العدد ٣٥ - ٢٠٢٢

قصيدتان لفيّاض خميس

أجمل قصائدي

يومًا بعد يوم

سأكتب القصيدة

كلمة كلمة

بيتًا بيتًا

ونارًا بعد نار.

هذه هي شهادتي للمستقبل.

هذه هي الصفحات حيث يؤشر

محمومًا

تاريخ بلدي الجميل

الذي ينطلق بسرعة مذهلة

نحو الغد.

ستكون كلمات جافة

مُرّة وعارية وقاسية

كلمات يغطّيها الندى الحنون

وكلمات تختبئ في الليل

كخناجر غاضبة.

كلمات مثل شظايا حلم صافية

مثل شلالات صاخبة زرقاء

تنهمر على الأرض

ولسوف يخفق دمي في كلّ كلمة

وليلة بعد ليلة، سأملأ الصفحات

معلنًا مع شعبي الحقيقة

دون هوادة.

وستكون تلك أجمل قصائدي.

(من أجل هذه الحرية، ١٩٦٢)

 

صوت جريح من الوطن

الموت يمرّ مصفرًّا.

تهوي أشجار ورجال؛

تهوي طائرات وحيوانات

تهوي أزهار ونوافذ

وخونة وجواسيس

يهوي أطفال وقنابل يدوية.

الموت يمرّ مصفرًّا.

وأنا تحاصرني جبالٌ من الدخان والنار.

نيسان يفجّر في عيوني عيده الملوّن،

الربيع الجميل استحال حريقًا.

حلّ البارودُ محلّ الهواء في رئتي.

ودمي ذاته له رائحة البارود.

الموت يمرّ مصفرًّا.

أصوات تتصاعد من أعماق النهار

ويخفت صفير الموت.

لم أعد أسمع سوى الصوت الآخر،

الأعمق والأقوى،

الصوت الأقرب من العظام:

الوطن ينشد في أحشائي.

يا وطني الجريح الباسل!

يا وطني الجميل الباسل!

يا وطني النبيل الباسل!

يا وطنًا فيَّ وفي أخوتي.

يا وطنًا في دمي وفي عظامي!

يا وطني الحرّ أبدًا!

يا وطني، الوطن الأبدي!

إني جريح من جرحك

وعيونك ترى من خلال عيوني

وانتصارك سيكون انتصاري.

الوطن يغنّي في أحشائي!

ونيسان يفجّر في عيوني عيده الملوّن

الأرض تتشقق وتقفز وتتنفس

وكل شجرة مشعل.

وأنا تهدهدني الأناشيد والبروق.

بالقرب منّي يهوي جسد أثقل أكتافه المجد.

دبابات ومدافع وانفجارات،

مطر من النجوم الحالكة

على العشب الشديد الاحمرار!

جميلة يا زهرة جرحي

للشعور المتمازجة

لأمي وخطيبتي!

جميلة يا زهرة جرحي

للوطن المشعشع!

الحياة تغنّي في أحشائي!

ونيسان يفجّر في عيوني عيده الملّون

ويدي تقبض مجددًا على البندقية

(انتصار بلايا خيرون - خليج الخنازير، ١٩٦١)

العدد ٣٥ - ٢٠٢٢

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.