العدد ٣١ - ٢٠٢١

جعفر حسن

الغناء لعشّاق النهار

في نيسان/ أبريل من العام الحالي، رحل المطرب والملحّن العراقي الكردي جعفر حسن عن ٧٧ عامًا. لسنين طويلة، لم تقتصر معاناته على الظلم والتهميش من قوى الاستبداد، بل عانى أيضًا من الأشخاص الذين عمل معهم. مَنَح حسن الكثير للغناء والموسيقى، فهو فنان موهوب يجيد العزف على مختلف الآلات الموسيقية باحتراف، منها الناي والعود والكمان والفيولا والغيتار والباص والأورغ وأغلب الآلات الإيقاعية، ومخرج ومهندس صوت محترف. أسّس عددًا من استوديوهات التسجيل الصوتية في العراق واليمن والإمارات. أغانيه متنوّعة الألوان الغنائية واللهجات واللغات، كالعربية والكردية والإنكليزية والألمانية والإيطالية.

وبرغم العطاء، أظنّه لم يحصد ثماره التي توزّعتها مدنٌ بعيدة لم تأمن من أعداء الحياة والثقافة والنور وفَتكِهم برموز الإبداع. لكنّه كان محظوظًا بسلامته على الرغم من تخطيط خصومه لتعطيل زمنه.

شخصيًّا، أشعر أني لم أضع زوّادتي في واحته برغم معرفتي الشخصية والقريبة به وبتجربته الموسيقية والغنائية وبرغم الكثير من الأمور المشتركة بيننا. جعفر حسن فنّان عمل كثيرًا وطويلاً في سبيل وطن أجمل وغناءٍ أحلى، أغنياته راسخة في ذاكرة عشاق الوطن وفي ميدان الكلمة والغناء، وفي ذاكرة الحالمين بعراقٍ بلا سجّان أو حاكم مستبدّ. عاش حياةً مليئة بالأوجاع والأحزان بين سجنٍ وحرمان وفصلٍ أو هجرة طويلة. هو فنان وطنيٌّ وأمميّ، يحب لغة أهله وانتماءهم القومي ويعشق أغانيهم. نشأ في بيت طيّب، وشرب روح الثورة من أمّه الثائرة في وجه الاستبداد والتي سُجنت، وعاش معها في سجنها ليتعلّم منها روح التحدّي.

يستحضر اسمُه وأغنياته زمنًا جميلاً حافلاً بالأحلام ومليئًا بالعذابات، فهو يحلم بعالمٍ جديد وسعيد، وبالرومانسية الثورية، كما وصف الإعلامي زاهي وهبة تجربته وتلك الحقبة من حياته. وبتقديري، جعلتْه تلك التجربة المريرة سندبادَ ينتهي قاربُه في شواطئ حضرموت حيث وَجد مسكنًا طيبًا لقلبه العاشق، فأحَبّ مدنها وناسَها ومغنّيها، وقد بادلوه الحبّ والتقدير.

«على جسر الأحرار»

ولد هذا الفنان الجميل في مدينة خانقين. وعلى غراموفون بيته استمع إلى أسطوانات محمد القبانجي وعبد الوهاب وأسمهان وزكية جورج وحضيري أبو عزيز وسليمة مراد وأم كلثوم. منذ الطفولة بدأ عشقه للغناء ولآلة الناي. وقبل دخول المدرسة الابتدائية صار حديثَ المدينة. في السنة الرابعة الابتدائية انتقل إلى بغداد بسبب ظروفٍ عائلية، وكان منزله على مقربة من جسر الأحرار في منطقة الصالحية. ومن فوق الجسر الذي يطلّ على أحد النوادي الليلية استرق السمْع إلى حفلات ناظم الغزالي والمطربة فائزة أحمد وهي تغني بين الفواصل، وآخرين مثل سليمة مراد ولميعة توفيق وعباس جميل ورضا علي وغيرهم. كبر عشقه للغناء، وصار يتمنّى دخول الإذاعة التي كانت على بُعد أمتارٍ منه.

