على قدسية النظام. عارض البعض ذلك في حينه بوصفه تهوراً أو دفعاً نحو مواجهة مجانية مع زبانية النظام. على سبيل المثال، سجل ميشيل كيلو، موقفاً معترضاً على هذا الشعار، داعياً المتظاهرين إلى تجنبه للأسباب الآنفة الذكر، وكيلو المعارض المعروف – برصانته المعهودة – كان يرى، في الأشهر الأولى على الأقل، أن الحل الأمثل ليس في الدفع نحو مواجهة النظام، وإنما في العمل على تفكيكه تدريجياً عبر فرض الإصلاحات الجذرية عليه، والتي ستؤدي بشكل طبيعي إلى تفكك في بنيته. لحسن الحظ كان للشارع رأي ولغة أقل رصانة من تلك التي يملكها ميشيل كيلو, والمعارضة التقليدية عموماً في سوريا. فعملية تحرير اللغة في الشارع الثائر، لم تخلق فقط تمايزاً عن لغة النظام المستبد، وإنما خلقت أيضاً تمايزاً عن لغة نخب المعارضة التقليدية، التي وقعت هي أيضاً وعبر سنين من الإقصاء والقهر والتقوقع، في شرك الكلام الرتيب والُمعقد والمُتعالي أيضاً.
في مطلع نيسان ٢٠١١، وفي تشييع فوج الشهداء الأول في مدنية دوما بريف دمشق، هتف المشيعون «ابن الحرام، باع الجولان»، وهتفوا أيضاً «يا ماهر ويا جبان ...إبعت جنودك عالجولان». تكمن أهمية هذه الشعارات في جرأتها الصريحة، في وقت مبكر من عمر الثورة. إنه الموت من جديد إذن يحرر القلوب والكلمات من هيمنة الخوف ثقيل الظل، من درعا إلى دوما إلى بانياس وحمص، هناك سقط أول الشهداء تباعاً، وهناك بدأت الكلمات في تحطيم مراتب الخوف تباعاً أيضاً. في تشييع دوما الأول ذلك، جاء هتاف «ابن الحرام باع الجولان» تصعيداً ملفتاً في نقل الغصب المتصاعد من شعارات تنادي بالكرامة والإصلاح، إلى شعارات تطال رأس هرم السلطة وتنادي بالإطاحة به. الثائرون كانوا تواقين إلى مزيدٍ من التخصيص، إنه رأس النظام، إنها العائلة الحاكمة، ولا شيء آخر، وعليه فكان لابد من الإسراع بتحطيم قدس الأقداس في نظام العائلة الشمولي. ومجدداً كان الشعاران الشديدي المباشرة ولكن بحمولة رمزية كبير أيضاً. فهما يضربان بمقتل كذبة «الممانعة» التي كان لزاماً على السوريين تردادها وتحمل العيش تحت وطأتها لعقود، لتأتي هذه الكلمات فترمي هذا الحمل الزائف عن ظهور السوريين، وتقطع الطريق مجدداً أمام بروباغندا النظام البائسة للتشويش على ثورة الشعب بوصفها مؤامرة إسرائيلية أميركية. إضافة إلى أن تحرر الكلام من كل قيد بلغ ذراً جديدة هنا، فتارة يوصف نصف الإله «المفدى، والرمز، وسيد الوطن» بأنه «ابن حرام» وتارةً يوصف أخوه بالجبان، وهنا أيضاً إشارة واضحة إلى إدراك الثائرين لدور الشقيق في عملية البطش والقمع. تقول الكاتبة والباحثة علا شيب الدين عن هذا الشعار: «في هذا الشعار مارست اللغة دور التعرية بجدارة، بعد أن بيَّنت هنا أن نضال الشعب السوري أنتج أنماط اللغة الأكثر صفاء، ومن المعلوم أن «ابن الحرام» هو ابن علاقة جنسيَّة غير شرعية، ما يعني أن الشعب الثائر لا يعتبر رئيساً باع الأرض ابناً شرعياً للبلاد، على اعتبار أن ابن البلد لا يبيع الأرض»٥.
