العدد الثاني - صيف ٢٠١٢

احذروا عرب اسرائيل!

النسخة الورقية

احذروا عرب إسرائيل لأنّهم يزدادون تطرّفًا.

احذروا عرب إسرائيل لأنّهم يزدادون عددًا.

احذروا عرب إسرائيل لأنهم يزدادون ضيقًا في بلداتهم الشبيهة باقفاص الدجاج.

احذروا عرب إسرائيل لأنهم بسبب أراضيهم التي صودر معظمها، صاروا يبنون بيوتًا كسحاحير الباذنجان، بعضها فوق بعض، ويتقاتلون على كل شبر أرض (طبعًا هذا فجع وشراهة).

احذروا عرب إسرائيل، لأنّهم يزدادون ثراء.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يزدادون ثقافة وتطورًا ووعيًا.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يزدادون تساؤلًا حول حياتهم ومصيرهم ومستقبلهم (أسئلة صعبة معقدة من السهل الاجابة عليها في فرنسا أو بريطانيا، لكن يصعب الاجابة عليها هنا للحساسيات الكثيرة).

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم كما يبدو قد نسوا تجربة الحكم العسكري المخيفة.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يزدادون فقرًا.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يقتنون كلابًا شرسة غير مطعّمة صحيًا.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون المناقل والمشاوي والتبولة والكبة النيئة والعرق اللبناني طيب المذاق.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم لا يحبون أكلة الحمص المعلبة التي احضرناها معنا من بولندا وروسيا، ويفضلّون عليها حمّص البيت وفلافل دكاكينهم وبيوتهم (أكلات كثيرة لطشوها منا وصاروا يعدونها في بيوتهم، مثل القرع وورق الدوالي والكوسا والمحمّر والمدفونة مع السمك والكثير الكثير من المآكل الاخرى).

احذروا عرب إسرائيل، لأن نسبة البطالة عالية بينهم.

احذروا عرب إسرائيل، لأن اولادهم يذهبون إلى المدارس، ويتعلمون ويحلمون بمستقبل زاهر.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون الأعراس والرقص الشرقي والغربي، ويحطون ما فوقهم وتحتهم وقد يستدينون من أجل حفلة عرس قدّ المقام، تصدح موسيقاها الى آخر الدنيا.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم منفتحون اجتماعيًا ويحبون الناس ويكرهون الغرف المغلقة ويرددون دائمًا «الجار قبل الدار» و«الجار جار ولو جار» و«نام يا جاري بخير»، وغيرها (مما يبعث على الراحة والاطمئنان، أن هذه بقايا ثقافة فلاحية في طريقها الى الزوال والاندثار).

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يشتغلون كل الاشغال السوداء في البلاد (يجب ان نعترف بانّنا نحاول منذ سنين ان نجد حلًا للمشكلة باستحضار الايدي العاملة الاجنبية الرخيصة، لكنّنا واجهنا مشكلة عويصة وهي ان بعض العاملين الآسيويين، سامحهم الله، يحبون لحوم القطط والكلاب لكن تأكدوا أنّ هذه المشكلة في طريقها إلى الحل).

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون البيض المقلي بقلايات الفخّار وزيت الزيتون.

احذروا عرب إسرائيل، لأنّهم يحبون استعمال صابون الزيت الأصلي.

احذروا عرب إسرائيل، لأنّهم يحبون الارض والزراعة والفلاحة، مع أن أغلب أراضيهم طارت كأنّ شيئا لم يكن.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون الزيت والزيتون والعلت والخبيزة، وما تنبته الارض من حشائش في موسم الربيع (منعنا قطف الزعتر من الطبيعة وزرعنا نحن زعترًا، لكن الكثير منهم يحبون مذاق الزعتر البري الحريف، بالذات حنظلة الذي ينتظر الموسم دائمًا بفارغ الصبر ليحوّش مؤونته).

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون النرجيلة («الووتر بايب» يعني)، ويحبون الحكي والدردشة لقلة النشاطات في بلداتهم شبه الميتة، حيث لا يوجد هناك سينما أو مسرح أو حدائق عامة.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يملون أحيانًا ويضجرون ويزهقون ويغضبون ويحتدون.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم أحيانًا يمرضون ويذهبون إلى كوبات حوليم، وصناديق المرضى الأخرى.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يولدون ويعيشون ويشقون ويتعبون ويلهون ويكبرون ويهرمون ويموتون.

احذروا عرب إسرائيل، لأنّهم يحبون الحياة والضحك والمرح، حتى في بلداتهم الضيقة التي يموت فيها الضجر من شدة الضجر.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يخافون ويقلقون ويحرصون على حياتهم وحياة الآخرين.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يصرخون احيانًا من قحف رؤوسهم من شدة الألم.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يعرفون العبرية، وقلة منا تعرف العربية.

احذروا عرب إسرائيل، لأن بعضهم في الصيف يحب النوم في الهواء الطلق على سطوح البيوت.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم في عصر الانترنت والتلفزيون والصحافة «وواقع اللاواقع»، لا يزالون يعشقون الطبيعة ويتغنون بها.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون المسلسلات السورية، وينتظرون أعمال نجومهم المفضلين، بسام كوسا وياسر العظمة وأيمن زيدان، الجديدة بفارغ الصبر.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون الشقراوات الجميلات.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون الضيوف والاستضافة، ولا تزال بيوت كثير منهم مفتوحة، والضيف يعني لهم كثيرًا (إلى حد ما. وهذا محدود الضمان).

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يشاهدون أخبار الفضائيات العربية التي صارت مثل الهمّ على القلب.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون فيروز وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وزياد الرحباني.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم حاضرون ومغيّبون.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم ليسوا فلسطينيين تمامًا، وليسوا إسرائيليين تمامًا، وليسوا تمامًا تمامًا، وهم بيننا وليسوا بيننا، وهم معنا وعلينا ويتحرّكون بيننا، وهم ينظرون الى أماكننا كما لو كانت مثل بُرَك سِباحة جميلة جدًا ما رأوا مثلها من قبل ويودون السباحة فيها معنا لولا القوانين المكتوبة وغير المكتوبة المعلنة وغير المعلنة التي تمنع ذلك، لهذا يعانون من مشكلة هوية وانتماء حادين جدًا.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم يحبون الأطفال وينجبون كثيرًا، وهذه البلاد صغيرة جدًا.

احذروا عرب إسرائيل، لأنّ علاقتهم بالارض والـ«نوف» أقوى منا.

تفاصيل صغيرة، لكن الشيطان يكمن في التفاصيل الصغيرة، كما يقول أصدقاؤنا الاميركيين.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم أحيانًا يحلمون.

احذروا عرب إسرائيل، لأننا مع الوقت صرنا نكتشف أنّهم بشر مثلنا لولا أنّهم عرب فلسطينيون.

احذروا عرب إسرائيل، لأنهم كالشوكة في الخاصرة.

(يستطيع القارئ أن يضيف، يزيد، ينقص، يمحو، ويغيّر ما يشاء وما يراه مناسبًا إلى هذه القائمة) (23 آذار 2007)

العدد الثاني - صيف ٢٠١٢

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.