العددان ٣-٤ خريف ٢٠١٢ / شتاء ٢٠١٣

انتفاضة المرأة في العالم العربي

النسخة الورقية

حين نفكّر بالخيارات المتاحة أمامنا كنساء في مجتمعات لاتزال تعتبر المرأة «حُرمة» بشكل أو بآخر بنسب متفاوتة بحسب البلد، نجدنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا أن نصمت وهو الخيار الأصعب برأينا لأنّه خيانة للذات، أو أن نغضب ونأخذ موقفاً لننطلق منه الى العمل، تدريجياً كان أم ثورياً. المهم أن نخرج من دائرة المراوحة ونقاوم اللامبالاة التي هي الأخطر، خاصة حين تتحوّل الى اتجاه عقلي دائم وثابت.

ومن هنا انطلقت «انتفاضة المرأة في العالم العربي» في تشرين الأول من العام ٢٠١١ لأننا لم نشأ أن يُجهَض الربيع العربي…

‫نحن ناشطات من أكثر من بلد عربي اجتمعنا للعمل ‬تحت شعار «معًا من أجل نساء ينعمن بالحرية، الاستقلالية، والأمان في العالم العربي».

إن هذه الانتفاضة هي انتفاضة كل النساء في منطقتنا العربية من كل الانتماءات والديانات والإثنيات، وقد تأسست كمساحة علمانية حرة للحوار البناء المناصر لحقوق المرأة الإنسانية وحريتها واستقلاليتها في العالم العربي.

أطلقنا حملة «أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي» في تشرين الأول من العام ٢٠١٢ على صفحة الفايسبوك الخاصة بنا لنذكر الجميع بأن الثورات قامت من أجل الكرامة والعدالة والحرية، والمطالب الثلاثة هذه لا يمكن تحققها بتغييب المرأة عن المشهد العام. تهدف حملة انتفاضة المرأة في العالم العربي إلى:

الإضاءة على التمييز اللاحق بالمرأة في عالمنا العربي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والحقوقي، إيماناً منا بأن الوعي بالظلم الواقع علينا هو الخطوة الاولى نحو رفع هذا الظلم عنا كنساء.

الإشارة إلى القضايا العديدة الجامعة بين النساء في منطقتنا والتي يمكن أن تشكّل نواة عمل نضالي نسوي مشترك، تتخطى حدود الدول وتبني على الخبرات المشتركة.

إعادة فتح النقاش على مصراعيه على شبكات التواصل الاجتماعي حول وضع المرأة سيما بعد الهجمة المرتدّة التي تعرضت لها المرأة بعد نجاح الثورات في دول الربيع العربي.

الثورة التي قفزت لها قلوبنا فرحًا وأملاً من بلد الى آخر، أطاحت بالديكتاتورية وهذا الجزء الأسهل، علينا نحن النساء أن نكمل الثورة للإطاحة بالذكورية التي تجعل من كل رجل ديكتاتورًا في بيته على زوجته وابنته واخته وحتى على أمّه… لا أولويات مزعومة لنخضع لها، لا رقابة ذاتية، ولا مساومة على حقوقنا. إما أن تكون الثورات كاملة بنا أو لا تكون.

ولنتذكر دوماً، أنه باستطاعة أمرأة واحدة أن تحدث فرقاً كبيراً. ولنا أن نتخيّل ما قد تفعله مئتي مليون امرأة في عالمنا العربي معاً.

فريق عمل «انتفاضة المرأة في العالم العربي»

fb.com/intifadat.almar2a
www.uprisingofwomeninthearabworld.org

 

 

 

كريستيل من لبنان/فرنسا شاركتنا في تشرين الأول وهي حامل وعادت لتشاركنا صورتها مع طفلتها كولومب

العددان ٣-٤ خريف ٢٠١٢ / شتاء ٢٠١٣

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.