موزيكا! عمر الزعني، شاعر الشعب

وُلد عمر محمّد الزعنّي في بيروت عام ١٨٩٨ ونشأ في كنف عائلةٍ محافظة تنتمي إلى الطبقة الوسطى. درس في الكلّيّة العثمانيّة التي تخرّج منها أعلامٌ نهضويّون نذكر منهم عمر فاخوري، وعبد الله اليافي، وعبد الله المشنوق، ومحمّد ومحمود المحمصاني والشهيدين عمر حمد وعبد الغني العريّسي اللذين أعدمهما جمال باشا. خدم في الجيش العثمانيّ برتبة ضابط إداريّ خلال الحرب العالميّة الأولى وانتقل بعدها للعمل في التعليم ومن ثمّ في محكمة البداية في بيروت قبل الحصول على منحةٍ لدراسة الحقوق في الكليّة اليسوعيّة.

كانت بيروت آنذاك تحمل إرثها العثمانيّ وتنمو تدريجيّاً من مدينةٍ صغيرة ذات طابع شبه ريفيّ إلى حاضرةٍ إقليميّة، ولم تصبح بعدُ مركز استقطاب فنّيّ على غرار القاهرة أو حلب. سبقتْ هذه المرحلة موجاتٌ من الهجرة لأهل الثقافة والفنّ إلى القاهرة التي أغرتهْم بانفتاحها واستقرارها والهامش الواسع من الحرّيّة التي افتقدوها في بلادهم، فبرز منهم أعلامٌ في الصحافة والفنون أمثال جرجي زيدان (الهلال)، وآسيا داغر (الإنتاج السينمائيّ)، وبديعة مصابني (الفنّ الاستعراضيّ). وتصف ديانا عبّاني المشهد الموسيقيّ، إذ كانت تقام في المدن الحفلات الخاصّة في «منازل خاصّة بدعوةٍ من شخصيّات مهمّة، غالباً بمناسبة (اجتماعيّة) معيّنة، واقتصرتْ على طبقة الأغنياء والحكّام هدفها التسلية وإظهار أهميّة المضيف وكرمه». وازدهرت المرابع الليليّة ودُور المسارح على النمط الأوروبيّ خلال مرحلة الانتداب حين ساد التهافت على تقليد كلّ ما هو إفرنجيّ في الحياة اليوميّة بما فيها أنماط اللهو والتسلية والأعمال المسرحيّة الوافدة من فرنسا ومصر. أمّا في الأرياف الشاميّة، فأقيمت الحفلات الشعبيّة خلال المناسبات الدينيّة والاجتماعيّة. وتشير عبّاني إلى أنّه «رغم كافّة التغيّرات التي شهدتْها المنطقة منذ بداية القرن العشرين، بقيت النظرة إلى الموسيقى والمسرح نظرةً سلبيّة في المجتمع»1. لذلك اتّسمت الأعمال المسرحيّة بطابَعٍ أدبيٍّ نهضويّ يمجّد القيَم الفروسيّة الأخلاقيّة وأحياناً الدينيّة في حاضرةٍ مدنيّة ما زالت متردّدةً في إعطاء الفنّ المسرحيّ المحلّيّ شرعيّته الاجتماعيّة خارج إطار المدارس والجامعات والجمعيّات الخيريّة.

تحوّلات بيروت وتحوّلات الفنّ

كان يتولّى الكادر التعليميّ إعداد المسرحيّات التي تقدّمها مدارس بيروت وإخراجها استناداً إلى نصوصٍ مترجَمة ويمثّلها الطلّاب. وأصبحتْ تقليداً سنويّاً عُرفت به مدارس الثلاثة أقمار، وزهرة الإحسان، والبطركيّة (ومنها انطلق زكي ناصيف)، والمقاصد، والحكمة بالإضافة إلى الكلّيّة العثمانيّة التي ساهمت في تكوين شخصيّة عمر الزعنّي وإبراز مواهبه الفنّيّة حيث كان يشارك فيها تأليفاً وأداءً مع رفاقه. ويَذكر محمّد كريّم بعضاً من تلك الأعمال كما وردتْ في جريدة «لسان الحال» ومنها رواية «امرؤ القيس» (١٩٠٩) و«واقعة ذي قار» (١٩١٠)، وهما من تأليف الشيخ أحمد عبّاس مؤسّس المدرسة. واستمرّ اهتمام الزعنّي بالمسرح ليَظهر لاحقاً على المسارح العامّة وليشارك بتشجيع من الأديب رائف فاخوري (١٨٨٤ - ١٩٥٣) في مسرحيّاته تمثيلاً وغناءً وبالأخصّ في رواية «جابر عثرات الكرام» في دور «حنين»، وهي مسرحيّة «أدبيّة تاريخيّة أخلاقيّة تهذيبيّة»2 ذات فصول خمسة قُدّمت على مسرح الكريستال (١٩٢١) كما عرضتْ على مسارح أخرى في بيروت وطرابلس والقاهرة. قدّم الزعنّي مونولوغات وطنيّة خلال فصول الرواية «طُرب لسماعها الحضور وصفّقوا لها مرارا»3. ولعلّه أصبح يوقّع قصائده باسم «حنين» بعد نجاح هذا العمل ليخفي اسمه الحقيقيّ لأنّه كان لا يزال موظّفاً حكوميّاً.

استمرّ عطاء الزعني حوالي أربعة عقود منذ نهاية العقد الثاني من القرن الماضي حتى وفاته في العام ١٩٦١. وتمتاز هذه الفترة بكونها مسرحاً لتحوّلات كبيرة وأحداث حاسمة على كلٍّ من المستويين المحلّيّ والإقليميّ. في بدايتها قام الانتداب الفرنسيّ على لبنان وسورية نتيجة سقوط الإمبراطوريّة العثمانيّة وتقسيم الولايات العربيّة فيها حسب اتفاقية سايكس - بيكو (١٩١٦) وإعلان لبنان الكبير (١٩٢٠) الذي انقسم أهل البلاد حوله بعد جحيم الحرب العالميّة الأولى وما شهدته من مجاعةٍ وتفشّي الأمراض والقمع العنيف للحركات الاستقلاليّة في بيروت وجبل لبنان. عزّز الانتداب مركزيّة دور بيروت على حساب الأرياف اللبنانيّة ودعَمَ المستوردين والمصرفيّين والزعماء التقليديّين بما يناسب مصالحه4. وكانت الثلاثينيّات مرحلة «الاضرابات العظمى في المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة»5 التي ضاعفتْ أزمة الكساد الاقتصاديّ العالميّ (١٩٢٩) من نتائجها. فتوالت الإضرابات العمّاليّة ضدّ البطالة والفساد والاحتكارات وتَصاعد الاصطفاف الطائفيّ السياسيّ حول العلاقة مع سورية والاستقلال عن فرنسا. وما لبثت الحرب العالميّة الثانية (١٩٣٩ - ١٩٤٥) أنْ مهّدتْ طريق الاستقلال بعدما انهارتْ فرنسا تحت وطأة الاحتلال الألمانيّ ودعمت النخب الاقتصاديّة المحلّيّة بأن «تتحرّر من قيود منطقة الفرنك الفرنسيّ الضعيفة والضيّقة»6.