مباشرةً بعد ثورة ١٤ تموز/ يوليو ١٩٥٨ عاد مجددًا إلى خانقين ليكمل دراسته المتوسّطة. وفي العام نفسه عمل مع مجموعة من فنّاني خانقين على تأسيس فرقة خانقين الموسيقية كمغنٍّ. أقيمت الحفلة الأولى التي شارك بها في نقابة المعلمين نهاية العام ١٩٥٨. وفي العام ١٩٥٩ لحّن أول أغنية وطنية وهو في بداية طريقه الفني. بعد عامٍ واحد انتقل مجدّدًا إلى بغداد ليحقّق حلمه بدخول معهد الفنون الجميلة والإذاعة والتلفزيون. وبعد فترة قصيرة بدأ يغني في الحفلات الموسيقية، ثم غنّى في التلفزيون أغاني محمد عبد الوهاب القديمة ومثّله شخصيًّا في برنامج «أيام زمان» الذي قدّمه الفنان خليل الرفاعي .

عام ١٩٦٢ ترك دراسته الثانوية وتقدّمَ للدراسة في «معهد الفنون الجميلة» ببغداد، قسم الموسيقى. لمَعَ بين أقرانه إذ دخل المعهد وهو يجيد الغناء والعزفَ على آلتَي العود والناي. ثم عمل في الإذاعة مع فرقة «أبناء دجلة» للموشّحات مع أستاذه الفنان روحي الخماش الذي اهتمّ به بسبب موهبته المتميّزة. لكنّ والد جعفر لم يكن راضيًا عن دخوله المعهد، كان يظنّ أنه يدرس في الكلية العسكرية ببغداد، وكان يتمنّى أن يصير ابنه تاجرًا مثله أو ضابطًا في الجيش.

في منتصف الستينيات أصبح حسن من مطربي الإذاعة والتلفزيون. وخلال الانقلاب العسكري في شباط/ فبراير ١٩٦٣ فُصل من المعهد ومُنع من دخول الإذاعة. لم تُثنِ تلك الظروف عزيمته وعشقه للغناء، فسجّل في العام ١٩٦٤ عددًا من الأغاني عن طريق شركة «بشير فون» لصاحبها الفنان جميل بشير، أي أنّ بدايته بصفته مطربًا لم تكن من إذاعة بلده، بل من «إذاعة الكويت». وقد تناولتْ حينها الصحف العراقية الوطنية مسألةَ منْعه من الغناء في بغداد وغنائه في الكويت. اضطرّ بعدها مسؤولو إذاعة بغداد إلى قبوله كمطرب معتمد لدى الإذاعة والتلفزيون فسجّل أول أغنية فيها بعنوان «كلما أتمعن برسمك» من ألحان الملحّن المعروف جميل سليم وكلمات محمد القبانجي. وكانت هذه الأغنية معَدّة في الأصل كي يغنّيها ناظم الغزالي الذي أجّل تسجيلها حتى يعود من لبنان، لكنّه توفي بعد يومٍ واحدٍ من عودته إلى العراق وبقيت الأغنية بانتظار من يغنّيها، ثم صارت من نصيب جعفر حسن. وقد نالت الأغنية حينها شهرة واسعة برغم الظروف والمضايقات التي تلقّاها حسن.

المسرح والسينما

عام ١٩٦٤ شارك حسن في أول مسرحية شعرية غنائية بعنوان «مصرع كليوباترا» لأحمد شوقي ومن إخراج إبراهيم جلال. شارك قبل ذلك في مسرحيات عدة مع فرقة الكاظمية، مع مجموعة من الفنانين العراقيين ومن إخراج حمودي الحارثي. وفي العام نفسه، كان أحد مؤسسي «فرقة الرشيد للفنون الشعبية» برئاسة عميد المسرح العراقي حقي الشبلي إلى جانب فنانين كبار مثل سالم حسين وجميل بشير وغانم حداد وجميل سليم وجميل جرجيس وقادر كوردي وأنور الشيخلي وجمال جلال وفائق حنا وعقيل عبد السلام وغيرهم، قدم معها العديد من الأغاني والحفلات داخل العراق وخارجه.

عام ١٩٦٧، وبعد تخرجه من «معهد الفنون الجميلة»، أسّس وزميله عازف الغيتار فهمي يعقوب، معهدًا لتدريس الموسيقى باسم «دار الموسيقى» في بغداد ضمّ أساتذة وطلبة كثرًا. استمرّ في الدار لسنواتٍ عدّة بالإضافة إلى عمله في «فرقة الرشيد للفنون الشعبية» .

