الظروف التي وُلد فيها تقول الكثير عنه وعن مساره اللاحق. وُلد ذلك الذي سيُسمّى إيلان هاليفي في مدينة ليون الفرنسية عام ١٩٤٣ في مركز للبريد كان مخبأً للمقاومة الفرنسية، لوالدين شيوعيين مشاركين في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي الألماني. ولدته أمه دون مساعدة من قابلة أو طبيب، وُسجّل باسم مستعار «جورج آلان البير». يصف أسرته بأنها «يهودية، شيوعية، علمانية، مقاوِمة، أممية، معادية للصهيونية».
اكتشف القضية الفلسطينية في الجزائر مطلع استقلالها. وعندما غادر إلى فلسطين المحتلّة، عام ١٩٦٣، ليتعرّف إلى الحياة فيها، كان الشاب إيلان موسيقياً (جاز) وروائياً وكاتباً لافتاً بمواهبه، ينشر في «الأزمنة الحديثة» لجان بول سارتر. تقلّب في عدة مهن، عمل في المرفأ ثم منضّد حروف في مطبعة ومراسلاً لجريدة «ليبراسيون» الباريسية. وفي القدس، أسهم في تأسيس مجموعة أقصى اليسار المناهضة للصهيونية «ماتسبن» (البوصلة)، ولاحقاً «التحالف الشيوعي الثوري» الذي تعرّض لقمع شديد ما لبث ان تفرّق معظم أعضائه أو هاجروا.
عاد إلى باريس وأسهم في تنظيم اللقاءات الأولى بين فلسطينيين وإسرائيليين. في أول زيارة لبيروت بعد ١٩٦٧، تعرّف إلى ياسر عرفات. تبنّى أبو عمّار هذا الفلسطيني اليهودي وعيّنه مستشاراً له. وإيلان تعاطى مع «الختيار» بولاء الابن لأبيه. انضم إلى حركة «فتح»، حاملاً خبرته في العمل الحزبي ونشاطه الذي لا يكلّ، وشغل منصب ممثل لمنظمة التحرير لدى لجنة الأمم المتحدة من أجل حقوق الإنسان ولدى الدولية الاشتراكية.
أسهم إيلان في مؤتمر مدريد وواشنطن. وعند انتقال منظمة التحرير إلى رام الله، سكن المدينة حيث أسهم في تأسيس جهاز وزارة الخارجية للسلطة الوطنية الفلسطينية الوليدة وشغل فيها منصب نائب وزير. وما لبث أن عاد مجدداً إلى باريس عام ١٩٨١، حيث انضم إلى أسرة تحرير «مجلة الدراسات الفلسطينية» باللغة الفرنسية، إلى جانب إلياس صنبر وفاروق مردم بك، وأمضى السنوات الأخيرة متنقلاً بين باريس وبرلين، حيث زوجته كيرستين ماس وابنه سليم.
من مؤلفاته عشرات المقالات والمداخلات والدراسات، وعدد من الكتب منها: «إسرائيل من الإرهاب إلى مجازر الدولة » (١٩٨٤)، «تحت إسرائيل: فلسطين!» (١٩٨٧) الذي كشف فيه عن أكثر من ٤٠٠ قرية عربية دمّرها الاحتلال الصهيوني، «رسالة من رام الله» (٢٠٠٣)، وشبه سيرة ذاتية روائية بعنوان «ذهابات وإيابات» (٢٠٠٥) التي نقتطف منها هذه الصفحات.
توفي إيلان هاليفي في باريس في ١٠ تموز ٢٠١٣، مختتماً حياة كرّسها للنضال على حساب أسرته وصحته ومواهبه الأدبية والموسيقية. رفض تلخيص الإنسان بختم القبيلة التي ولد فيها (ينتمي والده إلى أسرة يهودية يمنية عريقة).
كان يحبّ أن يقول عن نفسه إنه ليس إسرائيلياً، بل هو فلسطيني ويهودي، ١٠٠٪ يهودي و١٠٠٪ فلسطيني.
في ما يلي مقطع من سيرة ذاتية شبه روائية لإيلان هاليفي بعنوان «ذهاب وإياب» (٢٠٠٥). يروي بطل الرواية كيف أنّ حادث عمل وقع لعامل عربي في مطبعة قاده إلى موقع اشتهر بالاسم والرمز كأنه لم يكن له وجود حقيقي على الأرض
...كان المستشفى مؤسسة عتيقة عبارة عن مبنى كبير متداعٍ ومظلم، يقع في قلب المدينة القديمة، عند منعطف «ڤيا دولوروسا». كان الوقت عشية أعياد الفصح، حيث الحجّاج، من المسيحيين الغربيين بغالبيتهم، يكتظّون في الطرقات المجاورة.
