العدد ١٢ صيف / خريف ٢٠١٥

تقديم

النسخة الورقية

الحراكان العراقي واللبناني ضد الفساد من أبرز الحركات الشعبية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الأخيرة. نخصص لهما افتتاحية العدد وتتولى «من باب أولى» استكمال المعالجة. يكتب ودود حمد معرّفاً الحراك العراقي، قواه والتحديات. وعن الحراك اللبناني، يروي حسان الزين معايشته في الشارع وغرف الاجتماعات. وتكتب سحر مندور من بَعيدها القريب. ويتساءل باسل صالح هل التغيير آت؟ وبمناسبة الحديث عن فضيحة النفايات تكتب جسّيكا خرزيك عن فضحية دفن نفايات كيماوية سامة في الجبل اللبناني خلال الحرب الأهلية. ومع أن المسؤولين عن تلك الفضيحة ــ وهم قادة ميليشيات وسياسيون ورجال أعمال ــ معروفون، فإنهم لم يتعرّضوا لمساءلة أو محاسبة أو عقاب. وتختم فاطمة رضا هذه الزاوية عن الأحداث الجارية بتجفيف صورة الطفل السوري الغريق.
في «الثورات بشبابها» يثير إبراهيم حلاوي مسألة التنظيم في حركات التغيير بوحي من تجارب الشباب في الثورات العربية. وتنشر ساره جمال فصولاً من ليلياتها في صنعاء الواقعة بين مطرقة القصف الجوي للتحالف الحربي على اليمن بقيادة السعودية وسندان مليشيات الهيمنة الحوثية.
في «عوالم في عالم» يحلل نوام تشومسكي الاتفاق النووي الإيراني من خلال ردود الفعل الأميركية عليه. وتعرّف سنثيا كريشاتي بحركة «بوديموس» الإسبانية، إحدى الظواهر السياسية ــ الاجتماعية لليسار الجديد في المتوسط.
بعدما أثرنا عدداً من القضايا المتعلقة بمواجهة زحف المقاولين والمضاربين العقاريين على الأملاك العامة في بيروت، ننتقل في زاوية «الحق في المدينة» لهذا العدد إلى فلسطين مع مقال نقدي ليارا سقف الحيط عن نمط العمارة المتعددة الوظائف الذي يزداد انتشاراً في رام الله، بفلسطين.
تفتتح زاويةُ «أخذ وردّ» سلسلة المقابلات التي ننوي نشرها مع عدد من المثقفين السوريين عن نتاجهم الفكري وعن مواقفهم في الثورة والحرب الأهلية الجارية في بلدهم. ننشر في هذا العدد مقتطفات من مقابلة طويلة مع عزيز العظمة أجراها حمّود حمّود تركّز بنوع خاص على تحليل العظمة للأصولية الجهادية الإسلامية التي يقاربها من زوايا متعددة ومبتكرة.
هل ميشال فوكو ليبرالي؟ هذا هو السؤال الذي تثيره دراسة لأوسكار زامورا في زاوية «فيها نظر» التي تسلّط الأضواء على جانب مغمور من فكر الفيلسوف الفرنسي هو انجذابه إلى النيوليبرالية في أواخر حياته، في محاضرات ألقاها في «كوليج دُ فرانس» العام ١٩٧٩. لم تنشر تلك المحاضرات إلا في العام ٢٠٠٤، لكنها أثارت تجاذبات ونقاشات وسجالات لا تزال مستمرة إلى الآن عن حقيقة موقف فوكو من النيوليبرالية. إلى جانب فوكو، يقدّم فيلسوف فرنسي آخر هو ريجيس دُبريه لمحات موجزة، ولكنها دالة وموحية، عن محطات في مساره السياسي والفكري، ويستعرض آخر مؤلفاته في ثلاث مسائل وثيقة الصلة بالنيوليبرالية هي أيضاً: الإعلام، ودُبريه منشئ عِلم الميديولوجيا، والدين وموقعه من الحياة زمن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومسألة الحدود الوطنية بين الدول. كعادته، يفاجئ دُبريه بمشاكساته والمغايرة والنظر إلى الأمور من زوايا مبتكرة ومفاجئة على الدوام. يتناول موضوع الحدود المشكلات التي تثيرها الهجرة الآسيوية والأفريقية المتصاعدة إلى القارة الأوروبية، وهو موضوع يزداد أهمية مع الزحف الأخير للنازحين السوريين إلى أوروبا بحراً وبراً، فيسعى دُبريه إلى التمييز بين دور الحدود في الحجز من جهة، ودورها في العبور والتفاعل بين الشعوب من جهة أخرى. ويردّ بالمناسبة ذاتها على فكرة شاعت من نمو العولمة تقول بانتهاء الدولة الوطنية.