عام ١٩٦٨ شارك في أول تجربة سينمائية عراقية في فيلم «طريق الظلام» من إخراج مؤيّد وهبي، وقد أدّى فيه أغنية «شارع الأحلام» التي اشتهرت حينها، وهي من كلمات كاظم عمارة وألحان أنور الشيخلي.

وفي نهاية العام نفسه، جاء قرار حلّ الفرقة وتأسيس «الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية» وكان حينها أحد مؤسسي الفرقة. وقد أسس أول فرقة للإنشاد (فرقة كورال) في العراق والتي تغنّي بتعدد الأصوات الهارمونية للأغاني الشعبية والفولكلورية، وسجلت الفرقة بعض تلك الأغاني للإذاعة العراقية كأغنية «طولي يا ليلة» وأغنية «إنعيمة» وأُغنية «دادة عبد» وبعض الموشّحات الأندلسية مثل «بدت من الخدرِ». وكانت تضم خيرة أصوات الشابات والشبان الذين زاد عددهم عن ثلاثين وصار بعضهم مطربًا معروفًا مثل أمل خضير وإلهام حسن وغاده سالم ورياض أحمد وقحطان العطار وصلاح عبد الغفور وقاسم إسماعيل ورضا الخياط وعباس العطار وهادي سعدون وعارف محسن وغيرهم.

التعليق: الفرقة القومية للفنون الشعبية- عمي يا بيّاع الورد

 

في السياسة

جعفر حسن واحد من أقدم روّاد الأغاني الوطنية والسياسية الاحتجاجية اليسارية في العراق والوطن العربي، فمنذ العام ١٩٥٨ وقف على المسرح مغنيًا وعازفًا للناي، ولاحقًا شارك في الكثير من المهرجانات المحلية والعربية والعالمية ومعظمها مهرجانات يسارية وشبابية وسياسية، ولحّن مسرحيات غنائية ومسلسلات تلفزيونية تُمثّل بمجملها الفكر الوطني اليساري.

وهو أول من لحّن أغنية «الريل وحمد» للشاعر مظفر النواب في العام ١٩٦٥ عندما كان ما زال طالبًا في «معهد الفنون الجميلة». وقد قبلت اللحن لجنةُ فحص الألحان والنصوص لكنْ رفضه مدير برامج الموسيقى آنذاك لأنّ النواب وحسن يحملان أفكارًا تقدمية يسارية. أما لحن «مرّينا بيكم حمد»، لمظفر النواب أيضًا، فلم يحصل جعفر حسن على فرصة تقديمه من خلال الإذاعة والتلفزيون، واستمرّ بتقديمه في الحفلات الخاصة، مع أنّ لحنه سبق بسنوات عدّة اللحنَ الذي وضعه الفنان محمد جواد أموري.

وفي العام ١٩٧٠ لحّن حسن أغنية «إغضب كما تشاء» للشاعر نزار قباني، وكان اللحن معدًّا للفنانة نجاة الصغيرة بحسب الاتفاق مع قباني في بيروت. لكن أدّت ظروف حسن ومطاردته إلى ضياع فرصة انتشار اللحن الرائع. وعلى الرغم من أنّ الفنانة أنوار عبد الوهاب غنّته عام ١٩٧٢ بشكل جميل، ربما كانت نجاة ستنجح أكثر في توصيل الأغنية إلى جمهور أوسع. وقد أثار اللحنُ الكبير والأسلوبُ الجديد لـ«إغضب كما تشاء» ثائرة فنّاني السلطة ومسؤولي الإذاعة فحاربوه بشتّى الوسائل وصلت إلى حد منعه من دخول الإذاعة.

