سارة حجازي
«إلى إخوتي، حاولتُ النجاة وفشلت، سامحوني. إلى أصدقائي، التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومَها، سامحوني. إلى العالم، كنتَ قاسياً إلى حدٍّ عظيم، لكنّني أسامح».
بهذه الرّسالة المؤثّرة المكتوبة بخطّ اليد اختارت الناشطة النسويّة المصريّة سارة حجازي إنهاء حياتها صباح 13 حزيران/ يونيو 2020.
عام 2016، أعلنتْ سارة مثليّتها الجنسيّة ودَعَتْ، عبر شبكات التواصل الاجتماعيّ، إلى فعاليّةٍ إلكترونيّة بعنوان «ادعم الحب» تهدف إلى تقبّل المثليّة، كما طالبتْ بالمساواة والعدالة الاجتماعيّة. وبعد عام، اعتقلتْها السلطات المصريّة وتعرّضت للسجن لمدّة ثلاثة أشهر عقب رفْعها علَمَ قوس قزح الخاصّ بالمثليّين خلال حفلٍ غنائيّ لفرقة «مشروع ليلى» في القاهرة. اتُّهمتْ سارة بالانضمام إلى «جماعةٍ محظورة تروّج للفكر المنحرف»، و«التحريض على الفسق والفجور في مكانٍ عام». وتعرّضتْ للتعذيب بالكهرباء والتهديد والاعتداء الجنسيّ. بعد خروجها من السجن قرّرت اللجوء إلى كندا لكنّ ضغوطها النفسيّة والاجتماعيّةَ تضاعفتْ، خصوصًا بعد وفاة والدتها التي لم تستطِعْ حضورَ جنازتها.
سارة من مؤسّسي حزب «العيش والحرّيّة» اليساريّ الذي نعاها قائلًا: «كانت سارة مؤمنةً بحقّ الجميع في العيش بكرامةٍ وحرّيّة دون استغلالٍ طبقيّ أو تمييزٍ مبنيّ على النوع أو الهويّة الجنسيّة. كانت سارة تعبّر عن آرائها بشجاعةٍ نادرةٍ لم نستطِعْ دائمًا مواكَبَتَها».
في ما يلي مختارات من مدونتها «هيّا بنا نهري»، وقد نُشر آخر نصٍّ فيها قبل حوالي شهرٍ من انتحارها.
تفاصيل
من المحتمل أن نقع في الحبّ، والوقوعُ هذا أراه وقوعًا في قلب العالم.
وقوعٌ في تفاصيل الكون، ولا مفرَّ من مشاهدة حالنا هكذا، لا شيءَ بيدنا ولا نملك قوّةً للسيطرة على الأمور، سنقع وستتحوّل الآلامُ التي يسبّبها الوقوعُ في الحبّ إلى فلسفةٍ يتشدّق بها الفلاسفةُ لكي يحذّروا الآخرين من الحب.
بابا وأربعُ سنوات عِجاف
يومك سعيدٌ يا بابا
زيّ ما انت عارف إنّ استخدام كلمة «كان» مؤذي جدًّا على جميع الأصعدة وبحاول قدر المستطاع أن أتلافى سماعها من الناس لمّا بيكلّموني عنّك. اعذرهم، ما يعرَفوش إنّك موجود.
ما يعرفوش إنّي لمّا ببقى لوحدي في أيّ مكان بَسيب مكان جنْبي على الكنبة أو الكرسي عشان تقعد إنت فيه. ما يعرفوش إنّي ببصّ جنبي وبضحك كأنّي سامعة كلامَك وانت بتخصّني بالكلام لوحدي. ما يعرفوش حتى إنّنا بنتناقش في المقالات اللي بكتبها أو الكتب اللي بخلص قراءتها. ما يعرفوش إنّي بطَبْطَب على الهوا كأنّي بطَبْطَبْ عليك. هؤلاء لا يعلمون شيئًا!
ما يعرفوش إننا ما زلنا بنتواصل على الأرض بشكل عمليّ، بنضحك وبنرغي وبنقعد جنب بعض، بَسيب الكتاب بالخارج عشان لمّا تيجي تقراه براحتك.
تِعرَفْ! تِعْرَفْ إنّ من ضمن اللي مضايقني في فقدانك إنّي ما لحقتش أقولّك إنّي بحبّك، أو أقولّك إنّك شكّلت فيَّ بعض الصفات!
