العدد الثاني - صيف ٢٠١٢

العنف في الحروب الأهلية:

القبيلة والمقدّس والمعجزة

النسخة الورقية

الى نصري الصايغ

«عبثًا يحاولون التطهّر بأن يتلوّثوا بالدم، مثل رجل بعد أن يستحمّ بالوَحْل يريد أن ينظّف جسده بالوحل! ومَن يلاحظه يفعل ذلك يظنه قد مسّه خبل بالتأكيد!» (هيراقليطس)

يعالج هذا النص عددًا من الاشكال التي يتّخذها العنف كما تجلّى في حروب لبنان الأهلية. يقال ان الحرب لا معنى لها بل لها وظائف. نعالج اولا بعض تلك الوظائف. ونعالج ثانيا الطقوس التي يولّدها العنف الاهلي عندما يقصّر عن هدفه العسكري المباشر ــ تسديد الهزيمة النهائية للعدو ــ فيتمادى زمنا ويروح يتغذى من إحباطاته. ونحلل ثالثا نموذجين من «ابطال» الحروب الاهلية، القنّاص والمنتقم.

العنف والقبيلة

اذا كانت الحروب اللبنانية في احد أسبابها قد نتجت من النزاعات بين الطوائف، فإنها ايضا البوتقة التي تحققت فيها عملية إعادة الانتاج الموسعة للطوائف. في الحروب، تتحول تلك الكائنات العجيبة الى مسوخ حقيقية، علمًا انه في انتاج المسوخ «يوجد الغلط المؤكد والصحيح الممكن»، كما يقول رينيه جيرار1. تستعير الطوائف أعرافَها وقيمها والعَصَب من تكوينات اجتماعية أهلية اكثر عضوية ــ الاسرة والعشيرة والقبيلة ــ لكنها في المقابل، تستمدّ مادتها التعبوية الاضافية من الرموز والصور والمرجعيات الدينية والمذهبية إذ لا معنى للحديث عن «طائفة» اذا لم يرسم الدين والمذهب تخومها. ولما كانت الطوائف قد نخرها التطوّر التاريخي والانقسامات الاجتماعية وغلبة القيم والعلاقات النقدية، فإنها تظهر بما هي مسوخ متعددة الرؤوس تحكمها أعراف وأنماط سلوك متناقضة ومتخلّعة ومنفلتة من أعقلتها، بل قل هي مخبّلة بكل ما للكلمة من معنى.

أ. في البدء كانت الأم

الإهانة الموجهة الى الام هي التي دفعت مروان الى القتل. ابن الموظف الشيعي الصغير من الشياح والأم مسيحية كان له من العمر ١٥ سنة عندما اندلعت الحرب. من اجل إرضاء أمه أراد أن يدرس ليتخرّج طبيبا او مهندسا. صار قاتلا. «حتى القتلة لهم امّهات» هو عنوان قصته. وبامكاننا ان نزيد فنقول: القتلة خصوصا لهم أمهات، تدليلا على العلاقة المميزة التي تربط القاتل بالأم.

عندما تنطلق اولى رصاصات الحرب، يبدأ مروان تدريبه على البندقية. يلتذّ بالرمي مثلما يلتذّ صبي إذ يكتشف الاستمناء. يقول: «انك تصير جسدا واحدا معها [البندقية]... وهي ترتعش تحت إبطك. تهزّك هزًّا... وانت تنعظ معها، ثم تقذف». تفاجئه الام.. فتصفعه: «تبدأ هكذا ثم تنتهي بأن تقتل»2، تقول له عن اللعب بالبندقية كما لو ان أمًا تقول لولدها الُمراهق: إن لم تقلع عن الاستمناء تفقد البصر.

المشهد الذي يدفع مروان الى العنف يتعلّق ايضا بأمه، بل بـ«الأم الجمعية». هو مشهد نساء الشياح مطروحات أرضًا يشخب دمهن وقد اصابتهن قذيفة اطلقوها من «الجهة الثانية». فكّر مروان: انهم يتعرّضون للاضعف في من بيننا والاغلى على قلوبنا:

«اذ يقتلون نساء الشياح فهذا يعني انهم يريدون قتل طائفتنا برمتها. وإذ يأخذون منا الامهات، فإنهم يريدون سلبنا ارضنا ثم يفجّرون منا العائلة، وبعد الامهات يأتي دور الشقيقات ثم دور الاطفال ثم دَورنا جميعا. في كل الاحوال، يستحيل إلا ان نردّ، يستحيل الا ندافع عن انفسنا، الا نشنّ الهجوم المضاد. ينبغي ان نطبق العدالة ونستعرض قوتنا، لنقول لهم اننا لن نستسلم للابادة الجماعية. انها ضرورة حيوية. بل هي واجب»3.

في هذا القول كل عناصر الهذيان القبلي: أم ــ ارض ــ أسرة ــ عرض ــ قوة ــ ذكورة ــ حياة ــ واجب ــ ابادة. اما التخلّع فيكمن في ان الهاذي، وهو ابن الضاحية البيروتية، يستوعب استيعابا ويستعيد على نحو ناقص ومفكك خطابا هو بالدرجة الاولى خطاب الريف.