إغضب كما تشاء بصوت أنوار عبد الوهاب

 

في العام ١٩٧٢ فُصل حسن من الفرقة القومية بعد عودته من مهرجان الجزائر ورجع إلى النشاط الفني في التربية والتعليم. وفي العام نفسه أسّس مع مجموعة من الشباب الموسيقيين فرقة «بيلز» وقدّم العديد من الأغاني الوطنية والسياسية والشعبية منها «لا تسألني عن عنواني»، «يابو علي»، و«عمي يابو جاكوج» وغيرها. وفي العام ١٩٧٣، أثناء التحضيرات لانتخابات الفنانين، اصطدم مع مدير الإذاعة والتلفزيون محمد سعيد الصحاف إذ أراد حزب «البعث» الهيمنة على النقابة لكنه لم يحصل سوى على تسعة وثلاثين صوتًا، بينما حصل الشيوعيون على أكثر من أربعمائة صوت. وكان حسن على رأس قائمة الفنانين التقدميين، فكانت نتيجة التلاسن أنْ منع الصحافُ جعفر حسن من الغناء والتلحين ودخول مبنى الإذاعة والتلفزيون وأتلفت كل تسجيلاته الغنائية الصوتية والتلفزيونية. لقد مُنع حسن من دخول الإذاعة بسبب مواقفه السياسية وعدم قبوله الغناء لمدح السلطة والنظام.

وفُصل حسن أيضًا من فرقة الموشحات التي كان يعزف العود فيها ويساعد روحي الخماش في تدريباتها. وقد شكّلت مقابلة صحافية في جريدة «التآخي» عن اشتراكه في «مهرجان الشباب العالمي» في برلين وحصوله على ميداليات ذهبية حجّةً كافية لسلطة الإذاعة والتلفزيون من أجل فصله ومنعه من دخولها.

في العام ١٩٧٤ تأسست «فرقة الرواد المركزية» وانضمّت إليها فرقة «بيلز» وعازفون آخرون وكورس وفرقة رقص شعبي وقادها جعفر حسن ولحّن لها وغنّى فيها. وشاركت الفرقة في جميع الاحتفالات العلنية التي أقامها الحزب الشيوعي والشبيبة الديموقراطية آنذاك. كما نقل تجربته الحديثة في الأغنية التضامنية الإنسانية السياسية إلى لبنان حيث ساهم في تأسيس «فرقة الشبيبة اللبنانية» ولحّن لها في العام ١٩٧٤ حين ساهم مع «فرقة الرواد» في المهرجان الكبير الذي أقامه «الحزب الشيوعي اللبناني» في بيروت. ومن أغانيه الشهيرة التي قدمتها «فرقة الرواد» وغناها مع الفرقة: «لا تسألني عن عنواني»، «يابو علي»، و«عمي يابو جاكوج»، و«للمرأة غنوتنه»، و«عمال نطلع الصبح» و«قبليني للمرة الأخيرة» وغيرها. وفي العام ١٩٧٥ فُصل من التـربية والنشاط الفني نهائيًّا ليعمل بعدها صحافيًّا فنيًّا وفي مطبعة «طريق الشعب». اعتُقل في العام ١٩٧٨ فاضطرّ بعدها للهرب من العراق إلى اليمن الديموقراطية سيرًا على الأقدام في رحلة شاقة للغاية.

في عدن

في الثمانينيات، وخلال جلسةٍ غنائية في عدن باليمن الجنوبي، غنّى حسن قصيدة «أشواق» من ألحان رياض السنباطي وشِعر مصطفى عبد الرحمن. سجّل أحدُ الحاضرين الأغنية، وهو مصري وموسيقي سابق ويعمل في مكتب الأمم المتحدة في عدن. أخذ التسجيل إلى مصر حيث كان على علاقة بالسنباطي، فسمع الأخير التسجيل وطلب منه أن يُحضر حسن إلى مصر قائلاً: «هو ده بيعمل إيه في اليمن؟». لم يتمكن حسن حينها من دخول مصر بجواز سفره اليمني. ولكن حين سنحت له الفرصة لدخول مصر، توفّي السنباطي قبل أن يصل إليها. وقد تمكّنت ميادة الحنّاوي من الحصول على الأغنية وتسجيلها.

في جمهورية اليمن الديموقراطية أسّس «فرقة أشيد» الموسيقية الغنائية الشهيرة التي ضمّت العديد من الفنانين والمغنّين اليمنيين الشـباب. قدم لها حسن عشرات الألحان والأغاني، ونقل إليها بنجاح تجربته في الأغنية السياسية والتحريضية التضامنية الإنسانية. حين وصل إلى عدن وجد أغانيه السياسية الممنوعة في العراق تسبقه إليها وتُباع في أسواقها. وما زالت تلك الأغاني حاضرة، ومنها ما هو باللهجة اليمنية والإيقاعات والنكهة اليمنية. ومن تلك الأغاني «قالت عدن» و«هيلا يا صياد». كما أعاد حسن صياغة بعض الألحان التراثية اليمنية بأسلوب جديد، بالإضافة إلى أنّ معظم الفرق الموسيقية اليمنية تعزف أغانيه وألحانه.