تخيّلْ إنّ حاليًّا بدأت أقول لكلّ اللي بحبّهم إنّي بحبّهم، ومش بزهق من قول إنّي بحبّهم، وببقى سعيدة إنّي بقول إنّي بحبّهم، ودا بسبَب إنّي خايفة إنّهم يمشوا من غير ما يعرفوا إنّي بحبّهم. إخواتي وقرايبي وأصحابي، باستمرار بَعَرَّفهُم بإنّ ليهُم مكانة حلوة في قلبي.
خلّينا نرجع لكلامنا. بدأت في حبّ القراءة بسببك عزيزي. فاكر لمّا كنت بقرأ في المقالات اللي بالجرايد، وكنّا بنرجع نتناقش فيها، كان بشكل يومي تقريبًا.
طب فاكر لمّا كنت بالمستشفى وقولتِلي اقرئي لي أيّ مقال من الجريدة، كنّا رفاق وما زلنا رفاق وسنظلّ رفاق. كانت أرواحنا تتواصل وما زالت تتواصل.
رفقتَك كانت من الأشياء اللي بتفرّحني عزيزي.
تخيّل! بقى ليّا مكتبة كبيرة الآن. قرأت عن الأديان وعن الفلسفة وقرأت معظم أعمال نجيب محفوظ، وقرأت عن السياسة وعن الثورات، قرأت لتوفيق الحكيم ولطه حسين، قرأت لليو تولستوي، حتى شكسبير قرأت له تلات أعمال فقط، قرأت لبوخاريست ولينين وكارل ماركس، قرأت لدكتور نصر أبو زيد، وقرأت لفرج فودة والدكتور نوال السعداوي، قرأت لباولو كويللو ولنيكوس كزنتزاكيس وجورج أورويل وغيرهم. تخيّل إنّ القائمة طويلة!
الكتاب يا بابا أصبح رفيق. استبدلت البشر بالكتاب في الغالب. سعيدة وفخورة بحالي تمامًا.
بتخيّل الجنّة مكتبة كبيرة فيها كلّ ما طاب ولذّ، أنا وإنت هنغرق فيهم ونقرأ ونقرأ ونقرأ حتى يتوقّف عقلنا ويستسلم.
طب فاكر لمّا روّحت مظاهرة في سنة 2010 أو 2009 تقريبًا. حقيقي مش متذكّرة بالضّبط كان إمتى أو حتى كانت إيه المناسبة! المهمّ إنّي اتعرّفت على سيّدة عجوز لطيفة، بصرف النظر إنها كانت رغاية جدًّا، إلا إنّي أحببت صحبتها. اتّفقنا إنّي هشوفها قريب بعد المظاهرة وتبادلنا أرقام تليفوناتنا، إلا إنّي معرفتش أتواصل معاها. المهم إنت قولتلي ما تنزليش مظاهرات أبدًا! بصرف النظر إنّي ما سمعتش كلامك حتّى هذه اللحظة، ومش هسمع كلامك في النقطة دي خصوصًا إلا إنّ كُنت متقبّلة خوفَك عليّا بشكل عظيم.
كنت حلمت بيك من قريب وانت بتقولّي «أنا شايف كلّ حاجة وحاسس بكلّ حاجة»!! صحيت وقتها ونظري اتّجه لماما بشكل تلقائي ورددت وقولت إنت متأكّد؟!!
احكيلي، إنت بتحكي عنّي مع رفاقك في القبور زيّ ما بحكي عنّك مع رفاقي على الأرض؟
عارفة هتقولّهم إنّ عندي بنت اسمها سارة فاشلة في كلّ حاجة إلا في الحب. بنتي لسّة بتعرف تحبّ حتى هذه اللحظة! بالرغم من وجود سجن بيدّعي بأنه أمّها إلا إنها لسّة بتعرف تتنفّس وتحبّ، بنتي لسّه متفائلة. بنتي بتحارب الأشرار بس في مظاهرة أو مسيرة أو وقفة احتجاجيّة، بنتي هتحارب الأشرار اللي في العالم بسّ لمّا تحسّ إنّها قادرة، بنتي فتاة بائسة بالنسبة لشخص في مثل عمرها!
