كاتبة وناشطة، تعز اليمن. حائزة على عدة جوائز محلية ودولية لدفاعها عن الحريات وحقوق الإنسان، آخرها جائزة «بالم» الألمانية لحرية الرأي. آخر أعمالها رواية «خلف الشمس» (2012)، «ماذا تركتَ وراءك؟ أصوات من بلاد الحرب المنسية» (2018)
بشرى المقطري
المقالات
يمن الحرب داخل الحرب | السور
العالقون بين رصاصةٍ وقذيفة، بين غارةٍ عمياء ومدفع، بين موتٍ يترصّدهم في طرقات البلاد التي ما عادت لهم والعدو بحثًا عن نجاةٍ في يومٍ آخر، يعيشون داخل الحرب | السور التي حجبت حيواتهم، وباتت الآن أضيق من ثقب إبرة، معتمة وقاسية.
٢٦ مارس ٢٠١٥ أفتح عيني وأتذكر البداية
كل الطرق تؤدي إلى الموت، هذا ما خبره اليمنيون اليوم وهم يحصدون سنوات الموت والرعب دفعة واحدة، من دون أن يقدروا حتى على التقاط الأنفاس، بعدما اختبأ السياسيون ومُشعلو الحرائق وملوك الطوائف في جحورهم الظليلة، وتركونا جميعاً لعين العاصفة نهباً لحرب قامت تحت جلدنا وستعرّش في ذاكرتنا القريبة والبعيدة.
اليمن: جارٌ يجور
أفكر بهذا الجار الضخم وأذاه العابر للحدود. أذى قديم يلاحقك على شكل عقال مهترئ يخنق رئتك ويمنعك من التنفس وأنت تحاول الاستكانة لجار ضخم يتفنن في امساكك من الرقبة كلما تملصت من الارتهان لمزاجيته العابثة في التعامل مع أخلاقية الجوار واستغلالها والذي لابد أن يحشرك في نفق ضيق كلما وجد حيلة لتأكيد ابتزازه التاريخي.
... ولو بقيت يدان وحيدتان تصفّقان للحياة!
كتبت بشرى المقطري هذا النصّ في الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة اليمنية. تعرضتْ بسببه لحملة تكفير ودعوات لسحب جنسيتها وإقامة الحدّ عليها. وقامت في المقابل حملة واسعة للتضامن معها في اليمن والعالم العربي والعالم. ننشر النص هنا لأن بشرى خصَّتنا به وتكرارا لتضامننا معها.