عندما يعصي الولد امّه فيقتل، تحضنه الام، تغطّيه، مع انه يقتل أبناء جلدتها، المسيحيين في «الجهة المقابلة». «أعرفُ جرائمه»، تقول، «لكنه لا يزال هو مروان بالنسبة لي»4. وهذه الام المسيحية لقاتل شيعي في ضاحية بيروت الجنوبية تردّد «الحِكمة» ذاتها التي ترويها احدى الامهات في رواية نيكوس كازانتزاكس عن الحرب الاهلية اليونانية التي تقول «خير لي ان اكون أمّ قاتل من ان اكون أمّ قتيل»5.

وشفاعة الأم لابنها القاتل ممنوحة للمقاتل العادي مثلما هي ممنوحة للقائد الميليشياوي. هذه صحافية تلفزيونية اميركية، نَصَحها الموساد الاسرائيلي بأن تذهب شمالا وتقابل النجم الصاعد في لبنان، تلتقي بشير الجميّل فتقع في غرامه. تعود الى بيروت لتصوير فيلم عن قائد «القوات اللبنانية» من اجل «تلميع صورته» في اميركا. الفيلم مبنيّ على شاكلة دراما نفسانية (بسيكودراما) على الطريقة الاميركية: بشير يتماهى مع ابيه لكن الاب يؤثر عليه الابن البكر، امين. اما الابن الاصغر فهو حبيب أمه. وعندما تسأل الصحافيةُ الامَّ عما اذا كان لبشير أصدقاء، تجيب الام: «بشير ليس بحاجة الى اصدقاء. لديه أمه».

ما دمنا في مضمار العائلات، جدير بالتذكير هنا ان بشير حقق صعوده السياسي والحزبي بانتهاكه قانون الاسرة البطركية القائم على حق البكورية، اي انه اغتصب السلطة التي تعود «طبيعيا» الى الابن البكر، اخيه أمين، فكان لا بد من ان يقضي الابن الاصغر اغتيالا لكي يستعيد امين الجميل حق البكورية في ترؤس الجمهورية اللبنانية.

ب. الإصابة في العرض

غريبة الحرب النفسانية التي يمارسها الخصوم في الحروب الاهلية. انها لا تروم كسب افراد القوات المعادية الى صف خصومهم ولا حتى إقناعهم بالفرار من ميليشياتهم والانضمام اليهم. والسبب ان المرء لا يغيّر جلده، كما تقول الحكمة القَبَلية و«الدم لا يصير ماء». وما دام لا نية ولا ارادة بل لا حتى امكانية لكسب الآخر، حريّ إصابته باكبر عدد من «الجراح الرمزية».

إصابة «العرض» هي «الجرح الرمزي» الاعمق الذي يبلغه العنف اللفظي. وما دامت الرجولة/الذكورة تتجلى في الدفاع عن العرض، فهي التي ينبغي إستهدافها عند الخصم. ولا غرابة في الامر: هي عملية تجريح تمارسها جميع الجماعات الحربية التقليدية. ذلك ان الاستحواذ على رجولة الخصم جسديا او رمزيا او طقوسيا ممارسة قديمة قدم العالم. لدى بعض القبائل الافريقية، يكون الاستحواذ على رجولة المقاتل العدو، مثلا، بانتزاع كبده بعد قتله والتهامه نيئًا على اعتبار ان الكبد هو مكمن الرجولة. في التعبير الشعبي، عندما يراد التعبير عن ارقى مشاعر الغضب ضد احد يقال: اريد ان اشرب دمه!

في الحروب اللبنانية، مورست عمليات التجريح الرمزية في مبارزات كلامية عنيفة بين المتقاتلين خلال فترات الاستراحة. على طرفي المتراس يستعين المسلحون بمكبرات للصوت وبالهواتف لممارسة عربدات من الشتم والبذاءة يتبادلون خلالها الاهانات والتشهير بالاعراض والتعيير بنقصان الرجولة قبل ان يلجأوا الى استخدام الووكي توكي مع تقادم الحرب تكنولوجيًا، مبدعين في ابتكار الشتائم الاكثر بذاءة في ذلك السباق لاصابة «الآخر» في اعمق أعماق «عرضه» والرجولة6.

ولكن، ماذا عن الجروح الفعلية: هتك الاعراض بالاغتصاب؟ عن حالات الاغتصاب، نعرف القليل. والسؤال: لماذا؟ هل لقلة عدد حوادث الاغتصاب اصلًا، ام بسبب عدم اعتراف الضحايا بها مخافة الفضيحة والعَيب؟ لا يسمح مستوى معارفنا عن هذا الموضوع باكثر من تسجيل السؤال.