وشهدتْ حقبة ما بين الحربين العالميّتين ترسيخ تحديث النّظُم والمؤسّسات الإداريّة والتربويّة والثقافيّة والفنّيّة بناءً على النموذج الأوروبّي بما فيها إنشاء راديو الشرق في بيروت (1938) الذي سبقتْها حسب مذكّرات عجّاج نويهض الإذاعة المصريّة وتبعتْها الإذاعة العراقيّة ومن ثَمّ إذاعة فلسطين. وقد تأسّست فيها «اللجنة الفنّيّة الأدبيّة» التي كان من مهمّاتها «تنمية الروح القوميّة في نفوس الشعب، لأنّ الغناء والتمثيل هما من أقوى الوسائل تأثيراً في ذهنيّات النّاس وميولهم، ولا يجوز بأيّ حال أنْ تُترك هذه الوسائل تُعمل فساداً في الأذواق والنّفوس»7. وازدهر الشعر الشعبيّ الذي اهتمّ بالتعبير «المباشر عن التّغيّرات السكّانيّة والثقافيّة والقيَميّة التي شهدها»8. واكتسب الزّجَل شعبيّةً فائقةً منذ أن ارتحل من القرية ومناسباتها الاجتماعيّة إلى المسرح المنبريّ في بيروت مع جوقة شحرور الوادي (١٩٢٨) التي ترسّخ عبرها الشّكل المنبريّ المعاصر المؤلَّف من أربعة شعراء وردّيدة وعازفيّ دفّ. وعبر أثير الإذاعة اتّسعتْ رقعة انتشار الزّجل في لبنان وخارجه، فقد خصّص مديرها ألبير أديب قسماً خاصّاً للغناء البلديّ (١٩٣٨)، وأوكل إدارته إلى الشاعر وليم صعب الذي منع «الغزليّات المائعة والنّواح والأنين وكل ما يمس بالأخلاق»9، ونظّم مسابقاتٍ شهريّةً وفتح مجالاً للحفلات المنبريّة في سبيل تشجيع الشعراء الشعبيّين.

لبننة الزّجل

توالت القرارات التنظيميّة لرفد الإذاعة بالإنتاج الغنائيّ المبنيّ على «الزّجل باللغة اللبنانيّة الدّارجة»، ومنها المذكّرة الإداريّة رقم ١١ / ٤٧ التي عمّمها المدير الفنّيّ للإذاعات العربيّة في راديو الشرق جورج فرح10 في 25 حزيران / يونيو ١٩٤٤: «يُرجى من جميع الملحّنين في إذاعة «راديو الشّرق» وخارجها أن يمتنعوا بتاتاً عن تلحين جميع الأغاني الزجليّة المعروفة باللغة المصريّة - بل المطلوب منهم جميعاً أن يلحّنوا من الآن وصاعداً الأغاني الزجليّة المعروفة باللغة اللبنانيّة الدارجة. ويمكنهم اختيار هذه الأغاني اللبنانيّة من نظْم الشّعراء اللبنانيّين أمثال: إميل مبارك، أسعد سابا، أسعد السّبْعلي، فؤاد قرداحي، كميل خليفة، وليم صعب، وغيرهم من شعراء الزجل اللبنانيّ». أصبح راديو الشرق الإذاعة اللبنانيّة الرسميّة بعد ثلاث سنوات من نَيل لبنان استقلاله. وقدْ دارت النّقاشات حول هويّة الأغنية اللبنانيّة وكيفيّة الارتقاء بها نصّاً، ولحناً وغناءً. وكان لعمر الزعنّي دورٌ مؤثّرٌ في «قضيّة النّصوص» كما سمّاها توفيق الباشا حيث إنّ «الزجل المنبريّ لا يتماشى مع الأغنية، فقام بتوجيه (الشعراء الشباب) نحو الأغنية وأعطاهم القالب والطريقة، لأنّه رأى لديهم شاعريّةً يمكن الاستفادة منها في الأغنية»11. ويعبّر الزعنّي عن طموحه وخَيبته في آنٍ واحد في مقالةٍ نشرها في مجلّة الإذاعة في ١٠ آب / أغسطس ١٩٤٧: «أريد أن أسمع من المحطّة اللبنانيّة صوتَ لبنان قبل كلّ صوت... ويؤلمني أنّنا لم نُحسن إسماعه جيّداً إلى النّاس كما تمكّن من إسماعه بعض فنّانينا خارج لبنان كنور الهدى وصباح وبيضا وسلمان».

فنٌ مشغولٌ بواقعيّة اللحظة الراهنة

تمثّل نصوص عمر الزعنّي في هذا المشهد سجلّاً للأحداث والتحّولات الحاضرة بحسب النّاقدة خالدة سعيد، يفترق عمّا كان يقوله أهل الزّجل ويكتبه أدباء الجبل حنيناً إلى قريةٍ في طريقها إلى الزوال «شعراً يتداخل بحسٍّ وطنيّ سياسيّ»12. هو انشغالٌ بواقعيّةِ اللحظة الحاضرة بدلاً من رومانسيّة استرجاع الماضي يتطلّب «وعياً خاصّاً ومميّزاً لفهم دور الأدب والأديب، وجهداً واضحاً وجريئاً على مستوى التقنيّة الفنّيّة»13 ارتبط فنّ الزعنّي بالأغنية والأداء المسرحيّ المتْقن فجمَعَ بين الغناء والتمثيل في النّوادي والمسارح والصالونات الأدبيّة، والأسطوانات، والإذاعة، ولاحقاً التلفزيون. اتّسم هذا الوعي بمنحىً أخلاقيّ رسَمَ ملامح التعبير الفنّيّ في تلك المرحلة ونقْدٍ اجتماعيٍّ وسياسيّ للنّظام القائم ممزوجٍ بحسٍّ فكاهيّ هادفٍ يتنقّل بين المرَح والسخرية والمضحِك المبكي. وقد اختار الزعنّي ثوب «اللهجة (البيروتيّة المحلّيّة) الوسيطة بين الفصحى والعامّيّة»14 الذي انتشر قبل تأسيس خطاب هويّته التي تمحورتْ حول «الخصوصيّة اللبنانيّة» وعلاقة الإنسان مع الطبيعة والأرض منذ الخمسينيّات مع انطلاقة الليالي اللبنانيّة في مهرجانات بعلبك الدوليّة حتى زمن الحرب الأهليّة. ولبّى بذلك «شروط البلاغة في المعنى والفصاحة في التركيب»15 عن هذه الجنّة الخراب - وطنِنا، والعروس النّائحة - حياتنا، والغانية المهجورة - عامّيّتنا، والشجرة الشرقيّة الغربيّة - ثقافتنا كما كتَبَ عمر فاخوري في مقالة مبكّرة تعود إلى العام ١٩٢٤. ورسم الصور الكاركاتوريّة بالكلمات وازدواج المعاني مستعيناً بالرّموز والأمثال الشعبيّة والمفردات والتّعابير التي كان يقطفها من أحاديث النّاس وتناقضات الحياة اليوميّة وإيقاعاتها لتقود إلى «خلاصات مفاجئة تشكّل عنصراً هامّاً من عناصر تكوّن الصورة»16 في نصوصه. وقد تأثّر بأعمال سيّد درويش وفنّ المونولوغ17 المصريّ والشانسونيه الفرنسيّ وكانت ألحانُه الخالية من المقامات الشرقيّة في مجملها وسيلةً لإيصال المعنى مباشرةً إلى الوجدان الشعبيّ والنّخَب الاجتماعيّة في آن. كما أثّر في مجموعةٍ من أعلام تلك المرحلة ومنهم سامي الصيداوي، ولور دكّاش، وفيروز ماميش، وإيليّا بيضا، وعبد القادر التنّير. ساعدَه في الموسيقى في بداية مسيرته الأخَوان فليفل، وكميل شامبير من حلب، ولاحقاً توفيق الباشا الذي عمل مع فرقة العازفين التي رافقت الزعنّي في حفلاته الصيفيّة في الفنادق الجبليّة كالجبيلي وطانيوس في عاليه، وصوفر الكبير، والإمباسادور في بحمدون، وفندق قاصوف في ضهور الشوير18. وتناولتْ أعماله مظاهر أَوْربة الحياة البيروتيّة، والتّفاوت بين الطبقات الاجتماعيّة، ونهضة المرأة (قصيدة «لا تحرموها»)، كما ناهض الانتداب وتدهور الاقتصاد والفساد (قصيدة «الطقس جميل» و«ضيعانك يا بيروت»). وأغضبت أولى أغنياته «حاسب يا فرنك» الفرنسيّين وأدّت إلى عزله من وظيفته الحكوميّة وطرده من الكلّيّة اليسوعيّة قبل استكمال دراسته في الحقوق. يصف الزعنّي واقع حاله وشعوره بالظلم في قصيدة حردان: «من وظيفتي فصلوني / من معاشي حرموني / من حفلاتي منعوني / ربع ساعة في الإذاعة / يا جماعة، ما عطيوني / وبتقولوا لي، ليش حردان؟ / اللي بيطبّل أو اللي بيطنطن / صفّى مغنّي، صفّى ملحّن / ولولا منّي، لولا فنّي / مين بيغنّي، مين بيلحّن / في سوريا، وفي لبنان؟».

