حروب الردّة
ما من شك في أن المنطقة شهدت في الآونة الاخيرة تقدماً لافتاً لقوى الردّة المضادة للثورات، وهي ليست «ثورات مضادة»، حسب التعبير الدارج، لأن لا شيء فيها من التغيير أو الثورة، انما هي ردة ضد هذا وتلك.
• للمشتركين فقط. إشترك هنا.
ما من شك في أن المنطقة شهدت في الآونة الاخيرة تقدماً لافتاً لقوى الردّة المضادة للثورات، وهي ليست «ثورات مضادة»، حسب التعبير الدارج، لأن لا شيء فيها من التغيير أو الثورة، انما هي ردة ضد هذا وتلك.
يكرر اللبنانيون التناوب على الغلبة منذ انتقلوا من التجاور إلى التعايش كجماعات تحت سلطة مركزية واحدة. كلما تضافرت معطيات اجتماعية على إشعار طائفة بعناصر القوة والتمكين، نزعت إلى السيطرة على «المجال اللبناني» كله وإخضاعه لمنظومة قيمها وأفكارها ومشروعها السياسي.
باتت دارجة نسبة جماعات مسلحة وسياسية إلى «الفكر التكفيري» وسوق استنتاجات وخلاصات تقوم على الهوية الفكرية الحاملة للإقصاء الكامل للآخر، وصولاً إلى إلغائه الجسدي. ودخل المصطلح حيّز التداول اليومي بين مُتّهِم وبين مُتَّهَم يسعى كل منهما إلى تثبيت وصمة التكفير السوداء على خصمه.