د. تدنيس الحمى وتطهيره

«ارضك وعرضك»، يقول العرف القبلي بصدد الاولويات الواجب الدفاع عنها ولو بالتضحية بالحياة من اجلها. وغالبا ما يكون وجود الآخر، الغريب، هو الخطر الابرز الذي يهدد الارض، فيُرى الى وجوده على انه تدنيس لمقدّس هو الارض الاصلية المعرّفة دوما بأنها طاهرة. للحد من تلك التجاوزات، يجري تقسيم البلد الى مجموعة من المعسكرات، من الحمى المقدسة، لا بد من تطهيرها بطرد «الآخر» منها.

الحواجز هي المراكز الامامية للحِمى، حيث يتقرر دخول الاخر او حجزه. على الحواجز، ينبغي الكشف عن الهوية باشكال مختلفة. اولا بواسطة بطاقة الهوية، لكن هذه قد تكون مزورة. في غمرة الجنون الانتمائي، تصير كل علامة مميزة حبلى بالمعاني. فاذا لم يكن الاسم كافيا للكشف عن الهوية، يجري اللجوء الى اللهجة. لكشف فلسطيني ما عليك الا ان تجبره على ان يتلفظ بمفردة «بَنَدُورة». فهو يلفظها بتسكين النون كما لن يلفظها اي لبناني، يقول: «بَنْدُورة». هذا السكون قد يكلف المرء حياته7

pp. 55-63.. من جهة ثانية لم يكن نادرا على حواجز المنظمات الفلسطينية واحزاب وتنظيمات الحركة الوطنية اللبنانية ان يطلب من المرء ان يكشف عن عورته للتأكد من هويته الطائفية باستبيان ما اذا كان مختونا او لا. وفي امتحان آخر، قد يطالَب مَن يدّعي على الحاجز انه مسلم ان يتلو الفاتحة ومن يدّعي انه «من دين عيسى» ان يتلو «أبانا الذي في السموات».

خلال الفترة الاولى من الحرب، ساد خواف الغريب المتسلل الى الحمى. نقلت جريدة «العمل» اخبار مَرَدة سُود يرودون شوارع الاشرفية، قيل انهم صوماليون متطوعون في صفوف التنظيمات الفلسطينية. يبلغ الواحد منهم مترين طولا على الاقل، وله حلقة معدنية في اذنه، فضلًا عن سمرته الداكنة (المصطلح المستخدم هو أنهم «عبيد سود»). بل رُوي ان جثة احد هؤلاء الصوماليين قد وجدت في حديقة عامة في منطقة السيوفي. المفارقة في الامر انه بعد بضعة ايام من إيراد «العمل» هذا الخبر، مع ما رافقه من خَواف وتخويف، اذا الصحيفة الكتائبية ذاتها تنشر في صدر صفحاتها الاولى صورة لمطلع الحرب بين الصومال واوغادين.. فكنت ترى المردة الصوماليين إياهم، في زيّهم العسكري الناصع يُستعرَضون في شوارع موغاديشو، فيما اليومية الكتائبية تكيل المدائح لـ«نضالهم» من اجل «تطهير» اثيوبيا من... الشيوعية!

والحواجز هي ايضا المكان حيث يجري التموّن بالمخطوفين على سبيل الاحتياط، اي بما هو ضمانة لتبادل اسرى لاحق او لكي يكون في متناول اليد ضحية محتملة للانتقام منها إذا وقع قريبٌ او احد ابناء الطائفة ضحية القتل على الهوية.


‫فؤاد خوري «آثار الحرب الأهلية»، بيروت ١٩٩١.

في عرف القبيلة التقليدية، كان اللجوء الى حمى «الآخر» ضمانة لسلامة المرء، حتى لو كان اللاجئ مضرجة يداه بدم احد ابناء القبيلة. «انا دخيلك»، يعلن الدخيل لشيخ القبيلة، وهذا يكفي لكي يعفو عنه ويرعاه بالحماية. في اللهجة اللبنانية، اتخذ هذا المصطلح مع الوقت معنى التوسّل والتضرّع. «انا دخيلك» بمعنى: أستحلفك، أتوسل اليك. وكم مرة استخدم المخطوفون او ابناء المناطق التي جرى اجتياحها هذه العبارة دون ان يخطر في بالهم ان القبيلة «الحديثة» تصمّ آذانها عن تقاليدها القديمة.