السجن زمن الاستقلال

وأتى زمن الاستقلال، وهلّل له الزعنّي. كتب عن الجلاء ودعا إلى دعم الرئيس بشارة الخوري ومن ثَمّ الرئيس كميل شمعون. وأُتّهم بأنّه انقلب من ناقدٍ لاذعٍ الى مدّاح متطرّفٍ19، لكنّه ما لبث أن اصطدم بخيبات الواقع الجديد وبأداء النّخَب المحلّيّة، فكلّ «البرامج فاسدة» و«الفوضى قايمة قاعدة»20. راح ينتقد الرّئيس مباشرةً بدايةً منتقلاً إلى هجاء الإدارة الوطنيّة وَمواسم الانتخابات والرشوة والمحتكرين بعدما سُجن في العام ١٩٥٠ بسبب قصيدة «جدّد له ولا تفزع»، فكتب يقارن بمرارةٍ بين زمنين: «على أيّام الانتداب / عهد الظّلم والإرهاب / ما كنت خاف ولا هاب / لا حكومة ولا نوّاب / أمّا اليوم ألف حساب / صرت إحسب للأذناب». انتقل إلى العمل في إذاعة الشرق الأدنى مبتعداً عن السياسة، ذلك لأنّ «لها مجالاً غير مجال الإذاعات في الحفلات العامّة»21. وكانت هذه الإذاعة التي أسّستْها الحكومة البريطانيّة بداية الأربعينيّات من القرن الماضي في يافا قد اتّخذتْ لها استوديوهات للإنتاج في بيروت عام ١٩٥٢، وكان مديرها الفنّيّ صبري الشريف22. وساهم بنظم الأغاني ومقدّمات البرامج والإعلانات، كما اشترك في برامج المنوّعات مثل «مفتاح السَّعد»، و«انسَ همومك»، و«استعراض أهل الفنّ»، و«غزل البنات» إلى جانب نجيب حنكش وشامل ومرعي ومطربين وشعراء، وتولّى إخراجها عبد المجيد أبو لبن وقاد الفرقة الموسيقيّة توفيق الباشا. عبّر الزعنّي في إحدى مقابلاته عن تغيّر الذّائقة العامّة في منتصف الخمسينيّات بعدما انحسرتْ حفلاته في مواسم الاصطياف وأغلقتْ بعض منصّاتها البيروتيّة أبوابها مثل الكريستال والأوبرا: «لمين بدّي غنّي ولمين أعرض فنّي؟ يلّلي بيفهموني من أهل بلادي كتار، بس للأسف ما في معهم فلوس (...) ويللي معهم فلوس مقسومين إلى قسمين، قسم بيحبّ الغناء الفرنجيّ وهم أكابر بلدنا، وقسم بيحبّ الرقص الشرقي، والاثنين ما بيفهموني. إذا غنّيت مع الحكومة، ما حدا بيرضى عنّي، إذا غنّيت ضدّ الحكومة، الحكومة بتحبسني وما لقيت حدا يدافع عنّي»23. انتقل الزعنّي إلى التلفزيون بعد عام من افتتاحه وقدّم في أواخر أيّامه برنامجاً بعنوان «ألوان من لبنان» بالاشتراك مع الشعراء أسعد سابا وأسعد السبعلي وعبد الجليل وهبي. تطرّق البرنامج إلى المواضيع الاجتماعيّة وقدّم فيه الزعنّي إحدى أشهر السجالات الشعريّة مع أسعد سابا حول الجبل والمدينة. رحل شاعر الشعب في شباط / فبراير 1961 جرّاء إصابته بنوبة قلبيّة حادّة. كتب توفيق يوسف عوّاد في رثائه: «على أنّ ما يجهله النّاس أنّ الرجل الضّاحك الذي كان يُشيع البهجة في نفوسهم كان يُخفي وراء ضحكه نفْساً تقطر دماً، ليست نفْس شاعر الشعب، بل نفس الشاعر وحسب»24.

الدنيا قايمة والشعب غافل

الدنيا قايمة والشعب غافل

راحت بلادكم ما حد سائل

الحقّ عليكم والّا عا مين؟

شوفوا البلايا شوفوا الرزايا

والشعب قايم على الملاية

نسيوا الحماية نسيوا الوصاية

ما حدا فاهم إيه الحكاية

والطاسة ضايعة يا مصلحين

عيونكم نايمه يا رجال غليظه

ودمّي فاير زيّ الكازوزة

قمتوا عا حيلكم على العنطوزة

وهمّتكم رخوة زيّ البالوظة

بتبيعوا الاوطان بسلّة تِين

منكم ومنّا ظهرت شناعة

زدنا خلاعه زدتوا فظاعة

على المسكينة فرْجوا الشجاعة

فرجونا حالكم يا أهل البراعة

في حفظ بلادكم يا مدّعين

العيب ما هو شي عاللي لابسه

الكعب العالي وكمان الكورسه

العيب على اللي اطباعه شرسه

العيب على اللي اخلاقه نحسه

وعامل لي حاله إمام في الدين

إن كان في مرادكم تأدّبونا

لا تبهدلونا لا تعزّرونا

اخلاق بلادنا عليها ربّونا

إلى المدارس يللا ودّونا

الجهل يا ناس دا قلّة دين

كلّ البليّة من الأجانب

افتروا علينا زيّ الثعالب

بيفرقونا شوفوا المصايب

بيعلّمونا كلّ المعايب

قوموا عليهم يا مصلحين

(١٩١٨)

 

يا طالعة يا نازلة

يا طالعة يا نازلة 25

يا بنت عمّي صالحة

أحوالنا اليوم واقفة

والدّنيا غليانة

البورصة زادتنا

مية بلّة في الطّينة

أحوالنا بتبكّي

لا منحكي ولا منشْكي

وشبابنا مشغولة

في البيرة والويسكي

ما شاطرين غير نسهر

في المرصد ونسكر

نسواننا وأطفالنا

من جوعها بتتْمرمر

ما شاطرين غير نحنا

العالم ونحنا،

يا جماعة شو نحنا؟

العالم بيزيحنا

ما شاطرين غير نحكي

ونعيّط مين يحمينا

الكلمة بتاخدنا

والثانية بتجيبنا

فين كنّا، وفين صرنا

الجهل اللي قاتلنا

شو إلنا غير ديننا

بالدّنيا شو بقي لنا

المغراية دقْناها

الحكاية عرفناها

ما كنّا نتربّى

ولسّانا مننساها

آمالنا اللي باقية

وأيّامنا اللي فاضلة

ما هي إلّا بورصة

يا طالعة يا نازلة

(١٩٢٠)

 

صندوق الفُرجة

شوف تفرج آه يا سلام

شوف أحوالك بالتّمام

شوف قدّامك عجايب

شوف قدّامك غرايب

يا حبيبي لو بتشوف

شوف أحوالك عالمكشوف

شوف جبال وشوف وديان

سوريا وجبل لبنان

كانت قطعة من الجنان

أمّا اليوم يا حسرة

الأرض حفرة نفرة

ما فيها عشبة خضرة

يا حفيظ ويا أمين

من غدرات الزّمان

الفلّاح شلح التّبّان

وعاف السّكة والفدّان

وراح تعيّن عند فلان

مغرور بحبّ الألقاب

وما حاسب للغزل حساب

كان سلطان وصار بوّاب

يا حفيظ ويا أمين...

