العدد ٢٦ - ٢٠٢٠

ماذا يبقى لنا في هذا الشارع

سوى أن نكمنَ في...

ماذا يبقى لنا
في هذا الشارع
سوى أن نكمن في السيّارة
التي وحدَها
تبحث عن فريسة
قد تكون في صرّافٍ آلي
بضع مئات تعبتْ من الانتظار
ومن معاشرة الفيروسات
عجوزٌ وحيد
وجد في النهاية هدفًا
ولن يتزحزح عنه
في هذا الليل
إنه الغد
(بعد أن رماه الجميع)
في شكل سيارة
على مسافة مئة متر
أو يافطة مضيئة
فوق حانةٍ مغلقة
إنه أيضًا دولار من زجاج
يتحرّك حسب الساعة
وبعد كلّ ساعة
يخلق ساعة أخرى
ربما هو العملة الوحيدة الحيّة
بقليلٍ من الدم
يمكنه أن يعيش
بقليلٍ من الهواء
يستطيع الطيران
ومن يدٍ إلى يد
ينتقل الفيروس
أو ينتظر في الطبق
يختبئ تحت كلمة
أو تحت رقم
عن يمين الدولار
هناك بالطبع الدقيقة
التي تتلوّث
وهي تجري مسرعة
والصميم
نعم الصميم
الذي فسد فجأة
ثمّة ما يمكث فوق الأوراق العريضة
أو على جدار الرئة
الندى الذي خرج من الرعد
ومن عذاب الليلة
النسيم الأصفر
بين يدين متصافحتين
وهناك أيضًا
ما يبقى فوق القفازات
رذاذ يحسن بنا أن نجفّفه
قبل أن ندخل
في القاعة يشربون من ذات الكأس
ومن المحتمل أن تكون هذه دمغة
لن نغامر بأن نخفيها داخل بروتيلاتنا
مع ذلك نوزّع باللمس وبالأنفاس
ما كان طار عفوًا من صدورنا
أفكارًا ملصَقة على الزجاج
بدون أن نفكّر
غضبًا يفيض عن نفوسنا الجرداء
بلا نوايا ولا مشاعر
لم نعد الآن
سوى نسخ لهذا النهار الأعزل
الذي يختفي في السرير
بدون أن يتحقق
وبدون أن يصير وقتًا
إنها سهرة الصرّاف
مع دولارٍ واحد
وفيروسٍ ينتظر في الطبق

العدد ٢٦ - ٢٠٢٠
سوى أن نكمنَ في...

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.