توالى إذن تحرر الكلمات، وتوالت الشعارات التي تحطم الأصنام تباعاً. فكان للكلام الساخر أثر عظيم في نزع هالة القداسة عن رأس النظام، وفي دفع بقية السوريين الذين لم ينزلوا بعد إلى الشارع، إلى التحرر ولو ببطْء من قيود الخوف، وتقاليد الهمس الخافت والتلفت عند ذكر العائلة الحاكمة. فها هي الشعارات تنال من أهم رموز السلطة، ابن خال الرئيس والوكيل الحصري على ثروات الدولة، «يا رامي و يا مخلوف، الشعب السوري مو منتوف/ مو خاروف». السوريون لم يعودوا قطعاناً في مزرعتك الخاصة. وأيضاً هتاف «يا بثنية يا شعبان، الشعب السوري مو جوعان». لم ينس الثائرون أيضاً التهكم على إعلام النظام الذي دأب على ضخ سموم طائفية وأكاذيب هزلية، فجاء هتاف: «كاذب كاذب كاذب ..الإعلام السوري كاذب».
السخرية التي حملها الكلام الجديد إذاً، كانت سلاحاً مهماً في يد السوريين لنزع الرهبة والقداسة عن الرئيس المعصوم، وعوناً مهماً لمسعاهم في خلق تمايز عن صورة ولغة سلطة مُترهلة وجامدة. تم هذا أيضاً من خلال اللعب على الكلام لتحطيم شعارات النظام، وللتهكم على لغتها البائدة: فكان الشعار الشهير «ما منحبك، ما منحبك...إرحل عنا إنت وحزبك». الذي ردده المتظاهرون في نشوة غامرة، وتطور بأشكال متعددة مثل: «ما منحبك، ما منحبك... قاتل، ظالم، ناهب شعبك»، والشعار كما هو معلوم يتلاعب بشعار «منحبك» الشهير، والذي تم إطلاقه مع استفتاء عام ٢٠٠٧ لتجديد ولاية ثانية لحكم الرئيس ابن الرئيس. يذكر السوريون في حينها الحملة الإعلانية الهائلة تحت شعار «منحبك». الحملة في حينه كانت جزء من نشاط مكثف لماكينة العلاقات العامة المستوردة غربياً لخلق قطيعة مع صورة نظام الأب الصارم المتهجم والمنغلق، لصالح صورة لنظام الابن الشاب والعصري والمتنور والأقرب من الناس. تفتقت محاولات التجميل والتحديث عن كلمة عبقرية إذن من وزن «منحبك». فكان أن سارع المنتفضون إلى نقضها وتسفيهها في أول فرصة مع تجذر الثورة.
شعار آخر مُحبب انتشر بسرعة في الشوراع الثائرة: «مافي للأبد، مافي للأبد، عاشت سوريا ويسقط الأسد»، وهو ينتهج اللعبة عينها القائمة على قلب شعارات النظام. وهنا يتعلق الأمر بشعار أثير لدى نظام البعث الشمولي: «قائدنا للأبد الرئيس حافظ الأسد». يعلن شعار الثوار الجديد إذن، عن انتهاء عصر الأبد مرة وإلى الأبد.
