العددان ٣-٤ خريف ٢٠١٢ / شتاء ٢٠١٣

رضا عابديني

النسخة الورقية

رضا عابديني فنان مرموق وغزير الانتاج ادخل التصميم الغرافيكي الايراني المعاصر كما الحروفية الى جمهور داخلي متنوع وواسع كما الى جمهور عالمي. ولد عابديني العام ١٩٦٧ في طهران. وكان والد جده لامه، وجده لامه وخاله جميعهم خطاطين. درس التصميم الغرافيكي في «المدرسة العليا للفنون الجميلة» بطهران وبعد تخرجه منها العام ١٩٨٥، درس علم الآثار في «جامعة الفنون» الا انه انتقل الى التصوير والطباعة وحاز على «بكالوريوس فنون» في مادة الرسم العام ١٩٩٢. يرى عابديني الى دراسته في «المدرسة العليا للفنون الجميلية» كما السنتين اللتين قضاهما في أصفهان ودراسته علم الآثار على انها الاحداث المهمة التي قولبت وصاغت تربيته البصرية والثقافية كما حياته الفنية. في المدرسة العليا، اطّلع على الفن المعاصر وعالم التصميم من خلال استاذته، وفي الجامعة في اصفهان، استمتع بالفن والخط الايرانيين من خلال المعاينة المباشرة للمواقع الاثرية.

‫تصميم طباعي مجلة «كارنامه» ٢٠٠٠‬

قبل تأسيسه مرسما للتصميم الغرافيكي خاصا به العام ١٩٩٣، عمل عابديني مصمما غرافيكيا في مجلة تصدرها «مؤسسة الفارابي» بعنوان «النشرة السينمائية» حيث لفتت اعماله وتصاميمه الابداعية الانظار. وفي العام ١٩٩١، كُلّف بتصميم الملصق الرئيس، ومعه اربعة عشر ملصق آخر، لـ«مهرجان الفجر الدولي للسينما». نظرا لاهمية الحدث وسمعته في ايران، عادة ما يكلّف به المصممون المجربون والمحافظون. غير ان تصاميم عابديني التجديدية والراديكالية كانت بمثابة تيار هواء منعش ما لبث ان حظي على انحياز الصحافيين والسينمائيين الذين سارعوا الى تبنّيه والتعريف به. وقد كُلّف عابديني مجددا بتصميم «مهرجان الفجر للسينما» للعام ٢٠٠٥. ومع ان طبيعة عابديني متعددة المواهب جذبته نحو التصميم للتلفزيون والافلام السينمائية كما للتصميم المسرحي والمنزلي، الا ان تركيزه ظل منصبّا على الملصق وتصميم الكتب والاكتفاء بتصميم مشاريع ذات فحوى فنية وثقافية.

‫تصميم مجلة «كارنامه» ٢٠٠٠

في التسعينات من القرن الماضي، عمل عابديني مديرا وناقدا فنيا ومحررا لمجلات مثل «صوره» و«منظر» في طهران. كتب مقالات عن التصميم الغرافيكي في مجلة «صوره» يرى انها «اول نقد مركز وممنهج عن التصميم الغرافيكي الايراني». وكانت «منظر» مجلة بصرية تعرض افكارا ومفاهيم جذرية ومتطرفة. في العام ١٩٩٩، صمم عابديني سلسلة من الكتب النقدية والساخرة ذات تركيز سياسي واجتماعي، كتبها ابراهيم نَبَڤي (مواليد ١٩٥٨) ونشرتها دار «روزانه». وفي العام ٢٠٠٠، صمم كتاب نبڤي بعنوان «قصة الاقزام ولانكيير» وهو نموذج عن لغة عابديني الحذقة والحادة والتي تتجلى ايضا في تصميمه العام ٢٠٠٤ لكتاب «يسوع، ابن الانسان» للرسام والشاعر والكاتب اللبناني جبران خليل جبران. وقد اخرج ايضا العام ٢٠٠٣ سيرة ذاتية سينمائية بعنوان «دار ابتدا» (في البداية).

‫‫ملصق لمحاضرة عن الحرف الفارسي والطباعة ٢٠٠٣

وقد ظهرت اعمال عابديني في كل كتاب يعرّف بالمصممين الغرافيكيين الدوليين. وهو حاز عددا من الجوائز والتكريمات في ايران كما في الصين وكوريا وجمهورية تشيخيا وهونغ كونغ وفرنسا والمكسيك والولايات المتحدة وقدّم عروضا لاعماله وادار مشاغل في الشرق الاوسط واوروبا واوستراليا وآسيا. وهو عضو في «التحالف الغرافيكي الدولي » احد اهم جمعيات التصميم الغرافيكي في العالم. وفي العام ٢٠٠٦، نشر عابديني وهانس ولبرس كتابا بعنوان «الثقافة البصرية الجديدة في ايران» التي عرضت لاول مرة أعمال جيل جديد من المصممين الغرافيكيين في ايران المعاصر، وحاز عابديني في العام ذاته جائزة الامير كلاوس الهولندية المعروفة.

