العدد ٢٦ - ٢٠٢٠

فايسبوك شو بيعمل بالناس

بِتشرين كنت حاسّة إنّ في شي قوي عم يجمع عدد من الناس، يلّي بعرفهن ويلّي ما بعرفهن، شي بيقوّينا، شي أهمّ من تفاصيل الحياة التافهة. حسّيت حتّى إنّ لازم نستعمل هالسوشل ميديا كمان لنشجّع بعض ونحتفل ببعض وهيك، لأنّ الحياة بتيَئّس كفاية. واكتشفت إشيا بتجنّن عند بعض الناس بعرفهن اجتماعيًّا، وشي نهار بقوّي قلبي وبخبّرهن، وبتشكّرهن عهاللحظات.

بس اليوم عم إكتب عن غير شي... في شي بيلعّي النفس بكل هالقرف يلّي عم إقراه مؤخّرًا من الأصحاب ضدّ الأصحاب (أو حتى بين ناس أنجأ بعرفهن): في كره مخيف أكيد، بس الأسوأ هو شو بيعمله فايسبوك بالناس: شو بتعمل فكرة الجمهور ليلّي بيحسّ حاله جريء يسمّي (أو ليلّي ما بيسمّي متلي هون)، ويلّي بطل بيسبّ، ويلّي كمش التاني بغلطة وليأكّد إنّ هو أنظف بيحكمه\ها بحضورنا. وشو بيعمل وجود الجمهور للإيغو، كيف بتصعب إمكانيّة نتراجع عن كلامنا، وكل ردّ لكومنت فردي هو فرصة خطاب لجمهورنا. وكل لايك بدون حكي هي موافقة 'پاسيڤ-أغرسيڤ' وبيجمّعوا الغولات عند كل فريق. وشو بتعمل الكتيبة، كل واحد ببيته، بالكره... من يلّي قال صرصور ليلّي قال بقرة، ليلّي نشر عرض التاني، ليلّي مسّح فيه الأرض، للبورجوازي أو النخبوي عم يفضح كيف التاني بورجوازي ونخبوي لينضّف حاله من الذنب ويبني روايته عن حاله. شي بيعصّب وبيحزّن وبيدپرس، وبيفرّقنا عن بعض على الجرائم الصغار تبعولنا، يمكن لأن منعرف إنّ مش قادرين على الجرائم والمجرمين الكبار والمليونيرات يلّي حاكمينّا وبسلاحهن كمان...

كل هالانتصارات الصغيرة السخيفة.

كل هالدفاع عن المسبّات وأهمّيتهن بالثورة قال لنستعملهن ضد بعض، ضد يلّي متلي متلك، عم يجرّب يخلّي شوية إحترام لنفسه هو وعم ينجى بهالحياة.

هالمسبّات وَهْم قوّة، وهالاستهداف بالناس بهالطريقة بتلغي كل احتمال حوار وسمَع وحتّى نقد. كل نقد معقول نعمله على أفكار أو تصرّفات أو عن سياسة أي مؤسسة مثلًا، ما بقى ممكن، بيتحوّل لمساهمة بهالحرب الوسخة. ما بقى منحكي أفكار أو سياسات أو مسؤوليات، منقوّص على الناس وهنّي بيدافعوا عن حالهن، والجمهور مجبور يكون مع فلان أو ضد فليتان.

ويلّي بحس حاله معني شخصيًّا من هيدا البوست، ومهتمّ يدافع عن هالتصرّف أو بدّه يطلّع ملفّات، بعطيه\ها رقمي ومنشرب قهوة، ويمكن منصير منفهم شو عايزين نقول لبعض وليه مهمّ، وشو بيصير بدون جمهور.

وأنا متلي متل الكل بهالبلد،

نحنا اولاد هالنظام يلّي بدنا نحاربه، ودقّي يا مزّيكة...

نشر في «فايسبوك» ٢٠٢٠/٢٢/٢

العدد ٢٦ - ٢٠٢٠

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.