التقطتْ لانا هارون الصورة الشهيرة لعشراتٍ من المتظاهِرات والمتظاهرين المتحلّقين حول الطالبة آلاء صلاح، وهي تهتف بنشيد الثورة «حرية طفلة صغيرة» لمروة مأمون.
كان من الواضح منذ نشرها، إضافةً للفيديو الذي سُجل لها أثناء الهتاف، أنّ الصورةَ ستكون أيقونة «اعتصام القيادة العامّة»، لا بل ايقونة ثورة ديسمبر برمّتها، بوصفها تمثيلاً لأبرز ظواهر الحراك وهو المشاركة الطاغيةُ للمرأة السودانيّة بشكلٍ فاعل في الشارع. وهي مشاركةٌ تكشف بوضوح التحوّلَ الطارئ على الأدوار الجندريّة في المجتمع السودانيّ، فلم تعدْ مهيرة بت عبود مجرّدَ شاعرة حماسيّةٍ تهتف وتزغْرد لحثّ الرجال وشَحنهم عاطفيّاً لحظةَ الاشتباك، بل باتت المرأة هي المشاركة والحاشِدة والمحتشدة.
«الصورة تغْني عن ألف كلمة». هذه العبارة - الكليشيه، على تكرارها، تلخّص بصدقٍ أهمّيّة الصوَر الأيقونيّة في جملةٍ من المضامين السياسيّة والاجتماعيّة في سياقٍ جماليٍّ لافتٍ والأهمّ أنّه مثير للانتباه والمناصَرة لمن هم خارج السياق المحلّيّ للحراك الجديد المغاير.
أدناه تنويعات لصورة آلاء صلاح، وقد تمّتْ أيقنتُها تماماً عبر نماذج فنّيّة مختلفة، استغلّتْ إحالاتٍ فنّية عولميّة، كتمثال الحرية، مع تحقُّق الفرادة المحلّيّة في الزيّ النسائيّ المحلّي (الثوب الأبيض وقرط القمر النحاسي).
هذه الأناقة المتعمّدة، واللحظة المواتية والزاوية الأدقّ، هو ما ساهَمَ في تحقيق أيقونةٍ موفّقة للثورة السودانيّة الجديدة، تلفت الانتباه في المنصّات العالميّة للجديد الذي يتخلّق في قلب الخرطوم.
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.