‫«رحلة مريم» ملصق فيلم ٢٠٠٢‬

«عودة» ملصق لمعرض ٢٠٠٢‬

‫غلاف لسلسلة كتب من الادب الكلاسيكي الايراني, ميراث مكتوب, ٢٠٠١‬

‫تصميم لاسطوانة مدمّجة CD, «موسيقى الليل: صوت في اوراق الشجر», ٢٠١١‬

‫غلاف كتاب «رسائل دلغوشا»، روزنامه، ١٩٩٩‬

اضافة الى ممارسته التصميم الغرافيكي وتعليمه في مرسمه الخاص بطهران، درّس عابديني في «المدرسة العليا للفنون الجميلة» وفي «جامعة آزاد». وفي العام ٢٠٠٥، دعي للتعليم في «كلية الفنون الجميلة» في جامعة طهران حيث واصل عمله في التصميم الغرافيكي أدار الدروس الخاصة به. وينشط عابديني مؤخرا في تنظيم ورعاية نخبة مختارة من المصممين الغرافيكيين الشباب في ايران وبعضهم من طلابه السابقين. صمم هذا الفريق حروفا طباعية جديدة بناء على مميزات الخط الفارسي ونشروا مؤخرا «دابيرا» (٢٠٠٩) وهي مؤلف من «الكتابات النقدية والشروح العلمية » في الفن الطباعي. ان اكثرية اعضاء مجموعة «دابيرا» وأسرة تحريرها امثال ايمان رعد (مواليد ١٩٧٩) وفرهاد فوزوني (مواليد ١٩٧٩) وهوما دلڤاري (مواليد ١٩٨٠) وشهرزاد شانغلاڤاي (مواليد ١٩٨٣) هم بين انجح المصممين الشباب واكثرهم تجديدا في ايران المعاصرة.

في العام ٢٠٠٨ انتقل رضا عابديني الى امستردام، في هولندا، حيث اسس «مختبر التوجيه» الذي يمثل «مقاربة جديدة للتواصل البصري، يوازن بين التنويع المحلي والمنظور العالمي».

‫مهرجان الفجر الدولي للمسرح، تصميم هوية بصرية جامعة، ٢٠٠٥

بشكل مطرد والى افتتاح ثمانية فروع في لبنان وحده.

لا شك في أنّ مخالفة إدارة “سبينيس” للقوانين بالشكل العلني ذاك، ما كانت لتكون لولا تمتعها بالحماية السياسية. فهذه الشركة التجارية الخاصة ترتبط مصالحها بمصالح عدد من السياسيين اللبنانيين كجبران طوق وياسين جابر ومصباح الأحدب وغيرهم. هؤلاء يؤجرون الشركة أراضي تقيم عليها فروعها، مقابل توسطهم لتوظيف عدد من العمال، يتحوّلون إلى قوى انتخابية عند كل استحقاق. هكذا تتغذى القوى الرأسمالية في لبنان من الفساد السياسي والزبائنية، فتتبادل الدعم والتغطية على المخالفات ويقوي الواحد منها الآخر.

وقد اثار قرار إدارة الشركة بلبلة كبيرة بين الموظفين والعمال، ودفع الموظف سمير طوق وعدداً من زملائه إلى المبادرة لتوقيع عريضة اعتراضاً على هذا القرار وإيصالها إلى الإدارة. فردّت على هذه الخطوة بشكل انتقامي عبر صرف طوق تعسفياً، والضغط على الموظفين الآخرين لسحب تواقيعهم.