من غدرات الزّمان...

صار مأمور ماله صوت

عايش من قلّة الموت

شحّاد لابس ردنجوت

عرق جبينك بيفيدك

وعزّة نفسك بتريدك

وأشرف من مَدّة إيدك...

يا حفيظ ويا أمين...

بتركض بتركض عالتّسعة

بتشدّ وبتكدّ وبتسعى

بينوبك واحد من تسعة

العصفور بيتسلّى

يسرح بيرمح بيتفلّى

والصّباد بيتقلّى

يا حفيظ ويا أمين...

بعشرة فول وبخمسة زيت

كنت تعشّي أهل البيت

أمّا هالأيام يا ريت

ليرة واتنين ما بيكفيك

يا محْلا يوم المتليك

والسّحتوت ونحاسه ديك

يا حفيظ ويا أمين...

شوف النّاس عمّا تبكي

واللي ما بيبكي بيشكي

واللي ما بيشكي بيحكي

مرضك منّك لا تخفيه

وان كنّك شاطر داويه

دود الخلّ منه وفيه

يا حفيظ ويا أمين...

كلّها يوم يومين بتهون

وبيطلع ورق اللّيمون

وبسقيك بالوعد يا كمّون

بين ما تطلع هالاوراق

ويجي التّرياق من العراق

بيكون العليل فارق

يا حفيظ ويا أمين...

شوف ملوك بني عثمان

كانوا ملوك على الزّمان

وناموا عامخدّة أمان

علّوا ناس وطّوا ناس

وطرفهم عمره ما انداس

كانوا ملوك وصاروا ناس

يا حفيظ ويا أمين...

والدّنيا صندوق فرجة

لا تغرّك منها البهجة

من يوم ما خلقت عوجة

لا تبكي عليها وتنوح

ما بتحرز ما فيها روح

تفرج في عينيك وروح

(١٩٢٤)

 

البرنيطة

ما بدها عيطة ولا بدها شيطة

وقع المقدّر ولبسنا البرنيطة 26

قبل بعشر سنين كنّا فلّاحين

كنّا مرتاحين قبل البرنيطة

يا ما تمدّنّا، يا ما تقدّمنا

يا ما تعلّمنا بعد البرنيطة

العين بتبكي والقلب بيشكي

ومين قادر يحكي، غير البرنيطة

سلّمها لألله، ومشّيها يا لله

ما في غير الله، فوق البرنيطة

ما منها نوا، حتى نعيش سوا

ونسمة هوا بتطير البرنيطة

(١٩٢٨)

 

بلا عصبة

بلا عصبة لا مجمع

كل واحد إلو مطمع

والحق بإيد القوّة

والقوّة ببُوز المدفع

كل واحد إلو غاية

وعامل المَجمع برداية

كلّهم بالوشّ مراية

وبالقَفا الله أعلم

لا تغترّ بالظواهر

العبرة للسراير

كلّ واحد صالي وناطر

وفاتح تُمّه تا يبلع

كلّهم صافيين النيّة

ومن عشّاق الحرّيّة

لمّا ضعفت تركيا

عملولها عمليّة

جرحوها بالسكّين

واحد سكن فلسطين

أرض النّفط والبنزين

وواحد في بلادنا تربّع

والثالث قال كان نايم

لمّا قسّموا الغنايم

ستّعشر سنة صايم

وفضل ساكت حتى جاع

لمّا جاع فار دمّو

مدّ إيده فتح تمّو

عمرت خربت ما همّه

وعن أفكاره ما بيرجع

هدّدوه ما تأبّى

قاطعوه ما تربّى

قامت عليه أوروبا

وفرضوا عليه العقوبات

مع هيدا وكلّه ما انهز

لا أثّر فيه ولا اهتزّ

أخد الحبشة وصار يفزّ

ويهدّد الكون أجمع...

 

اختلط الحابل بالنابل

اختلط الحابل بالنابل

تساوى العالِم بالجاهل

صعب كتير بقى تفرّق

بين العالي والسّافل

العتّال27 حامل باستون

والشوفير فاتح بانسيون

والكرسون والمارمطون

آخر الليل بالكاريون

سبقوا سرسق مع فرعون

صعب كثير بقى تفرّق

بين البيك والكرسون

شوف ماريكا شوف جانيت

شوف حبوبة وهنرييت

موضة واحدة وتواليت

مّرمغين عالرّملات

صعب كثير بقى تفرّق

بنت الهوى وبنت البيت

شوف أدمون شوف ميشيل

شوف ماريكا شوف راشيل

راكبين أوتو وسايقين خيل

صعب كثير بقى تفرّق

بين الشاب والمزمازيل

(١٩٣٠)

 

لو كنت حصان

لو كنت مثل سلطان

والا هدبان كان فضلي بان

لو كنت حصان مثل عدنان

والا سرحان كان نسلي انصان

لو كنت حصان في هالأيام

كان لي خدّام ورا وقدّام

مثل الحكّام وأحسن بزمان

لو كنت حصان شو عابالي

أبو زيد خالي راسي عالي

من الهمّ خالي عايش سلطان

لو كنت حصان كان من بختي

اهتمّوا بصحّتي فرشوا تختي

فوقي وتحتي ورد وريحان

لو كنت حصان في بيت سرسق

باكل فستق، باكل بندق

ما كنت بسرق زيّ الزعران

لو كنت حصان في بيت فرعون

كان لي بنسيون عشرين كرسون

ما كان بالكون مثلي إنسان

لو كنت حصان الشرقاوي

والصقلاوي والدنكلاوي

كنت بساوي ألف أمّ حصان

لو كنت حصان في بيت بيهم

بعيش بفيّهم أو في حيّهم

باكل زيّهم أشكال ألوان

لو كنت حصان وحصان عيّان

أهل الإحسان والأميركان

جابو لي كان دكتور «دبران»

من سوء حظّي مخلوق إنسان

في جبل لبنان ذليل مهان

جوعان هفيان حافي عريان

(١٩٣٠)

 

تعا ودع

تعا ودّع هي أكلة والوداع

الشّرف عطاك عمره

والحيا انتهى أمره

والوفا اختفى إتره

أما الدّين باقي قشره

الكذاب ماشي حاله

والخاين يا نيّاله

ما عاد يستحي بحاله

الحيا شدّ رحاله

الكرم سكّر بابه

والمعروف صفّى حسابه

والعدل في عزّ شبابه

مات وماتت أربابه

الخواطر مكسورة

والنفوس مقهورة

والمعابد مهجورة

والصّلاه فيها صورة

الغني صار قَمارجي

وابن العيلة خمرجي

وابن الأمرا عربنجي

والعزّ اللي راح ما بيجي

الوجيه أبو الوجهيَن

بيلعب دوره هالحبليَن

مع إنه بأربع دينين

حارق دين الأخضريَن

السّما استغنت عنّا

والأرض ضجرت منّا

مبارح هزّت جيراننا

خايف بكرة يجي دورنا

(١٩٣٠)

