العدد ٣١ - ٢٠٢١

«تسوّق ومضاجعة»/ المشهد الثاني

«يجب أن نواصل الحياة. يجب أن نعمل»

ترجمة أسامة غنم

غرفة المقابلة.
يجلس براين: ولولو: وجهًا لوجه. يعرض براين: على لولو: طبقًا بلاستيكيًّا مزينًا برسومات.

براين: وهناك تلك اللحظة. تلك اللحظة الرائعة فعلاً. من الممكن جدًّا أن تكون أفضل لحظة، لأنه بالفعل، أترين، والده مات. أجل؟ الملك الأسد دهسه – تشعرين بالأسى يصعد داخلك– دهسه قطيعٌ وحشيٌّ من تلك الأبقار الكبيرة. لحظة واحدة، يا إله الملكوت، ينجو. ثم بعدها... نسمة، ريح، وقْع مائة قدمٍ ويُقضى عليه. مع فارق أن الأمر لم يكن حادثًا. كان أحدهم لديه خطة. أترين؟

لولو: نعم. أرى.

براين: أي أسئلة. أيّ تشكيك. تسألين.

لولو: طبعًا.

براين: لأني أريدك أن تتابعي.

لولو: بالتأكيد.

براين: فعندها نحن... هنالك...

لولو: دهسه قطيعٌ من الأبقار الوحشية.

براين: دهسه قطيعٌ من الأبقار الوحشية. نعم.

لولو: مع فارق أنّ الأمر لم يكن حادثًا.

براين: جيّد. ممتاز. تمامًا. لم يكن حادثًا. لعلّه بدا مثل حادث لكن. لا. كان مدبّرًا من قِبل العمّ. لأنه-

لولو: لأنه أراد أن يكون ملكًا لوحده.

براين: خلتُ أنك قلتِ إنك لم تشاهديه.

لولو: لم أشاهده.

غريزة. لديّ غرائز جيّدة. هذه إحدى ميزاتي.

أنا شخص غريزيّ.

براين: صحيح؟

(يكتب براين: «غريزيّ» على ورقة)

 

جيد. غريزيّ. يمكن أن يكون هذا مفيدًا.

لولو: رغم أنني، وبالطبع، أستطيع استخدام جانبي العقلاني. حيث يكون مناسبًا.

براين: إذًا يمكن أن تقولي إنك تقدّرين النظام؟

لولو: النظام. آه نعم. بالتأكيد. كل شيءٍ في مكانه.

(يكتب براين: «تقدّر النظام»)

براين: جيد. إذًا الآن الأب ميت. قُتل. كان العمّ. وكبر الابن. وتعرفين – يبدو مثل والده تمامًا. تمامًا.

مثله. ويأتي ذاك النوع من القرود إليه. ويقول القرد «حان الوقت لأن تتحدث إلى أبيك الميت».

فيذهب إلى النهر المتدفّق وينظر ويرى-

لولو: انعكاس صورته.

براين: انعكاس صورته. لم تشاهدي هذا قطّ من قبل؟

لولو: قطّ.

براين: لكن عندها... تهتز الماء، يضطرب، حتى يرى شبحًا. شبحًا أو ذكرى تنظر إليه. وا...

(وقفة)

اعذريني. يـأخذكِ هنا. يضيق حلقكِ ويجفّ.

حتى... يرى... والده.

يا صغيري. نصل إلى هذا المقطع وأنظر وفي عينيه هناك تلك الدموع الكبيرة. يشعر بها كما أشعر.

لأن الأب يتحدث الآن. ويقول «حان الوقت. حانت اللحظة لتأخذ مكانك في حلقة الوجود (أو كلمات بهذا المعنى). أنتَ ابني والملك الحقيقي الوحيد».

ويعرف ما عليه أن يفعل. يعرف مَن عليه أن يقتل.

وهذه هي اللحظة. هذا مقطعنا المفضّل.

لولو: أستطيع أن أرى ذلك. نعم.

براين: أيمكن أن تقولي أنك تشبهين والدك بأيّ شكلٍ من الأشكال؟

لولو: لا. ليس فعلاً. ليس كثيرًا.

براين: والدتك؟

لولو: ربما أحيانًا. أجل.

براين: تعرفين من هم أهلك؟

لولو: طبعًا. ما زلنا... تعرف. عيد الميلاد. نقضي عيد الميلاد معًا. بالمجمل.

(يكتب براين: «تحتفل بعيد الميلاد»)

براين: الكثيرون ضائعون هذه الأيام. أليس كذلك؟

لولو: أظن أن هذا صحيح. نعم.

براين: وبعضهم يأتون إلى هنا. ينظرون إليّ. أنت تنظرين إليّ، أليس كذلك؟

لولو: أجل. أنا أنظر إليك.

براين: (يحمل طَبقًا) هاك. أمسكيه. ارفعيه عاليًا إلى جانبك. لنرى إن كان منظرك جيدًا. ابتسمي. اتخذي مظهر المهتمّة، لأنّ هذه قطعة خاصة، لا تريدين أن تنفصلي عنها... هل تستطيعين أن تعطيني ذلك المظهر؟

(تحاول لولو: اتخاذ المظهر)

براين: هذا جيد. جيد جدًّا. مشاهدونا يجب أن يصدّقوا أنّ ما نرفعه لهم خاصّ. مقابل المبلغ المناسب- الحياة أسهل، أغنى، أكثر إرضاءً. وأنتِ يجب أن تصدّقي ذلك أيضًا. أتظنين أنك تستطيعين فعل ذلك؟

(تحاول لولو: اتخاذ مظهر المهتمة مجددًا)

براين: جيد. هذا جيد جدًّا. لا يأتي إلينا كثيرون من مستواكِ.