منذ مغادرتهما المصنع، لم يكسر أيٌّ من مصطفى وجعفر صمتهما قَطّ، إلا من أجل تبادل الحديث بصوت خافت، في ثرثرات لم يكن نعيم يسمعها. فقد سبق له أن شرح لهما، عند كل مرحلة، ما الذي كان يفعله ولماذا، ولم يطرحا أي سؤال عليه. كان نعيم يبدو كأنه النقيض الطبيعي لإصابتهما، وهما كانا يتعاطيان مع الأمور على طبيعتها. في الحقيقة، لم يكن مصطفى يعاني إلا من جرح في قدمه، وكانت الإسعافات الأولية التي تلقّاها في «روميما»، شمال غرب القدس، كافية لمعالجته. وبعدما أُزيل الالتهاب من جرح مصطفى وضُمِّد، كان قادراً على العودة إلى المصنع أو إلى منزله. غير أن نعيم كان مصمّماً على الاستمرار حتى النهاية في الموضوع. لم يكن الأمر بالنسبة إليه مجرّد مسألة طبية. طلب من مصطفى مرافقته إلى المستشفى، ليس فقط بهدف معالجة جعفر الذي كان يعاني من جرح كبير في الجبين، بل أيضاً لمحاولة توثيق ما حصل معه على أنه حادث عمل.
لطالما كان نعيم يكره المستشفيات وروائحها والصمت الذي يسود فيها وطابعها السِّجني. لكن حال المستشفى كانت مختلفة. لم تكن جدرانه بيضاء، وكانت اللوحات معروضة على الجدران. أناس لا يتوقفون عن التجوّل بين الحشود والضجيج. كان هناك حشد حقيقي في الممرات وفي الغرف. والفوضى المطلقة مهيمنة على المكان. هكذا كانت حال الطب في ظل الاحتلال.
استقبلهم طبيب فلسطيني على رأس السلالم المركزية للمستشفى. كان الطبيب شاباً، وقد لاحظ نعيم فوراً إلى أي درجة كان الطبيب ممزقاً بين طبعه المحب من جهة، ورفضه التطبيع مع المحتل من جهة ثانية. قال لنعيم بنبرة حادّة: «لا نتكلم العبرية هنا»، فما كان من نعيم، الشاعر بالخجل من لغته العربية الرديئة، إلا أن عرض عليه الحديث بالإنكليزية.
هكذا أخبره تفاصيل الحادث. ثمّ توجّه الطبيب إلى نعيم سائلاً إياه: «وأنت، من تكون؟». شرح له نعيم أنّه منتدب من قبل موظفي المؤسسة، علماً بأنّ ذلك لم يقضِ قطّ على العداء الشديد البادر من الطبيب الشاب. تفحّص الطبيب ضمادات مصطفى، وأعاد تضميده من جديد، وأكّد له أنّ جرحه حميد. ثم بدأ بنفسه بخياطة الغرز الخمس في جبهة جعفر العجوز، الذي كان جالساً على كرسي بسيط. وضع نعيم يده في يد الجريح، وقال له بالعبرية: «إن كان ذلك يسبب لك الألم، فما عليك إلا أن تشدّ على يدي». وما كان من العجوز إلا أنّ شدّ على يده. دامت العملية الجراحية بضع دقائق. ظلّ جعفر رزيناً، لكن نعيم كان يستشعر الضغط القوي ليده. لمرّات متتالية، تجوّلت أنظار الطبيب حول اليدين المتشابكتين. لكنه لم يقل شيئاً.
بعد خياطة الجرح وتضميده على جبين جعفر، جلس نعيم في مواجهة الطبيب، وخاطبه قائلاً: «أريد منك الآن أن تملأ لكليهما الشهادات والإفادات التي تسمح لهما بالاستفادة من إجازة مرضيّة، وأن تكتبها بطريقة يكون فيها التوقف عن العمل لأطول فترة ممكنة...». عندها، طلب الطبيب، الذي بدت الحيرة على وجهه، من نعيم أن يكرر طلبه، وهو ما فعله نعيم. «لا أريد بتاتاً شهادة استرحامية. إنّي أصرّ على أن يتمتع هذان الموظفان بالراحة الكاملة وبجميع التعويضات التي يحق لهما بها بموجب الحادث الذي تعرّضا له». وبعدما تأكّد الطبيب من أنه فهم ما الذي يريده نعيم منه، انكبّ على ملء الوثائق الضرورية، من دون أن يتوقف عن رمق نعيم بنظرات الريبة.