 

يا مال الشام يا عوجة

يا مال الشام يا عوجة 28

من أصلك عوجة يا عوجة

الدّنيا عوجة يا عوجة

أولاد الحرام أحبابك

والأرذال أصحابك

آكلين شاربين على بابك

بتيجي من تحت «الفرش»

رأساً دوغري فوق العرش

ولِك إخص عليك وعلى أصلك

من أصلك عوجة يا عوجة

ياما في الدّنيا رجال

ما ناقصهم إلا جلال

عايشين في العزّ والإجلال

فين إنصافك فين عدلك

آه يا دنيا الله يذلّك

العالم بايت جوعان

والجاهل فاتك شبعان

والرّزقة رايحة ضيعان

بتطعمي ناس وبتحرم ناس

ما بتكرّم إلّا الأنجاس

بنات ملوك بينذلّوا

عافراش الموت بيتقلوا

والنّاس عنهم بيتخلّوا

واللي ما بيسوى خبره

صاير حاكم بأمره...

(١٩٣٠)

 

السينما

- يا سلام يا سلام الناس بتنغل نغل، متل قفير النّحل، الإيد عالإيد والرجل عالرجل يعني لو ترمي حزمة دبابيس ما بينزل منها دبّوس، لا عالرّصيف ولا عالوحل، يعني الصّحيح، يللي ما شاف يجي ويشوف، الرايحين والجايين، والفايتين والضّاهرين، بالميات والألوف، وأسعارها أضرب وأطرح.

- معلوم، ما تقول إلا قيامة وقايمة وحركة دايمة.

- شي عجيب، ما حدن شاف أبداً، قدّيش النّاس بخلا، وقدّيش هن عالسّينما كرما.

- معلوم، صارت السينما من دمهم، وما عاد في شي بيهمّهم، صاروا يعزّو اللّقمة عن تمهم، حتّى يروحوا على السّينما، لذلك، ما عاد في شي ماشي غير السّينما والرّقص والفقش وباللو البيجاما.

ما في شي ماشي غير السّينما

والرّقص والفقش وباللو البيجاما

ما عاد في شي إلو معنى

إن كان تمثيل والّا مغنى

المسرح مات والمغنى مات

صبّت عالفن كلّ الويلات

عبد الوهّاب

كان نجمة غاب

عالمغنى تاب

لولا السّينما

صار فين ما مشيت باللّيل بالنهار

بتشوف سينما على جنبه بار

بتشوف النّاس طفّات طفّات

كلّ الأجناس كلّ الماركات

رايحين جايين

فايتين ضاهرين

كلّهم هاجمين

على السّينما

السّينما بتعلّي ناس

من غير مبنى من غير أساس

رجال الفنّ من غير تقدير

قضّوا الحياة شقا وتعتير

وأمّ الغرّة

غنّت مرّة

وصارت درّة

وكوب سينما

الصّناعة والتّجارة

كلّها خسارة كلّها عزارة

ما عاد في كار عمّا يوفّي

كلّ الكارات رايحة تصفّي

عيطا حلس

شيطا فلس

ما حدا جلس

لولا السّينما

(١٩٣٦)

 

كله نضيف

كلّه نضيف، كله ظريف

كلّه مهفهف، كلّه نحيف

يا لطيف تتلطّف بالصّبايا

يا لطيف

هرج ومرج وسوق افرنج

وتكسيات بتكرج كرج

كلّه جديد كلّه خلنج

والأسواق متل الشّطرنج

نضيفة ظريفة زيّ التّلج

فيها الشبّان تتمايل

والبنات بتغنج غنج

قتل وضرب متل الحرب

والنّسوان على عرض الدّرب

ما في شي إسمه عيب

إيد البنت بإيد الشّب

بعلم الأم، وعلم الأب

غرقانين بين النّهرين

نهر ابراهيم ونهر الكلب

لوكندات وتياترات

عالصفّين خمّارات

الله يبارك بالبارات

والنّسوان عالترتوارات

مبودرات محمّرات

طول النهار أوادم

وطول اللّيل نطناطات

 

لا تحرموها

لا تحرموها، لا تحبسوها

افتحوا الأبواب

لا تعلّوا سورها،

لا تحرموها من الشّمس ونورها،

احسبوا لها حساب

خلّوها تسرح، خلّوها تمرح

ضمن الآداب،

لا الحبس بينفع، ولا السور بيمنع

عنها الأسباب

البنت الحرّة، بتمشي بين كرة

من غير حجاب

شرفها غالي، مقامها عالي

بين الشّباب

البنت اللّيها، سكّر عليها

كلّ الأبواب

بتعمل عملتها بواسطة جارتها

تحت السّرداب

 

يا سلام ملا حرب

يا سلام ملا حرب

ما في قتل ولا في ضرب

ما في هَمّ ولا في كرب

مين انضاق ومين جاع؟

ومين بات على الدّرب؟

يا سلام ملا حرب

العَمار قايم قاعد

والخَير كتران وزايد

كنز الصّادر والوارد

هالحرب كلّه فوايد

كلّ واحد منّا رايد

تدوم عليه نعم الحرب

البرّ والبحر مفتوح

بوابير عم تجي وتروح

والسفر برضه مسموح

علم العزّ عمّ يلوح

والشّعب صدره مشروح

ما حاسس أبداً بالحرب

البلاد عمرانة

والتّجارة ربحانة

والجيوب مليانة

والقلوب فرحانة

مين حامل همّ الحرب؟

النّسوان بتتمخطر

والشبان بتتعتر

ليل نهار بتتفكّر

بتشرب وسكي وبتِسكر

لولا الظباط والعسكر

ما كان باين هيئة حرب

كيف ما كان في بُروغرام

في تنظيم، في انتظام

في إجلال في إكرام

في تعظيم في احترام

للقانون والنظام

شي ما انشاف قبل الحرب

كيف ما كان في إصلاح

في جوّ رايق وبال مرتاح

في أشغال، وفي أرباح

في نَجاح، وفي فلاح

ما شفناهم لولا الحرب

نيّال قلبك يا لبنان

بَرّك وبَحرك في أمان

أمّ مثلثة الألوان

رمز الحبّ والحنان

حامية بلادك من زمان

قبل الحرب وبعد الحرب

 

نايلون

وَيلن للنّاس وَيلن

من شرّ بلاد النايلون

صار وين ما مشيت

أو رحت وجيت

مشمّع، كبابيت،

كرتون، وشِيت،

ودمّ العفريت

نايلون

على كلّ فاترين

بخطّ تخين

حرير بوبلين

وكريب دوشين

وسخام الطين

نايلون

في كلّ ضيعة

في كل صنعة

في كل بيعة

كل شي سلعة

البضاعة خسعة

نايلون

ساكوش السّت

كلسات البنت

كلّ شي بيحت

كلّ شي بيفت

وبياكله العتّ

نايلون

طابات ومشاط

كمر وقشاط

لاسيتك مطاط

ما في نشاط

هوا عابلاط

نايلون

كل شي عتيق

كلّ الحراطيق

كلّ شي تقريق

جوا الصناديق

كلّه خوازيق

نايلون

كلّ مأكولك

كل مشروبك

كل ملبوسك

من طربوشك

لبابوجك

نايلون

المجلّات

بالات بالات

والسّخافات

والدّعايات

حتى الويلات

نايلون

ما خلّى باب

دفتر وكتاب

شُعرا وكتّاب

عاملين حساب

يبعت نوّاب

نايلون

(١٩٤٠)

 

الكرسي

ما حدا بيعمل إحسان

غير للجاه والإعلان

وإن قدّم خدمة خفيفة

بكون طمعان بنيشان

يا موعود بوظيفة

مين بيدعي وبصلّي

وما بيطلب الغفران؟!

