كاتب من لبنان
وضاح شرارة
المقالات
العراق مثالاً وحنا بطاطو دليلاً [2] من أهل الدولة إلى دولة الأهل
ننشر في ما يأتي الجزء الثاني من قراءة وضاح شرارة لكتاب حنا بطاطو «العراق، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية». فبعد تحليل أواليات تسلّم السلطة، يتناول الكاتب في هذا الجزء أواليات تثبيت السلطات في مصر الناصرية وفي العراق وسورية البعثيَّين، في ظل الأنظمة «الوطنية الديمقراطية»، الذي أُطلق على الأنظمة الصادرة عن حركات التحرر الوطني في القارات الثلاث. ويناقش شرارة معارضاً انطباق هذا التوصيف على الأنظمة العربية المعنية
العراق مثالاً وحنا بطاطو دليلاً: بناء الدولة الوطنية العربية في قبضة جهاز الاستيلاء العصبي الريعي والبيروقراطي
العراق وسوريا ومصر من اليوم الى الامس
في ثاني يوم غزو القوات العراقية دولة الكويت مطلع آب 1990 أبلغ القائد العام للقوات المسلحة الغازية، وهو صدام حسين، رئيس اركان الجيش الفريق نزار الخزرجي أنه، أي القائد العام، «حرر» الكويت بـ«القطعات التابعة (للقائد العام) مباشرة، وليس بقطعاتكم». وهذا رواه الخزرجي نفسه الى احدى الصحف العربية الدولية غداة سنة على غزو القوات المتحالفة، الاميركية والاوروبية، العراق، ودخولها بغداد في آذار 2003. فالقائد هو أمين عام الحزب الغالب، ورئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، رسمياً و«دستورياً». وهو فعلاً يعلو الدولة وهيئاتها وإداراتها وأجهزتها، وفكرتها إذا جازت العبارة، من طريق حرسه الجمهوري الخاص. ويخوض الحرب الخارجية الاقليمية – وهي سرعان ما انقلبت دولية، من وجه، وأهلية (حين انفجار الانتفاضة «الشعبانية» الشيعية، وقيام شيعة الفرات الاسفل على القوات الصدامية المنسحبة من الكويت)، من وجه آخر – بقواته الخاصة، ويقصي الجيش النظامي عن عمل عسكري وسياسي استراتيجي هو الاقرب الى مقومات كيان الدولة وسيادتها، وأشد القرارات تعريضاً لامتحانها. والحرس الجمهوري، في عراق ذلك الوقت أو في سوريا اليوم أو في ليبيا الاستيلاء القذافي الطويل، ليس قوة خاصة، على معنى اللفظة الدقيق، لا تجنيداً ولا تسليحاً ولا تمويلاً ولا رتباً. فما ينسبه الى الخصوص الرئاسي، ويحمله عليه، هو معارضته بالقوات المسلحة وعمومها، وحملِ القوات المسلحة «الرسمية» والنظامية على كيان منفصل ولا يبعد ان يكون مناوئاً أو منافساً على أضعف تقدير.
العراق مثالاً وحنا بطاطو دليلاً [٣] من الاجتماع العسكري إلى الدولة الحزبية
تاريخ العراق الحديث، في مرآة جامع حنا بطاطو، يشكو، إلى شكواه، كثرة الجماعات وتفرق مقوماتها ومُسْكاتها، عمق الانقسامات وبُعد الهوة في الجماعات كلها، وفي الجماعة الواحدة، وثقل ريع المكانة في توزيع العوائد، وعلاقات التوزيع الغالبة.