دفع تعسف الإدارة ببعض الموظفين والعمال إلى التفكير بإنشاء نقابة للدفاع عن حقوقهم وحقوق زملائهم. فبدأت الاتصالات في ما بينهم وخاصة في فرعي “سبينيس” في منطقتي ضبيه والأشرفية. تم بالفعل إنشاء هيئة تأسيسية للنقابة مكونة من ١٢ عضواً، وتقدمت بطلب ترخيص إلى وزارة العمل. إلا أنّ وزير العمل اللبناني سليم جريصاتي وضع طلب الترخيص في الدرج، وامتنع عن التوقيع عليه معطياً بذلك فرصة إدارة “سبينيس” فرصة للتخلص من أعضاء الهيئة التأسيسية، واحداً تلو آخر. لم تتردد الإدارة للحظة. صرفت رئيس الهيئة التأسيسية ميلاد بركات ذاكرة صراحة أنّ أسباب الصرف تتعلق بنشاطه النقابي (تحريض العمال والعاملات، تعليق لافتات خاصة بالنقابة، اعطاء تصريحات صحافية، الخ.) كما عمدت إلى ممارسة الضغط على الموظفين والعمال لثنيهم عن الانضمام إلى النقابة وإلزامهم بتوقيع عريضة رفعتها إلى وزارة العمل تنص على أن العمال والموظفين يرفضون تأسيس النقابة، وأنّ المؤسسين أصحاب غرض سياسي، وهو ما تذرع به جريصاتي لتبرير تأخير التوقيع على طلب الترخيص وتأخير منح المؤسسين حصانة قانونية.

استمر أعضاء الهيئة التأسيسية بشجاعة قل نظيرها في فضح انتهاكات ادارة “سبينيس” لأجرائها، وتقدموا بشكويين إلى وزارة العمل والصندوق الوطني للضمان>

‫مهرجان الفجر الدولي للمسرح، تصميم هوية بصرية جامعة، ٢٠٠٥‬

‫ملصق لمعرص الملصقات الثقافية الايرانية، ٢٠٠٤‬

‫ملصق ترويجي لاول موسوعة ايرانية للاطفال، ٢٠٠٣‬

‫ثلاث صفحات من «حكاية الاقزام والاشد نحافة»، تصميم كتاب، منشورات ناي، ٢٠٠٠‬

 

رضا عابديني
مقابلة بعنوان «مناجاة ذاتية». اجرتها زينب شاهدي

«مفهومي للخط لا تصاحبه مفاهيم من مثل «المقدس»، «السمو»، «الروحاني» وسواها. إهتممت بالحرف الفارسي بالدرجة الاولى لاني لاحظت التفارق بين الصورة والنص في التصميم الغرافيكي الايراني عموما».

«ان العلاقة بين الحرف الفارسي وبين الخط يمكن ان تقوم قدر ما يمكن ان تقوم علاقة بين الكائن الشرقي الجديد وبين ماضيه. لكنني ارى ان هذه العلاقة قد صُرِمتْ وان شروط اعادة انتاجها الجَمَعيّة لم تعد متوافرة. ان الفرد يستطيع ان يعيد انتاج تلك العلاقة لنفسه، في حالة حصوله على فهم مناسب للماضي. على ان هذا الماضي لا يمكنه ان يتواءم مع الانسان المعاصر من تلقاء ذاته. ان الخط واهدافه، ومنابع إلهامه، وأوليات ابداعه، غامضة بالنسبة الينا لدرجة تجعل اية محاولة للتأويل بلا معنى كليا. لذا لست ارى الى الحرف الفارسي على انه استمرار للخط. يمكنه، بل يتوجب عليه، ان تكون له علاقة سطحية ما به، ولكن هذا لا يعني ان طموحات الاثنين متشابهة. لم نشاهد خطاطين مبدعين في المئة والخمسين سنة الاخيرة، لأن اسس الخط وامكاناته لم تعد موجودة.»

«‫…‬ ما من شك في اننا لسنا «شرقيين». اننا ورثة لماضينا، وقد اعتدنا على ان نسمّي ذلك «التراث»، وهذا خطأ ايضا. ولسنا «غربيين» طالما اننا لسنا من ابناءالحضارة الغربية. اننا مستهلكون للغرب. واننا الرعايا بالنسبة للغرب. اننا في وضع هش ».

«اعتقد ان من يمارس العمل الفني يحتاج الى ان ينفصل عن الحياة اليومية؛ وهذا لا يفترض بالضرورة ان يكون في حالة روحانية او قدسية، ولكن في حالة مغايرة بالتأكيد للحالة اليومية. »

لوغو‬ ‫١) «سينما الحقيقة»، عنوان لمجلة عن الفيلم الوثائقي‬

‫٢) لوغو لأول مهرجان دولي للخط الاسلامي‬

‫٣) تخطيط لعنوان مجلة بصرية‬

ثلاث صفحات من كتاب «شبيح و آيينه»، مجموعة من الصور الفوتغرافية التاريخية، منشورات روزنامه، ٢٠٠٧‬

‫صفحة مفردة من كتاب مرجعي في حوزة دينية بإيران، «جامع المقدمات»، ١٩١٠‬

ملصق لمعرض أ. وكيلي، ٢٠٠٣‬

 

العددان ٣-٤ خريف ٢٠١٢ / شتاء ٢٠١٣

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.