والدليل والبرهان

ما حدا اهتمّ بمشروع

إلا وقال يا ربّ نفسي،

وكل غايته من الموضوع

إنه يوصل للكرسي

قَطيعة تقطع هالكرسي

الكرسي سرّ الأسرار

أقوى من سحر السحّار

هو الطمع للأنظار

هو الميزان والمعيار

وركوبه ركوب الأخطار

ونعيمه جحيم ونار

وللصبية كبار وصغار

واقعين بحبّ الكرسي

أكبر ناسك لو جابوه

عالكرسي بينسى أصحابه

بينسى أهله وأحبابه

وأبوه لو بقصد بابه

ما بيلاقي عير حجّابه

مين رح يوصل أعتابه

مين بيحضى بجنابه

ما دام راكب هالكرسي

الكرسي معشوق فتّان

بيشيّب عقل الإنسان

بيفرّق بين الإخوان

بيوطّي مين كان له شان

وبيعلي قدر الهفيان

بيزغزغ النيّة والوجدان

وأهل الدِين والإيمان

بيفسدهم حبّ الكرسي

قطيعة تقطع هالكرسي

(١٩٤٤)

 

بالمقلوب

كلّ شي صاير بالمقلوب

على هالحال يا صبر أيوب

شوف الدّنيا وأحوالها

البنت بتخطب لحالها

وبدال ما الشّب يسعى لها

ويترجّى أبوها وخالها

هي بتعرض راسمالها

بتضحّي حالها ومالها

وبتدفع لعريسها دهوب

شوف الحال كيف صاير

النسوان الحراير

تتوظّف في الدواير

والشّبّ الجدع الشاطر

عايش بطّال وداير

ليل ونهار حاير باير

من همه طافش عالدروب

شوف الدّنيا والزّمان

العالم فيها منهان

والسّافل له قدر وشان

والجاهل شبعان رويان

والعالم جوعان هفيان

مشلوح بزوايا النّسيان

متل الشّمعة عمّا يدوب

شوف الحقيقة المُرّة

آدم حقّه يتعرّى

من تَوبه جوّا وبّرة

وحوّا اللي كلها عَورة

كان الأولى والأحرى

تتستّر أجمل سترة

من راسها حتّى الكرعوب

نادر حتّى تشوف واحد

صاحب منصب أو وارد

بيعمل ناسك أو عابد

وبيذكر الله الواحد

ما منشوف في المعابد

في الخلوات والمساجد

إلا الدّرويش والمجدوب

(١٩٤٥)

 

النوفوريش

كان جلبوط وأشلاميش

صار له لحم، وصار له ريش

جمع المال بالحِيل

وبنى قصور بالعَجل

في البلد والجبل

واجا يندس بالعِيل

ويخفي عيوبه والعلل

بالهدايا وبالبخشيش

لمّا فاض رسماله

اضطربت أحواله

وانقلبت أشكاله

غيّر بدّل شرواله

من جوّا على حاله

ومن برّا على الريش

ريّش عا أهون سبب

ما في علم ولا أدب

ولا في حسب ولا نسب

سعدان وما له دَنَب

جلده محشي بالدّهب

ومش عارف كيف يعيش

(١٩٤٦)

 

حاسب يا فرنك

حاسب يا فرنك، يا فرنك حاسب

فهّمنا فين بعدك ساحب

ما خلّيت لا مُحبّ ولا صاحب

أهلك جفوك والأجانب:

فرحانين، شمتانين

ناويين محوك، ما بناسب

يا فرنك، دخلك حاسب

حاسب يا فرنك وشوف بقى شو

وراك

تسعين مليون رايحين في هواك

ما عاد إلهم معين سواك

عايفين سماهم دخيل سماك

طفرانين حيرانين

طالبين عفوك ورضاك

يا فرنك، دخلك حاسب

حاسب يا فرنك وشدّ فرامك

شوف المارك والكرون قدّامك

من لطفك أو من إنعامك

ترحمنا نحنا بغرامك

مجبورين، محرومين

طالبين عفوك وإحسانك

يا فرنك، دخلك حاسب

حاسب يا فرنك وخدلك دورة

بتطلع سَنتي بتنزل عشرة

مش كل مرّة بتسلم الجرّة

الله يجيرك من هالمرّة

قولوا آمين، يا سامعين، يا مفلسين

العيشة بعدك مرّة

يا فرنك، دخلك حاسب

حاسب يا فرنك الله يخليك

ويرفع مقامك ويعلّيك

ويهديك بقى على مين يهدّيك

قبل ما نفلّس يا شريك

طفرانين، عدمانين

أرواحنا مربوطة فيك،

يا فرنك دخلك حاسب.

 

الاحتكار

كل شي صار احتكار

المي والنور والنار

احتكار باحتكار

التنباك والدخان

مزروعات الأوطان

لا محصول الألمان

ولا منتوج اليابان

ما منحكم على زرعه

ولا منشرف على بيعه

حتى بمالنا مش أحرار

وما منحكم على الميّ

لا عالشمس ولا عالفيّ

كل شي نافع كل شي حي

طار من إيدنا شوي شوي

 

السياسة

السّياسة ما إلها دين

وبتتمايل شمال يمين

هي سِرّ الكذابين

هي روح الظالمين

يوم عازتهم بييجونا

على روسهم بيحطّونا

لوز وسكّر بيطعْمونا

لبعد العازة بيهملونا

وسط السّكّة بيقطعونا

بيبيعونا بيشترونا

قال مباديهم شريفة

قال نواياهم عفيفة

للمالك الضعيفة

كل دعاويهم سخيفة

كل نواياهم مخيفة

والمعاملة اللّطيفة

في سوريا أو فلسطين

كله تجليط ودعاية

كل دولة وإلها غاية

كلهم بالوِش مراية

وفي الزّوايا في خبايا

وفي الخبايا سوء نوايا

في بلايا في رزايا

في خوازيق وأسافين

(١٩٤٦)

 

في كل ضيعة قديسة

في كلّ ضيعة قدّيسة

فيها جامع وكنيسة

بدنا مين يخلّصنا

من هالحالة التّعيسة

السن بيضحك للسنّ

والقلب جوّا ما بيحنّ

والمشاكل ما بتكنّ

شو هالأمّة التّعيسة

بالظّاهر كلنا إخوان

بالباطن أشكال ألوان

منتظاهر بحب الأوطان

تحت ستار الدسيسة

عالعالي بدنا استقلال

عالواطي جيش احتلال

يا ضيعان هيك رجال

وهالنفوس الحبيسة

في الجرايد منهلّل

في المعابد منعلعل

في كل مشكل منْدخّل

محمد وموسى وعيسى

وعلّتنا منا وفينا

واللي فينا بيكفينا

بدنا مين يشفينا

من الأمراض الخبيثة

(١٩٤٧)

 

بدنا وبدنا

بدنا وبدنا وما بدنا

ومش عارفين شو بدنا

بدنا وبدنا وما بدنا

وما طالع شي بِيدنا

بس اللي ما فينا ليه

بدنا منّه وتفو عليه

يوم منِكرَه يوم منحبّ

يوم منمدح يوم مِنسبّ

يوم منسكت يوم منهِبّ

بس اللي ما فينا ليه

بدنا منه وتفو عليه

يوم منمدح الريّس

ومنقول عال وكويّس

وبكرة منرجع منوسوس

ومنطلب حلّ المجلس

بس اللي

في الجرايد منهلل

في المعابد منعلعل

منخطّب ومنكلّل

وبكرة منرجع منبطّل

بس اللي

يوم طربوش يوم برنيطة

يوم زمور يوم ترمبيطة

يوم منمشي مع عيطة

يوم منشد مع شيطة

بس اللي

ما في خطّة مرسومة

ولا في وجهة معلومة

ولا غاية مفهومة

كلّ أعمالنا ملغومة

بس اللي...

