العدد ١١ - ربيع ٢٠١٥

توفيق الباشا

الإفتتان بالموشحات

النسخة الورقية

تخصص مجلة «بدايات» هذا الملف لأحد رواد العمل الفني النهضوي والحداثي في بلادنا توفيق الباشا، المؤلف الموسيقي والمايسترو المتعدد الروافد والعطاءات.

وبما أن التأسيس يتطلّب جهوداً على مستويات مختلفة، كان الباشا مشاركاً فاعلاً في إطلاق حركة موسيقية طليعية تلاقي تطلعات جيل الحداثة والبناء.

تشعبت عطاءاته في الإدارة والتخطيط في الدائرة الموسيقية للإذاعة اللبنانية، والبحث والتعليم في المعهد الموسيقي الوطني، وفي قيادة أوركسترا المهرجانات والتسجيلات المتقنة، وفي المشاركة في المنابر العلمية الموسيقية المحلية والإقليمية.

توجّه توفيق الباشا في مرحلة مبكرة نسبياً من تاريخنا الفني الحديث إلى التأليف الموسيقي، رغم غياب المتطلبات التقنية والمؤسسات الداعمة لتنفيذ هذا النوع من الأعمال وتأمين استمراريته، ولابتعاد الذائقة العامة عن الموسيقى غير المقترنة بالكلام والغناء والمغنّين، كما تبيّن مقالة محمد كرّيم.

افتتن الباشا بالموشحات إلى أن أصبحت فردوسه ومعراجه حتى في التآليف الموسيقية والأعمال ذات الطابع الروحاني.

أَولَى الباشا اهتماماً خاصاً بالابتهالات والإنشاديات مستحدثاً الإنشادية الدينية المشرقية للأوركسترا السيمفونية والجوقة، والتي تتناولها سمر محمد سلمان في مقالتها التحليلية عن «الإنشادية النبوية» و«منهل الإيمان».

كتب الباشا في تقديم أسطوانة الابتهالات عن دوافع خوضه هذا المضمار فيقول:

 

«طالما افتقدنا في موسيقانا الشرقية ــ العربية الكبيرة هذا النوع من التأليف الموسيقي الديني الدرامي، علماً أن كثيراً من أدبائنا ومفكّرينا قد أنشأوا أعمالاً تتراوح بين المأثور من الأدبيات الدينية، والتأليف الأدبي الفني، في حداثة علمية قدّمت للإيمان ما يستحقّه من تكريم والتزام».

 

لهذه الأسباب وغيرها نعود إلى توفيق الباشا في ذكرى رحيله العاشرة، وما الذكرى إلا رحلة نعبُر فيها إلى عالم الباشا الإبداعي.

ندعو من خلال هذه الذكرى المؤسسات الإعلامية والعلمية والمهرجانات الفنية إلى الاحتفال بأحد الأعلام والمراجع الموسيقية عبر توثيق أعماله ونشرها والتعريف عنها في الإذاعات، والبرامج التلفزيونية، والحلقات الدراسية المتخصصة، وحفلات المعهد الموسيقي الوطني، والمهرجانات الكبرى.

العدد ١١ - ربيع ٢٠١٥
الإفتتان بالموشحات

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.