اذا كانت القبائل ترفض الدخلاء، فإنها لم تكن ترتضي ان يتجاوز افرادها قواعد التضامن والامتثال للتقاليد، فالخارج عن السرب لا بد من عزله. هؤلاء هم الصعاليك، الذين تنبذهم القبيلة الى ان تطردهم من الحمى او تقتلهم. بداية المعارك ١٩٧٥، هاجمت القوات الكتائبية قرية جاج في جرود جبيل، وهي احد معاقل حزبية ريمون إده، لمعارضة الاهالي فتح مكتب لحزب الكتائب في قريتهم. طوّقت قوات كتائبية القرية، التي لم تكن مسلحة، ثم اقتحمها بضع مئات من المسلحين. جمعوا الاهالي في ساحة الكنيسة واجبروا الشباب بينهم على الركوع ارضا وشَتْم ريمون إده. ثلاثة شبان قبلوا مهانة الركوع لكنهم رفضوا شتم زعيمهم فقتلوا راكعين على مرأى من اهل القرية. هذه العملية التأديبية افتتحتْ تعريفا جديدا لمن هو «الغريب». صار الغريب بعدذاك لا يعرَّف بِناءً على هويتة الطائفية وحدها بل على انتمائه السياسي ايضا. وعندما تسلّمت حركة «امل» السيطرة على بيروت الغربية، اغتيل حسين مروة وحسن حمدان (مهدي عامل) المثقفان الشيوعيان، على يد ابناء جلدتهم في الطائفة الشيعية.

صار القتل واجبا. وصار قتل «الاوباش» بمثابة «مهمة حضارية»، حسب تحريض «حراس الارز»، ابناء الطبقة الوسطى المارونيين الغيورين على امتيازاتهم الطائفية والطبقية الصغيرة. «على كل لبناني ان يقتل فلسطينيا!» كان شعارهم الذي صكّه سعيد عقل. وهو الواجب إياه الذي حدا بالشيخ الدرزي الجليل الى قتل جاره المسيحي، كما في النكتة التي شاعت عقب «حرب الجبل» التي شنّها مسلحو وليد جنبلاط على «القوات اللبنانية» عام ١٩٨٣ وارتكبت خلالها عدة مجازر في حق المسيحيين ادت الى تهجير اكثريتهم من المنطقة. شيخ درزي رأى ابناء طائفته يقتلون المسيحيين ويطرودنهم من قراهم، فقرر قتل مسيحي، اداء لواجبه تجاه الطائفة. لكن اين يجد ذاك المسيحي والعدد كبير من المسيحيين قد لاذوا بالفرار؟ لم يبق غير جاره وصديق عمره الذي لم يفرّ لأنه أمن جيرة الشيخ وصداقته. استدعى الشيخ جاره المسيحي فصعد هذا الى بيت صديقه ولم يصدق ما سمعت أذناه. جاره وصديق عمره «مضطر» لقتله. لم يتزحزح الشيخ الدرزي قيد انملة عن تصميمه على الرغم من توسلات جاره المسيحي مستشهدا بالجيرة الحسنة ومستحلفا بالخبز والملح والعشرة المشتركة بينهما. عبثًا حاول. الواجب هو الواجب. اما الصداقة المديدة وحسن الجوار فقد تشفع بالمسيحي في أمر واحد: «لن اوجعك. هي عقصة دبّور»!

والحمى المقدس عندما يدنّس لا بد من تطهيره. لنتذكر: فكرة «الغريب» يندغم فيها ترفّع ابناء القرية «الاصليين» عن «الَجلَب»، الوافدين من خارج القرية، مع الابوية القبلية تجاه «الدخيل»، ومع الاستعلاء الطبقي تجاه من هم ادنى في المرتبة او الموقع الاجتماعي والثقافي، فضلًا عن غير اللبنانيين. ها هو الاب سمعان الدويهي، نائب زغرتا السابق، يرفع هذا الادغام السهل بين «بؤساء» و«غرباء» الى مصاف العنصرية إذ يعرّف الغرباء بأنهم بالدرجة الاولى الفقراء، فيرى الى أحيائهم على انها بؤر فساد واوبئة تهدد الاسس الاخلاقية والانسانية والروحانية للبنانيين8. «لقّحوا أطفالكم ضد اليسار الدولي»، يقول احد الشعارات التي رفعتها جماعة «حراس الارز» على جدران بيروت الشرقية. وتجرّ الاستعارة الطبية نفسها الى حديثهم عن مخيّم تل الزعتر على اعتبار انه «دمّلة» يجب ان تفقأ بـ«عملية جراحية».

والمداواة والتطهير وجهان لعملية واحدة. ذلك ان الصحيح هو المقدس. ها هو الشيخ الدرزي عفيف بو علوان ينذر مسلحي «القوات اللبنانية» بالاستسلام والقاء السلاح، خلال «حرب الجبل» للعام ١٩٨٣: «سلّموا أسلحتكم، غادروا هذه الارض، لا تدنّسوها، والا فحذارِ!»9. ولا يعرَف الِحمى بالهوية الطائفية وحسب. هناك التعريف القبلي. ينتمي المسلحون الكتائبيون الذين اغاروا على إهدن (وقتلوا النائب طوني فرنجية وأسرته) الى المذهب ذاته الذي ينتمي اليه سكان اهدن وابناء الاسرة المقتولة، الا انهم ينتمون الى العشيرة العدوة. بمناسبة الذكرى الاولى للغارة، يقول الاب يوسف يمّين في القداس الاحتفالي الذي اقيم للمناسبة «جميع الذين دنّسوا اهدن سوف يقتلون، خصوصا ابناء عشيرة الجميّل، واحفادهم لأجيال قادمة، حتى لا يبقى منهم رجل او امرأة»10.