وفيما كان الأشخاص الثلاثة يغادرون، قال نعيم لجعفر إنّ بإمكانه المغادرة إلى منزله، ثمّ عاد إلى المصنع برفقة مصطفى، وأعطيا الأوراق لموريس، وأصرّا على ضرورة نيله كافة حقوقه. أصرّ الطبيب على مرافقتهم. ولدى وصولهم إلى الباب، أمسك بيد نعيم بحرارة وقال له بالإنكليزية، وبصوت تشوبه الرجفة: «أنت رجل طيب للغاية».
فجأة، انتاب نعيم شعور بالاستياء. ما كانت صحوة الضمير تلك، التي كانت نظرات الطبيب مفعمة بها؟ ألا تضفي وجهاً إنسانياً على هذا النظام الذي كان يعتبره هو نفسه غير قابل للإصلاح؟
كانوا قد غادروا «جفعات شاؤول» قبل الظهر، وقد باتت الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر. انتهى يوم العمل. فكّر في أنه كان يوماً جيداً. شمس الربيع تلفحهم بينما يسيرون نحو «بوابة دمشق» التي يسمّيها العرب «باب العمود»، بينما يطلق عليها اليهود تسمية «باب سيشم»، أي باب نابلس. افترق جعفر عنهما وقال مصطفى: «إن كنا سنذهب إلى الحانة بالتاكسي، فلنستقلّ تاكسي قريبي إلى باب العمود!».
مرّا أمام المحالّ التي لطالما أحبّها مصطفى، أمام المقهى حيث يلعب الرجال النرد وهم يدخّنون النرجيلة، إلى جانب «صيدلية سنيورة». عند «سور الصليبيين»، الذي أضاف إليه العثمانيون طابقاً إضافياً. الجنود الإسرائيليون ينفّذون دوريّة وأصابعهم على الزناد. والصرافون يشترون من السياح عملاتهم بأسعار صرف لا تُنافَس. وباعة الأسطوانات الموسيقية يعرضون نسخاً لآخر أعمال فيروز.
وصل سائق التاكسي، قريب مصطفى، فهمّا إليه مستعجلين، وطلب مصطفى من السائق أن يتوجّه بهما «إلى دير ياسينَ!».
دير ياسين... قالها مصطفى بنبرة عابرة تُستخدم عادةً للإحالة إلى عنوان لا قيمة كبيرة له. ارتعش نعيم، ذلك أنّ الاسم يعرفه جيداً، فهو يشير إلى المدنيين الـ ٢٥٠ الذين ارتُكبت بحقهم مجزرة عام ١٩٤٨؛ كانت الكلمة تحيل إلى موكب الأسرى الناجين في شوارع القدس. وكانت دير ياسين هي «اورادور سور غلان»، البلدة الفرنسية التي تعرّض المئات من سكانها للإبادة على أيدي القوات النازية في عام ١٩٤٤ خلال الحرب العالمية الثانية. وخلال الأحاديث الساخنة التي لطالما خاضها نعيم ورفاقه مع محاورين شديدي التنوّع، كان يستحضر بشكل متكرر طيف دير ياسين. لكنه على الرغم من ذلك، كان يصعب عليه تحديد موقع القرية الشهيدة. جلّ ما يعرفه أنّها لا بدّ أن تقع في جوار القدس. كانت دير ياسين بالنسبة إلى نعيم حدثاً أكثر مما كانت تعني له مكاناً جغرافياً.
جثث ضحايا مجزرة دير ياسين.
غير أنّ نعيم كان يدرك التواصل الخفي بين التاريخ مع عالم الحاضر الحسّي. أحياناً، تبرز تشققات في ذاك التواصل، وأحياناً أخرى تناقضات فاضحة. في عام ١٩٥٠، طُرد سكان قرية مجدل الآمنون. حتى إنّ نعيم بنفسه جمع شهادات حول هذا الموضوع. ولم يُفاجأ الرجل عندما كان مسافراً في أحد الأيام باتجاه «أشكلون» العبرية، التي أعيد بناؤها على أنقاض عسقلان العربية، فوقع نظره على بلدة مجدل، التي كانت قد استعادت لتوّها اسمها فوق أشجار البرتقال والمساحات الفارغة. بدا وكأنّ كل شيء لا يزال في مكانه. لبرهة، كادت رؤية النساء الحافيات تكنسن الأرض الترابية بمكانسهنّ، تجعله يشكّ في واقع طرد السكان الذي ظلّ يندّد بحصوله منذ أعوام. لكن بالطبع، سرعان ما زال الوهم؛ إذ إنّ هؤلاء الذين رآهم في ذلك اليوم كانوا يهوداً عراقيين ومغاربة جُلبوا ليقيموا في البلدة وفق نظام صارم، بعدما تمّ إفراغها من سكانها بالقوة. منذ عشرين سنة، وهؤلاء المهاجرون يعيشون في تلك المنازل التي لا يزال يمكن استشعار حيوات الأشخاص الذين كانت تحتضنهم حتى عشية «تبادل السكان»، بحسب التعبير الرسمي. لكن هل كان هؤلاء مختلفين عن السكان الأصليين؟ كانوا يتشابهون بالمظهر الجسدي وبالشكل الخارجي. وكان بإمكان أي مسافر ضلّ طريقه أن يلاحظ طابع المجدل العربي. فسلوك سكانها وعباراتهم تشبه كثيراً سلوك وعبارات السكان المغيّبين عن منازلهم.