أخبر رفاقك بأنّ بنتك وسط ناس مستنّين طبول الحرب، بينتعشوا لمّا يسمعوا عن الدم والموت أكتر ما يحبّوا يسمعوا عن اتنين حبّوا بعض أو ناس بيسمعوا مزّيكا ومبسوطين!
تِعرَف إنّ لحظات ضعفي كانت ظاهرة لمّا كنت بشوفَك بتغيب تحت التراب، بسّ دلوقتي الأمر اختلف نوعًا ما، صحيح لسّة ما بَقِتْش قويّة زيّ ما كنت موجود حواليّا بجسدك وروحك وقلبك وحبّك وحضنك إلا إني بحاول أستعيد قوّتي بعد أربع سنين من غيابك. بنتَك قويّة، ما تنساش تقول دا لرفاقك اللي في العالم الآخر.
هفضل أحكي عن مواقفنا اللي قرّبْت انساها نظرًا لإنّ ذاكرتي بقت سيئة جدًّا، هفضل أحكي عن شخصيّتك اللي بحاول أدور على حدّ شبهها في أيّ حدّ قريب أو بعيد عنّنا. هيجي يوم واحكي عنّك لمّا قولت «أنا مخلّفتش غيرك»، هحكي عنّك وانت بتبكي لماما في آخر يوم ليك في البيت قبل ما تروح المستشفى وبتقولّها «دي ما تزعّلهاش» وبِتْشاوِر عليّا، هحكي عن سكوتنا اللي بيكون بالساعات في مستشفى القصر العيني لمّا بكون المرافق ليك، هحكي عن بكاءك وشعورك المستمرّ إنّك خلاص هتمشي، هحكي عن حبّك المكنون لإخواتك، هحكي عن قلبَك اللي اتّسع الجميع، هحكي عن لعبنا للكوتشينة وبتكسبني بصابع رجلك الصغير، بصرف النّظر إنك كنت بتغشّ في اللعب، هحكي عن إحساسنا يوم ما اتخرّجت من الجامعة وقرّرت تغيّر اسمي في الموبايل وكتبت بكلّ فخر «الأستاذة سارة»، هحكي عن حكاوينا في السياسة، هحكي عن ماتشات الكورة اللي ما كُنْتِشْ بعرف اتفرّج عليها إلا بيك، هحكي عن قصّتنا سوا لمّا كنت مرافقة ليك في مشوارك في مستشفى القصر العيني وبعدها مستشفى وادي النيل، هحكي عن اللي قابلناه سوا وشوفناه.
ميراثي منّك هو المحبّة، عمّاتي واعمامي وأيّ حدّ من ريحتك. إخواتي، إخواتي حلوين جدًّا، حلوين بشكل مبالغ فيه.
إنت شعلة بهجة وحبّ تحت التراب وفوق الأرض. ما تبطّلش تزورني.
زينب
يا زينب
لا تذهبي الآن، الصحراء ليلُها قاتم، ولا يوجد أحدٌ لمساعدتك.
زينب الطفلةُ ذاتُ الخامسةَ عشرةَ، زينب بجمالها وعينيها البنيّتين وشعرها الأسود القاتم الغجَريّ ووجهِها الذي يكسوه بعض التراب وجلبابِها الأسود المتّسخ، تقترب من أبيها وتهزّ رأسها بالموافقة.
تذهب إلى حجرتها لتنظر إلى النجوم المرصّعة بالسماء، تسْرحَ بخيالها إلى الأعلى، تتساءل عمّا يحدث في الأعلى، في السماء، هل هناك محبّون؟ هل هناك كارهون؟ هل هناك قرية صغيرةٌ كقريتها التي تسكنها؟ هل هناك ضياء؟ أم الظلام لا ينتهي؟
يدخل أخوها ويخبرها بأنّ عليها تحضيرَ العشاء له ولأبيها؟
تذهب زينبُ لاحضار الطعام، وتضعه أمام أبيها وأخيها، ففي حياة الصحراء المرأةُ ليست إلّا مخلوقًا لطاعة الرجل سيّدِها.
ينتهون من الطعام، ثمّ تقتربُ من حُجرتها مرّةً أخرى، عالَمِها الخاصّ، سريرِها ونافذتِها، تحاول أن تحصيَ النجومَ، حاولتْ وفي حين محاولتها خَلَدتْ إلى النوم.