 

حصل حسن على شهادات تقديرية عدّة لجهوده في تطوير معهد الفنون وتأسيس فرق الشبيبة للموسيقى والغناء في المحافظات الأخرى. وعام ١٩٨٩ أسس أول استوديو للتسجيلات الصوتية الحديثة في عدن.

في بداية الثمانينيات صوّر أول أغنية من ألحانه وغنائه على طريقة الفيديو كليب، وهي «مجالس الشعب»، وقد نالت شهرة واسعة. تلتْها أغنية «مشكلتك إنته»، من ألحانه وكلمات رسول الصغير. وكانت هاتان الأغنيتان أولى الأغنيات التي تم تصويرها على طريقة الفيديو كليب في عـدن بين عامي ١٩٨٦ و١٩٨٧.

 

عام ١٩٨٧، ومن ثمرة لقائه بصديقه الشاعر أحمد فؤاد نجم في عدن، لحّن له مسلسلاً من ثلاثين حلقة بعنوان «مذكرات جحا» لإذاعة عدن ومجموعة أغاني ألبومه «عابر سبيل»، بالإضافة إلى عشرات السهرات الغنائية التلفزيونية والأمسيات الفنية التي اشتركتْ فيها أيضًا إلهام حسن.

لقد كان منزل حسن مضافةً وملتقى للأصدقاء والفنانين اليمنيين والعرب الذين غالبًا ما كانوا يحضرون للمشاركة في الاحتفالات والمهرجانات. من بين هؤلاء صديقاه المقرّبان الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم، وكذلك الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والفنانون محمد منير ومحمد حمام ومحسنة توفيق وسميحة أيوب والكاتبة فتحية العسال وغيرهم. وقد شكّل حسن جسرًا للتواصل بين مختلف الفنانين المتوافدين إلى اليمن الديموقراطية.

عتب

منذ العام ١٩٩٧ وحتى نهاية العام ٢٠٠٤ عمل حسن مستشارًا فنيًّا لدى «المجمع الثقافي» في أبو ظبي. خلال تلك الفترة قدّم العديد من الحفلات الموسيقية والغنائية، وأصدر ألبوم «الغريب»، وثلاث مسرحيات غنائية لمسرح «ليلى للطفل» وثلاثًا أخريات لـ«فرقة الاتحاد» إحداها للمؤلف الألماني بريخت وإخراج الفنان عوني كرومي، وكذلك مسرحية من إخراج الفنان فاروق أوهان وغيرها. كما ألّف وعزف موسيقى تصويرية لعدد من الأفلام التسجيلية وللكتاب المسموع، وقدّم العديد من الحفلات الغنائية والموسيقية والأمسيات الفنية الثقافية في دول الخليج ومصر وأوروبا وكندا وأميركا.

لقد عتب حسن بشدّة على الإعلام العراقي وحمّله مسؤولية السكوت عن تردّي مستوى الثقافة والفنون وعدم اهتمامه بالفن والفنانين المبدعين الحقيقيين وبالأغاني الإنسانية الراقية والموضوعية والتي تمسّ مصالح الشعب. وشعر بالأسى على واقع الثقافة والفنون في العراق حيث القرّاءُ وزوار المكتبات قلة، ومستوى تشجيع الفن والثقافة متدنٍّ، والأغاني والألحان في تراجعٍ مستمرّ في وقتٍ هناك إمكانات تكنولوجية واستوديوهات وفضائيات وأجهزة متطوّرة لا يُستفاد منها بشكلٍ صحيح. كما أنّ أغلب المنتجين غير مهنيين، ولا يهتمّون بالمستوى الفني والثقافي بل يبحثون عن الربح السريع، الأمر الذي ساهم بانتشار الأغاني الهابطة بينما لا يجد الفنانون الحقيقيون مكانًا لهم وسط هذه الفوضى.

العدد ٣١ - ٢٠٢١
الغناء لعشّاق النهار

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.