(١٩٤٧)

 

يا ريت في تلفونات

- معك حقّ يا أبو محمود، صحيح هالزّمن، زمن مكنات، زمن آلات، وزمن ويلات. يا لطيف قدّيش صار في تسهيلات ومواصلات لجميع الجهات.

- صحيح صار في مواصلات لجميع الجهات، بس انقطعت بين الأرض والسماوات.

- كيف يعني؟ عمره ما كان في مواصلات بين الأرض والسماوات.

- مسكين عقلك، كان في مواصلات روحانية، أما اليوم، ما عاد في شي روحاني، ولا عاد في شي ربّاني، كلّه برنيش برّاني، والدّيانة صيصاني، وكل واحد صالي للتّاني، والحياة دكّات برعبات.

- شو بدّك أنظم من هيك حياة، وأعظم من هيك تسهيلات، في البيوت صار في غسّالات، دفّايات، برّادات، سخّانات، كنّاسات، جلّايات.

- صحيح، صحيح، بس يا ريت في تلفونات، بين الأرض والسّماوات، حتى نحكي، حتى نشكي، بلكي بتخف الضربات.

(موسيقى وغناء)

ما عاد في غير آلات

ولا عاد في غير مكنات

كيف ما مِشْيِت سينمايات

في القهاوي وفي الصالات

في الدكاكين راديوهات

يا ريت في تلفونات

بين الأرض والسماوات

حتى نحكي، حتى نشكي

بلكي بتخفّ الضربات

أهل الأرض ما بتقنع

لا بترحم ولا بتشفع

والنصيحة ما بتنفع

والكلام للمدفع

للقنابل والغازات

ناص النّور وانطفى

وتعوكر نهر الصفا

وقلّ الخير والوفى

والوجدان والوفا

والإنصاف في الدّنيا مات

لا تغترّ بالعهود

لا تنغشّ بالوعود

كل شي تغيّر بالوجود

والكلام للبارود

أمّا الباقي سخافات

الحديد والبولاد

والبِنزين أعظم زاد

واللي عليه الاعتماد

في الكفاح والجهاد

طيارات ودبّابات.

والأنكى من هيك، إن

كلّ الكتب السماوية

والتعاليم الدينيّة،

بتحبّب الإنسان بالإنسان

وبتبشّر بالشّفقة والإحسان،

وللأسف، في الحياة

الدّنيويّة الإنسان عدوّ

الإنسان.

(١٩٥٣)

 

من إيد هالك

انسدّت كل الممالك بوشّ الفلاح

كلّ دروبنا مهالك كيف ممكن نرتاح

يا بلادي كلّ أموالك رسمال وأرباح

رايحة ديون وهوالك وموسم تفّاح

من إيد هالك لمالك لقبّاض الارواح

فوضى وقايمة حالتنا ومن أسوأ ما يكون

ربطنا بحبلة رقبتنا كرمال كم مليون

هَوَا عابلاط فرحتنا يا رغوة صابون

رايحة خسارة غلّتنا ومشروع الإصلاح

من إيد هالك لمالك لقبّاض الارواح

خربنا جوّا وبرّا زعلنا مع الكل

طلعنا زميط بالمرّة عم نشكي ونِعلّ

النحس عنا مرة، ما استنضف يحل

حلوتنا صفت مرّة وموسم السواح

من إيد هالك لمالك لقبّاض الارواح

كل مرّة منقول بكرة، بكرة بيهدا النّو

وبتصفى الميّ العكرة بروق معنا الجو

ما صحّت معنا فكرة ولا شعشع الضّو

برضه غلطنا عالخطرة وسلّمنا المفتاح

من إيد هالك لمالك لقبّاض الارواح

(١٩٥٨)

 

شي بيحير

شي بيحيّر، شي بيطفّر

شي بيكفّر، شي بشيل الدّين

منعمّر، منتمّر، وطفرانين

منصيّف، ومنكيّف، ومديونين

مناكل حاف، وبلا لحاف، ومبودرين

منِتأمبر، منِتشنتر، وجوعانين

منِتستّر، ومنِتبرّز، وعريانين

منركض ركض، منطوي الأرض

ومسبوقين

منِطبّل، ومنِزمّر، وحزنانين

منِعيّط، ومنِشيّط، وملجومين

راح المال، والرّسمال، ومبسوطين

حال وحال وما في حال وفرحانين

منفرح يوم منبكي دَوم وفرحانين

والمساس بضهر النّاس، وممنونين

عيشة خلط، وما في ضبط،

وكيف عايشين؟

 

بالفلوس كل شي في

في وفي ليش ما في

انبلى في

كيف ما في ياما في

بالفلوس كل شي في

في شوارع مرصوفة

وتاكسيّات مصفوفة

في بضائع مستوفة

ومستوردة ومكشوفة

ومشهورة وموصوفة

ومن هالنّمرة المعروفة

يا ما في يا ما في

في مخازن في واجهات

في قهاوي بمرايات

في ملاهي وحمّامات

وأوتيلات وبانسيونات

من هالنّمرة وهالماركات

يا ما في يا ما في

في معامل صناعة

في أوايل زراعة

في شطارة وبراعة

في وسايل خلاعة

وفي أفلام فظاعة

من هالنّمرة وهالبضاعة

يا ما في يا ما في

في فلاسفة ومحامين

في دكاترة ومهندسين

في صيادلة ممتازين

في أساتذة وفنّانين

ومكتشفين ومخترعين

من هالنّمرة يا معين

يا ما في يا ما في

 

على أيام الانتداب

على أيّام الانتداب

عهد الظّلم والإرهاب

ما كنت خاف ولا هاب

لا حكومة ولا نوّاب

أمّا اليوم ألف حساب

صرت إحسب للأذناب

على أيّام الأجانب

كنّا نشكي ونعاتب

كنّا نحتجّ ونطالب

أمّا اليوم أكبر كاتب

ما فيه يناغش ويداعب

لا وزير ولا نايب

حاربت بخصوص القمار والاستعمار

لمّا تمّ الانتصار، والمقدّر صار

عملوا أشرارهم أنصار

وسلاح وحشيش وقمار...

حاربت أكبر جنرال

أعظم قايد وماريشال

أكبر راس كنت طال

أمّا اليوم، البطّال

والعطّال صاروا أبطال

ما فيك تحاكي (العتّال)

بسكت بقولوا قابض

بحكي بقولوا معارض

لا مريض ولا متمارض

قاعد في بيتي ورابض

والمال بإيدي فايض

وعايش من علمي وفنّي...

(١٩٥٩)

 

معركة الساحل والجبل
أسعد سابا وعمر الزعني

تحدّى الشاعر أسعد سابا الزعنّي قائلاً: «إذا عملنا شي معركة أنا وإنت فيك تتحمّل؟».