نامتْ زينبُ، وفي نومها العميق تقتربُ سيّدةٌ منها لتأخذَها إلى المجهول، لا تعرفُ أين تذهب مع هذه السيدة. لا تتوقّفُ، ولا تسألُها زينب.
تبتعد زينب، ولا تسألُها.
تبتسم زينبُ، ولا تسألها، لقد رأتْ أشجارًا ووردًا وحيواناتٍ، رأت الجنّةَ بأمّ عينيها.
حزنتْ زينبُ وبكت، ولا تسألها. رأت جثثًا وأمواتاً جعلوها تبكي، رأتْ نساءً يبكينَ ورجالًا ذاهلين، رأتْ مَن يفقدون أحلامَهم أمام أعينهم من دون سبيلٍ للإنقاذ، رأت جهنّمَ بأمّ عينها.
توقّفَتْ في الخلاء وأمام الخلاء، توقّفتْ أمام الريح والنسمة الخفيفة وتوقّفت بداخلهم. السيدةُ تركتْها ذاهبة، أخبرتْها السيّدةُ أنها تقف أمام حضرته، أمام الربّ العظيم.
اقتربتْ نسمةُ الهواء أمام زينبَ لتحرّك شعرها، وهمس وقال: أنا حزينٌ يا زينبُ، لا طاقةَ لي، ولا طاقةَ لكم، أنا أخطأتُ يا زينبُ، ولا مجالَ لتصحيح خطئي، أنا أملك قلبًا يا زينبُ، وقلبي حزينٌ، كقلبك يا فتاة.
أنتِ حزينةٌ يا زينب ولهذا أنا حزين. الرجلُ الذي فقَدَ ابنَه في الحرب حزينٌ وأنا حزين لحُزْنه يا زينب. السيّدة التي خانَها زوجُها حزينة يا زينب، وأنا حزينٌ لحزنها. من فقدوا أحلامَهم وذهبوا، الحزنُ يقتلهم وأنا حزينٌ لحزنهم. مَن ثار وفشل في ثورته حزينٌ وأنا لحزنه حزينٌ أيضًا. من يقوم بأفعالٍ لا يحبّها ويعيشُ مع أناسٍ لا يحبُّهم ويأكل طعامًا لا يحبُّه هو حزينٌ وأنا حزينٌ لحزنه يا زينب. السعداءُ قلّةٌ على الأرض. أريدهم سعداءَ يا زينبُ ولكن لا طاقةَ لي ولا طاقةَ لكم.
أخبريني يا زينب.
قلبي هو قلبُكم يا زينب، بني آدم الحزن يتملّكهم، وأنا الحزن تملّكني لحزنهم يا زينب.
هل سيغفرون لي يا زينب؟
البسطاءُ أهمّ من الأنبياء والرسل، وأنتِ تملكين ما يكفي من البساطة يا زينب، البسطاءُ لا يهتمّون بالنفاق لي.
أخبريني يا زينب، أخبريني بحقيقتي؟
زينب: سلامٌ عليك، خلقتَ الشرَّ وتركتَه، وخلقتَ الخير وها هو ينتهي، خلقتُ بشرًا لا يهتمّون بأمر الحشرات، مخلوقاتِكَ الضعيفة.
خلقتَ قلوبًا هاويةً، وقلوبًا صلبة حتى الموت.
لا طاقة لنا ولا طاقة لك. ومن أين يأتي الفرح.
علينا أن نقاتلَ معًا، جنبًا إلى جنب، ولكن من أين تأتي الطاقةُ ونحن استنفدْناها في محاولاتٍ بائسة.
الربّ: أنا الربّ يا زينبُ، خلقتُ جمالَكِ العظيم، وها أنا أقفُ أمامكِ، أمام بساطتكِ وقلبكِ، أمام عينكِ وعقلكِ الذي ملؤه الجنونُ. أنا الربّ يقف أمام عظمتكِ التي منّي ولي. أنا المجهولُ الذي لن يعرفه أحدٌ من العالمين. أنا الربّ أقف أمام تمرّدكِ القادم على مرّ السنين القادمة، أقف أمام إنسانةٍ أهمُّ من الملائكة، الملائكة يستمعون ويطيعون دون تفكيرٍ ودون إرادة، أمّا انتِ يا زينب، أنتِ، أنتِ، منبعُ قوّتي وضعفي، منبع حزني وسعادتي، منبع الغرور والبساطة، أنتِ ومَن اتّبعكِ من أشباهك بني البشر، لا مكانَ لكم على الأرض، السماء بانتظاركم، ازرعوا التمرّد بها، ازرعوا الجنونَ والثورة. هنا الطاعة عمياءُ، لا حياةَ هنا.