أحيانا كان التطهير يحصل بواسطة الحديد والنار. والمشهد الاكثر تعبيرا هنا هو مشهد مجموعة من المسلّحين الكتائبيين يعزف احدهم على الغيتار ويشربون الشامبانيا حول جثة محترقة على مشهد حيّ الكرنتينا التنكي الفقير تتصاعد منه ألسنة النيران. وقد عرفت الامكنة «الغريبة» المصير ذاته في الحمى المقدسة لهذا الفريق او ذاك: مخيمات الضبية وجسر الباشا وتل الزعتر، حي النبعة في ضاحية بيروت الشرقية، وبلدات الدامور، الجية، العيشية، الخ.

اما الاعجوبة التي أعلنت عقب سقوط حي النبعة فأبلغ تعبير عن انجاز تطهير المكان. نقلت الصحف ان المسلحين الكتائبيين، وهم «ينظفون» الارض من «اعدائهم» الفلسطينيين ــ التقدميين عثروا على كميات من البخور تفترش الارض. تعالت الصيحات بوجود معجزة. واخذت جموع من الناس تتوافد لتشاهد وتشهد.. فها هي الارض ذاتها تعلن اخيرا أن تطهيرها قد تحقق بواسطة اعجوبة. لم يطل زمن الاعجوبة طويلا، فبعد ايام معدودة، تبيّن ان ما حُسِب انه بخور لم يكن الا منتجات كيماوية من مصنع للصابون، استخدمه المسلحون الفلسطينيون لحشو اكياس المتاريس، لفقدان الرمل. غير أن الاثر التطهيري والعجائبي للخبر كان قد فعل فعله وظل الناس يتوافدون لزيارة الموقع لايام عديدة...

لنتذكر أن لممارسة التطهير هذه سابقة شهيرة في الصهيونية، فقد عمّدت عملية احتلال فلسطين والطرد القسري لسكانها وهجرة عرب فلسطين من اراضيهم عام ١٩٤٨ على انها «التطهير العجائبي للارض» حسب تعبير مجلة الجيش الاسرائيلي11.

العنف والمقدّس

أ. تطويب الزعماء المحتجبين

ما إن توفي بشير الجميّل حتى جرى تشبيهه بالسيد المسيح وتطويبه قديسا ابديا. يستعيد الاب سليم عبو حياة قائد «القوات اللبنانية» بما هي مسير يتجه نحو مآله المقدَّر ــ الشهادة، فيتحدث عن الساعات الاخيرة من حياة «الباش» كما لو انها درب الصليب الى الجلجلة التي عليها مشى السيد المسيح:

«ليس صدفة، بالنسبة للشعب المسيحي، ان يموت بشير يوم ١٤ سبتمبر/أيلول، الذي هو «يوم تمجيد الصليب المقدّس»، ولا هو من قبيل الصدفة ايضا انه القى خطبته الاخيرة، ساعتين قبل اغتياله، في «دير الصليب»، حيث تخدم شقيقته الراهبة، ولا هو من قبيل الصدفة في شيء انه تكلم واقفا امام صليب كبير حامل عبارة «بهذه العلامة سوف تنتصر». هذا الطفل مات وله من العمر ٣٤ سنة، وهو تقريبا عمر المسيح عندما صلب»12.

هذه الـ«تقريبا» في المقارنة بين عمر بشير الجميل وعمر السيد المسيح ليست موفّقة، فحسب الرواية الدينية، كان عمر السيد المسيح ٣٣ سنة عندما مات على الصليب، فاذا كان عمر بشير الجميل عند مصرعه هو ٣٤ سنة، فهذا يثبت امرًا آخر أكثر مساسًا بأمور هذه الحياة الدنيا: وهو أن قائد «القوات اللبنانية» لم يكن له الحق في ان يترشح الى الانتخابات الرئاسية وان انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية كان باطلا وغير دستوري. ذلك ان عمر الحد الادنى في الدستور للترشّح الى منصب الرئاسة الاولى في البلاد هو ٣٥ سنة!!

مهما يكن من امر، فإن اختفاء الامام موسى الصدر الملفوف بالغموض في ليبيا في آب ١٩٧٨ يحاكي من عدد من الاوجه حال بشير الجميل، فاذا وجدت لبشير صفات تشبّهه بالسيد المسيح، فإن رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى كان يتمتع بقابلية لمحاكاة من نوع آخر لسبب انتمائه الأسري. فالسيّد اللبناني يملك ما يكفي من الصفات لكي يتماهى مع الامام محمد الذي حقق «غيبته» في العام ٨٧٤. وهذا ما يؤكده مثقف شيعي اميركي من اصل لبناني متحرق لاثبات قوة الجذب والتعبئة التي يتمتع بها الماضي نحو الانجاز المهدوي الخلاصي: «تمتزج سيرة موسى الصدر مع الحساسية الالفية لشعبه، هي الحساسية الالفية لرجل استثنائي سوف يقود التاريخ الى غايته المقدّرة، غاية تتحقق عندما تقضي بذلك المشيئة الالهية. وقد كان هذا كله معطى لموسى الصدر بحكم الطبيعة»13.