كان الوضع مشابهاً في دير ياسين وفي كفرقاسم، حيث ارتكب حرس الحدود الإسرائيليون، مجزرة بحق ٤٢ قروياً فلسطينياً عشية حرب السويس، وكان هؤلاء يُعتبرون رسمياً مواطنين إسرائيليين، «ذنبهم» أنهم عادوا من أعمالهم منتهكين حظر تجوال كانوا يجهلون أنه مفروض. لقد أثارت المسألة ضجة كبيرة في حينها، حتى أنه صدرت أحكام مخفّفة بالسجن بحق ضباط إسرائيليين أُدينوا بالمسؤولية عن المجزرة، قبل أن يُعفى عنهم لاحقاً. وشأنها شأن دير ياسين، ظلّت كفرقاسم ذات وقع سيئ في أعماق الوعي الجماعي الإسرائيلي. خلعت عن نفسها قشور حدثيّتها. وصار اسم القرية بالنسبة إلى غالبية الإسرائيليين مرتبطاًً بمصدر إزعاج غير محدَّد: يحيل إلى قصة غير سارّة، مظلمة، شبه منسيّة، من النوع الذي لا يتم تذكّره إلا على سبيل قلة الانتباه. حتى أنّ كثراً تخيّلوا أنّ اليهود أدّوا في تلك المجزرة، جرياً على عادتهم، دور الضحية وكبش الفداء.
ظلّت كفرقاسم على قيد الحياة، وكانت في حينها لا تزال صامدة، ولم يكن أي متحف يتذكّر الحدث المرعب. لاحقاً، راح سكان القرية يشيّدون على نفقتهم الخاصة، بدعم من بعض اليهود الديموقراطيين، نصباً تذكارياً لضحايا المجزرة. ثمّ راحت القرية تتميّز في نضالها ضدّ مصادرة الأراضي. وفي النهاية، بعد مرور فترة طويلة، برز شيخ صاحب شخصية كاريزماتية، هو إسلامي معتدل ميّز نفسه عن الآخرين، أدّى لاحقاً دوراً سياسياً مهماً. حتى تلك الحقبة، كان نعيم يعرف كفرقاسم جيداً، لا المجزرة فحسب، بل القرية أيضاً: كان له رفاق من كفرقاسم، وخليّة حزبية ناشطة فيها، وحتى أصدقاء متحدرون منها. لكنه لم يكن يعرف أين تقع دير ياسين.
ثمّ تذكّر نعيم دانيال، الجميلة دانيال التي قالت له يوماً إنّ دير ياسين تقع في ضاحية قريبة من القدس، في مكان أعيد بناؤه على أنقاض القرية وسمّيت «كريات شاؤول»، حيث كانت تعمل دانيال معالِجة نفسانية. الواقع أنّ منازل دير ياسين، التي هجرها الناجون من مجزرة عام ١٩٤٨، باتت تحتضن مصحّاً عقلياً ومأوى للمجانين، تماماً مثل السجن البريطاني القديم في عكا، بدا لهما عبثياً وأخلاقياً في آن واحد. وكأن مصير بعد الموت من شأنه إنقاذ المباني من الإهانة الكبرى - من الدمار المادي، على شاكلة ما حصل لأكثر من ٣٠٠ قرية أفرغت من ساكنيها، ثمّ سُوّيت بالأرض في عامي ١٩٤٨-١٩٤٩ - أو من المصادرة الكاملة لمصلحة الوافدين الجدد.
كان نعيم يعرف أيضاً أن «كريات شاؤول» بالكاد يفصلها كيلومتر واحد عن «جفعات شاؤول»، حيث يقع مصنعه. على الرغم من ذلك، لم يكن من طريق يربط بين التجمّعين السكنيّين، ولم يدفعه دافع يوماً إلى المغامرة بالتوجه إلى الجهة الأخرى من أسفل التلّة.
كان على نعيم ان يتلفّط بالكلمة - دير ياسين - خلال دخوله إلى سيارة التاكسي الخاصة بقريب مصطفى، عند «بوابة دمشق» في ذلك اليوم الربيعي الجميل، ليفهم أنه كان يعمل نحو خمسين ساعة في الأسبوع، وأنه كان يعيش ويعمل في دير ياسين، فوق أنقاض المجزرة.
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.