البصريات في هذا العدد مخصصة لمدينة حلب بين عتمة ونور في مجموعة صور لامعة لمظفّر سلمان بعنوان «من النافذة يأتي الضوء وكذلك الرصاص» يقدّم لها فؤاد فؤاد.
في زاوية الكتب، يراجع صبحي حديدي كتابين جديدين عن الجيل الجديد من العرب في زمن الهجرة والانتفاضات.
ملف العدد مخصص للمجاعة في المناطق اللبنانية خلال الحرب العالمية الأولى، التي حصدت ربع السكان، تفتتحها دراسة للمؤرخ جوزيف معوّض وتليها شهادات معاصرة للخوري أنطون يمّين إضافة إلى قصائد لشعراء ونصوص لأدباء عن تلك الفترة. يثير موضوع المجاعة العلاقة بين الذاكرة والتاريخ، حيث تشجع الأحداث الفاجعة دوماً على التفسير المؤامراتي. لكنه يتعلق أيضاً بالنقل والإبدال في تذّكر حدث معيّن حين يجري استبداله في الذاكرة الجمعية أو الرسمية بحدث آخر، وفاقاَ لمقتضيات الحاضر.
يفتتح ملف المجاعة مساهمتنا في إحياء الذكرى المائة للحرب العالمية الأولى. وسوف ننشر خلال الأعداد المقبلة الوثائق والنصوص والمذكرات والدراسات عن لبنان والمنطقة خلال سنوات تلك الحرب، بما هي حدث تأسيسي في تاريخ المنطقة وعلاقاتها بالعالم. ولا نطمح إلى إلقاء أضواء جديدة على مجريات الحرب وحسب، إنما أيضاً، وخصوصاً، على الأحداث والاتفاقات التي جرت خلالها وتحكّمت ولا تزال، بمصير المنطقة لفترة طويلة من الزمن، بما فيها اتفاقية سايكس ــ بيكو، ووعد بلفور، وفرض الانتدابين الإنكليزي والفرنسي والتجزئة على المشرق العربي، وتشريع الاستيطان الصهيوني ضد إرادة شعبه.
نفتتح قسم «نون والقلم» بفصل خصّنا به إلياس خوري من روايته الجديدة «أولاد الغيتو» التي تصدر قريباً عن دار الآداب. تليه قصيدة «بعلبك» التي كتبتها إتيل عدنان تحية لذكرى مهرجانات بعلبك. ونعرّف أخيراً بشاعرة الحرية الإيرانية فرح فروغ زاد مع مختارات من شعرها بترجمة وتقديم الشاعرة مريم حيدري.
تستقبل «ثقافة الناس للناس» مختارات من أشعار بالعامية المصرية للشاعر زين العابدين فؤاد، يسرّنا أن نضمها إلى نتاج الأشعار بالعامية العربية التي نعتزم الاستمرار في التعريف بها.
يكتب جون برجر، بطريقته المميزة، عن العلاقة بين الغناء والجسد في «نهوند». ويعرّف زياد دلال بـ«الهيب هوب العربي»، صوت التمرّد والسخرية، من خلال أحد أبرز وجوهه، مازن السيّد («الراس»). ونختم العدد بكلمات «هيب هوب» من تأليف وأداء «الراس» وناصر الدين الطفار، ألقيت بمناسبة الحراك الشعبي المستمر في بيروت.
على صعيد آخر، أنجزنا في الفترة الأخيرة تجهيز موقع «بدايات» وهو قابل الآن لاستقبال الاشتراكات والتبرعات، والدفع عبر البطاقة المصرفية. وفتحنا صفحة على «فايسبوك» سوف ننشر فيها كل ما يتعلق بالمجلة، بما في ذلك التعريف بمقالات سابقة. إلى هذا، جمعنا الأعداد العشرة الأخيرة في عبوة واحدة جاهزة للإرسال حسب الطلب إلى عنوان «الإيميل» الخاص بالمجلة.
ابتداءً من هذا العدد نعتزم إطلاق حملة اشتراكات وتبرّعات قصد تأمين ميزانية السنة المقبلة، علماً أن المجلة لا تزال تموّل نفسها عدداً بعدد، ما يرهق كاهل فريقها الصغير ويشغله عن تطوير المجلة وتوسيع مساحات توزيعها واستقطاب العدد المتزايد من الكتاب والقراء لها.
هذه الكلمات بمثابة نداء لنصرة هذا الجهد في الصحافة اليسارية المستقلّة بالقراءة والكتابة والترويج، وأيضاً بالمساهمة في تأمين الحد الأدنى من أجل أن تبقى «بدايات».

العدد ١٢ صيف / خريف ٢٠١٥

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.