والمعطى للإمام اللبناني المغيّب «بحكم الطبيعة» هو انتماؤه المباشر الى سلالة ائمة الشيعة. ذلك ان «الغيبة» تفتتح زمن الانتظار والتوق الى عودة المهدي «يملأ الكون عدلا وسلاما بعدما ملئ جورا وحربا». وسوف يمثّل تسلم الامام الخميني للسلطة في ايران بعد اسابيع من اختفاء الإمام اللبناني دعما لهذا الانتظار ووعدا بعودة المهدي تلك العودة. وإذ طالب انصار موسى الصدر مرشد الثورة الاسلامية بالعثور على الإمام المغيّب واعادته اليهم، اشاع المرشد الروحي الامل بعودة الصدر مرتكزا على انتمائه الاسري تحديدا. وعد بعودة حقيقية تحصل على الطريقة التي بها عاد الجد الاكبر للإمام اللبناني، الامام موسى الكاظم، صاحب «الغيبة الصغرى». فقد سجن هذا الاخير سبع سنوات حسب البعض و١٤ سنة حسب البعض الآخر وعاد اخيرا الى انصاره14.

ب. سلاح المعجزات

خلال حرب ١٩٧٥، وردت عشرات الروايات عن ظهور السيدة العذراء في اماكن متفرقة من المناطق المسيحية، بينها عشرون ظهورًا على الاقل في قضاءي كسروان والمتن. وانتشرت روايات ايضا عن ظهور العذراء في القرى المارونية دير الاحمر ورام وقدّام في البقاع.

على تلة مطلة على زحلة، نصب الاهالي تمثالا ضخما للسيدة العذراء، شفيعة المدينة. واقع الحال ان عبادة العذراء كلية الحضور في اكبر تجمع كاثوليكي في الشرق. يقال عن امرأة جميلة انها تشبه السيدة العذراء؛ ويسمّى مشروب العرق، والزحليون مولعون به اشد الولوع، «دموع العذراء»، وباسم العذراء يحلف الاهالي أغلظ الأيمان او يستحلفون، هلم جرّا. خلال الحرب الاهلية، روي عن سيدة زحلة معجزات عديدة خلال عمليات الحصار المتكررة التي تعرّضت لها المدينة. ظهرت وهي تطوّح بذراعيها طاردة القذائف المتساقطة على المدينة. ولم تكن معجزة العذراء هذه الا نسخة حديثة عما نسب اليها من معجزات سنة ١٨٤٣ حين انقذت المدينة المسيحية الكاثوليكية من هجمة درزية اذ اطلقت طيورا سماوية ذرّت الرمل في عيون المهاجمين. مهما يكن من امر، فهذا يؤكد اتفاق الديانتين على الدور العسكري لطيور الابابيل، سمّي بهذا الإسم او لم يسمّ.

في زغرتا، المشتبكة حينها في حرب مع طرابلس، قبل ان تقع القطيعة الدموية بينها وبين حزب الكتائب، كان المسلحون ينتظمون في تشكيلات قتالية عائلية، تتباهى كل واحدة منها بظهور شفيعها القديّس يقاتل الى جانبها. ويروى ان مسلحي آل كرم كانوا يشاهدون عميدهم يوسف بك كرم طائرا فوق اشجار الزيتون على صهوة حصانه يعضدهم في مطاردة «الاعداء». ولم يكن في امر ظهور الابطال الاسطوريين او القديسين يقاتلون الى صف انصارهم اي غرابة، فخلال الايام الاولى من الحرب العالمية الاولى، تواترت روايات عن مشاهدات مماثلة لدى شعوب اخرى. روى جنود فرنسيون انهم شاهدوا السيدة العذراء وجان دارك، وتحدث جنود انكليز عن مشاهدة القديس يوسف والقديس ميخائيل يقاتلون الى جانب هذا الفريق وذاك.


فؤاد خوري «آثار الحرب الأهلية»، بيروت ١٩٩١.

 

ولم يقتصر «الظهور» على القديسين والابطال الاسطوريين. عرفت الحرب حالات من «الظهور» اكثر معاصرة واكثر «علمانية». ولعل الذروة في مشاهد الانتظار المعاصرة هي السهرات التي كان ينظمها انصار الجنرال ميشال عون في القصر الجمهوري ببعبدا ينتظرون إطلالة القائد من على شرفة القصر، تحييه لافتات جبّارة تصوّره على شاكلة القديس جوارجيوس، شفيع بيروت، والذي تروي الاسطورة انه صرع التنين في الخليج المسمّى على اسمه. آنذاك، كان التنين يتجسّد في النظام السوري.