الكلام المتحرر يقتلع جذور الاستبداد
دخلت حماة دخولاً بهياً على خط المدن الثائرة تباعاً، وانتفضت عن بكرة أبيها، وحمل المتظاهرون معهم، شعاراً بات بدون شك الأشهر في سوريا الثورة. شعار شديد الخصوصية والرمزية، وإن بدا أنه يبني على شتيمة لفظية فجة: «يلعن روحك يا حافظ». لم يكن غريباً أن يأتي هذا الشعار من حماة دون غيرها٦، وهي حمّالة الأسى من نظام الأسد الأب، المدينة ذات الجروح الغائرة التي لم تندمل. وسرعان ما انتشر الهتاف كالنار في الهشيم في سوريا كلها. هنا كان لتطاول الكلمات وليدة الثورة على المقدس مفعولاً رجعياً، يسعى لتحرير المخاوف القديمة أيضاً. ليس نظام الابن وحده من يلعنه السوريون اليوم، يعلم هؤلاء أن الأب ما زال يحكم بأشكال متعددة، إنه هو من خلق هذا الوحش الجاثم على صدور السوريين. في هذا الشعار يحرر السوريون غضباً وألماً كامناً في صدورهم، يحررون غصةً ابتلعت أرواحهم قسراً وخوفاً. استعير هنا كلمات حازم صاغية «هتاف يقشعر له البدن. إنّه أكثر هتافات الثورة السوريّة جذريّة، لا بمعنى برنامجيّ طبعاً لكنْ بما هو أكثر بكثير من ذلك فيه شيء من الأصول والجذور. من الاجتثاث والتكفير، فيه خروج من الواقع والتاريخ إلى الميتافيزيك، فيه غطسٌ في القبر سعياً وراء انتقام رمزيّ من روح شريرة، ثمّ عودة من ذاك القبر بعد أن تتطهّر الأرواح»٧.
استمرت اللغة الثائرة في تحطيم الأصنام، وفي اجتثاث ذاكرة الخوف والقمع من جذورها، فوصلت السخرية اللاذعة حدوداً قصوى من جديد تسعى وراء الماضي، وراء التطهر من إرث الأب، ومجدداً مستخدمةً الشتيمة لتهشيم أسطرة مزيفة، ومرة أخرى عبر التلاعب بشعارات النظام الأساسية، فيأتي هتاف «حافظ أسد، كلب الأمة العربية» ليحطم شعاراً بعثياً سعى عبر سنوات لتقديس القائد الرمز، «حافظ أسد ..رمز الأمة العربية».
ومن حماة أيضاً، جاءت أهزوجة ابراهيم القاشوش، «يلا إرحل يا بشار». القاشوش هو المغني الشعبي المغمور، الذي تحول إلى أحد أبرز أيقونات الثورة السورية، بفضل كلماته الساخرة والتي اشُتق منها أبرز شعارات الثورة السورية، وتناقلها آخرون أيضاً بتحريف طفيف (اليمن والأردن). تقول الأهزوجة في مطلعها: يا بشار مالك منا خود ماهر وإرحل عنا....ويلا إرحل يا بشار»
في أهزوجة القاشوش الحموية، تواصل الكلمات تأكيد صفة «الخيانة» المُسبغة على رأس السلطة، فهو «ليس واحد منا». تجرد الكلمات العامية البسيطة والمباشرة، الرئيس الوريث من أي شرعية، فهو ليس رئيساً مغتصباً للسلطة فحسب، وإنما هو ليس فرداً من الشعب. ألم يهتف السوريون مبكراً أيضاً «خاين ياللي بيقتل شعبهُ»!. مع كلمات القاشوش، الذي وجد جسده الذبيح يطفو في نهر العاصي، كان السوريون قد وصلوا إلى نقطة اللاعودة في ثورتهم. وكانت كلماتهم قد أعلنت إنهاء الارتباط القسري بين النظام والبلد.
وفي نزع الشرعنة وكلام الشارع الذي سبق المبادرات السياسية ، نلحظ كيف تم تطوير وتطويع هتاف «الشعب يريد»، فمن «إسقاط النظام» انتقل إلى «إسقاط الرئيس»، وهل أفضل من السوريين من يدرك كيف يختزل نظام الجمهورية الوراثية بشخص القائد الأبدي؟ مجدداً يذهب المنتفضون إلى جوهر المعنى ويختصرون كل المسافات. ما لبث المتظاهرون أن رفعوا السقف، فهم من يدرك حقاً إلى أي درك وصل عنف النظام. فهاهم يستبدلون اسقاط بإعدام، «الشعب يريد إعدام الرئيس»، ولأن نزع الشرعية لا بد أن يكتمل، يصبح الهتاف «الشعب يريد إعدام البشار». بالنسبة للثوار لم يعد لائقاً أن ينعت بالرئيس، لقد ولى هذا الزمن مع ازدياد الدم المسفوك.
