عام ١٩٨٨ وجّهت مجلّة «الكرمل» إلى جون برجر دعوة للمساهمة في ملفّ لشهادات مثقّفين غربيّين عن فلسطين. فأرسل هذا النّص:
في اللحظة التي أكتب فيها، اغتيل أبو جهاد في تونس. جميع الذين يحبّونه يعلنون الحداد عليه.
مع ذلك، ليس انضمامه إلى عالم الموتى هو الواقع الذي سوف تكون له الأهمّيّة في المستقبل. ما سوف تكون له أهّميّة هو نعيق غربان الموساد عن فاعليّة جريمتهم. ما سوف تكون له أهمّيّة هو الوحشيّة العارية التي يتكشّف عنها وجه دولة إسرائيل مرّة جديدة. ما سوف تكون له أهمّيّة هو العجرفة الصمّاء التي بها تعتقد هذه الدولة أنّها الحَكَم المفرد، كلّيّ القدرات، المعصوم من المساءلة، في كلّ ما يتعلّق بالتحليل والتحريم. وهذه كلّها علامات تبشّر بأنّ أيّام الاستبداد الإسرائيليّ باتت معدودة. لن يستطيع أيٌّ منّا أن يتكهّن عدد تلك الأيّام ولعلّ الله يقصّرها لكنّها بالتأكيد معدودة!
الحقيقة اليوم هي بوضوح دماء وشجاعة آخر الضحايا الذين سقطوا في الضّفّة الغربيّة وغزّة. فاليوم بالذّات، قتلت القوّات الإسرائيليّة أمّاً لستّة أطفال.
إنّ حكّام إسرائيل يؤمنون بالموت لا بالعدالة، بالصّمت لا بالتاريخ، بأسلحتهم المستوردة لا بأطفالهم.
إنّ عدالة مطالب الشعب الفلسطينيّ تصرخ في وجه العالم.
تعيش منظّمة التحرير الفلسطينيّة.
جون برجر
٢٠/٤/٨٨
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.