وقعت آخر حادثة «ظهور» معروف للسيدة العذراء نهاية العام ١٩٨٣ في الشريط الحدودي الذي يسيطر عليه «جيش لبنان الجنوبي» إبان المرض الذي قضى على قائده سعد حداد. شهد منزل رئيس بلدية رميش حينها ظاهرة عجائبية نموذجية، إذ اخذ تمثال العذراء يرشح زيتا خلال شهر. وفي كل يوم، كان جندي من جنود «جيش لبنان الجنوبي» يرد منزل المختار لاخذ قطرات من الزيت العجائبي يمشح بها جبين سعد حدّاد على امل الشفاء. اخيرا، عندما تحوّل الزيت الراشح من تمثال العذراء الى دم وإنقلب التمثال واقعًا من تلقاء ذاته، رأى القوم في ذلك النذير بوفاة الرائد سعد الحداد المحتومة15.

لم تقتصر حالات الظهور العجائبي على المسيحيين، وإن كانت اكثر انتشارا بينهم. سُجّل ظهور الولي يعقوب المنصوري، شفيع قرية السلطان يعقوب السنّية في البقاع الغربي. وسرت روايات عديدة تتحدث عن ظهور ذو الفقار، سيف الامام علي بن ابي طالب، يقود مقاتلي حركة «امل» وحزب الله.

ج. «حرب باردة» حول معجزة

مثّل تطويب الحبيس اللبناني شربل مخلوف قديسا في الفاتيكان في اكتوبر/تشرين الأول ١٩٧٧ مناسبة لكي تعبّر الجماعة الدولية عن دعمها، الخيالي والرمزي، لـ«عودة» السلام الى ربوع لبنان ولانطلاقة عملية الإعمار، والاخيرة ليست اقل خيالية ولا رمزية عن الاولى، فضلًا عن الاحتفال بالوحدة الوطنية والتآخي المستعادين. دار كل هذا حول الجثمان العجائبي للحبيس الشمالي الذي اكتشف ان جثمانه ظل سالما كاملا بعد عقود على وفاته فحقق معجزات عديدة في دير عنايا في جرود بلاد جبيل على مقربة من قرية شيعية.

الظرف مناسب جدا. اننا مطلع عهد الرئيس الياس سركيس الموكل بتحقيق السلام في البلاد بعد اول فترة من فترات الحرب بدعم من سورية وبحضور «قوات الردع العربية» ذات الغالبية السورية. ويصدف انه في يوم التطويب ذاته، في ٩ اكتوبر/تشرين الأول، كان مقدّرا على الجيش اللبناني ان ينتشر جنوبا بناءً على اتفاق وقعه الرئيس سركيس وابو اياد الرجل الثاني في حركة فتح الفلسطينية. تخلّف الرئيس سركيس عن السفر الى روما بسبب تلك المهمة الملحة، واكتفى بترؤس القداس الاحتفالي في دير عنايا. وكان وفد اكليركي قد وصل روما، يرأسة البطريرك الماروني خريش، فيما الوفد الرسمي اللبناني يضم الرئيس السابق للجمهورية شارل حلو، وهو رئيس الفرانكوفونية واول سفير للبنان في الفاتيكان في عهد الاستقلال. وضم الوفد اللبناني وزراء يمثلون الطوائف الست الرئيسية، ونحوًا من عشرين نائبا برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي وشخصيات عده بينها رئيس الجامعة اللبنانية. اما الوفد الكتائبي فقد وصل على حدة، يترأسه بيار الجميل ويضم، في من يضم، ابنه بشير.

المعجزة على كافة الالسنة. لكنها لا تحقق الاجماع حولها. لكل شربله ولكل معجزته. مسيرة كبرى انطلقت من مناطق لبنانية عدة تتجه الى محبس الراهب للدلالة على ان لبنان يتوحد في شربل مثلما شربل توحد بالرب. لكن المسيرة تكاد ان تكون مسيحية صرفة. وكلٌ يشدّ بالمعجزة نحوه ويسيّسها على هواه. المحامي الكتائبي فريد غانم يعلن ان تطويب «قديس لبنان» هو «معجزة القرن». ويستطرد متبهلا الى الله ان يحفظ لبنان «بلدا أبديا ذا رسالة خالدة من القيم والانسانية والحرية» وهذا هو اللبنان الذي يدافع عنه القدّيس وتلك هي المهمة التي يؤديها. ويلتقط بيار الجميل الكرة من محازبه، وهي بعد في الجو، فيعلن ان التطويب يزيده وعيا لمسؤولياته ويلهمه في نضاله لمتابعة رسالته. كأنما الاحتفال هو لتطويب الشيخ بيار لا القديس شربل!!16.

ما من شك في ان المحاولة الكتائبية للاستئثار بالمعجزة تلقى المعارضة مثلما الدعاية الرسمية التي تريد المماهاة بين المعجزة وبين الوحدة الوطنية. ها هو شربل آخر، الاب شربل قسيس، رئيس الرهبانيات المارونية اللبنانية، يدافع عن الطائفية السياسية ضد التجاوزات التي ارتكبها بحقها «السياسيون الكذابون» خدمةً لمصالحهم الخاصة إذ نزعوا عنها كل وظيفتها «التوازنية».