الوضوح والمباشرة والفطنة والتجدد كانت جميعها أسلحة اللغة الوليدة هذه، في عملية مخاض انشقاقها عن لغة الاستبداد المقيتة.
الاصطدام بسلطة المقدس من جديد
مع ان معظم الشعارات الأولى بقيت حاضرة في وجدان وحناجر المتظاهرين والثوار حتى اليوم، وبقيت تُشكل المرجع النظري الأكثر وضوحاً لمبادئ الثورة ومحدداتها، فإن شعارات جديدة ظهرت، نالت شعبية بلا شك، واستمرت في نهج معاكسة شعارات النظام، لكنها ربما لم تعد تعبّر عن الشارع الثائر بمجمله. بل جاءت لترافق غلبة أمزجة محددة داخل الحراك الثوري، الأمر يخص بكل تأكيد الشعارات ذات الطابع الإسلامي. المنتفضون على اختلاف مشاربهم تداولوا منذ البداية شعار «الله أكبر»، كشعار مفتاح لانطلاق المظاهرات أينما كانت، كما توافقوا من قبل على الانطلاق من الجوامع. فالتكبير كما الجوامع لم يحملا لعموم السوريين سوى رمزية الانطلاق نحو الشارع، نحو تحرير الفضاء العام وتحرير الأصوات المكبوتة. وفي مراحل مبكرة أيضاً راجت شعارات بصبغة دينية، إلا أنها كانت تُردد استناداً إلى رمزيتها الأعم، بوصفها تحدٍياً لسلطة زمنية مطلقة، مثل شعارات مثل «ما بنركع إلا لله» و «هي لله، هي لله، لا للسلطة ولا للجاه». أو شعار «يا الله مالنا غير يا الله» وتنويعاته «يا الله عجل نصرك يا الله» أو «يا الله فرج كربك يا الله»، الذي بات عنواناً متداولاً ومقبولاً لدى الثائرين على اختلاف معتقداتهم، بعد أن تيقن معظمهم أن لاسند ولا نصير لهم في معركتهم الطاحنة، وأن الأصدقاء يتربصون بهم قبل الأعداء.
إلا أن شعارات مستجدة لم تعد تلقى نفس التسليم في صفوف جميع السوريين الثائرين، وإن كانت بعض هذه الشعارات حاضرة بقوة اليوم، مثل شعار: «هز كفك هزو هز....دين محمد كلو عز» وشعارات أكثر شيوعاً مثل: «قائدنا للأبد سيدنا محمد» أو «لبيك..لبيك يا الله»، إلا أنها تبقى شعارات أقل قدرة من سابقاتها في ضم الثائرين جميعاً تحت جناحها. فإن كانت الرمزية في الشعار الأول تحيل إلى نقض شعار النظام الأسدي الأثير: «قائدنا إلى الأبد...الرئيس حافظ/بشار الأسد». والشعار بذلك يقول أن لا قائد أبدي للسوريين سوا مرجعية روحية وإنسانية عابرة للزمن. إلا أن الشعار تعرض لانتقاد واسع من عدد غير قليل من المثقفين والناشطين السوريين، بحكم أنه قد يقصي أطرافاً غير مسلمة أو علمانية. فيما حاجج متفهمون له بأنه لا يخصص المرجعية بقدر ما يجعل من ربط الأبد بمرجعية روحية تأكيداً على استحالة أن يدخل السوريون حظيرة الاستبداد السياسي من جديد. أما الشعار الثاني «لبيك يا الله» فيبدو أنه ينهل فقط من مرجعية إسلامية، تجعل التضحية عمل يقوم به الثوار برضى وتسليم لوجه الله تعالى أولاً وأخيراً. لا شك أن ظهور هذه الشعارات صاحب اشتداد ذراع المكونات الإسلامية العسكرية في صفوف الثورة، الذي ترافق من امتداد معاناة إنسانية هائلة وإحساس متعاظم بالخذلان لدى السوريين من قبل مجتمع دولي لا يتحرك بفعالية تجاه مأساتهم، في مقابل انفلات عنف النظام من كل عقال.