لولو: حقًّا؟

براين: لا. هذا فعلاً جدّ... استثنائي.

لولو: حسنًا. شكرًا لك. شكرًا.

براين: والآن «بقي القليل فقط. لذا اطلب هذا الرقم الآن»

لولو: بقي القليل فقط. لذا اطلب هذا الرقم الآن.

براين: رائع. طبيعي. احترافي. رائع.

لولو: لقد تدربتُ من قبل.

براين: إذن أنتِ...؟

لولو: أنا ممثلة مدرّبة.

(يكتب براين: «ممثلة مدرّبة»)

براين: لم أتعرف عليك.

لولو: لا؟ حسنًا. غالبًا لا.

براين: قومي بالقليل منه لي الآن.

لولو: تريدني أن...؟

براين: أريد أن أراكِ تقومين ببعض التمثيل.

لولو: لم ألاحظ. لم أحضّر شيئًا.

براين: هيا. أنتِ ممثلة. يجب أن تكوني قادرة على القيام ببعض التمثيل.

الممثلة – إذا لم تستطِع أن تقوم بالتمثيل عندما يُطلب منها فماذا تكون؟ تكون لا شيء.

لولو: حسنًا. (تقف) لم أقم في الواقع بهذه قطّ من قبل. أمام أيٍّ كان.

براين: لا تبالي. أنت تقومين بذلك الآن.

لولو: «ذات يوم سيعرف الناس لمَ كان كل هذا. كل هذه المعاناة»*.

براين: اخلعي سترتك.

لولو: عفوًا؟

براين: أنا أطلب منك أن تخلعي سترتك. لا يمكنك أن تمثّلي وأنتِ ترتدين سترتك.

لولو: في الواقع، أجد أنها تساعد.

براين: بماذا تساعد؟

لولو: الشخصية.

براين: أجل. لكنها لا تساعدني. أنا هنا لأقيس مواهبكِ وأنتِ تقفين هناك وتمثّلين في سترتك.

لولو: أرغب أن أبقيها.

براين: (يقف) حسنًا. سأنادي للبنت. أو ربما تتذكرين الطريق.

لولو: لا.

براين: ماذا تقصدين – لا؟

لولو: أقصد... أرجوك أريد هذا العمل. أريد أن تختارني لهذا العمل.

براين: إذن سنواصل. بلا السترة. أجل؟

(تخلع لولو: السترة. تسقط وجبتا طعام مجمّد
جاهز على الأرض)

براين: انظري إلى كل هذا.

(ينحنيان لالتقاط الوجبتين. يصل براين: إليهما أولاً.)

«إكزوتيك».

لولو: نحبها كثيرًا. هذا ما نأكل. للعشاء.

براين: هل دفعتِ من أجل هذا؟

لولو: أجل.

براين: إنها محشورة في سترتك. هل دفعتِ من أجلها؟

لولو: أجل.

براين: انظري إليّ في عيني. هل. د. ف. ع. تِ؟

لولو: لا.

براين: سلع مسروقة.

لولو: يجب أن نأكل. يجب أن نجتاز هذا الوضع؟ لا أحب هذا. لست لصّةَ متاجر. بطبيعتي. غريزتي هي للعمل. أحتاج إلى وظيفة. أرجوك.

براين: أنتِ ممثلة بالغريزة لكنّ السرقة ضرورة. إلا إذا استطعتِ إقناعي بأني أحتاجك.

حسناً. تابعي. مثّلي المزيد.

بلا قميص.

لولو: لا...

براين: تابعي بلا الـ.... (ما هذا الـ...؟) بلوزة. والـ....

(تخلع لولو: بلوزتها)

لولو: «ذات يوم سيعرف الناس لمَ كان كلّ هذا. كلّ هذه المعاناة. لن تكون هناك أسرار بعدها. لكن حتى ذلك اليوم يجب أن نواصل الحياة. يجب أن نعمل، هذا كلّ ما نستطيع فعله. سأرحل وحدي غدًا...»

براين: (خانقًا دمعة) آه، يا إلهي.

لولو: أنا آسفة. أأتوقف؟

براين: تابعي. أرجوك.

لولو: «سأغادر وحدي غدًا. سأدرّس في مدرسة وأكرّس حياتي بأكملها لأناس يحتاجونها. إنه الخريف الآن. قريبًا سيأتي الشتاء وسيهطل الثلج في كلّ مكان. لكني سأكون منهمكة في العمل».

هذا كلّ شيء.

(ترتدي لولو: بلوزتها وسترتها).

براين: (يمسح دمعة) ممتازة. لامعة. هل ابتكرتِها؟

لولو: لا. تعلّمتُها. من كتاب.

براين: لامعة. إذن تظنين أن بإمكانكِ أن تبيعي؟

لولو: أعلم أنني أستطيع أن أبيع.

براين: لأنكِ ممثلة؟

لولو: يساعد.

براين: تبدين واثقة جدًّا.

لولو: أنا كذلك.

براين: حسنًا إذًا. تجربة. شيء على سبيل الاختبار. سأعطيكَ شيئًا لتبيعينه وسنرى كيف ستفعلين. واضح حتى الآن؟

لولو: كليًّا.

براين: تدركين أنني أئتمنك؟

لولو: أفهم.

براين: أنا أئتمنكِ لتعبُري هذا الاختبار الهامّ.

لولو: لن أخيّب ظنك.

(ينحني براين: على حقيبته ويشرع بفتحها).

العدد ٣١ - ٢٠٢١
«يجب أن نواصل الحياة. يجب أن نعمل»

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.