وحده عمر فرّوخ، المفكر العروبي المخضرم، تجرأ على عدم المشاركة في التكاذب الطوائفي الجماعي. رفض اقامة اية صلة بين تطويب القديس شربل وبين تحقيق الوحدة الوطنية. ثم انه كمسلم لا يؤمن بالشفاعة فالله في عرفه ليس بحاجة الى وسطاء. اما عن الوحدة الوطنية، فأصرّ فروخ على انها لن تتحقق من دون تحقيق العدالة الاجتماعية، وتخليص أهالي الجنوب من عذاباتهم وعودة المهجرين الى ديارهم ووقف الهجمات ضد الثقافة العربية التي «أشعّت على العالم بأسره شرقا وغربا» واعتماد سياسة تطبق مبدأ «الغرم على قد الغنم»17.


فؤاد خوري «آثار الحرب الأهلية»، بيروت ١٩٩١.

اما الوجه الاجتماعي للمعجزة فتعهده البابا وصحافي... شيوعي. اخذ سيّد الفاتيكان يبشّر بفكرة تخدمه في معركته مع الشيوعية، وهي العلاقة بين الفقر والايمان، فطفق يتحدث عن البيئة الاجتماعية للقديس وهي أسرة من الفلاحين الفقراء المتواضعين ومن العمال يجمعهم ويحركهم ايمان ساطع. اما على صفحات الجريدة الناطقة باسم الحزب الشيوعي اللبناني، فتضرّع نبيل هادي للرب الاله، بشفاعة القديس اللبناني، ان يعيد ابنه يسوع المسيح الى الارض للاهتمام بالفقراء والمحرومين وأن يطرد الاغنياء والمحتكرين من هيكل الربّ وقد حوّلوه مجددا الى وكر للصوص. ويهيب الصحافي الشيوعي بالسيد المسيح ان يحمل سوطه وينزل الى الارض وينحاز الى المعذّبين، ضحايا الظلمات، الذين يناضلون من اجل الحياة، فيبشّرهم بأن طلوع البشر بات قريبا، وانه قريبا سوف ينفتح طريق العدالة والحياة18.


‫فؤاد خوري «آثار الحرب الأهلية»، بيروت ١٩٩١.‬

  • 1. René Girard, Le Bouc Emissaire. Paris, Grasset, 1982, p.54.
  • 2. Patrick Meney, Même les tueurs ont une mère, Paris, Editions de la table ronde, 1986, pp. 37-38.
  • 3. المصدر ذاته، ص ١٣١.
  • 4. المصدر ذاته، ص ١٣٨.
  • 5. Nikos Kazantzakis, Les frères ennemis, Paris, Plon, 1974.
  • 6. غسان حبال وزينب حسّون، «العنف والانسان»، السفير، ٣ ايلول ١٩٨٥.
  • 7. cf. Samia Naim Sanbar, «Contact d’usage et stratégies de la communication», Peuples Méditerranéens, no. 33, octobre-décembre 1985,
  • 8. وضاح شرارة، السلم الاهلي البارد، هامش الصفحتين ٧٤٠ و٧٤١.
  • 9. Issa Makhlouf, Beyrouth, ou la fascination de la mort, Paris, ed. de la passion, 1988, p. 160.
  • 10. Jonathan Randall, Going All the Way, New York, Random House, 1984, p. 131.
  • 11. cf. Ammiel Alcalay, After Jews and Arabs. Remaking Levantine Culture, Minneapolis and London, University of Minneapolis, 1993, p.220.
  • 12. كما ورد في عيسى مخلوف، ، المصدر المذكور اعلاه، ص ١٥٠. وليسمح لنا بهذه الملاحظة: اذا كان سن بشير الجميل عند وفاته هو ذاته الذي يخبرنا به الاب عبو فهذا يؤكد امرا اكثر دنيوية وهو ان رئيس «القوات اللبنانية» لم يكن له الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية وان انتخابه كان مخالفا للدستور ولاغيا بالتالي. ذلك ان الحد الادنى لسنّ المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية كما يحدد الدستور هو ٣٥ سنة.
  • 13. Fuad Ajamy, The Vanished Imam. Musa al-Sadr and the Shia of Lebanon, Ithaca and London, Cornell University Press, 1986, p. 23.
  • 14. عجمي، المصدر ذاته، ص ١٩٦.
  • 15. «عذراء رميش: الزيت والدم»، الاسبوع العربي، ٢٤ ايلول ١٩٨٤.
  • 16. صحيفة «العمل»، ١٥ ايلول 1977.
  • 17. صحيفة «النهار» ١١ تشرين الاول ١٩٧٧.
  • 18. نبيل هادي، صحيفة «النداء«، ٩ تشرين الاول ١٩٧٧.
العدد الثاني - صيف ٢٠١٢
القبيلة والمقدّس والمعجزة

إضافة تعليق جديد

تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.