الملفت للنظر هنا، أن ديناميكة مثل هذه الشعارات تبدو أضعف من سابقاتها، من حيث التطور المستمر والقدرة على موائمة لهجات وموسيقى مناطق سورية متعددة، فهي في عمومها ثابتة. وكأن جنوح الشعارات نحو التورية واللعب على الكلمات والسخرية ونزع القداسة قد توقف هنا. هذا يعيدنا إلى التفكير بالقيود التي تفرض على الكلمات حينما تصطدم بسلطاتٍ مطلقة أو أبدية من أي نوع.
فثورة الكلمات، التي ترافقت مع الثورة في الشارع، هي أيضاً ثورة هدّامة، يجب أن تكون كذلك، فهي تسعى للتحرر من قيود لغة آيلة للزوال، وتتوق إلى تحطيم الخطابة الفجة المُشبعة بايديولوجيا ثقيلة ومُنفّرة. إنها الكلمات وقد تمردت على الخوف وعلى كافة أشكال الرقابة التي جثمت طويلاً على القلوب والعقول.
في البدء كانت الحُرية
تحرر الكلام مستمر في سوريا، وهو كما الثورة فعلٌ جذري، جارفٌ وهدّام. خلال سنتين سقط في سوريا آلاف الشهداء لأجل كملة «حرية»، منهم من كان يهتف بها لحظة استشهاده. أكاد أجزم أن كلمة «حرية» ربما تكون أكثر الكلمات تداولاً بين السوريون وعلى اختلاف مواقعهم من الثورة خلال العامين المنصرمين. بعد نصف قرن من القمع السياسي والجسدي واللغوي، وطغيان مصطلحات الاستبداد، حرر السوريون كلمة «حرية» من قبضة سجانيها العُتاة وأدبياتهم المُضللة، لم تعد الحرية مفردة ميتة في شعار بليد لحزب استلب البلد. أعاد السوريين امتلاك هذه الكلمة، التي عادت لتسكن قلوبهم وهواجسهم وخلجاتهم. لا عودة للكلام اليوم في سوريا إلى حظيرة الخوف والتدجين، هذا أصبح من الماضي الآن.
- ١. .ج. ل. اوستن, فيلسوف البريطاني, وهو من أعاد مفهوم الكلام إلى فعلٍ بشري.
- ٢. نجز د. جمال شحيد ورقة بعنوان «شعارات الانتفاضة والموالاة في سوريا» نشرت في موقع المبادرة العربية للإصلاح. وفيها يستعرض عدداً كبيراً من الشعارات ويشير في مقدمة ورقته إلى وجود أكثر من عشرة آلاف شعار، دون أن يوردها كلها بالطبع.
- ٣. رياض الترك، «من غير الممكن أن تظل سورية مملكة الصمت»، جريدة النهار، ٢٢ تموز ٢٠٠٠.
- ٤. عمر كوش «ظاهرة الشعار في الثورة السورية»، جريدة المستقبل. ملحق «نوافذ»، الأحد ٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٢- العدد ٤٥٢٨ - نوافذ.
- ٥. علا شيب الدين: «الثورة واللغة»، موقع سؤال التنوير، ١ آذار ٢٠١٣.
- ٦. الحقيقة أن هناك روايات متعددة بخصوص منشأ هذا الهتاف. فقد أكد البعض أنه ظهر للمرة الأولى في منطقة الحجر الأسود، وهو أمر ذو دلالة أيضاً حيث تعد هذه المنطقة أشد مناطق العاصمة وضواحيها بؤساً واكتظاظاً سكانياً، وهي تضم بشكل أساسي النازحين من أبناء الجولان المُحتل. فيما يُجمع آخرون أنه خرج من حمص للمرة الأولى في ٢٣/٥/٢٠١١. إلا أن الإجماع الأكبر أن الشعار خرج من مدينة حماة. عموماً فإن الهتاف قد ارتبط بالمظاهرات الضخمة في حماة التي استمرت حتى مطلع آب ٢٠١١ حين اقتحم الجيش المدينة ليخضعها عنوةً.
- ٧. حازم صاغية: من صفحته الشخصية على الفايسبوك.
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.