العدد ٢٦ - ٢٠٢٠

حرب الفيروسات

(مسرح فارغ. كاتب ومخرج. مخموران)

الكاتب: حرب الفيروسات. كيف السبيلُ لوصفها؟

المخرج: هذا عملك أنت. يُدفع لك من أجل هذا.

الكاتب: تقدّموا يا أيها المجهولون ذوو الوجوه المقنّعة.

محاربو الجبهة الخفيّة
أو حروب الإنسانيّة الكبرى
قطراتٍ قطرات
على الحَجَر الحارق
أهوال النموّ
جريمة الحب التي تجعلنا نعيش في أزواجٍ معًا
وتحيلُ الكوكبَ صحراءَ إذ تُترعه بالسكّان

المخرج: وكيف سأُخرجُ هذا على خشبتي؟

الكاتب: ليس لديّ أدنى فكرة. ماذا تمثّل خشبتُكَ بالنسبة لي؟

المخرج: الربّ والعالم.

الكاتب: الرب ربما هو فيروس يسكننا.

المخرج: ماذا تريد؟ أن أضعَ من أجلك على الخشبة ألفَي عجوزٍ بلحًى بيضاء،
واحد، اثنان، ثلاثة، هكذا حتى الألفين.اذهبْ إلى السينما.
الفيروسات بالمليارات ومسرحُنا مَصحّ.

الكاتب: قبل عشرين عامًا في بروكلين، سألتُ رجلًا في الشارع
عن شارعٍ ما وقال لي: هذه مشكلتك *That's your problem

المخرج: هذا الرجل مُحقّ، لا يمكنني إلّا أن
أُصدّقَه القول.

الكاتب: لقد كتبت قصيدة.

المخرج: (يسدّ أذنيه مكشّرًا): ألقِها.

الكاتب: مميتٌ هو للإنسانيّةِ تضاعُفُها السريع
مع كل ولادةٍ ننقص الميتات واحدةً،
القتلُ هدية
(الهزّةُ الأرضيّةُ هي أملُ العالم)
كلّ إعصارٍ أمل، فلتتبارك البراكين!
هيرود وليس يسوع هو من كان يعرف
طرق العالم.
المجازرُ هي استثمارات في المستقبل.
الربّ ليس رجلًا أو امرأة، إنه فيروس.
أنتَ لا تنصت لي.

المخرج: تمامًا. ولِمَ أنصتُ لك؟ نحن في المسرح.

العدد ٢٦ - ٢٠٢٠

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.