أنتِ ثورتي يا زينب، كوني المتمرّدةَ وســـــأكون أنا مصباحَك للحبّ.
أنا الربّ وأنتِ زينب. أنا أقرب إليكِ من حبل الوريد.
جزء من روايتي. اسمها المؤقت والذي قد يكون نهائيًّا وأبديًّا هو «زينب».
بالتيمور
عادةً مش بلاقي كلام يوصف مدى سعادتي لمّا بشوف مظاهرة أو ثورة في أيّ أرض في العالم فبقضّيها نشر صور عن مظاهرات الناس اللي بتطالب بحقوقهم أو حقوق غيرهم، بسّ بالرغم من سعادتي إلا إنّه بينتابني خوف من الناس اللي بتموت واللي هتموت!
دايمًا بشوف إن الثورة «أيّ ثورة»، سواء كانت اجتماعية أو دينية أو غيرها، بيكون ليها مقابل كبير وهو أرواح بشر عظماء قرّروا يتمرّدوا، أوعى تفتكروا يا اخوانّا إنّ التمرّد وقرار التغيير دا سهل، أبسلوتلي! إنت في المقابل بيتمّ قتلك معنويًّا عشان خرجت برّا القطيع.
عشان كدة لما بشوف الوَلْوَلة في عدد الأرواح اللي بعدت عنّا وبقت في السّماء جرّاء قيامنا بأيّ ثورة دا بيغظني جدًّا، وبزعل من نفسي، هو أنا ليه زعلانة وبشارك الآخر الولولة؟!
كلّ ما يكون في دمّ على الأرض، كلّ ما يكون فيه حرية. هكذا يكون الأمر ببساطة.
الولايات المتحدة الأمريكية بقالها فترة مدكّنة على ثورة عظيمة من ساعة أحداث فيرغسون ومقتل الشاب مايكل براون على إيد شرطي حقير برضو، آه طبعًا نفسي أشارك في أيّ مظاهرة في العالم، أنا واحدة أممية وما ليش في جوّ الحدود اللي بينّا دا!! ازّاي يبقى ما ليش دعوة بشخص بيعاني لأيّ سببٍ كان لمجرّد إنّه اتولد في مكان وبلد غير اللي أنا فيهم؟! دا حتى مش باختيارنا إحنا بنتولد فين وعلى أي دين وعلى أي لون وعلى أي لغة وعلى أي ثقافة وغيره!
أمريكا عنصرية، الشرطة عندهم بنت حرام زيّ عندنا وزيّ أيّ شرطة في العالم. البشر ذوو الأصول الأفريقية بيعانوا من اضطهاد بشع، ولمّا حدّ منهم بيموت مالوش ديه، أمام كل 100 سيدة ذوات أصول أفريقية هناك 84 أفريقي في السجون! يعني 1.5 مليون في السجون من أصل 45 مليون ودي نسبة عالية جدًّا!
متخيّلين إن الشرطة كل مهامها على الكوكب إنها تحافظ على النظام الحاكم وعلى مجريات الأمور لحسابه! متخيّلين إنّ اللي بينتمي للشرطة بيكون مجرّد أداة من أدوات تانية كتير في إيد النظام!
في بالتيمور في أمريكا، المتظاهرين قرروا يسألوا إحدى الدوغفات الظباط اللي في الشرطة ويقولوله (ليه بتعتقلوا الناس من غير أي أسباب؟ فردّ الدوغف الظابط بمنتهى الحب بإنّنا لو هنعتقلكم كلّكم، يبقى هنعتقلكم من غير نقاش!!)
المهم إنه بقى في ناس كتير بتفكّر في الاشتراكيّة كحلّ بديل للرأسمالية العفنة اللي وصّلت حال البشرية في العالم للمنظر دا، ناخد ألمانيا اللي الدخل الشهري للمواطن بتاعها آلاف في الشهر ونسبة الفقر تكاد تكون معدومة على سبيل المثال يا جماعة.
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.