أجاب عمر بلهجته البيروتيّة العريقة: معلوم. وهنا قال أسعد سابا:

أوعى يغرّك سكوتي

بتهزّ الصخر بيوتي

هاتِ الليلة شو عندك

يللي بتحكي بيروتي

عمر:

لو عندك بالضيعة توت

وكلامك كلّو مثبوت

ما كنت تركت الضّيعة

وجايي تسكن ببيروت

سابا:

ما بعطي بالشّعر سكوت

وأقوالي دروبا فوت

ببيروت شِعري بيعيش

وبالضّيعة شِعرك بيموت

عمر:

في الضّيعة وفي المدينة

أشعاري فرحة وزينة

بكلّ الدّنيا بقدر عيش

من أشعاري الثّمينة

سابا:

عالشّاطي ضلّك مرتاح

ما فيك تحلّق ما فيك

أشعارك ما إلها جناح

عراس التّلّة تودّيك!

عمر:

كلّ الدنيا بتنادي

باسمي والطّير الشادي

بفرد جناح عالتلة

وجناح بقلب الوادي

سابا:

حاجي تهجم عالتّلّي

مْقَصّر ما فيك تعلّي

المَزّيكا ما بتفيدك

بيتزيد الطّيني بلّي

عمر:

المزّيكا بِتعلّي الفنّ

بِتزيدو قَدْر وقيمة

والصوّان لان وحَنّ

من نغمتها الرّخيمة

سابا:

حاجي تعمل بولتيكا

وتغنّي رصد وسيكا

الشّعر الممتاز بيمشي

من غير طَبل ومزّيكا

• 1. ديانا عبّاني، الموسيقى في بلاد الشام في القرن التاسع عشر، روّاد الطرب في بلاد الشام: سورية، لبنان، فلسطين، مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربيّة، 2014
• 2. محمد كرّيم، المسرح اللبناني في نصف قرن: 1900- 1950، بيروت: دار المقاصد، 2000 (ص 312، 319)
• 3. جريدة الأحرار، عدد 120، 7 تموز / يوليو 1924، في: محمّد كرّيم، المسرح اللبناني في نصف قرن: 1900 - 1950، بيروت: دار المقاصد، 2000 (ص 316)
• 4. ألبير داغر، لبنان المعاصر: النخبة والخارج وفشل التنمية، بيروت: المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، 2017
• 5. فواز طرابلسي، تاريخ لبنان الحديث: من الامارة الى اتفاق الطائف، بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، 2008 (ص 160 - 161)
• 6. فوّاز طرابلسي (ص 175)
• 7. فايق الخوري، مجلّة الإذاعة، تمّوز 1948
• 8. خالدة سعيد، المشروع الرحباني - الفيروزي: من المؤسّسين إلى الثائر، في: زياد الرحباني: صائد التحوّلات والانكسارات، ملفّ من إعداد أكرم الريّس، مجلّة الآداب، العدد 11 - 12، السنة 57، 2009
• 9. وليم صعب، حكاية قرن: سيرة ذاتيّة، بيروت: دار النهار للنشر، 2001
• 10. جورج فرح (1913 - 2001): ملحّن ومؤسّس ورئيس القسم الشرقيّ في المعهد الموسيقيّ الوطني (1952) ومدير فنّيّ في الإذاعة اللبنانيّة (1944). لحّن زجل إميل مبارك كما لحّن أغاني الأوبّرا باللغة العربيّة وألّف القطَع الموسيقيّة السمفونيّة والسماعيّات والبشارف. له ثلاثة كتب، منها مبادئ العلوم الموسيقيّة (1946)
• 11. توفيق الباشا، كلمات وشهادات في عبد الجليل وهبي، في: عبد الحسين الجواهري ومروان أبو نصر الدين، ديوان عبد الجليل وهبي: شاعر المطلق، بيروت: إصدار خاص، 2006
• 12. خالدة سعيد، المشروع الرحباني - الفيروزي: من المؤسسين الى الثائر، في: زياد الرحباني: صائد التحوّلات والانكسارات، ملفّ من إعداد أكرم الريّس، مجلّة الآداب، العدد 11 - 12، السنة 57، 2009
• 13. وجيه فانوس، دراسات في حركيّة الفكر الأدبي، بيروت: دار الفكر اللبنانيّ، 1991
• 14. عمر فاخوري، الباب الموصود، بيروت، دار المكشوف، 1938
• 15. المصدر نفسه
• 16. وجيه فانوس، مخاطبات من الضفّة الأخرى للنّقد الأدبيّ، بيروت: اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين، 2001
• 17. يذكر محمّد أمين فرشوخ في كتابه «أدب الفكاهة في لبنان» أنّ الأغنية الفكهة تتألّف من فقرة لازمة تُردّد بين غناء مقْطعٍ وآخر، وقد تكون أحياناً قصيدة موزونة مقفّاة من الشعر العامّيّ حتماً يلقيها صاحبها بمرافقة الموسيقى في جملٍ بسيطة أهمّ ما فيها الإيقاع. وهي حكاية حال يمثّلها شخص واحد.
• 18. محمود غزاله، توفيق الباشا: يقظة الموسيقى، منشورات مجلّة التنمية، 1998
• 19. كيف ولماذا انتهى عهد المونولوج الانتقاديّ في الشرق، مجلّة الإذاعة، 17 / 11 / 1954
• 20. عمر الزعنّي، يا صالحة، 1947
• 21. شاعر الشعب عمر الزعنّي: القاسم المشترك في برامج «الشرق الأدنى»، مجلّة الإذاعة، آذار / مارس 1956
• 22. صبري الشريف (1920 - 1999): ترأّس القسم الموسيقي في إذاعة الشرق الأدنى في فلسطين ولغاية إغلاقها في بيروت وقبرص في 30 تشرين الأول / أكتوبر 1956. ساهم في تأسيس الإذاعات الأردنيّة والليبيّة والتونسيّة. انضمّ بعدها إلى فريق «الشركة اللبنانيّة للتسجيلات» LRC (1956 - 1965)التي أسّسها رجل الأعمال بديع بولس وقد تحوّلت إلى «ستديو بعلبك» الذي أغلق أبوابه نهائياً عام 2004. تفرّغ للعمل مع الأخوين رحباني وفيروز منذ العام 1960 وأسّس معهم «الفرقة الشعبيّة اللبنانيّة» وشركة «فينيسا فيلم»، وتولّى الإدارة الفنّيّة وإخراج جميع أعمالهم المسرحيّة، والغنائيّة، والتسجيلات الإذاعيّة، والرحلات الفنيّة في الدول العربيّة، والأوروبيّة، والأميركيّتين حتى عام 1972. عمل مستقلاً منذ عام 1973 وأنشأ «مؤسّسة الإنتاج التلفزيونيّ»، كما أخرج مسرحيّة «وتضلّو بخير» في مهرجانات بعلبك لعام 1974 ومهرجان «برجاس» (1977) ومسرحيّة «مارد الخير» (1978) في الأردن
• 23. عمر الزعنّي يتحدّث عن المادّة وعن غزل البنات، مجلّة الإذاعة، آب / أغسطس 1956
• 24. توفيق يوسف عوّاد، عمر الزعنّي، 16 / 2 / 1961 (نشرت في كتاب فرسان الكلام)
• 25. يا طالعة يا نازلة: اسم شعبيّ لأرجوحة الأطفال
• 26. البرنيطة: قبّعة الرأس الإفرنجيّة للرجال
• 27. العتّال: الحمّال. الباستون: عصا
• 28. العوجة: اسم اللوز عندما لا يزال ثمره أخضر