العدد ١٢ صيف / خريف ٢٠١٥

من اشعار الحرب والمجاعة

النسخة الورقية

يا رب اني قاعد كما ترى

وزوجتي قاعدة كما ترى

 

والبطن مني جائع كما ترى

فما ترى يا ربنا في ما ترى؟

(شاعر مجهول)

 

 

عزّت السِّلْعَةُ الذَّلِيلةُ حتَّى

باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما

 

وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كالياقُوتِ

حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما

 

وإن أصاب الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍٍّ

صاحَ مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما

 

أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْضَ

وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا

 

أصْلِحوا أنفُسَاً أضرَّ بِهَا الفقْرُ

وأحْيا بمَوتِها الآثاما

(حافظ إبراهيم)

 

ولقد أذكر منهم مشهداً

هو إرث العار للمستقبلِِ

 

نسوة حول حمار مائتٍ

منذ يوم كاد يبلى او بلي

 

وصغار ينطوي أسمنُهم

طيّك المنديل غب البللِ

 

نهشت أسنانُهم لحمانه

لم تبقي منه غير الهيكل

 

ولكم مرّ بهم جائعٍ

فتمنّى بعض هذا المأكل

(بشارة الخوري - الأخطل الصغير)

 

 

روح (هيكو) من السماء أطلّي

واحملي نسمة الى الأحياءِ

 

هم موتى النفوس موتى الأماني

رغم ما في جسومهم من رواء

 

شارفي حالهم وقولي عزاءً

فعسى بالكلام بعض العزاء

وصفيهم يا روحه فلقد كنت

على الأرض حصة البؤساء

 

نبذتهم اهل الدنى فعساها

لبلاهم ترقُّ أهل السماء

 

كم فتاةٍ كان الحياء حلاها

قبل أن راودته كف الشقاء

 

تبذل العرض وهو جوهرة النفس

رخيصاً حتى بجرعة ماء

 

وتنادي في ساحة الفحش والفسق

على ما بقي لها من حياء

(فوزي المعلوف)

 

 

يا لها نكبة بقومي حلت

أرهقتهم في مدنهم والبوادي

 

كلما جد ما يصورها لي

أو يداني ذكرتها بارتعاد

 

فاق فيها بشدة كل يوم

ما حكوا عن سبع السنين الشداد

 

كل حال أحالها الذعر حتى

أنكرت أخرياتهن المبادي

فعل الجوع في النفوس فعالا

عاد منها الأحرار كالأوغاد

 

آخر الجهد راح ينفقه

المائت في سجدة لذي استبداد

 

لهف نفسي على ألوف توفوا

من جياع النساء والأولاد

 

ورجال دكوا لفرط هزال

وهم قبل ذاك كالأطواد

(خليل المطران)

 

 

وأفجع ماشاهدت في الحرب مرةً

ثلاثة أطفالٍ وبنت ووالده

 

تراموا على الغبراء والثلج فوقهم

تساقط والام الحزينة راقده

 

دنا منهم بعض الكرام فما رأوا

سوى جثث من شدة الجوع هامده

(حليم دموس)

 

 

 

يا تاجرا بدقيقٍ

جعلت قمحك تبرا

 

أبدلته بنفوسٍ

حملتها الضيم قسرا

 

لقد قتلت ألوفاً

جوعاً وعرياً وقهرا

 

النفس ملك إلهٍ

فلا تباع وتشرى

(توفيق حسن الشرتوني)

 

 

العرض بيع به بغير حياءٍ

من أوجه تشكو نضوب الماء

 

والطفل بيع به وما من مشترٍ

يبتاعه بتجارة التعساء

 

والموت متجرٌ يبقبض نفوسنا

فالربح موفورٌ بسوق بلاء

 

والربح في الأسواق أم مديحها

وخسارة الأسواق ام هجاء

 

(عيسى اسكندر المعلوف)

 

رأينا كل محتاجٍ لقوتٍ

يبيع كساءه بيع المذلّه

 

وبعض الناس لم يشفق ولكن

شرى بالدين ما قد بيع قلّه

(عيسى اسكندر المعلوف)

(من مخطوطة «ما رأيت وشاهدت في الحرب الكونية»، لعيسى إسكندر المعلوف)

العدد ١٢ صيف / خريف ٢٠١٥

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.