عكس ما يعتقد البعض، اللافت في تظاهرات الأسبوع الفائت ليس مشاركة بعض مناصري الأحزاب في التظاهرات، وما تمّ ترويجه من نظريّات مؤامرة من حولها.
قد يكون اللافت عكس هذا.
أي أنّ الثورة، بعد أكثر من ٩٠ يومًا، قد نجحت في «الهيمنة» على معنى الاحتجاج في لبنان، وبالتالي فرضتْ شكلًا ومضمونًا على أيّ نوع من الاعتراض الداخليّ. «الثورة»، قد لا تكون اليوم جسمًا تنظيميًّا متماسكًا، ولكنّها أصبحت العنوان الوحيد لأي نوعٍ من الاعتراض. قد يكون هناك حزبيّون أو موالون لزعيم في التظاهرات، لكنّ اعتراضهم بات محصورًا بالمسار الذي فرضتْه الثورة، انطلاقًا من أرضيّتها السياسيّة.
قد لا تكون الثورة بعدُ مشروعًا سياسيًّا بديلًا، وقد تكون هناك محاولاتٌ لاستغلالها، لكنّها أصبحت اليوم «قواعد لغة» الاحتجاج وقاموسه. أيّ اعتراضٍ بات يمرّ من خلالها، وهذه الضمانة الأساسيّة أمام أيّ محاولةٍ لحرفها.
نشر في «ميغافون» ٢٠٢٠/١٩/١
إضافة تعليق جديد
تهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لكن نطلب من القراء أن لا يتضمن التعليق قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم، وأن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.